RT Arabic:
2025-03-13@00:47:36 GMT

فيكتوريا نولاند.. المرأة التي أزاحت تشايكوفسكي

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

فيكتوريا نولاند.. المرأة التي أزاحت تشايكوفسكي

لا يقتصر تأثير المؤلف الموسيقي الروسي بيوتر تشايكوفسكي (1840-1893) على روسيا أو دول الاتحاد السوفيتي السابق فحسب بل يتخطاه إلى العالمية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

ولا شك أن هناك شوارع مهمة في عدد من عواصم العالم الكبرى تحمل اسم ذلك المؤلف الموسيقي الجهبذ الذي نعرف جميعا إن يكن أوبراته فعلى أقل تقدير باليهاته الشهيرة "كسارة البندق"، و"بحيرة البجع" و"الجمال النائم"، والتي تزين جميع مسارح العالم من الصين واليابان وأستراليا وحتى القاهرة وإسطنبول، ناهيك عما تعنيه سيمفونيات تشايكوفسكي العظيمة (لا سيما السيمفونيات الثلاث الأخيرة) بالنسبة لريبرتوار الموسيقى الكلاسيكية في جميع الأوركسترات حول العالم.

إقرأ المزيد زاخاروفا: ببساطة نولاند قررت الاستقالة بسبب فشل المسار المناهض لروسيا

وقد ولد تشايكوفسكي في مدينة فوتكينسك بروسيا، والتحق بمدرسة القانون في بطرسبورغ قبل أن يتجه إلى دراسة الموسيقى في كونسيرفاتوار بطرسبورغ الذي تأسس عام 1862، ليكون بيوتر تشايكوفسكي هو أول خريجيه عام 1865.

وعلى الرغم من رحيله المبكر إلا أن بيوتر تشايكوفسكي ترك إرثا هائلا تضمن 10 أوبرات، أشهرها "يوجين أونيغين" (1878)، و"مازيبا" (1883)، و"ملكة البستوني" (1890). كذلك كتب تشايكوفسكي 6 سيمفونيات وسيمفونية سابعة بعنوان "مانفريد"، وأربع متتاليات للأوركسترا إلى جانب متتالية "كسارة البندق" من الباليه الذي يحمل نفس الاسم، وكتب تشايكوفسكي كذلك عدد من أعمال الكونشيرتو لعل أشهرها كونشيرتو البيانو والأوركسترا رقم 1 وتنويعات على لحن من عصر الروكوكو للتشيللو المنفرد والأوركسترا، وكذلك مجموعات للبيانو المنفرد أشهرها "فصول السنة"، و"ألبوم الأطفال"، وكتب لموسيقى الحجرة 3 رباعيات، وثلاثي البيانو، ومن بين مؤلفاته أيضا 104 أغنية على أشعار عدد من الشعراء الروس من بينهم بوشكين وليرمونتوف.

إلا أن كل ذلك لم يشفع لتشايكوفسكي لدى نظام كييف الذي قرر مؤخرا أن يتم تغيير شارع المؤلف الموسيقي الروسي الكبير تشايكوفسكي في العاصمة كييف إلى شارع فيكتوريا نولاند، وهو القرار الذي اتخذه نواب مجلس العاصمة الأوكرانية لتخليد صديقة ميدان 2014 الأوروبي في أوكرانيا التي كانت توزع الحلوى على المتظاهرين من أجل قلب نظام الحكم، وما أسفر عنه الانقلاب فيما بعد من انفصال وصراعات وحروب لا تزال تنزف دما سلافيا حتى هذه اللحظة.

فمن هي فيكتوريا نولاند التي أزاحت بيوتر تشايكوفسكي من شوارع العاصمة الأوكرانية كييف؟

نولاند تعد واحدة من الملهمين الأيديولوجيين للانقلاب في أوكرانيا (2014)، وكانت نائبة وزير الخارجية الأمريكية آنذاك حاضرة شخصيا في الميدان، حيث يتذكرها الجميع لأنها كانت توزع الحلوى في الميدان، وكان وصولها هو ما دفع المجلس الانقلابي في كييف لحد كبير إلى استخدام القوة ضد ضباط إنفاذ القانون، الذين ضمنوا النظام أثناء الاحتجاجات.

وظلت المهمة الرئيسية لنولاند خلال العشر سنوات الأخيرة، وفقا لمحللين، هي "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا"، وهي المهمة التي كانت ذروتها في الهجوم الأوكراني المضاد الذي تم سحقه وفشل فشلا ذريعا بشهادة المحللين العسكريين الغربيين.

وعملت نولاند خلال فترة عملها بوزارة الخارجية الأمريكية على تعزيز أوكرانيا كدولة معادية لروسيا، وتشكيل نظام إداري في أوكرانيا يعتمد على الولايات المتحدة.

لهذا رأى نواب مجلس المدينة في كييف أن يردوا الجميل لفيكتوريا نولاند، بمناسبة اقتراب موعد تقديمها استقالتها، فحذفوا جزءا لا يتجزأ من الثقافة الأوكرانية والروسية والعالمية مقابل الحلوى الأمريكية التي يبدو أنها رسخت على نحو أعمق في أذهان مسؤولي كييف.

لكن، ما العجب هنا، فقد قام نظام كييف ومن ورائه أوروبا و"الناتو" بتزوير تاريخ الحرب العالمية الثانية، واعترف الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يوشينكو بستيبان بانديرا بطلا قوميا في أوكرانيا. في الوقت الذي قام به بانديرا بالتواطؤ مع قوات النازي، وارتكب فظائع وعمليات قتل جماعي واسعة ضد السكان البولنديين واليهود.

محمد صالح

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الخارجية الأمريكية وزارة الدفاع الروسية فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

قادة جيوش غربية يجتمعون في باريس لدعم كييف

باريس (وكالات)

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي: 3500 شخص غادروا غزة عبر معبر رفح إسرائيل توافق على محادثات بشأن الحدود مع لبنان

اجتمع أكثر من 30 قائداً لجيوش دول غربية في باريس، أمس، سعياً لتحمل المزيد من المسؤولية في دعم أوكرانيا، فيما غابت الولايات المتحدة عن هذا الاجتماع.
والاجتماع الذي ضم 34 من رؤساء أركان الجيوش، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودول الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا، كان مغلقاً، فيما وصفته وكالة «رويترز» بأنه «اجتماع نادر، وربما غير مسبوق» بسبب عدم مشاركة الولايات المتحدة، الحليف الأقرب للدول الغربية. وتهدف المحادثات إلى تقييم الخيارات والقدرات لضمان أمن أوكرانيا في حالة وقف إطلاق النار، بما في ذلك إمكانية إرسال قوات حفظ سلام أوروبية، والحفاظ على القوة العسكرية لكييف، على المدى الطويل.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن الأسبوع الماضي أن باريس ستستضيف اجتماعاً لقادة الجيوش الأوروبية. وأضاف في خطاب إلى الفرنسيين أن بلاده لديها الجيش الأكثر كفاءة وفعالية في أوروبا، كما أن لديها أسلحة يمكن استدعاؤها إذا لزم الأمر.

مقالات مشابهة

  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • العثور على جثث مدنيين عذبتهم قوات كييف قبل إعدامهم في كورسك
  • قادة جيوش غربية يجتمعون في باريس لدعم كييف
  • أوروبا ترحّب بقبول كييف للمقترح الأمريكي للهدنة... والأنظار على موسكو
  • كييف تؤيد مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار مع موسكو مدة 30 يوما
  • محادثات جدة.. كييف توافق على مقترح أميركي
  • زيلينسكي: كييف تريد السلام مع روسيا
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • زيلينسكي يتوجه إلى السعودية قبل محادثات بين كييف وواشنطن