مخاوف الترحيل تدفع بنزلاء سوريين في سجن لبناني لمحاولة الانتحار
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
حاول أربعة رجال سوريين إنهاء حياتهم شنقا في سجن رومية المركزي شرق لبنان، خوفا من إمكانية إعادتهم إلى سوريا، فيما تمضي الحكومة اللبنانية قدما في تنفيذ خطتها الرامية إلى إعادة أكبر عدد ممكن من السوريين.
وأعلن مدير الأمن العام في وقت سابق “انطلاق قافلة سورية قريبا”. وسط ضغوطات يومية يتعرض لها السوريون، مع إطلاق تطبيق إلكتروني يتيح للمواطنين اللبنانيين “التبليغ” عن السوريين والتقاط صور وإرسالها إلى الجهات المختصة.
وتداولت وسائل إعلامية لبنانية أنباء محاولة أربعة سجناء سوريين في أحد أكبر سجون لبنان شنق أنفسهم باستخدام أغطية، وذلك وسط مخاوفهم من أن يتعرضوا للترحيل واحتجاجا على ترحيل أحد أقربائهم إلى سوريا.
ولم تنجح محاولة الرجال بإنهاء حياتهم، إذ تدخلت السلطات في اللحظات الأخيرة ونقلت ثلاثة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي بيان لحوالي ـ 400 معتقل سوري دخلوا لبنان كلاجئين، قال هؤلاء أنهم واجهوا “تهما مختلفة وباطله تحت مسميات عديدة وحجج ضعيفة”، معتبرين أن تسليمهم للسطات السورية يعني الحكم عليهم “بالموت”.
وكان شاب سوري يدعى أنس أقدم على الانتحار في 28 أبريل الماضي، خوفا من أن ترحله السلطات اللبنانية قسرا “بعد تلقيه تهديدات بالترحيل من جهة مجهولة أفادته بأنها ستبلغ مخابرات الجيش اللبناني بمكان سكنه وبوضعه غير القانوني”.
ووثقت منظمة “العفو الدولية” عام 2021، 14 حالة اعتقال للاجئين سوريين على أساس تهم تتعلق بالإرهاب “على أسس تمييزية بما في ذلك الانتماءات السياسية. وفي تسع حالات، اعتُبر مجرد التعبير عن المعارضة السياسية دليلا لتبرير الإدانات بتهم الإرهاب”.
وأطلقت وزارة الداخلية اللبنانية أمس الأربعاء ما أسمته “خارطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين وآلية عودتهم”.
وقال مدير الأمن العام بالإنابة إلياس البيسري، “نعلن أن قافلة من النازحين سَتنطلق قريبا الى سوريا، بالإضافة إلى استمرار المديرية بتقديم التسهيلات والإعفاءات اللازمة للنازحين الراغبين في العودة التلقائية إلى بلادهم، وذلك مباشرة عند المعابر الحدودية”.
وفي تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روى أحد السوريين العائدين إلى سوريا، “أن قوات الأمن التابعة للسلطات المحلية اعتقلته بعنف بمجرد عودته إلى سوريا واقتادته إلى مكان مجهول، حيث ظل معصوب العينين لمدة يومين، كما تعرض للضرب المبرح مراراً وتكراراً”.
والشهر الماضي، أعلن نواب من البرلمان اللبناني ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني خلال مؤتمر صحفي عن إطلاق مبادرة تحت اسم “كل مواطن خفير” وتطبيق “تبليغ” الذي يتيح لأي مواطن “التبليغ عن مخالفات للقانون تحديدا من قبل الموجودين غير الشرعيين في المنطقة”. وبالتالي سيتمكن كل مستخدم لهاتف ذكي التقاط صورة واختيار نوع المخالفة من لائحة التطبيق وإيصالها إلى الجهات المختصة.
آخر تحديث: 7 مارس 2024 - 17:37المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: منظمة العفو الدولية إلى سوریا
إقرأ أيضاً:
مهاجرون في كاليفورنيا يخشون الترحيل بعد تهديدات ترامب
يخشى آلاف العمال المهاجرين الذين يعملون عادة في الحقول بولاية كاليفورنيا الأميركية أن يطردوا بسبب سياسة الهجرة التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ويعمل أكثر من مليوني شخص في حقول بالولايات المتحدة، ووُلد معظمهم في الخارج ويتحدثون الإسبانية، ووصلوا إلى الولايات المتحدة قبل أكثر من 15 عاما، وتقدر الحكومة الأميركية نسبة من ليس لديهم تصاريح عمل بـ42%.
وانتاب معظم العمال الخوف عندما نفذت شرطة الهجرة في يناير/كانون الثاني الماضي عمليات دهم مفاجئة في بيكرسفيلد أهم منطقة زراعية بوسط كاليفورنيا.
وجاءت هذه العمليات لتذكرهم أن البلد الذي وفروا له المزروعات منذ عقود ويعتبره البعض وطنا لهم انتخب شخصا يريد التخلص منهم.
وتقول لورديس كارديناس (62 عاما) -وهي مكسيكية تعيش في فريسنو وسط ولاية كاليفورنيا منذ 22 عاما- "علينا أن نتوارى، لا نعرف ما إذا كانت شرطة الهجرة ستجدنا، لا يمكننا أن نكون أحرارا في أي مكان، لا في المدارس ولا في الكنائس ولا في المحلات التجارية".
وأكدت أن خطاب ترامب المناهض للهجرة يجعل المهاجرين يشعرون بـ"التوتر والحزن والقلق"، مشيرة إلى أنها لم تتوقف عن العمل أثناء جائحة "كوفيد-19″، وقالت "لم نكن خائفين من الوباء، ولكن اليوم الوضع أصبح بالنسبة لنا أسوأ".
الوجه الآخروعلى النقيض مما يروج له ترامب وإدارته يرى أكبر اتحاد للعاملين في الزراعة "يونايتد فارم ووركرز" أن التهديد بالترحيل الجماعي لن ينعكس إيجابا على توفير المزيد من الوظائف للأميركيين وفق ما تعهد به ترامب.
إعلانويرى الاتحاد أن هذا التهديد "من شأنه أن يسبب ضغوطا لخفض الأجور في القطاع بأكمله، وسيضطر المهاجرون غير المسجلين والمهددين بالترحيل إلى القبول بالعمل بأجر أدنى".
وقال المتحدث باسم الاتحاد أنتونيو دي لويرا "إن آلاف الأشخاص يخشون أن يتم ترحيلهم، لدرجة أنهم مستعدون للعمل بأجور أقل بكثير"، مضيفا أنهم "لن يتقدموا بشكوى بشأن أجورهم، وسيؤدي ذلك بالتالي إلى تقليص عدد العمال الأميركيين".
وأشار دي لويرا إلى أن هذا الأمر بالنسبة لأصحاب العمل في القطاع الزراعي "مثالي"، موضحا "لديهم عمالهم، لكن هؤلاء خائفون للغاية لدرجة أنهم لا يعملون على تنظيم أنفسهم ولا يطالبون بزيادة الأجور، حتى أنهم لا يبلّغون عن انتهاكات العمل أو ظروف العمل غير الآمنة".
واعتبر أن الحل الحقيقي هو تسوية أوضاع المهاجرين، موضحا "بمجرد أن نصبح مواطنين أميركيين يمكننا حينها التنافس على قدم المساواة".