حرب غزة.. قصف إسرائيلي متواصل ومساعدات في البحر وجوع يهدد حياة الآلاف
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة، بعد 6 أشهر من الحرب، أوضاعًا إنسانية وصحية بالغة السوء، فبينما يتواصل القصف الإسرائيلي، تعطل تل أبيب دخول المساعدات إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم المكتب الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، الأربعاء، إن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 6 أشهر، أودت بحياة نحو 31 ألف فلسطيني، من بينهم 13 ألف طفل، و8900 امرأة، واصفًا ما يجري بأنه يُمثل "حرب إبادة جماعية وحشية وشاملة"، فيما حذرت مديرة الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أزمة "كارثية" في مياه الشرب، بينما أشار مسؤول الفريق الطبي النرويجي الموفد إلى غزة، إلى انتشار العديد من الأمراض المعدية وتردي أوضاع المؤسسات الصحية.
وأشار متحدث المكتب الإعلامي لحكومة غزة، إلى أن هناك 7 آلاف مفقود في خضم الحرب، إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم لا يزال مجهولًا، إضافة أكثر من 71 ألف مصاب.
وأضاف: "تجاوزت أعداد الخسائر البشرية ما بين شهيد وجريح ومفقود الـ100 ألف ضحية، إلى جانب 2600 فلسطيني اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي ولا يزالون في سجونه وفي مراكز التعذيب تحت الضغط النفسي"، واعتبر أن هذه الإحصائيات "صادمة ليس فقط على المستوى الفلسطيني بل على المستوى العالمي أيضًا، إذ تُشكل هذه الأرقام 5% من الفلسطينيين في غزة، ووفق النسبة والتناسب شتُشكل هذه النسبة ملايين الناس في بلدان أخرى".
وأكد الثوابتة،، أن الجيش الإسرائيلي "يواصل غاراته على منازل المدنيين، ويُلوّح باجتياح محافظة رفح التي تضم مليون و300 ألف نسمة، بينهم مليون و200 ألف نازح، وفي الوقت نفسه يدعو جيش الاحتلال المواطنين إلى التوجه لهذه المناطق على اعتبار أنها آمنة، لكن عندما يتوجه الناس إلى هناك يقوم بارتكاب المجازر".
مساعدات إنسانية في البحر
كما تحدث عن عمليات تنفذها بعض الدول لإدخال المساعدات بطرق مختلفة، في إشارة إلى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، وأردف "تجري محاولات كسر هذه المجاعة من خلال إلقاء المساعدات عبر الطائرات لكن بعد مراقبتنا لها وجدنا أن جزءًا منها يقع داخل البحر، وجزء آخر يقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وجزء يقع في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي هنا في غزة. بالتالي حتى هذه المساعدات لا يستطيع الفلسطيني في غزة الحصول عليها، وليس بإمكانه أن يسبح لمسافة كيلومترين داخل البحر للوصول إليها، لأنه سيتجاوز بذلك الحدود الفاصلة ويُعرض نفسه لإطلاق النار".
وأضاف: "لذلك نقول لهذه الدول يجب عليكم فتح المعابر البرية لإدخال أطنان المساعدات المكدسة على الحدود بدل اللف والدوران عبر إلقائها من الطائرات أو المعابر المائية".
وأوضح الثوابتة، أنه يوجد في محافظة غزة ومحافظة شمال قطاع غزة، مليون و700 ألف إنسان، وتشهدان مجاعة بشكل مركز، إذ "يُطبق عليهم جيش الاحتلال الإسرائيلي الحصار، ويُقيم الحواجز العسكرية، ويمنع إدخال المساعدات. وقد نفدت كميات الطحين والأرز منذ شهور عديدة، وما اضطر الناس إلى تناول حبوب وأعلاف الحيوانات، وهذه الأخيرة نفدت بدورها من الأسواق، فتوجه الناس إلى الاعتماد على ما يتوفر من نباتات تنمو في فصل الشتاء".
واعتبر المتحدث باسم المكتب الحكومي في غزة، أن "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة ضد الإنسانية والقانون الدولي، ويستخدم سياسة التجويع بشكل مقصود لتحقيق أهداف سياسية". أزمة مياه الشرب
بدورها، قالت إيناس حمدان مديرة مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقطاع غزة، إن الأوضاع الإنسانية أقل ما توصف به أنها "كارثية".
وتابعت: "الحرب لا تزال مستمرة وأعداد الضحايا، ناهزت الـ30 ألفًا، إضافة إلى آلاف الجرحى، وبنى تحتية مدمرة، ونظام صحي متهالك، وشبح مجاعة يلوح في الأفق، خصوصًا في مناطق غزة والشمال. ومستويات الأمن الغذائي وصلت إلى مراحل خطيرة، في ظل انتشار سوء التغذية بين الأطفال، وتُشير التقارير الأخيرة إلى أن أكثر من 15 طفلًا ماتوا نتيجة الجفاف وسوء التغذية الحاد. وهناك نقص حاد بالمواد الغذائية الأساسية، في حين أننا لا نستطيع إدخال المساعدات بشكل كافي ومنتظم لسد هذه الحاجات غير المسبوقة التي نشهدها".
وبحسب تقارير أصدرتها "الأونروا"، أصبحت ربع الآبار التي كانت تستخدم لاستخراج المياه الصالحة للشرب في غزة، مدمرة بفعل الحرب واستمرار الأعمال العسكرية.
كما أشارت حمدان، "هناك نقص شديد في مياه الشرب، إذ يواجه 90% من السكان خطر الانعدام الغذائي، وتلوث المياه الذي بات تحد آخر لدى السكان، و(الأنروا) ضمن الاستجابة الإنسانية للنازحين في القطاع قدمت حتى الآن 23 مليون لتر من المياه النظيفة، لكنها لا تلبي الحاجة الكبيرة والملحة".
وأضافت: "هناك عائلات نزحت أكثر من 5 مرات خلال الحرب وفقدت كل ما تملك، كما لا يمكنهم توفير ما يسد رمق جوعهم ولا حتى المياه الصالحة للشرب. للأسف يدفع الأطفال الثمن الأكبر في الصراعات المسلحة، وهذه الحرب تخطّت كل التوقعات على صعيد أعداد الضحايا وحجم التدمير، فالمستشفيات مكدسة بالمرضى ويسقط المزيد من الضحايا كل يوم، ما يُشكّل ضغطًا هائلًا على المستشفيات. والأطفال والنساء يُشكلون 70% من الضحايا".
وفي ما يتعلق بإدخال المساعدات الغذائية الأساسية، أوضحت حمدان، أن ذلك من التحديات الأبرز التي تواجه "الأونروا"، لافتةً إلى أن آخر مرة حصلت فيها المنظمة على تصاريخ من إسرائيل لإيصال المساعدات إلى مناطق شمال غزة كانت في 23 يناير الماضي، "ثم توقفت التصاريح لـ5 أسابيع. ومن أصل 35 قافلة سمحت إسرائيل لـ10 فقط بالدخول، وهذه أرقام صادمة في ظل الاحتياجات الهائلة".
وأوضحت: "هناك بالفعل مساعدات تدخل من المعابر، لكنها نقطة في بحر الاحتياجات الكبيرة للسكان، وحتى هذه اللحظة لدينا مليون و700 ألف نازح، إما في مراكز الإيواء التي تديرها الأونروا أو في المناطق المجاورة في رفح وغرب خان يونس والمناطق الوسطى".
أمراض معديةمادس جلبرت، مسؤول الفريق الطبي النرويجي الموفد إلى قطاع غزة، تحدث، عن الوضع المأساوي في القطاع، واصفًا ما يجري بأنه "المجزرة، والتجويع، والعقاب الجماعي الأكبر في التاريخ المعاصر لشعب بأكمله، إذ نرى مشاهد مروعة من تجويع الأطفال الفلسطينيين حتى الموت".
وتابع: "يجب أن نفهم أن هذا الجمع القاتل بين التجويع والأمراض وقلة المياه، يقتل الأطفال والبالغين في غزة مع هذه النية الموجودة من قبل الحكومة الإسرائيلية بدعم من الحكومة الأميركية. أنا كطبيب مصدوم إزاء ذلك، حيث في غزة يعاني 70% من الأطفال تحت سن السنتين من أمراض مثل الإسهال المستمر، ولا يوجد أي مياه نظيفة في غزة، وهذا يعني أن إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة والحكومات الغربية تمكنت من خلق هذا الوضع الذي يُقتل فيه الأبرياء المدنيون".
أما عن أبرز الحالات المرضية والوبائية، فهي كما قال جلبرت "الأمراض المعدية كالتهاب الرئتين ولا سيما لدى الأطفال، والأمراض المنقولة بسبب نقص المياه النظيفة، كالتهاب الكبد، والالتهابات الجلدية، ومجموعة من الأمراض القاتلة على مستوى الجروح، وكل هذه نتيجة الحصار ونقص الدعم الطبي بسبب دمار المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية".
وعن الوضع الصحي في القطاع، أوضح أن هناك "حاجة كبرى" للمستشفيات في مناطق الشمال، حيث لا يوجد أكثر من 3 أو 4 مستشفيات تعمل، وهي بحاجة ماسة إلى إمدادات كهربائية وطبية وغذائية وإلى أطقم، كما أشار إلى أن وجود عدد قليل جدًا من الأطقم الطبية الدولية التي تسمح إسرائيل بدخولهم إلى القطاع، بما لا يتجاوز 12 فريقًا في المناطق الجنوبية في القطاع، لافتًا إلى أنه "محظور من الدخول إلى غزة لأسباب سياسية".
وأردف: "ما لم يتم رفع الحصار وفتح المعابر ووقف الغارات سيكون زملاؤنا في المنظومة الصحية الفلسطينية، عاجزين عن تقديم أي دعم طبي، وسيموت آلاف الأطفال الفلسطينيين".
وشدّد مسؤول الفريق الطبي النرويجي الموفد إلى قطاع غزة، على المطالبة بـ "وقف تام لإطلاق النار، وفتح المعابر للسماح بالأدوية التي ينتظرها الناس"، داعيًا إلى "مساعدة الأبطال الفلسطينيين العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وأضاف: "سئمت حتى العظام من سماع كامالا هاريس نائبة جو بايدن وهي تطالب بوقف إطلاق النار وفتح المعابر. أطالب الرئيس بايدن وأقول له كم من الأطفال اليهود كنت ستقبل بتجويعهم حتى الموت؟ وكم من الأطفال اليهود كنت ستقبل بتجويعهم نتيجة الجوع والأمراض ونقص المياه النظيفة؟. نحن نعرف الجواب ولا طفل واحد. لماذا نقبل برؤية آلاف الأطفال يقتلون من الفلسطينيين؟ هذا تمييز محض".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة القصف الاسرائيلى الجيش الإسرائيلى فلسطين الأمم المتحدة مساعدات انسانية حرب إبادة جماعية أزمة مياه الشرب أمراض معدية قصف إسرائيلي متواصل حرب غزة الاحتلال الإسرائیلی فی القطاع قطاع غزة أکثر من إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: مقتل 74 طفلا في غزة في أول أسبوع من 2025
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" مقتل ما لا يقل عن 74 طفلا وسط العنف المتواصل في قطاع غزة، فقط خلال السبعة أيام الأولى من عام 2025.
وقالت اليونيسف، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء/الخميس، إن "أطفالا قتلوا في عدة أحداث تضمنت خسائر بشرية جماعية، بما في ذلك هجمات ليلية في مدينة غزة، وخان يونس، والمواصي، التي أُعلن عنها من جانب واحد بأنها "منطقة آمنة" في جنوب القطاع. وشهد خر هجوم، والذي حدث أول أمس الثلاثاء، مقتل 5 أطفال في المواصي".
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل "بالنسبة لأطفال غزة، جلبت السنة الجديدة المزيد من الموت والمعاناة من الهجمات والحرمان والتعرض المتزايد للبرد. كان ينبغي التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار منذ مدة طويلة، فالعديد من الأطفال قتلوا وخسروا أحباءهم في هذه البداية المأساوية للسنة الجديدة."
ووفق اليونيسف "يواجه الأطفال أخطارا شديدة إذ يعيش أكثر من مليون طفل في خيام مرتجلة، كما هُجرت أسر عديدة على امتداد الأشهر الـ 15 الماضية. ومنذ 26 ديسمبر الماضي، أفادت التقارير بوفاة 8 أطفال صغار ومواليد جدد بسبب انخفاض حرارة الجسم، وهو أمر يشكل تهديدا رئيسيا على الأطفال الصغار غير القادرين على تنظيم درجة حرارة أجسامهم".
وأشارت: "لقد خرج الوضع الإنساني في غزة عن السيطرة، ويظل عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة غير كاف مطلقا لتلبية الاحتياجات الأكثر أساسية للأسر. وقد انهار النظام العام إلى حد كبير في داخل غزة، ويتم نهب السلع الإنسانية".
وقالت راسل "لقد حذرت اليونيسف منذ مدة طويلة من أن نقص المأوى وشح الأغذية والرعاية الصحية والتدهور الشنيع للصرف الصحي، والآن يضاف إليها الشتاء، تعرض حياة جميع الأطفال في غزة للخطر".
وأضافت أن "المواليد الجدد والأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية مستضعفون بصفة خاصة. يجب على أطراف النزاع وعلى المجتمع الدولي أن يتصرفوا بسرعة لإنهاء العنف، وتخفيف المعاناة، وضمان الإفراج عن جميع الرهائن، خصوصا الطفلين المتبقيين. وتحتاج الأسر إلى نهاية لهذه المعاناة والحسرة اللذين لا يمكن تصورهما".
وناشدت اليونيسف جميع أطراف النزاع أن يفوا بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك إيقاف الهجمات على المدنيين والعاملين الإنسانيين والهياكل الأساسية المدنية، وبتلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، وتيسير إمكانية الوصول الإنساني السريعة والآمنة ودون إعاقة.
وجددت اليونيسف دعوتها إلى "تحقيق تحسين فوري في البيئة الأمنية، بما في ذلك أمن شاحنات توصيل المساعدات، لتمكين عاملي المساعدات من الوصول بأمان إلى المجتمعات المحلية التي كُلفوا بخدمتها"، مؤكدة أن "توصيل المساعدات والإمدادات هو مسألة حياة أو موت لأطفال غزة".