إعداد: رومان بروني إعلان اقرأ المزيد

قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية المقررة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران المقبل، أطلقت العديد من الأحزاب السياسية الفرنسية حملاتها لاستقطاب الناخبين وإقناعهم بأهمية هذا الموعد السياسي.  حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) بدأ حملته الأحد الماضي من مدينة مرسيليا (جنوب شرق فرنسا) حيث نظم تجمعا شعبيا شاركت فيه مارين لوبان ورئيس الحزب جوردان بارديلا.

من ناحيته، اختار حزب "النهضة" الذي كان قد أطلقه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون عام 2016 تحت مسمى "الجمهورية إلى الأمام"، مدينة ليل في الشمال الفرنسي لينظم أول تجمع انتخابي في 9 مارس/آذار بمشاركة رئيس الحكومة غابرييل أتال وفاليري هاير التي ستترأس القائمة.

الرئيسة السابقة لحزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف في الجمعية الوطنية مارين لوبان (يسار) ورئيسه وزعيم القائمة الانتخابية الحالية جوردان بارديلا (يمين) 3 آذار/ مارس 2024. © أ ف ب

ويأتي هذا الموعد السياسي "الهام" في وقت تشهد الأحزاب اليمينة المتطرفة تقدما ملحوظا في العديد من الدول الأوروبية. الأمر الذي ينذر بحدوث تغييرات عميقة في صفوف البرلمان الأوروبي الذي يضم 720 عضوا من 27 دولة أوروبية. فعلى سبيل المثال، ألمانيا سيمثلها 96 عضوا، فرنسا 81 وإيطاليا 76. فما هي الرهانات الرئيسية لهذه الانتخابات؟

تقدم كبير لليمين المتطرف والأحزاب المناهضة للاتحاد الأوروبي

سواء كان في فرنسا أو في النمسا أوفي بولندا أو في دول أوروبية أخرى، تشير الاستطلاعات إلى فوز أحزاب اليمين المتطرف في تسع دول. كما ستحتل أحزاب يمينية متطرفة أخرى المرتبة الثانية أو الثالثة في تسع دول أخرى، وفق نفس الاستطلاعات.

اقرأ أيضاهل يغير اليمين المتطرف البناء الأوروبي

وتشير دراسة أجراها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن في حال تحقق هذا السيناريو، فسيرتفع عدد نواب معسكر اليمين المتطرف داخل البرلمان الأوروبي من 127 نائبا حاليا إلى 180 أو أكثر.   

وجدير بالذكر أن ارتفاع عدد النواب من اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي سيكون له تأثير على العلاقات التي تربط الكتل الحزبية اليمينية المتطرفة فيما بينها.

فعلى سبيل المثال، تضم المجموعة الأولى كل من حزب "العدالة والحق" البولندي وحزب "فراتيلي" (إخوة إيطاليا) الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني. في حين تضم المجموعة الثانية كلا من حزب "التجمع الوطني" الفرنسي والرابطة الشمالية الإيطالية بقيادة ماتيو سالفيني، إضافة إلى حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يتزعمه ماكسيمليان كراش.

فيما تشير بعض التوقعات إلى إمكانية حصول المجموعة الأولى من الأحزاب على عدد أكبر من المقاعد لتصبح ربما القوة السياسية الأولى في معسكر اليمين المتطرف بالبرلمان الأوروبي.

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، بلجيكا. 5 حزيران/يونيو 2020 © رويترز

وفي كل الأحوال، سيشهد 9 يونيو/حزيران المقبل عند نهاية عملية فرز الأصوات صعودا قويا لليمين المتطرف في البرلمان الجديد وسيرتفع عدد النواب المناهضين للاتحاد الأوروبي.

من هو التحالف السياسي الذي سيبرز في البرلمان الأوروبي المقبل؟

رغم أن التصويت على غالبية القوانين تتم وفق التحالفات الحزبية، إلا أن البرلمان الأوروبي تسيطر عليه تاريخيا أحزاب الوسط المتكونة من الحزب الشعبي الأوروبي (اليمين) والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين (اليسار) إضافة إلى حزب اليمين الجديد (وسط يمين) الذي انضم إلى هذه الكتلة الحزبية في 2019.

وتمثل هذه الأحزاب الثلاثة 60 بالمئة من مقاعد البرلمان. لكن بات من المؤكد أن هذا التحالف سيفقد عددا كبير من المقاعد لصالح اليمين المتطرف، الأمر الذي سيجعل كفة البرلمان الجديد تميل نحو اليمين.

وإذا تحققت هذه النتائج على أرض الواقع، فسنشهد تشددا كبيرا في سياسات الهجرة. كما سيكون من الصعب على البرلمان الأوروبي فرض عقوبات على بعض الدول الأعضاء التي لا تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة.

ما هو مصير سياسة التحول البيئي؟

الاستمرار في سياسة الانتقال البيئي سيكون مرهونا بالتحالف الذي سيفوز بالانتخابات الأوروبية وبترأس البرلمان. فعلى سبيل المثال، استطاع النواب من أحزاب اليسار والخضر في البرلمان الحالي التصويت من أجل فرض تدابير جديدة للحد من انبعاثات الغازات السامة في حلول 2050. ومن بين هذه التدابير، منع بيع السيارات الحرارية في حلول 2035 ورفع سقف استخدام موارد الطاقات المتجددة.

لكن بعض نواب اليمين أكدوا بأن المفوضية الأوروبية تقدمت سريعا وبعيدا في هذا المجال (مجال البيئة) وفرضت معايير بيئة يصعب التقيد بها لا سيما من قبل بعض الفئات العمالية مثل المزارعين الفرنسيين الذين نظموا الشهر الماضي احتجاجات تنديدا بالقيود البيئة التي فرضها البرلمان الأوروبي عليهم باسم الحفاظ على البيئة. ففي حال فاز معسكر اليمين المتطرف بالانتخابات الأوروبية المقبلة، فهذا يعني بأنه سيضع حدا لهذه السياسة ويلقي جانبا ما يسمى بـ"الصفقة الخضراء الأوروبية".

أوكرانيا، الدفاع الأوروبي المشترك والعلاقات مع روسيا: كيف سيكون وجه السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي؟

تشكيلة البرلمان الأوربي القادم ستؤثر أيضا على مجريات الحرب في أوكرانيا، والعلاقة مع روسيا وعلى مستقبل سياسة الدفاع الأوروبي المشترك وحتى على مسألة إمكانية ضم دول جديدة للاتحاد أو استحالة وصعوبة ذلك. بعض النواب، على غرار رافاييل غلوكسمان من الحزب الاشتراكي يدعون إلى الاعتماد على ما يسميه بـ"اقتصاد الحرب".

زعيمة الحزب الإيطالي اليميني المتطرف "فراتيلي دي إيطاليا" (إخوة إيطاليا)، جورجيا ميلوني وهي تحمل لافتة كتب عليها "شكرا إيطاليا" بعد أن ألقت خطاب النصر في مقر حملتها الانتخابية ليلة 26 سبتمبر 2022 في روما. © أ ف ب

ويأتي هذا في وقت يتهيأ فيه الاتحاد الأوروبي إلى النظر في إمكانية استمرار تقديم المساعدات المالية لكييف أو تقليصها. كما سيطرح موضوع الدفاع الأوروبي المشترك على طاولة المحادثات خاصة بعدما أكد دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستحمي وتدافع عن الدول الأوروبية التي ستدفع لها الثمن.

اقرأ أيضااليمين المتطرف يعزز مواقعه في البرلمان الأوروبي

على الاتحاد الأوروبي أيضا أن يفصل في ملف انضمام كل من أوكرانيا ومولدافيا إلى صفوفه من جهة وفي علاقاته مع روسيا من جهة أخرى. فإمكانية دخول عدد كبير من النواب الموالين لموسكو قد يغير السياسة الخارجية للبرلمان.

في المقابل، لا يتوقع أن يكون لهذه الانتخابات تأثير كبير على الحرب بين إسرائيل وحماس، خاصة وأن البرلمان صادق في 18 يناير/كانون الثاني على قرار يدعو فيه إلى وقف إطلاق نار مشروط.

رومان بروني

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج الانتخابات الأوروبية البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف جورجيا ميلوني المفوضية الأوروبية البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف الاتحاد الأوروبي للمزيد الانتخابات الأوروبية فرنسا الحرب في أوكرانيا روسيا بيئة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات الأوروبیة البرلمان الأوروبی الیمین المتطرف فی البرلمان المتطرف فی

إقرأ أيضاً:

أسواق الأسهم الأوروبية تغلق تعاملات آخر جلسة قبل عيد الميلاد على تباين

الاقتصاد نيوز - متابعة

أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية تعاملات يوم الثلاثاء 24 ديسمبر/ كانون الأول على تباين، في يوم تداول قصير عشية عيد الميلاد.

ارتفع مؤشر Stoxx 600 الأوروبي 0.99 نقطة أو بنسبة 0.20% إلى مستوى 503.90 نقطة في نهاية التعاملات. وكانت أسهم التكنولوجيا من بين تلك التي قادت المكاسب، بعد جلسة تداول قوية يوم الاثنين لأسهم التكنولوجيا المدرجة في الولايات المتحدة.

بينما أغلق مؤشر DAX الألماني الجلسة على تراجع 35.98 نقطة أو بنسبة 0.18% إلى مستوى 19848.77 نقطة.

وصعد مؤشر FTSE 100 البريطاني 34.27 نقطة أو بنسبة 0.42% عند الإغلاق إلى مستوى 8136.99 نقطة.

وزاد مؤشر CAC 40 الفرنسي بنحو 10.37 نقطة أو بنسبة 0.14% عند الإغلاق إلى مستوى 7282.69 نقطة.

أخبار أبرز الشركات والأسهم

استأنفت نوفو نورديسك Novo Nordisk ارتفاعها خلال تعاملات يوم الثلاثاء، وحققت مكاسب 3.77%، وذلك بعد أن تعافت أسهم شركة الأدوية الدنماركية العملاقة من عمليات البيع الكبرى الأسبوع الماضي، والتي أعقبت نتائج مخيبة للآمال من تجربة عقار إنقاص الوزن CagriSema.

وفي مكان آخر من صناعة الأدوية الأوروبية، أعلنت شركة أسترازينيكا AstraZeneca يوم الثلاثاء أنها سحبت طواعية طلبها لتسويق علاج سرطان الرئة datopotamab deruxtecan في الاتحاد الأوروبي. وقالت الشركة إن القرار، الذي اتخذته بالتعاون مع شركة Daiichi Sankyo، المطور المشارك، "كان بناءً على ردود الفعل من لجنة المنتجات الطبية للاستخدام البشري التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية".

في أيلول الماضي، أدت النتائج المخيبة للآمال من التجربة السريرية التي استند إليها الطلب إلى انخفاض سعر سهم AstraZeneca. ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 0.1% في نهاية جلسة الثلاثاء.

في سياق آخر، تواجه شركة Anglo American قضايا قانونية في تشيلي بعد أن رفعت هيئة الرقابة على البيئة في البلاد أربع تهم بيئية ضد الشركة يوم الاثنين. وقد تواجه الشركة غرامة تصل إلى 17 مليار دولار بسبب مزاعم بعدم الامتثال للتصاريح البيئية في منجم النحاس "لوس برونسيز"، وفقاً لبيان هيئة الرقابة على البيئة.

وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم شركة Anglo American إن المنجم يعمل بشكل طبيعي وأن الشركة تعمل مع الهيئة التنظيمية التشيلية لضمان الامتثال.

أغلقت أسهم شركة التعدين العملاقة المدرجة في لندن على ارتفاع بنسبة 2%. قادت أسهم التعدين المكاسب في مؤشر Stoxx 600 يوم الثلاثاء، بعد أن ذكرت وكالة أنباء رويترز أن الصين تخطط لإصدار سندات خزانة بقيمة قياسية تبلغ ثلاثة تريليونات يوان (411 مليار دولار) في العام 2025.

وانخفضت أسهم شركة البناء البريطانية Vistry Group، بنسبة 16% خلال جلسة يوم الثلاثاء، بعد أن راجعت الشركة توقعاتها لنتائج الأعمال للعام بأكمله يوم الثلاثاء، وخفضت 50 مليون جنيه إسترليني من توقعات أرباحها. 

وقالت Vistry إنها تتوقع في الوقت الحالي أن يبلغ صافي ربحها المعدل قبل الضرائب للعام بأكمله حوالي 250 مليون جنيه إسترليني، وعزت الشرطة المراجعة الهبوطية إلى تأخيرات في المعاملات والإكمالات المتوقعة في نهاية العام.

واصلت أسهم شركة المقامرة السويدية عبر الإنترنت Evolution عمليات البيع يوم الثلاثاء، بعد أن هبطت إلى قاع المؤشر الأوروبي يوم الاثنين. وفي الأسبوع الماضي، قالت الشركة إنها وضعت تحت المراجعة من لجنة المقامرة في المملكة المتحدة، بعد أن اكتشفت الهيئة التنظيمية أن ألعاب الشركة يمكن الوصول إليها في بريطانيا من خلال مشغلين غير مرخصين.

مقالات مشابهة

  • نائب سيودّع البرلمان.. تحضير البديل بدأ
  • خطوة أخرى نحو اليمين المتطرف في فرنسا
  • أسواق الأسهم الأوروبية تغلق تعاملات آخر جلسة قبل عيد الميلاد على تباين
  • مفتي الجمهورية: الفقر والجهل والمرض ثلاثية خطيرة تُغذي الفكر المتطرف
  • مرتكب عملية الدهس بألمانيا يرتبط باليمين المتطرف.. فيديو
  • أمين دُور وهيئات الإفتاء: الذكاء الاصطناعي فرصة ‏لتعزيز الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف
  • ارتفاع قياسي في صادرات الأسلحة الأوروبية عام 2023
  • ستة قضاة يؤدون اليمين القانونية أمام رئيس مجلس القضاء
  • الأسهم الأوروبية تفتح على تراجع
  • أمير هشام: أعضاء اتحاد الكرة لديه رغبة في اكتساب الخبرات من الدول الأوروبية