كيف يسخدم الاحتلال سلاح الجوع من أجل تفريغ شمال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يستمر الاحتلال الإسرائيلي بشن حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة لليوم 153، ممارسا مختلف أنواع جرائم القتل، وأبرزها سلاح تجوييع سكان شمال غزة، بهدف دفعهم للنزوح جنوبا.
ويعاني سكان شمال غزة من شبه انعدام المواد الغذائية والتموينية، مع منع إدخال المساعدات وعدم كفاية ما يتم إنزاله جوا.
وترصد عربي21 أوضاع السكان وكيف يعمل الاحتلال على دفعهم جنوبا.
ويقول أبو مصطفى (67 عاما) إنه رفض بشكل قاطع مغادرة بيته في منطقة جباليا رغم الخطر الكبير في البقاء واحتمال قصف بيتهم أو حتى المنطقة المحيطة.
ويؤكد أبو مصطفى لـ "عربي21"، أنه جرى بالفعل استهداف بيته المكون من طابقين، وغرفة واحدة هي كل تبقى منه، كاشفا "اسشهد العديد منا ومن تبقى على قيد الحياة سكن هذه الغرفة، كنا أكثر من 30 شخصا في غرفة واحدة متهالكة".
وأضاف، "برغم هيك قلنا الحمد لله وصبرنا، بس الجوع ضربنا وهلكنا، لا القصف ولا التهديد ولاةحتى الموت طلعنا من بيتنا، تروح الدار ربنا بعوض، وتموت من إسرائيل إن شاء الله شهيد عن ربنا، لكن تشوف ولادك يموتوا من الجوع والله ما قدرت أتحملها".
ويذكر أبو مصطفى "إحنا ناس عزيزين نفس بس نوصل مرحلة مش لاقيين ناكل والله كبيرة، علشان هيك طلعنا، اخدنا كارة لغاية دوار النابلسي ومن هناك مشينا حتى الحاجز، وبعدها مشينا لغاية النصيرات، ودبرنا حالنا عند بعض المعارف لغاية فرج ربنا".
بدورها، تقول أم علي (69 عاما) إن عائلتها استطاعت أخيرا شراء كيس طحين بوزن 25 كيلو بأكثر من 2500 شيكل (700 دولار)، وذلك بعد محاولات كثيرة من أجل الحصول عليه.
وتضيف أم علي لـ "عربي21" "كما ناكل الرز لما كان موجود والآن نفد من الأسواق، وقبل ما ندبر كيس الطحين كنا نفكر خلص إنه لازم نطلع على الجنوب".
وتكشف "حاجة كثير صعبة أنه تصمد ببلك قدام القصف والقتل وتمدير البيوت، كنا كل كم يوم نبات بمكان، لكن ما تقدر تضل علشان فش أكل، هو إحنا عمرنا عملنا حساب الأكل والشرب؟!".
من جهته، يقول محمود (38 عاما): "أكلنا مل شي علف وشعير وخبيزة، حاولنا نحصل شي من المساعدات لكن على الفاضي، شفنا كل أشكال الموت، بس عمريةما تخيلت أشوف حد بموت من الجوع".
ويضيف محمود لـ "عربي21"، "كانوا دايما الكبار يحكوا محدش بموت من الجوع علشان يهونوا على الناس الأوضاع اللي كانت صعبة قبل الحرب، لكن الناس بجد ماتت من الجوع، علشان هيك طلعنا خلص على الجنوب".
ويوضح "كنا عرافين الطريق خطر، وعارفين الاعتقالات اللي بتصير على الحواجز والتعذيب والتحقيق، لكن هيك هيك ميتين، الحمدلله لله ربنا سهلها والآن قاعدين في رفح، ولقينا بالطريق عند الحواز الإسرائيلية مباني كبيرة زي ثكنات للجنود مش بس حلابات".
ويذكر "أول ما وصلت ركبت كارة حتى أصل لمكان معين، وكانت كارة ثاتية تمشي جنبنا غليها بعض أكياس الطحين، قعدت أصرخ طحين طحين زي المجنون، ربنا ينتقم منهم ايش عملوا فينا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة المساعدات غزة مساعدات الاحتلال الحصار مجاعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الجوع
إقرأ أيضاً:
تكثيف عمليات نسف المنازل في قطاع غزة.. وارتفاع حصيلة الشهداء
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الساعات الأولى لفجر اليوم الجمعة، من عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مناطق مختلفة بقطاع غزة، تزامنا مع تواصل القصف الجوي والمدفعي، ضمن حرب الإبادة المستمرة لليوم الـ441 على التوالي.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و206 قتلى فلسطينيين و107 آلاف و512 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي: "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45,206 شهداء، و107,512 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب "3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 77 شهيدا و174 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأشارت الوزارة إلى وجود "عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات"، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
ولأكثر من مرة، قالت طواقم الدفاع المدني والإسعاف بغزة إنها تعجز عن الوصول إلى مناطق يتوغل فيها الجيش الإسرائيلي لانتشال قتلى أو إنقاذ جرحى بسبب خطورة الأوضاع الأمنية والاستهداف المتعمد لها.
قصف مدفعي مكثف
وقصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف بلدة بيت لاهيا ومشروعها، ومخيم جباليا وبلدة جباليا النزلة شمال قطاع غزة.
وأكد شهود عيان، أن جيش الاحتلال كثّف أيضا عمليات نسف المنازل والمربعات السكنية في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا ومشروعها، وذلك في إطار التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
وتسببت عمليات النسف بأصوات انفجارات ضخمة، سمعت في أنحاء مختلفة من شمال قطاع غزة، واتسعت هذه العمليات على مدار الأيام الماضية، وبات جيش الاحتلال يقوم بتفخيخ المنازل الفلسطينية ونسفها، ما غيّر من معالم المدن الفلسطينية.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
إظهار أخبار متعلقة
وفي مدينة غزة، قال شهود عيان؛ إن آليات إسرائيلية أطلقت نيرانها صوب حي الصفطاوي في المنطقة الشمالية الغربية.
كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منزلا يعود لعائلة الغندور قرب مسجد "النور المحمدي"، في محيط منطقة "أبو اسكندر" بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وفق الشهود.
عمليات نسف في رفح
أما وسط القطاع وجنوبه، فقصفت المدفعية الإسرائيلية شمال غرب وشرق مخيم النصيرات (وسط)، وشمال مخيم البريج (وسط)، وبلدة عبسان شرق مدينة خان يونس (جنوب).
وقال شهود عيان؛ إن غارات إسرائيلية استهدفت مدينة رفح (جنوب)، بالتزامن مع عمليات نسف لمبان في المدينة.
والثلاثاء، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان؛ إن إسرائيل تتوسع في "إبادة المدن"؛ كأداة لتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه تحقق من صحة مقاطع فيديو وصور، أظهرت مسح وتدمير مناطق واسعة في الشمال ومدينة رفح.
وبدعم أمريكي، يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.