د. نواف إبراهيم: داعش بيننا… ما علاقة أوكرانيا!
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
د. نواف إبراهيم تنظيم “داعش” الإرهابي المحظور في روسيا وعدة دول أخرى، يستقر في أوروبا مستغلاً أزمة الهجرة والحرب في أوكرانيا. بينما تساعد أوروبا أوكرانيا في التسليح وتسعير النزاع مع روسيا، يطل الإرهاب برأسه داخل العالم القديم” وبات يرتفع صوت الخبراء بعد إستشعارهم بمدى خطورة انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا”، فبعد سنوات من ظهور التنظيم الإرهابي”داعش” في مناطق مختلفة من العالم بدأها علنا عم 2013 من العراق تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق”، ثم مع إنتقاله إلى الأراضي السورية توسع الأسم إلى “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام” وعلى مدى عقد ونصف تقريبا فرخ ما فرخه من الإرهابيين وجند ماجنده ودمر مادمره في بلدان كثيرة وصل بها إلى أفريقيا وآسيا وإستقر بعضه في أوكرانيا قبل وبعد العملية العسكرية الروسية الخاصة.
اليوم نرى هذا التنظيم الإرهابي الدولي يعود خلسة إلى مسقط رأسه في بعض الدول الأوروبية ، التي لا أحد عاقل يتمنى أن تشرب شعوبها من الكأس الذي سقته قياداتها لعديد من شعوب العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط ودعمته ومولته ودربته ونظمته وسلحته وسمته الحراك السلمي أو المعارضة المسالمة، ومسميات لاتعد ولا تحصى ظهرت في وقت لاحق على حقيقتها وأيديها ملطخة بدماء المدنيين والأبرياء . هذا ليس تعد ولا إتهام زوراً وبهتانا وإنما الحقائق والوقائع باتت ظاهرة كعين الشمس وأكثر، بأن الغرب الجماعي إستخدمها وإستقدمها وهو يعي تماماً خطرها، الذي حذر منه كثير من زعماء وقادة الدول ومنهم الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن هذا الشر سيعود يوماً بشره إلى من يحميه ومن كان وراء تفشيه في العالم ، وهاهو بالفعل حدث ويحدث وسيجدث مستقبلاً . وبناء على ماتقدم نرى أن مايجري حاليا في أوروبا من مطاردات وإعتقال إرهابيين تابعين للتنظيم الإرهابي الدولي”داعش” تدل على أن هذا التنظيم تسرب وتغلغل في أوروبا كلها مستغلاً الأحداث والهجرات والنزوح بفعل الحروب التي إفتعلتها ماكينات إدارته وإستثماره الغربية وهاكم بعض الأدلة والتفاصيل الدامغة التي تنذر بما لايحمد عقباه في أوروبا وخاصة في ظل الأوضاع الإجتماعية والداخلية المتوترة فيها في الوقت الحالي . وعليه فإنه منذ وقت قريب أعلنت أجهزة المخابرات البولندية ، إعتقال أحد مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة فروتسواف، كان يعد لشن هجوم إرهابي في البلاد. خلال تفتيش منزل المشتبه به والبالغ من العمر 18 عامًا، عثرت قوات الأمن على مواد دعائية لتنظيم “داعش” الدولي الإرهابي،من بينها خطابات لأبو بكر البغدادي وزعماء القاعدة كأسامة بن لادن وأنور العولقي. كما تم مصادرة مكونات تصنيع العبوات الناسفة.وبحسب المحققين، فإن أحد مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية كان يحضر لهجوم على مركز للشرطة في جنوب غرب بولندا باستخدام حزام ناسف. وكالات الاستخبارات البولندية زعمت أن المشتبه به إعتنق الإسلام وأصبح متطرفًا في عام 2022. وعلى شبكة التواصل الإجتماعي تعرف على مجموعة من الأشخاص ذوي التفكير المماثل، وأن منسقا يتحدث اللغة الروسية إتصل به و قام بتزويده بتعليمات لصنع العبوات الناسفة وقدم له نصائح حول كيفية اختيار الأهداف. هذا المعتقل يواجه عقوبة تصل إلى عشر سنوات في السجن.
على الجانب الآخر اعتقلت وكالات المخابرات الألمانية سبعة أجانب يشتبه في أن لهم صلات بتنظيم الدولة الإسلامية. جرت العملية في 6 يوليو 2023 في شمال الراين – وستفاليا. وكان من بين المعتقلين مواطن من تركمانستان وثاني من قيرغيزستان وخمسة مواطنين آخرين من طاجيكستان. وبحسب المحققين ، فإن المشتبه بهم كانوا يخططون للقيام بهجمات إرهابية في البلاد. ,انهم حددوا فعلياً هدفاً غير مسمى ، وكانوا يحاولون الحصول على أسلحة لتنفيذ الهجوم،كما قام المعتقلون بجمع الأموال وإرسالها إلى ممول الجماعة في الخارج. وفي هولند اعتقلت قوات الأمن طاجيكيين آخرين مرتبطين بخلية ألمانية تابعة لداعش. في وقت كان المشتبه بهم يستعدون لتنفيذ هجوم إرهابي. وهنا يشار إلى أن جميع المعتقلين دخلوا ألمانيا من أوكرانيا بعد بدء عملية العملية العسكرية الروسية الخاصة في نهايات شباط وبداية شهر مارس آذار 2022.وفي الحقيقة كان العديد من المحللين والمتابعين والخبراء قد تحدثوا منذ زمن طويل عن أن أوكرانيا باتت مرتعاً للعصابات الإرهابية والإجرامية الذين يطلق عليهم غالبا بالجهاديين بما في ذلك مسلحوا تنظيم “داعش” الإرهابي من كل أنحاء العالم بتواطؤ من السلطات المحلية . أما في 18 يونيو- حزيران الماضي 2023 فقد إعتقلت أجهزة المخابرات التركية في اسطنبول أجنبيًا يشتبه في علاقته بما يسمى ب “الدولة الإسلامية” كان يحضر لهجوم إرهابي ، وخلال تفتيش منزل المعتقل ، عثرت قوات الأمن على مواد دعائية للتنظيم الإرهابي الدولي “داعش”وأسلحة ومواد لصنع العبوات الناسفة. وأفاد المحققون بأن أحد أنصار المجموعة خطط لهجوم إرهابي في مكان مزدحم بالناس في المدينة.
اما في النمسا، اعتقلت وكالات المخابرات ثلاثة يشتبه في صلتهم بالدولة الإسلامية ويستعدون لهجوم إرهابي. خلال عمليات تفتيش في منازل المعتقلين، صادرت الأجهزة الأمنية مستوعبات الكترونية تحتوي على مواد دعائية لتنظيم الدولة”داعش” ، فضلاً عن البارود والأسلحة النارية. وتتراوح أعمار المشتبه بهم بين 14 و 20 عامًا. وفقًا للمحققين ، فقد خطط أنصار التنظيم الإرهابي الدولي لشن هجوم على المشاركين في مسير للمثليين ، تم تنظيمه في 17 يونيو- حزيران الماضي في فيينا. في تركيا أيضا ، خلال عمليات أمنية خاصة، اعتقل أربعة من مقاتلي الدولة الإسلامية. في اسطنبول. وكان من بين المعتقلين ما يدعى بالقاضي الشرعي للجماعة في الموصل. ووفقًا لقوات الأمن ، فقد أمر هذا القاضي في عام 2016 بإعدام كل من إعتبر أتباع تنظيم الدولة مجرمين، وأعدم أشخاصا يعملون لصالح معارضي تنظيم الدولة الإسلامية حسب زعمه. في بريطانيا أيضا حكمت محكمة بريطانية على مراهق بالسجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي لصالح الدولة الإسلامية. تمكن التحقيق من إثبات أنه في بداية عام 2022 ، خطط ماثيو كينج البالغ من العمر تسعة عشر عامًا لشن هجوم على القوات المسلحة أو الشرطة في لندن. ولتنفيذ الخطة ، قام الشاب بزيارة مركز الشرطة والثكنة العسكرية عدة مرات في الجزء الشرقي من العاصمة البريطانية للأستكشاف. و كان يخطط بعد الهجوم للإنتقال إلى سوريا والمشاركة في القتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية. والدة كينغ هي من ساعدت السلطات الأمنية في الكشف عن خطط ولدها الإجرامية، بعد أن لاحظت نشاطه المشبوه على الشبكات الاجتماعية وأبلغت الجهات الأمنية المختصة بذلك. سجل كينج مقاطع فيديو لمعركة بالاكلافا” معركة بالاكلافا هي جزء من حرب القرم التي بدأت عام 1853 وانتهت عام 1856 بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الروسية” ، وشاهد دعايات التنظيم ، وتواصل أيضا بنشاط مع مؤيدي تنظيم “داعش” في غرف الدردشة ،وهناك شارك خططه.
بينما اعتقلت أجهزة المخابرات الإيطالية مؤيدًا صغيرًا للدولة الإسلامية. وجرت العملية منذ وقت قريب جداً”منذ إسبوعين أو أقل” في إقليم بيرغامو. وأفاد مسؤولون أمنيون أن الشاب كان يخطط لهجوم إرهابي باستخدام العبوات الناسفة. وخلال تفتيش منزله ، عثر ضباط إنفاذ القانون على مواد دعائية من بينها مقاطع فيديو لعمليات إعدام نظمها تنظيم “داعش” ، وتعليمات حول كيفية التعامل مع الأسلحة وطرق صناعة العبوات الناسفة. ووفقًا للمحققين، شارك القاصر بنشاط هذه المعلومات عبر الإنترنت مع مؤيدي مكاتب تحويل الأموال في بلدان أخرى وشجعهم على ارتكاب هجمات إرهابية.و بالتزامن مع الاحتجاز في إيطاليا ، تم تنظيم مداهمات وعمليات إعتقال في بلدان أخرى في أوروبا والولايات المتحدة ، حيث تم اعتقال العديد من الشباب الذين ارتبطوا بالهجمات الإرهابية الإيطالية والمخطط لها معًا. وتعتقد الأجهزة الأمنية أنها كشفت خلية ما يسمى “الذئاب المنفردة”. وفي وقت لاحق أعلنت أجهزة المخابرات التركية عن اعتقال اثني عشر شخصا يشتبه بصلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية. في اسطنبول وقونية وأنطاليا. وكان من بين المعتقلين مواطنون من كازاخستان وروسيا وأذربيجان. وبحسب مسؤولين أمنيين ، أطلق المشتبه بهم على أنفسهم “جماعة التقوى” وكان لهم صلات وثيقة بخلايا داعش في سوريا. قدم المعتقلون الدعم اللوجستي للجهاديين، ونظموا التجنيد وأرسلوهم إلى منطقة الحرب، كما قدموا المساعدة لعائلات المسلحين. وفق الأمن التركي فقد كان الأذربيجاني المعتقل، مسؤولاً عن تنظيم أنشطة مكتب تحويل الأموال في أذربيجان.
في الولايات المتحدة ، حُكم على مواطن من أوزبكستان بالسجن مدى الحياة بثمانية أحكام بالسجن مدى الحياة لارتكابه هجومًا إرهابيًا نيابة عن الدولة الإسلامية. وطالبت النيابة بإعدام سيفولو سايبوف ، لكن هيئة المحلفين رفضت تلبية هذا الطلب. في محكمة نيويورك ، دفع الجهادي بأنه غير مذنب بارتكاب جرائم القتل والإرهاب. من الجدير بالذكر أنه أنه في شهر نوفمبر 2017 في أحد شوارع نيويورك ، دهس سايبوف بسيارته راكبي الدراجات ، ثم فتح النار على المارة. حينها قُتل ثمانية أشخاص خلال الهجوم ، وأصاب خمسة عشر آخرين بجروح، بينهم الأطفال، وفي شهر ديسمبر من نفس العام، أعلن تنظيم الدولة الإرهابي مسئوليته عن الهجوم معلناً أن سايبوف عضواً في التنظيم.
وفي بلجيكا، اعتقل ضباط المخابرات سبعة أشخاص يشتبه في صلتهم بالدولة الإسلامية. جرت العمليات في منطقة الفلمنك. ومعظم المشتبه وفق إشارات أجهزة الأمن هم يحملون جنسية الشيشان وثلاثة منهم يحملون الجنسية البلجيكية. وبحسب مسؤولين أمنيين، فإن المعتقلين كانوا يخططون لهجمات إرهابية في البلاد. لم يحددوا هدف الهجوم، لكنهم بحثوا بنشاط على الإنترنت عن خيارات للحصول على أسلحة وناقشوا المزيد من المواضيع في الشبكات الاجتماعية. وساعدت مراسلات الجهاديين من محادثاتهم الخاصة على كشف جماعة أنصار “داعش”. ومن المعروف أيضًا أن العديد من المشتبه بهم كانوا تحت إشراف أجهزة خاصة بسبب التهديد المحتمل لهم.
وحسب معلومات فإن الإرهابي أحمد زاكايف الموجود في أوكرانيا تطوع فجأة لمساعدة الخدمات الخاصة البلجيكية. نيابة عن جمهورية إيشكيريا الوهمية، وأعلن أنه مستعد للمساعدة في التحقيق في تورط المحتجزين في مكتب تحويل الأموال.وإجمالا تم إعتقال 19 من عناصر من تنظيم “داعش” في أوروبا خلال الشهرين الماضيين. إرهابي واحد في بولندا، وسبعة في بلجيكا، إرهابي واحد في إيطاليا، وثلاثة في النمسا، وسبعة في ألمانيا ، وفي فرنسا تؤكد المعلومات أن تنظيم داعش الإرهابي قد زرع خلايا نائمة وزعها بشكل مغلق في مناطق مختلفة تحضيرا للتحرك مستقبلا. وإرهابي أخر من تنظيم داعش يتعهد بالإنتقام لمقتل حبيبته في أوكرانيا .
إذا يعود اليوم تنظيم “داعش” الإرهابي ليقول للعالم كله أنا مازلت هنا ومازلت قادراً أن أصل إلى كل مكان بما فيه إليكم أنتم أيها الأوروبيون، فهل تحتمل أوروبا براكين تنظيم “داعش” وحممها الحارقة للأرض والبشر والشجر والحجر…؟؟؟ .قطعاً لا . وهل ستستيقظ الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتثير هذه النائبة التي تهدد الأمن العالمي برمته بدل من إجتماعاتها الخاوية الفارغة من الحدث والإنجاز لتحقيق الإستقرار والأمن للبشر الآمنين …!!!. من هنا من المؤكد واللازم أنه يترتب على القادة في أوروبا وعلى شعوبها تحمل المسؤولية وأن يستيقظوا قبل فوات الأوان ، قبل أن تجرفهم الجارفة ويصبحون على نومهم نادمين . كاتب وإعلامي موسكو
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
سعر الغاز يهبط بسرعة في أوروبا مع ضغط أميركا لإنهاء حرب أوكرانيا
تواصل أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تراجعها الحاد مسجلة أدنى مستوى منذ أواخر سبتمبر الماضي، وذلك وسط ضغوط أميركية للتوصل إلى وقف إطلاق نار سريع بالتزامن مع صفقة معادن أوكرانيا.
هبطت العقود الآجلة القياسية بنحو 4.8% يوم الجمعة، متجهة نحو رابع انخفاض أسبوعي على التوالي، وهو الأكبر منذ 2023.
تراجعت الأسعار بأكثر من 35% منذ ذروتها هذا العام في منتصف فبراير، بعدما قلص الرئيس دونالد ترمب دعم أميركا لأمن أوكرانيا، ودفع باتجاه إنهاء سريع للحرب. وأثار ذلك تكهنات حول احتمال عودة تدفقات الغاز الروسي إلى القارة التي تعاني من ارتفاع تكاليف الطاقة.
أفادت "بلومبرغ" يوم الخميس بأن المسؤولين الأوروبيين أُبلغوا بأن ترمب يريد ربط الصفقة المقترحة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن المعادن بمطالب تدعو كييف إلى الالتزام بوقف إطلاق نار سريع مع روسيا.
ومن المحتمل حدوث تحرك سريع بشأن الصفقة الأسبوع المقبل، عندما يلتقي مسؤولون أوكرانيون وأميركيون في السعودية، رغم أن الموقف الأميركي قد يتغير؛ نظراً لأن ترمب كثيراً ما يبدل قراراته.
اعتماد أوروبا على الغاز الروسي
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان غاز الأنابيب الروسي سيعود إلى الأسواق الأوروبية، خاصة بعد أن بذل الاتحاد الأوروبي جهوداً حثيثة لتنويع مصادر إمداداته. مع ذلك، لا تزال أوروبا تستورد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، ويبدو أنها أقل ميلاً للتخلي عنه حالياً، حيث تركز على أولوياتها الدفاعية.
في غضون ذلك، تتجه توقعات الطقس في أوروبا إلى الاعتدال، مما يقلل الطلب على وقود التدفئة قبل ثلاثة أسابيع فقط من بدء موسم تخزين الصيف. كما أن الطلب في آسيا لا يزال ضعيفاً.
كما ساهم إغلاق المضاربين لمراكزهم الشرائية على الغاز الأوروبي في موجة البيع الأخيرة، في حين ارتفعت التقلبات. قال نيك كامبل، المدير الإداري في "إنسبايرد" (Inspired Plc): "المستويات المرتفعة من التداول المعتمد على الخوارزميات، والتحولات السياسية السريعة لا توفر بيئة مستقرة لسوق هادئة ومنظمة".
وتراجعت العقود المستقبلية المتداولة في هولندا لأقرب شهر، وهي المؤشر القياسي لسوق الغاز في أوروبا، بنسبة 2.2% إلى 37.4 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 9:22 صباحاً في أمستردام.