سرايا - استهدف طاقم دبابة" إسرائيلية" في تشرين الأول الماضي؛ بإطلاق قذيفتين على مجموعة من الصحفيين تم تمييزهم بوضوح، ثم فتح "على الأرجح" النار عليهم بمدفع رشاش ثقيل في هجوم استمر دقيقة و45 ثانية، وفقا لتقرير عن الحادث صدر الخميس.

وخلص تقرير المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي.إن.أو)، التي تعاقدت معها رويترز لتحليل الأدلة من هجوم 13 تشرين الأول الذي أودى بحياة الصحفي عصام، إلى أن دبابة على بعد 1.

34 كيلومتر في الأراضي التي تحتلها إسرائيل أطلقت قذيفتين من عيار 120 مليمترا على المراسلين.

واستشهد عصام (37 عاما) بالقذيفة الأولى وأصيب صحفيون آخرون.

وتناول تحقيق أجرته رويترز في كانون الأول النتيجة الأولية التي توصلت إليها المنظمة الهولندية بأن دبابة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل أطلقت النار على الصحفيين.

وفي تقريرها النهائي الخميس، كشفت المنظمة أن الصوت الذي التقطته كاميرا شبكة الجزيرة في مكان الحادث أظهر أن المراسلين تعرضوا أيضا لإطلاق نار بطلقات عيار 0.50 من النوع الذي تستخدمه مدافع براوننغ الآلية التي يمكن تركيبها على دبابات الميركافا الإسرائيلية.

وقال تقرير المنظمة: "يعد استخدام دبابة ميركافا لمدفعها الرشاش ضد موقع الصحفيين بعد إطلاق قذيفتي دبابة سيناريو مرجحا".

وأضاف "لا يمكن التوصل إلى نتيجة مؤكدة لأنه لا يمكن تحديد الاتجاه والمسافة الدقيقة لنيران (المدفع الرشاش)".

ولم يتذكر مراسلان لرويترز نجيا من الواقعة ولا صحفي آخر من فرانس برس في مكان الحادث إطلاق النار من مدفع رشاش، وقال الجميع إنهم كانوا في حالة صدمة في ذلك الوقت.

ولم يستجب جيش الاحتلال لطلبات التعليق على أي من جوانب الهجوم على الصحفيين.

وعندما طُلب منه التعليق على النتائج الأولية التي توصلت إليها المنظمة الهولندية في كانون الأول، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي "نحن لا نستهدف الصحفيين" وبعد يوم من نشر تحقيق رويترز قال، إن الحادث وقع في منطقة قتال نشطة.

ويحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات على الصحفيين؛ إذ يتمتع الصحفيون العاملون في وسائل الإعلام بنطاق الحماية الكامل الممنوح للمدنيين ولا يمكن اعتبارهم أهدافا عسكرية.

"نندد بأشد العبارات بالهجوم على مجموعة من الصحفيين تم تمييزهم بوضوح، ويعملون في مكان مفتوح. أدى الهجوم إلى مقتل زميلنا عصام العبدالله، وإصابة عدد آخر. ونكرر دعواتنا إلى إسرائيل لتوضيح كيف أمكن حدوث هذا وضرورة محاسبة المسؤولين".

تمييزهم على أنهم صحفيون

كرر مدير الأخبار العالمية بوكالة فرانس برس فيل شيتويند دعوته لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف.

وأضاف: "إذا تأكدت التقارير عن إطلاق نار متواصل من أسلحة آلية، فإن هذا سيضيف ثقلا أكبر لنظرية أن الهجوم كان مستهدفا ومتعمدا".

وحث احتشام هبة الله رئيس قسم العلاقات الدولية بشبكة الجزيرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الكشف عن نتائج تحقيقها الخاص.

وأضاف أن "هذا الحادث يشير بقوة إلى استهداف متعمد، وهو ما أكدته التحقيقات بما في ذلك التي أجرتها المنظمة الهولندية".

يتألف تقرير المنظمة الهولندية من 70 صفحة، ويشرح كيف حدد معهد الأبحاث المستقل في لاهاي نقطة إطلاق قذيفتي الدبابة وتحليل صوت نيران المدفع الرشاش.

وأشارت المنظمة إلى أن الصحفيين السبعة كانوا يرتدون سترات واقية من الرصاص وخوذات زرقاء، وكتب على معظمها كلمة "برس" أو صحافة بأحرف باللون الأبيض.

وكانوا يصورون القصف عبر الحدود من مسافة بعيدة في منطقة مفتوحة على تلة بالقرب من قرية علما الشعب اللبنانية لمدة ساعة تقريبا قبل الهجوم.

كما أظهرت لقطات فيديو لآثار الهجوم سيارة سوداء تابعة لرويترز تحمل علامة "تلفزيون" بأحرف صفراء كبيرة مصنوعة من شريط لاصق على غطاء المحرك وسقف السيارة.

وقالت المنظمة الهولندية، إنه كان هناك خط رؤية واضح من حيث أطلقت قذيفتا الدبابة إلى مكان الهجوم.

وفي البث التلفزيوني المباشر قبل الهجوم، أمكن سماع صوت طائرة مسيرة أو أكثر، كما شوهدت طائرة هليكوبتر إسرائيلية تحلق في السماء في بعض اللقطات.

وتمكنت المنظمة من تحديد مصدر قذيفتي الدبابة بالضبط لتوفر فيديو لديها يظهر انفجار فوهة الدبابة وإطلاق القذيفة الثانية، بالإضافة إلى ملفات صوتية مسجلة في مكان الحادث.

وأظهر تحليل المنظمة لنيران المدفع الرشاش أن "التطابق المنطقي الوحيد" هو استخدام سلاح من عيار 0.50 من مسافة 1.34 كيلومتر، وهي المسافة نفسها التي أطلقت منها قذيفتا الدبابة لكن التسجيلات الصوتية لم تكن كافية لتحديد نقطة إطلاق النار.

ومع ذلك، فإن حقيقة أن رشقات الرصاص جاءت بسرعة كبيرة بعد إطلاق قذيفتي الدبابة إلى جانب التحليل، دفعت المنظمة إلى استنتاج أنه "من المحتمل" أنها جاءت من المكان نفسه، ولم تقدم المنظمة المستقلة أي سيناريو آخر لموقع إطلاق نيران الرشاش.

وبعد نحو 30 ثانية من إطلاق قذيفة الدبابة الثانية، انطلقت 25 طلقة تقريبا من مدفع رشاش، أعقبتها رشقتان ناريتان من تسع طلقات و12 طلقة. وقالت المنظمة إنه بعد ما يزيد قليلا عن 30 ثانية، كانت هناك ثلاث طلقات ثم طلقة واحدة ورنين معدني، ربما نتج عن الرصاصة التي اصطدمت بجدار منخفض الارتفاع بالقرب من الكاميرا.

وأصيب في الهجوم مصور رويترز ثائر السوداني (47 ​​عاما) والمصور ماهر نزيه (53 عاما) وصحفيان من قناة الجزيرة ومصورة من وكالة فرانس برس.

تحقيق كامل

عبر عدة خبراء راجعوا تقرير المنظمة الهولندية بناء على طلب رويترز عن وجهات نظر متباينة حول ما إذا كان طاقم الدبابة قد استهدف الصحفيين عمدا.

تقول جيسيكا دورسي خبيرة القانون الدولي الإنساني في جامعة أوتريخت "يخلص تقرير المنظمة الهولندية إلى أنه من المحتمل، بالإضافة إلى قذيفتي الدبابة، أن نيران المدفع الرشاش جاءت من الموقع نفسه، وهذا يزيد أو يتوافق مع التعمد الذي يبدو أنه تم استهدافهم به، بشكل مباشر".

وتضيف: "أعتقد أنه، من منظور قانوني، إذا وصل هذا الأمر إلى القضاء، فإنه يقدم حجة مقنعة أكثر بأن هذه كانت بالفعل جريمة حرب".

ومع ذلك، قال نيك كوفمان المحامي البريطاني الإسرائيلي الذي خدم في هيئة المدعي العام العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي ودافع عن عملاء بارزين ضد اتهامات بارتكاب جرائم حرب في المحاكم الجنائية الدولية، إنه لم يتضح بعد سبب إطلاق الدبابة النار على الصحفيين.

وأضاف: "على أساس تقرير المنظمة الهولندية وحده، لا يمكن استنتاج أن هذا كان استهدافا متعمدا للصحفيين وأن المسعى لم يكن تحقيق هدف عسكري مشروع خرج عن مساره".

وتابع "نحتاج إلى إجراء تحقيق كامل وفهم المعلومات الاستخبارية العسكرية التي كانت وراء إطلاق القذيفتين".

وفي اليوم التالي للهجوم، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن لديه صورا للحادث، ويجري التحقيق فيه، ولم يعلن عن أي نتائج.




المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: على الصحفیین فی مکان

إقرأ أيضاً:

هذا ما كُشف عن انسحاب إسرائيل من لبنان.. تقريرٌ جديد

قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الإثنين، إنَّ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان قد يتم بوتيرة أبطأ من المتوقع بسبب الانتشار البطيء للجيش اللبناني في المنطقة.   وأوضح المسؤولون أن العملية البطيئة لنشر الجيش اللبناني لقواته يثير التساؤل حول كيفية تصرف إسرائيل في اليوم الستين لوقف إطلاق النار على طول الحدود الشمالية.   وقال المسؤولون إن "الجيش اللبناني ينتشر في جنوب لبنان ولكن بوتيرة أبطأ كثيراً مما تم الاتفاق عليه، والسؤال الآن هو ماذا نفعل في اليوم الستين؟".   وفي 27 تشرين الثاني، عند الساعة الرابعة فجراً، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، وبدأت فترة اختبار مدتها 60 يوماً، وبعدها يصبح وقف إطلاق النار دائماً.   ونص الاتفاق على أنه خلال تلك الأيام الستين، سوف ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان ، ويعمل ضد حزب الله، على أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى انسحاب إسرائيلي كامل من جنوب لبنان، بحسب "جيروزاليم بوست".   وقال مسؤولون للصحيفة إن المستويين السياسي والدفاعي عقدا مناقشات بشأن مسار العمل الإسرائيلي إذا لم يتم نشر القوات المسلحة اللبنانية بشكل كامل في كل أنحاء جنوب لبنان بحلول نهاية فترة اختبار وقف إطلاق النار التي تستمر 60 يوما.   كذلك، دارت مناقشات حول ما إذا كان ينبغي لإسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، حتى في حالة عدم اكتمال الانتشار.   وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين في اليوم الذي تم فيه التصديق على الاتفاق في بيروت والقدس: "نعتقد أنه بحلول اليوم الخمسين، سيكون نشر الجيش اللبناني كاملاً، وستتمكن إسرائيل من الانسحاب من المنطقة".  

مقالات مشابهة

  • «اتحاد الصحفيين العرب» يدين استشهاد 5 صحفيين في قناة القدس الفضائية 
  • لحظات مؤثرة لتشييع 5 صحفيين في غزة استهدفتهم غارة إسرائيلية
  • استشهاد 5 صحفيين في غارة إسرائيلية بمخيم النصيرات
  • استشهاد 5 صحفيين وغارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بغزة
  • عمليات إسرائيلية داخل لبنان.. تقريرٌ لافت
  • مسيرات إسرائيلية تحلق في سماء بيروت من جديد.. فيديو
  • رغم وقف إطلاق النار.. مسيرات إسرائيلية تحلق في سماء بيروت من جديد
  • روسيا تكشف عن دبابة روبوتية مزودة بمدفع قصير
  • هذا ما كُشف عن انسحاب إسرائيل من لبنان.. تقريرٌ جديد
  • قتيلان بغارة إسرائيلية وميقاتي يطالب بانسحاب الاحتلال من جنوب لبنان