"جونيور هيكوراري" زعيم قبيلة يانومامي بالأمازون في حديثه لـ"البوابة نيوز": عدسة المصورين كانت بمثابة السهام في فترة الحرب وألقت الضوء على معاناة شعبي.. وتوليت قيادة قبيلتي أبًا عن جد
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
الصورة لها فعل السحر على الأشياء قد تكون سهامًا موجه للعالم كي ينتبه، وجزء من ذاكرته البصرية، هذا السحر وهذا السجل التاريخي قد يكون سببا في انقاذ حياة قرى ومدن، وقبائل، هذا ما استطاعت الصورة أن تقدمه عن حياة قبيلة يانومامي في إحدى قبائل غابات الأمازون.
ففي أعماق غابات الأمازون المطيرة، تخوض قبيلة يانومامي وهي أحد الشعوب الأصلية، وقد ظلت معزولة نسبيًا عن العالم الخارجي، في معركتها من أجل البقاء، وسط هذا اللهث وراء الذهب، لولا عدسات المصورين التي ألقت الضوء على ماتعانيه تلك القبيلة من حروب ضد عمال المناجم الباحثين عن الذهب، متسببين في أضرار بيئية كبيرة، وكان لـ "البوابة نيوز " حوارًا مع زعيم القبيلة الناشط البيئي "جونيور هيكوراري" والذي يبلغ من العمر 36 عامًا على هامش مشاركته ودعوته بمهرجان “اكسبوجر” في دورته الثامنة والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
بين الحياة والموت
يقدر أفراد القبيلة بنحو 30 ألف مواطن، يعيشون على صيد الأسماك وجمع الفاكهة في حياة شبه منعزلة عن العالم حتى عرف اللاهثون وراء الذهب طريق تلك القبيلة التي تقبع في غابات الأمازون ليعيشوا صراعًا من أجل البقاء، ضد عمال المناجم الذين يواصلون عملهم دون النظر لما تتسبب أعمالهم من أخطار جسيمة على السكان الأصليين، وهو ما أكده زعيم القبيلة الناشط البيئي جونيور هيكوراري قائلاً :" فقد أصبح الجو حار جدًا لدرجة أنه لا يمكن العيش فيه تقريبًا، فلم نشعر أبدًا بغابات الأمازون ساخنة كما هي الآن، وإن إزالة الغابات تجعل الشمس تصل إلينا وهو أمر غير معتادين عليه، ذلك لأن الأشجار كانت تحمينا، كما الأنهار جفت ومن الصعب جدًا أن العيش في هذا النوع من البيئة، كما أن عمليات التعدين غير القانونية تزيد الأمر سوءًا.
وتابع "أن أعمال التنقيب عن الذهب تسببت بأضرار لحقت بغابات الأمازون ما تسبب في قطع الكثير من الأشجار ما تسبب في تغير طبيعة المناخ هناك وأصبحنا نعيش في جو مختلف عن الذي تعودنا عليه، وبالتالي أثر بشكل كبير على نمط الحياة، كما أن هذا التغير أثر بشكل كبير على المياه، والتي باتت مليئة بالزئبق الأحمر الذي تسبب في موت الكثير من الأطفال"
جو ساخن
واستكمل "أن هذا التغير المناخي جعل الجو حار للغاية، هو ما لم يكن كذلك من قبل، وأصبحت الحياة صعبة للتأقلم مع هذا التغير، ما تسبب في وفاة الكثير من السكان الأصليين، وانتزاع الأشجار من الغابات اجبرتنا على الانتقال للعيش في أماكن أخرى، نكافح من أجل البقاء، وهو الأمر الصعب للغاية"
وأضاف :" هناك ما يقرب من خمسة وعشرين ألفا من الغزاة "عمال المناجم" الذين يبحثون عن الذهب، والذين يملكون عادات مغايرة عن قبيلتنا، ودائمًا ما يشتبكون معنا، وكل ما نقوم به هو حماية هويتنا وتراثنا وحياتنا لحماية المناطق، من تلك الهجمات، والأضرار التي لحقت بغابات الأمازون هائلة وضخمة.
ضيف غير مرحب به
ويعتبر وجود "عمال المناجم" أو كما يُطْلِق عليهم السكان الإصليون بـ "الغاريمبيروس" مصدر تهديد لأهالي قبيلة اليانومامي، لم يحدثوه من أضرار جسيمة على السكان الاصليون، من اعتداءات على النساء والفتيات، وجلبهم للخمور والمخدرات، وهو ما أكده "الناشط البيئي "هيكوراري" زعيم القبيلة، إذا قال: "أن حياتنا باتت مهددة بالخطر، ونحاول مقاومة ما يقوم به عمال المناجم من أعمال تهدد أفراد قبيلتي، والتي توليت قيادتها أبًا عن جد، وهذا دوري للحفاظ عليها، غير أننا نحاول العيش وسط أجواء مناخية صعبة، وتدني مستوى الصحة خاصة الأطفال الذين يعانون الجفاف وسوء التغدية، بسبب الزئبق المتسرب للمياه والتي أثرت على جودة الغذاء والثمار التي نجمعها من الغابات والتي تأثرت بشكل كبير وقلت قيمتها الغذائية، وابتعدنا عن النظام الغذاء التقليدي .
الأضرار التي لحقت بغابات الأمازون هائلة وضخمةولفت إلى أن الأضرار التي لحقت بغابات الأمازون هائلة وضخمة كما أن البيئة البحرية قد تضررت أيضًا وأي الزئبق المتسرب إليها سببًا في الإضرار بالثورة السمكية، ونحن نعتمد على جني الثمر والصيد في نمط حياتنا".
وأكد أن كل ما يحتاجون إليه بشكل أساسي هو إخراج 25 ألفًا من الغزاة الذين يبحثون عن الذهب، وما نحتاجه في الأساس هو حماية أرضنا وأخذهم بعيدًا، فهؤلاء الغزاة يستخدمون الشرطة والجيش لمنع الناس من الذهاب إلى الغابة والتي نعتبرها منزلنا.
قوة الصورة
وعن دور الصور الفوتوغرافية في إلقاء الدور على معاناة السكان الأصليين بقبيلة "اليانومامي" أوضح قائلاً :" أن الصورة كان لها دور كبير في القاء الضوء على ما يعانيه شعب قبيلتي من اعتداءات، وكان لها دور في تسليط الضوء على تلك المنطقة التي لم يكن يعرف العالم عنها أي شيء، ومع نشر أول صورة، باتت قضيتنا ومعاناتنا معروفة في جميع أنحاء العالم، ولولا الصورة ما كنا سنكون متواجدين بالإكسبو بالشارقة"
وأكد " لقد كانت الصورة بمثابة السهم الذي يطلق على الفريسة في الغابة، فحينما التقطت أول صورة في مجتمعنا تعرف العالم على قضيتنا، وهي الرسالة التي حملتها الصورة للعالم ليعرف ماذا يحدث لنا، فالصور مهمة جدًا، فهي كالسهم الذي يعرف وجهته، حاملاً معه القوة الكافية للوصول للهدف"
ولفت " إلى أن الصورة كانت الأصدق في التعبير عن أنفسنا ولحماية أنفسنا كما أننا شعرنا بأننا لسنا وحدنا وأن هناك من يساندنا ويدعمنا، من خلال قنوات الاتصال المختلفة لنكشف من خلالها ما يحدث في قبيلتنا، ولنتحدث عن مشاكلنا بداخل المجتمع، وهو ما تحقق من خلال عمل قنوات محلية".
هي الرسالة التي حملتها الصورة للعالم ليعرف ماذا يحدث لنا، فالصور مهمة جدًا، فهي كالسهم الذي يعرف وجهته، حاملاً معه القوة الكافية للوصول للهدف
فمن المهم جدًا للمصورين التقاط الصور وإظهار ما يحدث للعالم. وبدون الصور لن يكون هناك أدلة قوية لتظهر للعالم ما يحدث، ولإظهار الأشخاص السيئين الذين يفعلون هذه الأشياء الفظيعة، وهي الطريقة لحماية أنفسنا والحصول على المساعدة حتى نعرف أننا لسنا وحدنا، وذلك حتى نتمكن من التأكد من أن لدينا أشخاصًا يراقبوننا ويدعموننا.
قناة تليفزيونية محلية
وقد منحتنا الحكومة قناة تلفزيونية خاصة بنا لنكشف للعالم ما يحدث لمجتمعنا حتى لا نعتمد على شخص واحد لنخبر العالم بقصتنا، وحتى نتحدث أمام العالم دون المرور بالطرق القديمة والمعذبة التي تستغرق وقتًا أطول بكثير، فعندما يتحدث الأشخاص غير التقليديين عن هذا الأمر، غالبًا لا يتم تصديقهم حقًا، لذا يحتاجون إلى خروج المواطنين الأصليين لإخبار العالم حتى يصدق الناس الصور لأننا نحن من نواجه المشكلات.
أعتقد أن الصورة الأكثر أهمية هي لشعبنا خلف التل بعد أن قامت الشرطة بإخراج جميع القاصرين.
وهناك العديد من الصور المهمة ولكن أعتقد أن الصورة الأكثر أهمية هي لشعبنا خلف التل بعد أن قامت الشرطة بإخراج جميع القاصرين.
المشاركة في اسكبوجر
وعن سؤاله حول مشاركته بالقمة البيئية بالمهرجان العالمي للصور الفوتوغرافية "اكسبوجر 2024" أوضح قائلاً: "أنا سعيد جدًا بالمشاركة في هذا الحدث الكبير، وأنه يُعتبر فرصة كبيرة للتعريف بقضيتنا وما نواجه في مجتمعنا من التغيرات المناخية واعتداءات، كما أن المشاركة عملت على إيصال صوتنا للعالم، وأنا فخور كوني جزء من هذا الحدث العالمي الكبير.
رسالتي للعالم
رسالتي البسيطة للناس في جميع أنحاء العالم هي: "لا تشتروا الذهب لأنه مصنوع من دماء الهنود، فالناس هنا يموتون من الجشع للحصول على الذهب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بين الحياة والموت قبيلة يانومامي غابات الأمازون البوابة نيوز اكسبوجر المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة عمال المناجم الضوء على أن الصورة عن الذهب تسبب فی ما یحدث کما أن
إقرأ أيضاً:
حدث تاريخي في القاهرة.. افتتاح مقر وكالة الفضاء الأفريقية| "البوابة نيوز" تحاور محاميين فرنسيين مشاركين في الحدث: مصر دائمًا دولة ذات رؤية رائدة في مجال الفضاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق المحاميان الفرنسيان بيير ماسكوارت وشارل ستيفان مارشياني مؤسسا شركة "كيميا": وجودنا بالقاهرة يعبر عن الرغبة في المساهمة في تطوير اللوائح الأفريقية الأكثر ملاءمة للأنشطة الفضائية
مصر دائمًا دولة ذات رؤية رائدة في تطوير قطاع الفضاء وتنفذ التشريعات الوطنية التي تتناسب مع طموحاتها الافتتاح تتويج لدخول عدد من البلدان الأفريقية في مجال الأنشطة الفضائية منذ أكثر من ربع قرن مصر ونيجيريا والجزائر والمغرب من اللاعبين التاريخيين في الأنشطة الفضائية وخاصةً الأقمار الصناعية الحكومات الأفريقية تدرك أهمية الأنشطة الفضائية لتداعياتها الملموسة للغاية فى قضايا المناخ ومراقبة الموارد الطبيعية وإزالة الغابات وتدفقات السكان والأمور العسكرية بيير وشارل
حدث يمثل علامة فارقة في المسيرة الأفريقية، ونقلة نوعية في جهود القارة نحو امتلاك أدوات العلم والتكنولوجيا، كلمة قالها الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية خلال افتتاحه مقر وكالة الفضاء الإفريقية في القاهرة اليوم، الوكالة المختصة في سياسات وتكنولوجيا الفضاء، حيث افتتح عبد العاطي المقر برفقة الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، وعدد من مسئولي الوكالة ومسئولي الشركات العاملة بها.
“البوابة نيوز” التقت كل من بيير ماسكوارت وشارل ستيفان مارشياني مؤسسا شركة "كيميا" وهما محاميان وخبيران في قانون الفضاء تمت دعوتهما للمشاركة في الحدث.
وفي هذه المقابلة تتبادل البوابة نيوز معهم وجهات النظر بشأن قضايا التشريع والتعاون في مجال الأنشطة الفضائية في القارة الأفريقية، وإلى نص الحوار…
المحاميان الفرنسيان بيير ماسكوارت وشارل ستيفان مارشياني* أنتما تحضران حفل افتتاح أول وكالة فضاء إفريقية كضيوف. كيف تريان هذه المرحلة الجديدة كمحاميين؟
بيير ماسكوارت: يقع مكتبنا القانوني في باريس ويتعامل مع القضايا القانونية المتعلقة بقانون الفضاء، وهو مجال يتطور بسرعة، سواء في أفريقيا أو في أي مكان آخر من العالم. لقد تمت دعوتنا من قبل الوكالة الاجتماعية الأفريقية من خلال رئيسها السيد تيديان واتارا، وذلك بسبب اهتمامنا بهذه القضايا القانونية في مجال الأنشطة الفضائية. إن أهمية القانون وضرورة أن يكون لدى كل دولة أفريقية تشريعات تتكيف مع الأنشطة الفضائية، وبالتالي فإن وجودنا هو جزء من هذه الرغبة في الاستمرار في المساهمة في تطوير اللوائح الأفريقية الأكثر ملاءمة للأنشطة الفضائية.
مصر دائمًا دولة ذات رؤية رائدة في تطوير قطاع الفضاءشارل ستيفان مارشياني: حضورنا اليوم رمزي أيضًا لأنه حدث تاريخي. إن إنشاء وكالة فضاء أفريقية هو تتويج لدخول عدد من البلدان الأفريقية في مجال الأنشطة الفضائية منذ أكثر من ربع قرن، حيث تعد مصر ونيجيريا والجزائر والمغرب اليوم من اللاعبين التاريخيين في الأنشطة الفضائية، وخاصة فيما يتعلق بالأقمار الصناعية. إن حضورنا كشركة في هذا الحدث أمر مهم بالنسبة لنا. ولم تنتظر الدول الأفريقية أن نطور أنشطتها في هذا المجال، ولذلك فإننا نذهب إلى هناك بكل تواضع نظرًا للاهتمام الذي نبديه بأفريقيا وأنشطة الفضاء.
* ما هو دوركما كخبراء قانونيين في قطاع الفضاء في دعم تطوير الأنشطة الفضائية؟
بيير ماسكوارت: صحيح أن التطور في قطاع الفضاء في البلدان الأفريقية أمر حديث، وأحيانا يلاحظ أن هذا التطور لا يبدو بالضرورة أولوية بالنسبة لبعض القادة الأفارقة، وخاصة في أفريقيا السوداء، الذين يواجهون تحديات أخرى أكثر إلحاحًا من إطلاق الأنشطة الفضائية. ومع ذلك، فقد شهد قانون الفضاء والأنشطة الفضائية نموًا في جميع أنحاء العالم، وتشهد بلدان مثل الولايات المتحدة الآن تنويعًا من القطاع العام إلى القطاع الخاص.
المعركة في الفضاء تشكل قضية حاسمة وإيلون ماسك يلعب دورا في هذا الزخم
إن الدور الذي لعبه إيلون ماسك في هذا الزخم يظهر إلى أي مدى تشكل المعركة في الفضاء قضية حاسمة وأن أفريقيا يجب أن تؤكد طموحاتها هناك. وتدرك الدول والحكومات العواقب الإيجابية لهذا التطور، وخاصة في عدد من المجالات الأساسية مثل الزراعة والأرصاد الجوية، وهو ما من شأنه أن يعزز التنمية الاقتصادية والصناعية للبلدان بفضل البيانات التي يتم الحصول عليها عبر الأقمار الصناعية. أو حتى الحصول على تغطية أفضل للإنترنت وحماية الحدود.
قضايا الفضاء أصبحت مرتبطة بجميع الانشطة الاقتصادية
وهذا من شأنه أن يسمح أيضًا بمزيد من التعاون بين البلدان لإطلاق الأقمار الصناعية وما إلى ذلك. صحيح أن هذا يتطلب ميزانية ضخمة، ولكن يجب أن ننجح في البلدان المهتمة التي ليس لديها بعد لوائح بشأن أهمية وجود هذا التشريع، لأنه اليوم، بالإضافة إلى المعاهدات الدولية التي كانت قائمة منذ سبعينيات القرن الماضي، هناك مشاكل تتعلق بالمسؤولية مرتبطة بجميع الأنشطة الاقتصادية (المكانية) والتي تتطلب الآن تشريعات بشأن الضمانات. كما حدث في كينيا، حيث سقطت حطام من الأقمار الصناعية في نهاية شهر ديسمبر، وكان هناك حديث عن تحديد المسؤوليات أو التعويض عن هذا الضرر. ولا شك أن وكالة الفضاء الأفريقية، التي تخاطب كافة البلدان الأفريقية، تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الوعي. ومن جانبنا، وباعتبارنا خبراء فنيين، فإن دورنا يكمن أيضًا في التدخل لدى السلطات الحكومية، لمحاولة المساعدة في إعداد مشاريع القوانين أو مشاريع النصوص، على سبيل المثال، بالتعاون مع الزملاء الأفارقة المتخصصين في هذا المجال. كما أن التدريب هو أحد الجوانب التي ينبغي تعزيزها لأنه قضية أساسية ليس فقط بالنسبة للمحامين بل أيضًا بالنسبة لأولئك المشاركين في الأنشطة الفضائية.
بيير ماسكوارتالحكومات الأفريقية تدرك بالفعل أهمية الأنشطة الفضائية، نظرا لتداعياتها الملموسة للغاية فيما يتعلق بالمناخ
شارل ستيفان مارشياني: إن الحكومات الأفريقية تدرك بالفعل أهمية الأنشطة الفضائية، نظرا لتداعياتها الملموسة للغاية فيما يتعلق بالمناخ، ومراقبة الموارد الطبيعية، وإزالة الغابات، وتعدي الصحراء، وتدفقات السكان؛ وكذلك في الأمور العسكرية. إن ما هو مهم بالفعل هو رفع مستوى الوعي بين الشعوب الأفريقية؛ والتي يجب أن يتم إثبات التأثير الإيجابي لتطور الأنشطة الفضائية. تتمتع العديد من البلدان الأفريقية بسكان شباب متعلمين تعليمًا جيدًا يتابعون دراسات جامعية رفيعة المستوى، وخاصة في الهندسة والرياضيات والفيزياء. لكن اليوم يعاني هذا السكان الشاب من أجل العثور على عمل ذي قيمة مضافة، ومن المؤسف أن هذا أصبح مصدرا للتوتر في البلدان الأفريقية وأيضا على المستوى الجيوسياسي مع ظاهرة الهجرة نحو أوروبا التي نشهدها.
ويشكل تطوير الأنشطة الفضائية خطوة جديدة لهذه البلدان لمساعدتها على التغلب على هذه المشكلة. لأنه إلى جانب مشاريع إطلاق الصواريخ أو الأقمار الصناعية إلى الفضاء، هناك أيضًا سلسلة كاملة من البحث والتطوير ولكن أيضًا المقاولين من الباطن لتصنيع العناصر اللازمة لتنفيذ هذه العمليات، مما سيسمح بالتالي بخلق فرص عمل جديدة لهذا السكان الشباب الذين يضم العديد من الخريجين، والذين يتوقون إلى الاستثمار من أجل المنفعة الكبرى لبلدهم.
شارل ستيفان مارشياني* كيف ستتمكن أفريقيا، من خلال وكالتها الفضائية، من تحقيق طموحاتها في مجتمع الفضاء العالمي من خلال التشريع؟
بيير ماسكوارت: يتضمن برنامج افتتاح وكالة الفضاء الأفريقية بالفعل مشاركة وكالات الفضاء الأفريقية القائمة. ومن المؤكد أن الوكالة ستلعب دورًا في حشد مختلف البلدان الأفريقية لإنشاء وكالاتها الخاصة. وباعتبارنا خبراء، يمكننا التدخل في التعاون بين هذه البلدان، كما هو الحال بالفعل في أوروبا، حيث تتعاون البلدان معًا لتتمكن من إطلاق الأقمار الصناعية. ونلاحظ أيضًا حضور ممثلي وكالات الفضاء الأوروبية والأمريكية والروسية الذين سيوقعون شراكات مع وكالة الفضاء الأفريقية والذين سيأتون أيضًا لدعم أنشطتها. ومن الناحية القانونية، ستساعد وكالة الفضاء الأفريقية في تحديد سياسة قانونية حقيقية للأنشطة الفضائية في أفريقيا، من خلال تشجيع كل دولة على الاعتراف بالمعاهدات الدولية في مجال قانون الفضاء، والمشاركة بشكل أكبر في أنشطة الأمم المتحدة ولجانها المختلفة والمشاركة في تطوير التشريعات على المستوى الدولي. لقد ذكرت في وقت سابق المعاهدات الدولية التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن العشرين، حيث لم تكن الدول الأفريقية حاضرة عند صياغة تلك المعاهدات.
ماسكورات: البلدان الأفريقية يجب أن تلعب دورا في مراجعة المعاهدات في ضوء اتفاقية الفضاء الأفريقي
واليوم، تحتاج هذه النصوص إلى مراجعة، ولا شك أن البلدان الأفريقية يجب أن تلعب دورا في مراجعة هذه المعاهدات، من خلال اتفاقية الفضاء الأفريقي، بحيث تتكيف مع مشاكل اليوم التي تصاحب هذا التطور، وخاصة مع ظهور الشركات الخاصة أو مسألة عسكرة الفضاء التي تحظرها هذه المعاهدات نفسها. وهناك جانب آخر سلطت الضوء عليه من قبل، والذي ستلعب فيه وكالة الفضاء الأفريقية دورًا هامًا بالتأكيد، وهو التدريب القانوني الذي يمكن أن يساعد في تحديد نوع اللوائح التي يتعين على أي دولة أفريقية تنفيذها لتمكين تطوير الأنشطة الفضائية. وأعطيكم أيضًا مثال الشركات الخاصة مثل SpaceX التي تطلق الأقمار الصناعية القادرة على البث فوق المنطقة الأفريقية وكذلك فوق مناطق أخرى من العالم. وهذا يثير التساؤل حول العلاقة القانونية واللوائح التي يجب أن تمتلكها أي دولة للسماح بالاتصال مع SpaceX أو منعه، خاصة وأن هناك اليوم إمكانية للتطوير مع إنشاء شركات محلية قادرة على تقديم اتصالات إنترنت أفضل. ومن ثم يمكننا أن نرى بوضوح أن القانون هو أداة في خدمة السياسة القانونية للأنشطة الفضائية.
وكالة الفضاء تعمل على جعل صوت أفريقيا مسموعاشارل ستيفان مارشياني: في الواقع، سوف تعمل وكالة الفضاء الأفريقية على جعل صوت أفريقيا مسموعًا بشكل أعلى وأكثر تماسكًا في المناقشات الدولية، وضمان أخذ وجهة النظر الأفريقية في الاعتبار أثناء مراجعة المعاهدات التي تحكم حاليًا مسائل الفضاء على نطاق دولي. وأيضًا، لضمان عدم تنافس القوانين الوطنية المختلفة التي يتم سنها في مجال الفضاء مع بعضها البعض، بل يجب أن يكون لها عدد معين من المبادئ الأساسية الموجودة في كل هذه القوانين بحيث لا تكون هناك آثار سلبية، أي تشريعات صارمة بعض الشيء في بلد ما ومرنة للغاية في بلد آخر بحيث يكون لها تأثير جذب جميع اللاعبين في قطاع الفضاء إلى حيث يكون الموضوع أقل تنظيمًا. وهذا هو دور الجمعية في رأيي: التمثيل على المستوى الدولي والتنسيق على المستوى القاري.
* هل تعتقدان أن التدريب القانوني يشكل تحديا رئيسيا للتنمية الأفريقية في قطاع الفضاء؟
بيير ماسكوارت: لقد أتيحت لنا الفرصة للقاء رئيس الجمعية الأفريقية للمحامين السيد واتارا مؤخرًا في باريس، وناقشنا معًا سبل التفكير في العمل الذي يمكننا تقديمه كخبراء، بالتعاون مع زملائنا الأفارقة والخبراء القانونيين المعنيين. ومن المؤكد أن التدريب في هذا المجال يتم من خلال الجامعات والهيئات المختلفة المرتبطة بهذا النشاط. إن التدريب هو بلا شك رابط أساسي.
شارل ستيفان مارشياني: السيد واتارا هو أيضًا مثال على هذه الخصوصية الإفريقية التي لها شتات قائم في جميع أنحاء العالم، في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية وأوروبا. هناك مهارات تتمتع بالفعل بمستوى عالٍ من الخبرة العلمية. وسوف يكون تطوير الفضاء الأفريقي فرصة للأشخاص المدربين من هذا الشتات للقدوم ووضع المهارات التي اكتسبوها في خدمة بلادهم في أفريقيا أو المنطقة الأفريقية.
التدريب قد يفتح المجال لنمط جديد من التعاون بين دول أوروبا وأميركا الشماليةوتوجد ميزة هنا تتمثل في ضمان الانتقال من خلال التدريب على مستوى الفضاء في البلدان. كما أن التدريب قد يفتح المجال لنمط جديد من التعاون بين دول أوروبا وأميركا الشمالية. س: تجدر الإشارة إلى أنه تم خلال هذا الحدث توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة مع مختلف الوكالات الأوروبية والأمريكية والروسية الكبرى، والإمارات العربية المتحدة، وهو ما شكل نقلة نوعية في هذا المجال.
* مصر من الدول الأفريقية التي تبدي اهتماما كبيرا بالأنشطة الخاصة فما هي التحديات القانونية التي تتوقعانها؟
بيير ماسكوارت: لقد كانت مصر دائمًا دولة ذات رؤية، وتعتبر بحق رائدة أفريقية في مجال الفضاء، ويأتي إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية في القاهرة دليلًا على الجهود التي بذلها المصريون لاستضافة هذه المؤسسة الأفريقية. لقد صادقت مصر بالفعل على المعاهدات الدولية، أما بالنسبة للتحديات على المستوى القانوني، فمن المهم أن نعرف أن التشريعات في قطاع الفضاء حديثة، وأنا آخذ مثال فرنسا التي لديها تشريعات يعود تاريخها إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. مصر دولة رائدة في تطوير قطاع الفضاء، وستنفذ التشريعات الوطنية التي تتناسب مع طموحاتها.