الصغير: لا حلول لمعضلات ليبيا الاقتصادية والمالية إلا بحلول جذرية للسياسة والأمن
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
ليبيا – رأى وكيل وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة حسن الصغير، أن معضلة ليبيا سياسية وأمنية ولا حلول لمعضلاتها الاقتصادية والمالية إلا بحلول جذرية للسياسة والأمن.
الصغير وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قال:”بيع الوهم للناس بأن الحلول للمشاكل والمعضلات المالية والاقتصادية يتم بإجراءات مالية واقتصادية ،والحقيقة بأن معضلة ليبيا سياسية وأمنية ولا حلول لمعضلاتها الاقتصادية والمالية إلا بحلول جذرية للسياسة والأمن”.
وأضاف الصغير:”فتح باب المزايدات السياسية بزيادة المرتبات بدءا في أبريل 2011 من قبل اللجنة الشعبية العامة ولم ولن ينتهي بجداول المرتبات الموحدة والمزدوجة الصادرة من الدبيبة والصادرة من البرلمان،إلى جانب الإنفاق المفتوح على الميليشيات في صور مكافآت وبدل ومسميات مختلفة تحمل كلها على الباب الأول”.
وتابع الصغير حديثه:” تسرب الاعتمادات بقوة السلاح تارة وبالنفوذ السياسي غير المشروع وبعيدا عن متطلبات الاقتصاد والسوق واحتياجات المواطن،وغياب الرقابة والمحاسبة على الحكومة والمركزي وحتى البرلمان ومجلس الدولة والإنفاق من دون قوانين ميزانية واستمرار الصرف بالمليارات على باب الطوارئ”.
وأكمل:”إلى جانب وجود حكومتي كل منها يعمل وينفق بصورة منفردة في ظل استقطابات تزداد حدة مع مرور الزمن،ووجود مصرفين مركزيين لما يقارب السبع سنوات ومركزي ( موحد ) بمحافظ ونائبه في غياب مجلس إدارة حقيقي وفاعل وصاحب قرار نافذ”.
الصغير أكد أن جميع الأسباب السابقة التي ذكرها سياسية وأمنية ولا علاقة لها بالنقد والاقتصاد.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
معتصم أقرع: التمويل الأجنبي للسياسة والصحافة والأنجوة
ترمب هائج في مستودع الخزف الأمريكي. من بركاته عمل هجمة قوية ضد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. الأوراق أثبتت أنو الوكالة تمول مئات وربما ألاف منظمات المجتمع المدني والصحافة حول العالم.
أتضح أن ٩٠ في المئة من الصحافة الأكرانية تتلقي التمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وهذا جعل الفضاء الإعلامي الأكراني ينحاز لوجهة النظر الأمريكية في قضية الحرب ضد روسيا بغض النظر عن تطابقه أو مجافاته لمصلحة الدولة الأكرانية. ويري كبار العلماء الأمريكان أن الحرب وفرت فرصة لامريكا لإضعاف روسيا علي حساب أكرانيا لذلك عملت علي إطالة أمدها بل وساهمت في إشعالها.
السؤال هو هل تتلقي الصحافة السودانية وصحفييها تمويلا مشابها من جهات خارجية أمريكية أو غير أمريكية؟ وما هي نسبته؟
كتب السودانيون والاجانب الآلاف من الكتب عن تعقيدات ومشاكل السودان واسباب الفشل ولكنهم ذهلوا تماما عن أحد أهم هذه الأسباب: وجود ساسة وكتاب محترفين ياكلون عيشهم من السياسة كقادة عمل عام أو كتاب أو صحفيين.
بالنسبة لهؤلاء، السياسة أكل عيش، لا هي بالواجب الوطني بلا مقابل سوي تلقي النقد والشتيمة ولا هي لتزجية أوقات الفراغ ولا هي بالهواية. ويقول أهل السودان أن المعايش جبارة واكل العيش مر. ومن أجل توفير اللقمة يضطر الغلابة أحيانا لبيع لحمهم في الهوي أو التسول أو السرقة أو تحمل الذل في الداخل والمهاجر.
وفي أوليات حكم البشير أضطر البعض للتظاهر بموالاة النظام وأطالوا الدقون وظهرت دقن سماها الشعب تندرا “من أجل أبنائي”.
ولكن هناك فرق جوهري بين بطل ياكل خرا ويتحمل ذل العمل من أجل أبنائه أو فتاة تبيع نفسها لتعيل أطفال أو كبار في السن وبين سياسي أو كاتب يبيع وطنه بملايين أسره واطفاله. هذا قواد، مجرم فاسد، شديد الفساد فقد أهليته الإنسانية قبل الوطنية.
وفي ذلك خاطب مظفر النواب بائعة هوي في الحانة القديمة وقال:
“نخبك سيدتي ما بعتِ سوى اللحم الفاني.
فالبعضُ يبيعُ اليابس والأخضر
ويدافع عن كل قضايا الكون
ويهربُ من وجه قضيته
سأبولُ عليه وأسكر..”
ليس من المستغرب أن تكون عادة جل (وليس كل) محترفي السياسة والكتابة هو ممارستها من أجل أكل العيش أو علي الأقل تعاطيها بما لا يتعارض مع أكل العيش ويكون ذلك إما بالترويج للباطل باجر أو السكوت عن الحق لحماية الرزق من المخاطر وهذا هو الشيطان الأخرس أو الناطق الإنتقائي. بمعني آخر، لو تعارضت المصلحة الوطنية مع الأجر، يتخذ هؤلاء الموقف السياسي الذي يرضي مصدر رزقه ولتذهب المصلحة الوطنية للجحيم.
لو كنت وكالة مخابرات أو حكومة أجنبية أو حتيدعم سريع تود أن تشتري صحفيين أو ساسة في بلد ما، ماذا تفعل؟ لو دفعت لهم مباشرة ستكون فضيحة لك ولهم. ما العمل؟
الحل بسيط. مرر الكاش عبر منظمة أو أن جي أو – صنعتها أنت أو موجودة أصلا في بلدك أو في بلد ثالث. ومن المهم أن تبدو علي المنظمة الفضيلة ويزينها العفاف وان تكون من إسمها منظمة تعمل من أجل التنمية أو السلام أو الشباب أو المراة أو الديمقراطية. ثم قم توظيف الساسة والكتاب المستهدفين في أعمال وهمية كمستشارين أو موظفين أو باحثين. هكذا تدفع للعملاء من غير أن تحرج نفسك ومن غير أن تحرجهم. وكلو يهون في سبيل الديمقراطية والمدنية وحقوق الإنسان.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب