أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 30800 شخصا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل خمسة أشهر.

وقالت الوزارة “ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي الى 30800 شهيد و72298 إصابة منذ السابع من أكتوبر”، مشيرة إلى أن “الاحتلال الاسرائيلي يرتكب 9 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 83 شهيدا و142 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”.

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة شهرها السادس الخميس، في وقت غادر وفد الحركة الفلسطينية القاهرة دون اتفاق على هدنة يحاول الوسطاء انتزاعها في القطاع المحاصر والمهد د بمجاعة قبل بدء شهر رمضان.

وفي مواجهة الكارثة الإنسانية والخسائر الفادحة بين المدنيين، تأمل الولايات المتحدة وقطر ومصر تحقيق هدنة تتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مقابل إدخال مزيد من المساعدات. لكن الجولة الأخيرة من المباحثات التي بدأت الأحد في القاهرة من دون مشاركة إسرائيلية، انتهت دون التوصل لنتيجة، مع تأكيد الحركة الفلسطينية أن الدولة العبرية لم تلب بعد “الحد الأدنى” من مطالبها.

وقال مسؤول رفيع في حركة المقاومة الإسلامية طلب عدم كشف اسمه إن “وفد حماس يغادر الخميس القاهرة للتشاور، وحتى الآن في انتظار الرد النهائي الرسمي للعدو”، في إشارة الى إسرائيل التي لم تحضر هذه الجولة من التفاوض.

وتابع المسؤول “الردود الأولية (لإسرائيل) لا تلبي الحد الأدنى لمتطلباتنا المتعلقة بالوقف النهائي لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقواته من غزة… وعودة النازحين إلى بيوتهم والبدء في الإغاثة والإيواء والإعمار”.

وكانت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من السلطات في مصر، نقلت في وقت سابق عن “مصدر رفيع المستوى” إعلانه مغادرة وفد الحركة “للتشاور حول الهدنة”، على أن يتم استئناف المفاوضات الأسبوع القادم”، لكن من دون أن يحدد تاريخا لذلك.

وكانت هذه الجولة قد بدأت الأحد.

وأكد المصدر أن “المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك” المتوقع في 10 مارس أو 11 منه.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل، أودى بحياة 1160 شخصا على الأقل استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف 250 شخصا أثناء الهجوم، وفق الدولة العبرية التي تقدر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا.

ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ 2007 وتعتبرها اسرائيل ومعها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منظمة “إرهابية”. وشن الجيش الاسرائيلي حملة قصف رافقها هجوم بري.

وأتاحت هدنة سابقة لأسبوع أواخر نوفمبر، الإفراج عن أكثر من مئة رهينة من الإسرائيليين، لقاء إطلاق سراح أكثر من 200 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

وأكد المسؤول في حماس الخميس أن ما تطلبه الحركة في المفاوضات “هو أيضا مطلب شعبنا بكل مكوناته السياسية والمجتمعية رغم الألم والمعاناة”.

وشدد على أن “العدو يماطل ويتلكأ و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو يضيع فرصة الوصول إلى وقف إطلاق النار وانهاء العدوان بدوافع شخصية وحزبية”.

وأكد “نحن لن نتنازل عما يحقق لشعبنا الأمان والعودة إلى بيوتهم وإطلاق عملية اغاثة وإعمار تلبي احتياجاتهم الأساسية واستعادة القدرة على الحياة في قطاع غزة بعد التدمير الهمجي الذي ارتكبه الاحتلال”.

وترفض إسرائيل هذه الشروط مؤكدة أن هجومها سيستمر حتى القضاء على حماس.وهي تلو ح منذ أسابيع بشن عملية برية في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، والتي باتت الملاذ الأخير لنحو 1,5 فلسطيني نزحوا جراء المعارك والدمار في مناطق القطاع، وفق الأمم المتحدة.

ووفق الأمم المتحدة، باتت المجاعة تهد د 2,2 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، هم الغالبية العظمى من سكان القطاع المحاصر. والوضع خطير بشكل خاص في الشمال، حيث تجعل أعمال النهب والمعارك والتدمير، إضافة الى القيود الإسرائيلية، إيصال المساعدات إلى نحو 300 ألف نسمة عملية شبه مستحيلة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء على منصة إكس إن “هذا الرعب يجب أن يتوقف الآن”، مشددا على أن “وقف إنساني لإطلاق النار لا يمكن أن ينتظر”.

ولا تدخل المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة الا بموافقة إسرائيلية، وغالبيتها عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وتؤكد المنظمات الإنسانية أن كمية المساعدات لا تكفي لسد حاجات سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

ولجأت دول عدة في الأيام الأخيرة، بينها الولايات المتحدة أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في هذه الحرب، إلى إلقاء المساعدات من الجو.

ودعت الصين الخميس إلى “وقف فوري لاطلاق النار” ووصفت الحرب في غزة بأنها “عار على الحضارة”، مجددة موقفها المؤيد لإقامة دولة فلسطينية.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحافيين في بكين “إنها مأساة للبشرية ووصمة عار على الحضارة، حيث اليوم، في القرن الحادي والعشرين، هذه الكارثة الإنسانية لا يمكن وقفها”.

ميدانيا، تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق القطاع، وأدى الى مقتل 83 شخصا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، كما ذكرت وزارة الصحة التابعة لحماس الخميس.

وذكر شهود عيان أن المعارك كانت مستمرة صباح الخميس في شمال القطاع، خصوصا حي الزيتون بمدينة غزة، وفي الجنوب في قرية الشوكة القريبة من رفح، وكذلك في الجزء الغربي من خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع.

وأفادت سلطات حماس بأن الدبابات الإسرائيلية غادرت وسط خان يونس هذا الأسبوع، مخلفة وراءها دمارا هائلا بعد قتال استمر أسابيع.

وأشار الدفاع المدني الى أن “القوات الإسرائيلية دمرت أكثر من 1500 منزل ومبنى وعمارة سكنية ومئات المحلات التجارية بين تدمير كلي أو بأضرار جسيمة”، إضافة الى “كافة شبكات المياه والمجاري والكهرباء والاتصالات والطرق في كافة أحياء وسط مدينة خان يونس التي انسحبت منها الدبابات”.

وذكر مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن “الاحتلال يشن أكثر من من 30 غارة جوية” واستهدف منازل في مناطق مختلفة شمال ووسط قطاع غزة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي “مواصلة عملياته ضد البنى التحتية الإرهابية في خان يونس ووسط قطاع غزة”.

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس وفاة عشرين مدنيا على الأقل معظمهم من الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة “نعتقد أن عشرات الأشخاص يموتون بصمت من الجوع بدون الوصول إلى المستشفيات”.

وأوضح المتطوع بسام الحو لفرانس برس خلال توزيع وجبات على نازحين في جباليا بشمال قطاع غزة “يمكننا البقاء على قيد الحياة لساعات من دون طعام، لكن ليس أطفالنا”. وأضاف “إنهم يموتون ويغمى عليهم في الشوارع بسبب الجوع. ماذا يمكننا أن نفعل؟”.

وإضافة الى إلقاء المساعدات من الجو، يتم البحث في إرسال إمدادات بحرية.

وستزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة ميناء لارنكا في قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب جغرافيا إلى غزة.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي مجددا جلسة مغلقة الخميس لبحث الوضع.

كلمات دلالية إسرائيل المغرب حرب حماس غزة فلسطين مصر

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسرائيل المغرب حرب حماس غزة فلسطين مصر الأمم المتحدة فی قطاع غزة خان یونس أکثر من

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس

تحدثت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأربعاء، عن صعوبات وصفتها بـ"الملموسة" خلال المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مزاعم إسرائيلية عن تراجع حركة حماس عن الشروط التي أدت إلى تجديد جولة المفاوضات الأخيرة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "صعوبات ملموسة تعتري المفاوضات مع حركة حماس بشأن مسار صفقة التبادل، وترفض الحركة تقديم قائمة بأسماء الأسرى الأحياء والأموات الذين من المفترض أن تشملهم المرحلة الأولى من الصفقة".

وأشارت الهيئة إلى أنه عاد مساء أمس الوفد الإسرائيلي، بعد مكوث عشرة أيام في قطر، مشددة في الوقت ذاته على أن المصادر المطلعة تؤكد أن المفاوضات لم تصل إلى "طريق مسدود، وإنما في مرحلة تحتاج لقرارات من المستوى السياسي".

حماس تتجاهل الضغوط
ونوهت المصادر الإسرائيلية إلى أن "حماس تتجاهل ضغوط الوسطاء، وزعيم حماس في قطاع غزة محمد السنوار يعرض مواقع أكثر تشددا من شقيقه يحيى"، مضيفة أن "إسرائيل ستعيد وفدها إذا طرأ تقدم في الاتصالات".

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي، أن "حركة حماس تراجعت عن الشروط التي أدت إلى تجديد مفاوضات صفقة التبادل"، وفق مزاعمه.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لا أحد يعرف ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق أم لا (..)، لقد انسحبت حماس بالفعل من التخفيف الذي أدى إلى استئناف المحادثات، وتطالب مرة أخرى بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب في نهاية الصفقة الشاملة، كشرط لتنفيذ مرحلتها الأولى".



ويرفض نتنياهو وقف الحرب، ويتلاعب الاحتلال الإسرائيلي بالمصطلحات، ويريد أسماه وقف "العمليات العسكرية"، كي يستمر في عدوانه على قطاع غزة حتى بعد انتهاء صفقة التبادل.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه "في أي لحظة قد يكون هناك انفراج، لكن في هذه اللحظة لا يوجد اتفاق، وهناك نقاط خلاف أخرى إلى جانب مسألة إنهاء الحرب"، مضيفا أنه "حتى لو تراجعت حماس فجأة، فإن هناك علامات استفهام حول قدرتها على تسليم الحد الأدنى من الأسرى بالنسبة لإسرائيل، في ظل الضربة التي تلقتها الحركة وقطاع غزة".

ولم يتبق سوى أربعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة، قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب عدة مرات منطقة الشرق الأوسط بحال لم يتم إطلاق سراح الأسرى.

وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق، أنها التقت وفودا من حركتي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأجرت بحثا معمقا لمجريات الحرب الدائرة على غزة وتطورات المفاوضات غير المباشرة مع الوسطاء، لوقف إطلاق النار صفقة التبادل ومجمل التغيرات على مستوى المنطقة.

وقالت الحركة في بيان صحفي، إن "المجتمعين توقفوا أمام معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه والجرائم التي يقوم بها العدو الصهيوني على مدار الساعة، للنيل من صمود شعبنا الأسطوري وثباته في مواجهة مخططات التهجير وجريمة الإبادة الجماعية".

أقرب من أي وقت مضى
وتابعت: "كما قدر القادة عاليا أداء المقاومة وعملياتها النوعية والمشاهد العظيمة لمقاتلينا الأبطال، الذين يوقعون خسائر مادية وبشرية يومية في العدو".

وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف العدوان على شعبنا والمستمر لأكثر من 14 شهرا في ظل تواطؤ دولي مشين، معتبرين أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة.

كما بحثت الوفود آخر التطورات في مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأعرب الجميع عن تقديرهم للجهد المصري في إنجاز هذا المشروع وأهمية البدء في خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة ممكنة.

واتفقت الفصائل الثلاثة على الاستمرار في التواصل للتشاور والتنسيق حول كل المستجدات المتعلقة بالعدوان على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار، وكذلك اللقاء مرة أخرى في أقرب فرصة لاستكمال المطلوب من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • 45399 قتيلاً حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة
  • 3 مجازر آخر 24 ساعة - ارتفاع حصيلة شهداء وإصابات الحرب على غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 45.361 منذ بدء العدوان الصهيوني
  • حماس تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • الاحتلال يتحدث عن صعوبات في صفقة التبادل.. ومزاعم بتراجع حماس
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,338 والإصابات إلى 107,764 منذ بدء العدوان
  • ‏مصادر طبية في غزة: ارتفاع حصيلة الحرب على غزة إلى 45338 قتيلا و107764 جريحا منذ 7 أكتوبر 2023
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة