نظمت في إطار البرنامج الثقافي للدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية ندوة تحت عنوان «دلالات وجماليات الأزياء في المسرح اليوم»، قدمت ٥ أطروحات مهمة عن منظومة الملابس المسرحية.
أدارت الندوة الباحثة البحرينية زهراء منصور، وتحدث فيها الكويتية ابتسام الحمادي، السورية ريم شمالي، ومن مصر: د.

مروة عودة وإيناس عزت، المغربية سناء الشدال.

في البداية أشارت ابتسام الحمادي إلى أن الأزياء تعدّ عنصراً محورياً ورئيساً للعرض المسرحي، بحسبان ما تحمله من شكل ومضمون يخدم تكامليَّة العرض، وعملها على خلق حالة من الانصهار بين الشخصيَّة المكتوبة في النص وجسد الممثل. 
وأضافت أن مهمة مصمم الأزياء تقوم على فهم المعطيات الفنيَّة والدراميَّة، التي تتجلى من خلال التعامل مع أبعاد الشخصيَّة لتقديم البيئة المتوافقة مع الزمان والمكان، مع مراعاة المدرسة الفنية المعتمدة للعرض المسرحي، سواء أكان واقعيا أو رمزيا أو عبثيا، وما إلى ذلك.
وعلى صعيد آخر، شدّدت المصمّمة مروة عودة على إمكانيَّة نهوض الأزياء المسرحيَّة بأدوار مبتكرة، وأبرزت أهميَّة مراعاة البعد التاريخي والمنحى الفني على نحو يضيف أجزاءً ويضفي زوايا مضيئة.
وأفادت بأنّ الطباعة ثلاثيَّة الأبعاد وفّرت وقتاً وأتاحت خلق هياكل مغايرة لأزياء مختلفة، مع إمكانيَّة استخدام أجهزة الاستشعار والتفاعل في تصميم الأزياء لتنشيط الآثار البصريَّة، عندما يتحرك الممثل أو يجنح لتفعيل تأثيرات صوتيَّة عندما يتحدث.

 كما ثمّنت أدوار البرمجيَّة والروبوتات، وأيّدت تطويع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لإضافة عناصر متحركة وتفاعليَّة، تشمل القطع المتحركة أو الأجنحة أو الأجزاء القابلة للتغيير في الملابس، محيلةً على التفكير خارج الصندوق، على منوال ما اشتغلت عليه إبّان أزمة كورونا، إذ وظّفت الكلمات المستخدمة عالمياً، في تصميم الأزياء والإضاءة، وحرصت على استخدام الخامة لإيصال الفكرة، مثل اعتمادها على معدن الحديد وعلامة الصدأ في تصميم الأحذية، وخلق توليفة للأحزمة وغيرها. 
بينما لاحظت ريم شمالي أنّ فن تشكيل العرض المسرحي يقتضي معرفة بالصور والأحجام والأوزان والأشكال، مبرزةً أهميَّة تضمين الفضاء البصري معاني مضافة إلى النص، وذاك مرهون بالانتصار إلى الانسجام بين سائر العناصر.
وفي مقابل تأكيدها أنّ مفتاح نجاح العرض هو تناغم البنية والمكياج، نوّهت شمالي إلى انتقال تصميم الأزياء إلى طورٍ جرى فيه تحميل الشخصيَّة بعداً إضافياً، لتقديم خيالات جديدة للمخرج، وعدم حصر عوالم تشكيل الأزياء في تطبيقات الحقبة الكلاسيكيَّة.
وألّحت "شمالي" على أنّه لا ينبغي تجريد الزي المسرحي من الدلالة والبعد الذي يتطلبه، مع الحرص على ثالوث الخامة والظل والضوء، ممايزة بين المصمّم القادر على طرح فكرة في قالب جمالي، أما المنفذ فيكتفي بالتشكيل، وكلما كان التنسيق حقيقياً، كلما تحقّق الهدف المشترك.
وتابعت شمالي: «الدلالات المحمّلة للزي لا بدّ أن تعبّر عن فعل الممثل وعمقه، فالزي يمكنه أن يكون مفتاحاً للشخصيَّة، والعمل المسرحي أفضل صيغة تسمح للفنان بتجاوز ذاته»، كما رافعت لتفعيل روح التشاركيَّة طالما أنّها تشكّل أداة نوعيَّة لفهم ذات المبدع.
وفي نفس السياق، أبرزت المصمّمة سناء الشدال من المغرب، أنّ المشهد المسرحي العربي عرف تحولات مهمة في السنوات الأخيرة، عبر دمج الأزياء بشكل فعّال في تشكيل الشخصيات، مسجّلةً أنّ الأزياء مدعوة إلى أن تعكس الأصالة الثقافيَّة والأبعاد التاريخيَّة التي تعبّر عن امتداد الشخصيَّة المسرحيَّة.
وبجانب ملاحظتها أنّ توظيف الأزياء في العروض المسرحيَّة المعاصرة أخذ أنماطاً منوّعة، كاستخدام الأقمشة والإكسسوارات، ذكرت صاحبة تجربة عقدين في مجال التصاميم، أنّ الأزياء أصبحت تلعب دوراً أكبر في إيصال الحمولات الدلاليَّة، وتعزيز المظهر الجمالي للعرض المسرحي.
وثمنت مشاركة مصمم الأزياء اليوم في عروض مسرحيَّة مبتكرة، بعدما صارت الأزياء جزءاً لا يتجزأ من استكشاف مختلف جوانب التجارب المسرحيَّة، بالتزامن مع تعزيز المشهد البصري في ظلّ التطور التكنولوجي المتسارع، ودمج الإضاءة في الأزياء، ما أتاح تحويلها إلى واجهات ديناميكيَّة تفاعليَّة.
وقدّرت أنّ خلق تجارب متعددة أسهم في طمس المسافات بين الأزياء والممثلين وسائر أدوات الديكور، وعدت علاقة مصمم الأزياء بالمخرج المسرحي نقطة فارقة ساهمت في إظهار أهميَّة الأزياء بعدما ظلت مقصورة لفترة طويلة على إلباس الممثلين، حيث صارت تثري الصورة الجماليَّة للعرض تبعاً للنهج التعاوني، وإنشاء سرد مرئي متناغم للعرض المسرحي، وهذا التغيّر ساعد في الارتقاء بالعمليَّة الإبداعيَّة.
من جانبها تطرقت إيناس عزت من مصر، إلى تأثير الأزياء على الممثل، موضّحةً أنّه في المسرح يفرض الزي تعبيرات معينة على الشخصيَّة والجسد، وأقحمت تأثير الأزياء على الممثل سيكولوجياً، في إشارة إلى ما يلفّ عمليَّة التقمص، فإذا ارتدى ممثل زيّ طبيب يختلف عن أي زي ثانٍ، مؤكدة أنّ الأصل في الموضوع يبقى التصديق. 
وقاربت عزت تأثير الأزياء على حركة الممثل، من حيث منحه قوة أكبر، واتكأت على استخدام التقنيات الحديثة في الأزياء من حيث الإضاءة والرسم والتعامل مع فترةٍ بعينها ودراما بنسق ما، مستنتجةً أنّ العلاقة التكامليَّة بين الأزياء والمكياج تكثّف المضمون، وتكفل تغييراً سريعاً على الخشبة. 
وانتهت الندوة بفقرة تكريميَّة، شهدت تقديم أحمد بورحيمة مدير أيام الشارقة المسرحيَّة، شهادات تقديريَّة للمشاركات.

9eeecde6-feb9-4bd6-bf64-5b3beb707a6b 570c4225-7477-45fd-89c7-d6d097aa8f97 b8ec827b-cbdd-4519-8a25-05934b8fb96b b25480fe-40c9-496d-aae7-e60f4c3884d0 de9c49ff-7732-4f78-a022-3222aefa8db3

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتفال تكريم مسرح مهرجان ة المسرحی

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث في مخيم زمزم بالفاشر شمالي دارفور؟

وأشار المصدر إلى أن آلاف النازحين فروا باتجاه مدينة الفاشر مشيا على الأقدام.

بدوره، قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة إقليم دارفور بابكر حمدين إن مدينة الفاشر والمخيمات حولها تتعرض لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الدعم السريع، لافتا إلى أن الأوضاع الإنسانية في عدد من مدن وقرى ولاية شمال دارفور مزرية.

تقرير: ناصر آيت طاهر

14/4/2025

مقالات مشابهة

  • انطلاق التحضيرات الأولى للعرض المسرحي الموسيقي «أم كلثوم» (صور)
  • بالصور.. «الدخان وليلى والزائر» يختتمان عروض الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية
  • السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي تستحدث خدمة جديدة على موقعها الإلكتروني
  • «تقنيات السلامة من الحرائق» في ندوة بالشارقة
  • مصممة الأزياء فريدة تمراز تدافع عن محمد رمضان مرتديا بدلة رقاصة.. ماذا قالت؟
  • الزبير هلال يبهر جمهور الدار البيضاء في عرضه الكوميدي الثاني “الهروي شو” بسينما ميغاراما
  • ندوة بمهرجان الغردقة عن شباب الدراما ومستقبلهم السينمائي
  • ماذا حدث في مخيم زمزم بالفاشر شمالي دارفور؟
  • بنك ظفار يقدم خدمة المساعد الشخصي لزبائن الخدمات المصرفية الخاصة
  • حلقة عمل لتعليم الخياطة النسائية وتصميم الأزياء بجعلان بني بو حسن