تشارك سلطنة عمان متمثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب للمرة الثانية في بينالي البندقية الدولي للفنون 2024 في دورته الستين الذي يأتي بعنوان "الأجانب في كل مكان" وذلك خلال الفترة 20 إبريل – 24 نوفمبر 2024م. أعلن عن ذلك صباح اليوم برواق عالية للفنون في لقاء إعلامي تحدث فيه الفنانون المشاركون.

ويشارك في المعرض الذي يعد من أهم المحافل الفنية العالمية منذ انطلاقته في عام 1895م، كل من: الفنانة التشكيلية عالية الفارسية القَيِّمَةُ الفنيةُ لجناح سلطنة عمان في المعرض الفني الدولي الستين – بينالي، والفنان التشكيلي الدكتور علي الجابري، والفنان التشكيلي عيسى المفرجي، والفنان التشكيلي أدهم الفارسي، والفنانة التشكيلية سارة العولقية.

حيث يقام المعرض الفني كل سنتين وتعرض كل دولة في جناحها الوطني مجموعة مختارة من أعمال أشهر فنانيها في مجال الفن المعاصر.

وأشارت عالية الفارسية، القَيِّمَةُ الفنيةُ لجناح سلطنة عمان في المعرض الفني الدولي الستين – بينالي، بأن الفنانين الأربعة الذين تم اختيارهم لتمثيل سلطنة عمان في معرض بينالي البندقية الدولي الستين قدموا أعمالا ومساهمات متفردة وجديرة بالثناء لمجتمعاتهم، مما أدى إلى تنشيط المشهد الفني المعاصر في عمان بشكل فعال طوال حياتهم المهنية. ويمتد تأثيرهم إلى ما هو أبعد من مساعيهم الفنية، حيث يعملون كمصدر إلهام للأجيال الجديدة من الفنانين.

وأكد الفنانون المشاركون على أن الوجود في بينالي البندقية شرف وفرصة كبيرين في تمثيل سلطنة عمان، وأشاروا إلى أن مشاركاتهم هي عصارة تجاربهم الفنية التي سيسقطونها على مشاركتهم في بينالي، حيث ستتضمن أعمالهم النحت وأعمالا فنية من الطين، كما سيسلطون الضوء على الطعام وبعض العناصر الثقافية والأزياء والأقمشة، والفيديو آرت.

وعن "ملاذ" الثيمة أو العنوان الذي اتفق الفنانون المشاركون عليه ابتدأ من كونها كلمة شاعرية وموسيقية، جاءت فكرتها من كون عمان ملاذا للكثير من الحضارات والكثير من المغتربين على مر العصور

وتبلغ مساحة جناح السلطنة في هذه النسخة 300 متراَ مربعاً، حيث سيكون جناحا مستقلا وخاصا في موقع متفرد سعيا لمزيد من الانتشار والتأثير العالمي، ويقع بالقرب من ساحة سانت ماركو التاريخية القلب النابض لمدينة البندقية والذي سيتيح للفنانين المشاركين عرض الاعمال الفنية بشكل مستقل ويسهم في تعزيز الظهور الفني العماني عالمياً وتعزيز إبراز الهوية الفنية والثقافية العمانية وتوسيع شبكات التواصل الفني مما يفتح أبواباً لفرص التعاون المستقبلية، ومن المتوقع أن يستقطب الجناح يومياً ما يقارب 2000 زائراً خلال أيام المعرض.

كما ستنفذ سلطنة عمان بالتزامن مع مشاركتها الثانية في البينالي فعاليات وبرامج مصاحبة منها ورش فنية وبرامج تدريبية متخصصة في مجالات الفن المعاصر سيعان عنها تباعا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بینالی البندقیة سلطنة عمان فی بینالی

إقرأ أيضاً:

الشراكات الاقتصادية والإنجاز الدبلوماسي

شهدت بلادنا سلطنة عمان أحداثا وطنية مهمة خلال هذا الأسبوع على الصعيد الدبلوماسي والشراكات الاقتصادية حيث كان الحدث الأول هو زيارة (دولة) التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى مملكة هولندا الصديقة والتي تنتهي اليوم، والحدث الآخر هو نجاح الدبلوماسية العمانية في تحقيق اختراق سياسي مهم من خلال عقد الجولة الأولى من المفاوضات التاريخية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية وسط ترحيب إقليمي ودولي كبير، وأيضا من خلال أصداء إعلامية وصحفية عالمية حيث تصدرت من خلالها تلك المفاوضات في عاصمة الوطن مسقط المشهد الإعلامي، وكانت الخبر الأبرز في الشبكات الإخبارية ووكالات الأنباء والصحف عالميا، حيث يعد ذلك مكسبًا كبيرًا للقوة الناعمة العمانية.

فيما يخص الحدث الأول فقد جاءت الزيارة السلطانية انطلاقا من الجهود المتواصلة لجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في تنويع الشراكات الاقتصادية، وفي مجال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتجارة مع دول العالم في الشرق والغرب، حيث قام جلالته منذ تسلّمه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ بعدد من الزيارات الرسمية للدول العربية الشقيقة وأيضا عدد من الدول في آسيا وأوروبا بهدف تعزيز مجالات التعاون بين سلطنة عمان ودول العالم المختلفة خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري بهدف إيجاد شراكات حقيقية تجعل الاقتصاد الوطني متنوعا ويتمتع بالاستدامة المالية والخروج من الاعتماد على مصدر وحيد كالنفط علي سبيل المثال.

وخلال السنوات الخمس من حكم جلالته تعززت المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الدولي وانخفاض ملحوظ للدين الخارجي وارتفعت مساهمة عدد من القطاعات غير النفطية وتصاعد الناتج المحلي الإجمالي.

كما أن الزيارة السلطانية لمملكة هولندا تعزز من تلك الشراكات خاصة في مجال الطاقة المتجددة وتنشيط الجوانب الاستثمارية والتجارية وقضايا التعليم والتقنية والأمن الغذائي خاصة مع توقيع عدد من البرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم بين مسؤولي البلدين الصديقين، خاصة وأن زيارة الدولة تأتي وسط اهتمام إعلامي هولندي وعماني حيث العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان ومملكة هولندا والتي تعود إلى ٤٠٠ عام تقريبا حيث التواصل البحري والتجاري. وعلى ضوء ذلك تتواصل الزيارات السلطانية والتي تهدف إلى تحقيق الأهداف الوطنية وتنوع الشراكات الاقتصادية، خاصة وأن بلادنا سلطنة عمان تتميز بموقع فريد على البحار المفتوحة وتتميز بالمصداقية ولغة الحوار في علاقاتها الإقليمية والدولية. كما أن جملة من التشريعات والقوانين التي صدرت مؤخرا بمراسيم سلطانية سوف تعزز مناخ جذب الاستثمارات الخارجية، خاصة على صعيد المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وهو أمر حيوي لخلق المزيد من فرص العمل للشباب العماني. كما أن جودة التعليم تعد على جانب كبير من الأهمية في تعزيز القدرة التنافسية علاوة على توطين التقنية الصناعية والاقتصاد الرقمي، كما أن القطاع السياحي يعد من القطاعات الحيوية في مجال التنويع الاقتصادي وجذب المزيد من السياح من أوروبا مثل مملكة هولندا وغيرها من الدول الغربية.

الحدث الآخر الذي شهدته الساحة الوطنية هو عقد الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وسط تفاؤل عالمي وتقدير كبير لجهود سلطنة عمان المخلصة في ضرورة إيجاد حل سياسي بين واشنطن وطهران حول جملة من القضايا المعقدة والتي من أهمها البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. وقد شهد العالم لحظة فارقة خفضت من لغة التصعيد والتوتر وعدم الاستقرار التي سادت الساحة الدولية خاصة التصريحات التي صدرت من واشنطن، ومن هنا تنفس العالم الصعداء من خلال تلك الفرصة التي كان للدبلوماسية العمانية دور كبير في إيجاد مقاربة سياسية واقعية وعادلة من خلال اتفاق موضوعي يجنّب المنطقة والعالم المزيد من التوتر والذي قد يقود إلى صراع كارثي سوف تكون منطقة الخليج العربي ومقدراتها أكبر المتضررين.

ومن هنا جاءت ردود الفعل التي رحبت بالجهد الدبلوماسي العماني المقدر من خلال صدور بيانات الإشادة والترحيب والتفاؤل من عواصم صنع القرار في العالم ومن أهمها بيان البيت الأبيض وعدد من الدول الغربية والعربية ومن المجتمع الدولي، كما تصدرت سلطنة عمان المشهد السياسي والإعلامي من خلال الأخبار والتحليلات السياسية حول جولة المفاوضات الأولى بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في مسقط خاصة وأنها جولة انتهت بشكل إيجابي وهناك الجولة الثانية المقرر لها السبت القادم وسوف تحدد إطار التوافق حول البرنامج النووي الإيراني وجملة من القضايا ذات العلاقة والتي من شأنها التوصل إلى مقاربة موضوعية وتوافق سياسي كما حدث عام ٢٠١٥ عندما تم التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني في فيينا بعد جهود دبلوماسية عمانية ومفاوضات سرية وعلنية تواصلت على مدى سنوات وكانت الجولة قبل الأخيرة قد عقدت في مسقط.

وما أشبه الليلة بالبارحة! كما يقال وها هي الدبلوماسية العمانية تظهر من جديد في وقت حاسم ودقيق، خاصة وأن المنطقة تشهد صراعات وحروبًا حيث تواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين وهناك الأوضاع في اليمن والسودان وسوريا، وعلى ضوء ذلك فإن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني قد يقود إلى حزمة من الحلول السياسية تؤدي إلى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

إن الدبلوماسية العمانية تسجل إنجازًا كبيرًا في سلسلة إنجازات سلطنة عمان الخارجية منذ أكثر من نصف قرن حيث المصداقية وسياسة الحوار التي تؤدي إلى نبذ الحروب والصراعات التي أضرت بمقدرات الشعوب على مدى عقود، كما أن اختيار مسقط لعودة المفاوضات الإيرانية الأمريكية استند إلى تراكم الخبرة الدبلوماسية العمانية وأيضا صدق نواياها والحياد الإيجابي الذي يميزها عند وجودها كطرف يساعد الفرقاء للوصول إلى حلول واقعية بهدف خفض التصعيد والتوتر وإيجاد الحلول ونسج أواصر التعاون بين الدول والشعوب، وهذه فلسفة سلطنة عمان في الممارسة الفعلية حول العلاقات الدولية وتبادل المصالح والمنافع وإقرار السلام الشامل والعادل لكل القضايا الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 640 دار نشر من 34 دولة.. الكشف عن تفاصيل الدورة الـ 29 من معرض مسقط الدولي للكتاب
  • سلطنةُ عُمان تشارك في منتدى الشباب الدولي 2025 بنيويورك
  • سالم القاسمي يفتتح معرض جمعية الإمارات للفنون التشكيلية
  • الشراكات الاقتصادية والإنجاز الدبلوماسي
  • غدًا .. مسرح الإعلام يشهد الكشف عن تفاصيل الدورة 29 لمعرض مسقط الدولي للكتاب
  • سلطنة عمان ومملكة هولندا توقعان 3 اتفاقيات
  • محافظ بني سويف يفتتح المعرض السنوي لمنتجات التعليم الفني بمشاركة 19 مدرسة
  • جامعة نجران تشارك في المعرض الدولي للتعليم
  • فرقة لبان المسرحية تشارك في مهرجان المونودراما الدولي بالفجيرة
  • سلطنة عمان تحصد ميداليات ذهبية وفضية في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025