دراسة: المواد البلاستيكية النانوية مرتبطة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية والموت المبكر
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجدت دراسة جديدة أنّ الأشخاص الذين يحملون جسيمات بلاستيكية دقيقة، أو جسيمات بلاستيكية نانوية، في أنسجة شريانهم السباتي كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الموت لأي سبب خلال الأعوام الثلاث التالية من حياتهم، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يحملوها.
ويمكن أن تصبح الشرايين السباتية، التي تقع على جانبي الرقبة، وتحمل الدم إلى الدماغ، مسدودة بلويحات الكوليسترول الدهنية بطريقة مماثلة للشرايين المؤدية إلى القلب، وهي عملية تعرف باسم تصلب الشرايين.
وأفاد رافاييل مارفيلا، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشِرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، الأربعاء،: "حتى الآن، دراستنا تعتبر الأولى التي تربط التلوث البلاستيكي بالأمراض التي تصيب الإنسان".
وقال مارفيلا الذي يشغل منصب أستاذ الطب الباطني ومدير قسم العلوم الطبية والجراحية في جامعة "كامبانيا لويجي فانفيتيلي" بإيطاليا، لـCNN: "يجب تأكيد بياناتنا من خلال دراسات أخرى، وعلى عدد أكبر من السكان".
لكنّه أكّد التالي: "دراستنا تسلّط الضوء بشكلٍ مقنع على وجود المواد البلاستيكية وارتباطها بأحداث القلب والأوعية الدموية لدى مجموعة سكانية متأثرة بتصلّب الشرايين".
مخاطر جزيئات البلاستيك الصغيرةالمواد البلاستيكية الدقيقة عبارة عن شظايا بوليمر يمكن أن يتراوح حجمها من أقل من 0.2 بوصة (5 ملمترات) إلى 1/25000 من البوصة (1 ميكرومتر).
وأي شيء أصغر عبارة عن بلاستيك نانوي يجب قياسه بجزء من مليار من المتر.
ويَعتبر الخبراء المواد البلاستيكية النانوية من أكثر المواد البلاستيكية إثارةً للقلق على صحة الإنسان.
ويمكن لهذه المواد الصغيرة، التي يبلغ طولها 1000 جزء من متوسط عرض شعرة الإنسان، الانتقال عبر أنسجة الجهاز الهضمي أو الرئتين إلى مجرى الدم.
ومن هناك، يمكن للمواد البلاستيكية النانوية غزو الخلايا والأنسجة الفردية في الأعضاء الرئيسية، ما قد يؤدي إلى مقاطعة العمليات الخلوية، وترسب مواد كيميائية معطّلة للغدد الصماء، مثل ثنائي الفينول، والفثالات، ومثبطات اللهب، والمعادن الثقيلة، والمواد المتعددة الفلور (PFAS).
وعُثِر على المواد البلاستيكية النانوية في دم الإنسان، وأنسجة الرئة، والكبد، والبول، والبراز، وحليب الأمهات، والمشيمة.
ومع ذلك، لم تحدد الأبحاث مدى تأثير تلك البوليمرات على أعضاء الجسم ووظائفه حتى الآن.
دراسة فريدة من نوعهافحصت الدراسة الجديدة الأنسجة المأخوذة من شرايين الرقبة لـ257 شخصًا خضعوا لعملية استئصال باطنة الشريان السباتي.
وقال الدكتور أندرو فريمان، مدير قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مستشفى National Jewish Health بمدينة دنفر الأمريكية، غير المشارك في البحث: "إنّه إجراء همجي نوعًا ما، إذ يقوم الجراحون بفتح الشريان السباتي، ويشرّحون حرفيًا جميع الرواسب واللويحات المتراكمة هناك".
وتمكّن الباحثون من الوصول إلى مثل هذه الأنسجة باستخدام المجهر الإلكتروني للبحث عن الجزيئات الدقيقة.
وأفادت الدراسة أنّ الفحص كشف عن "جسيمات غريبة مرئية ذات حواف خشنة" متناثرة في اللويحات، إضافةً لحطام خارجي ناجم عن الجراحة.
وتم العثور على كميات قابلة للقياس من البولي إيثيلين، وهو نوع من البلاستيك الشائع الاستخدام في الأغلفة البلاستيكية، والأكياس البلاستيكية، وحاويات الطعام، والشراب، في أنسجة اللويحات لدى 150 شخصًا في الدراسة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمراض دراسات البلاستیکیة النانویة المواد البلاستیکیة
إقرأ أيضاً:
تساهم بشكل كبير في التلوث البيئي.. تأثير «أكياس الشاي» على صحة الإنسان
كشفت دراسة حديثة، عن تأثير “أكياس الشاي” التجارية على صحة الإنسان.
وقال فريق من الباحثين بالجامعة المستقلة في برشلونة، “إن أكياس الشاي التجارية، المصنوعة من البوليمرات، تطلق ملايين الجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية عند نقعها”.
واضاف الفريق: “تساهم النفايات البلاستيكية بشكل كبير في التلوث البيئي، ولها تأثيرات سلبية متزايدة على صحة الأجيال القادمة”.
وبحسب الدراسة، “تعتبر عبوات المواد الغذائية، بما في ذلك أكياس الشاي، من المصادر الرئيسة التي تساهم في تلوث البيئة بالجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية، كما يعد الاستنشاق والابتلاع الطريقين الرئيسيين للتعرض البشري لهذه الملوثات”.
وبحسب الدراسة، “نجح الباحثون في تحديد وتوصيف الجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية المشتقة من أكياس الشاي التجارية المصنوعة من البوليمرات مثل النايلون-6 والبولي بروبيلين والسليلوز”، وخلصت الدراسة، إلى أن “هذه المواد تطلق كميات ضخمة من الجسيمات عند تحضير المشروب”.
واظهرت نتائج الدراسة، “أن “البولي بروبيلين” يطلق حوالي 1.2 مليار جسيم لكل مليلتر بمتوسط حجم 136.7 نانومتر، بينما “السليلوز” يطلق نحو 135 مليون جسيم لكل مليلتر بمتوسط حجم 244 نانومتر، أما النايلون-6، فيطلق حوالي 8.18 مليون جسيم لكل مليلتر بمتوسط حجم 138.4 نانومتر”.
وبحسب مجلة “ميديكال إكسبريس”، اعتمد الباحثون على “مجموعة من التقنيات التحليلية المتقدمة لتوصيف أنواع الجسيمات الموجودة في التسريب، بما في ذلك المجهر الإلكتروني الماسح (SEM) والمجهر الإلكتروني النافذ (TEM) والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (ATR-FTIR) والتشتت الضوئي الديناميكي (DLS) وتحليل تتبع الجسيمات النانوية (NTA)”.
وقالت الباحثة ألبا غارسيا: “لقد تمكنا من تحديد خصائص هذه الملوثات بشكل مبتكر باستخدام مجموعة من التقنيات المتطورة، وهي أداة مهمة للغاية لفهم تأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان”.
وبحسب الدراسة، “صُبغت الجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية وتم تعريضها لأول مرة لأنواع مختلفة من الخلايا المعوية البشرية لتقييم مدى تفاعلها مع هذه الخلايا وامتصاصها المحتمل”، وأظهرت التجارب أن “الخلايا المعوية المنتجة للمخاط كانت الأكثر امتصاصا لهذه الجسيمات، حيث تمكنت الجسيمات من دخول نواة الخلايا، التي تحتوي على المادة الوراثية”.
وأشار الباحثون إلى أن من “الضروري تطوير أساليب اختبار موحدة لتقييم تلوث المواد البلاستيكية الملامسة للأغذية بالجسيمات النانوية والميكروبلاستيكية”.