واشنطن تتوعد بمحاسبة الحوثيين بعد مقتل ثلاثة من طاقم سفينة استهدفوها في خليج عدن
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بعد مقتل ثلاثة من طاقم سفينة استهدفها الحوثيون في خليج عدن، توعدت الولايات المتحدة "بمحاسبة" أنصار الله الحوثيين. وكانت تلك أول ضربة لهم تسفر عن سقوط ضحايا منذ بدء هجماتهم البحرية على خلفية الحرب في غزة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان نشرته فجر الخميس إنه "تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن والمدعومون من إيران باتجاه سفينة 'أم في ترو كونفيدينس'، وهي ناقلة بضائع مملوكة لليبيريا وترفع علم باربادوس، أثناء عبورها لخليج عدن".
وأضافت: "أصاب الصاروخ السفينة، وأبلغ الطاقم المتعدد الجنسيات عن مقتل ثلاثة أشخاص، وأربعة إصابات على الأقل، ثلاثة منهم في حالة حرجة، كما لحقت أضرار جسيمة بالسفينة".
وكان مسؤول أمريكي نقل في وقت سابق عن الطاقم "سقوط قتيلين على الأقلّ وستة جرحى من أفراده وهجر السفينة".
في مانيلا، أكدت وزارة العمالة المهاجرة الخميس أن فلبينيين هما بين القتلى الثلاثة، مشيرة إلى إصابة اثنين آخرين على الأقل بجروح خطرة.
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
في محاولة ردعهم و"حماية" الملاحة البحرية، تشنّ القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأمريكي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق كان آخرها الأحد.
"سنواصل محاسبتهم"وأكدت واشنطن في أعقاب الضربة الأخيرة، أنها ستواصل استهداف الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال اليمن أبرزها صنعاء.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين "سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته".
وأضاف أن هجمات الحوثيين على السفن "لم تعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤد إلى اضطراب حرية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عددا منهم".
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".
وأعلنت البحرية الهندية على حسابها على منصة "إكس" الخميس أن سفينة حربية تابعة لها أنقذت أفراد الطاقم المؤلف من 21 فردًا بينهم هندي واحد وأجلتهم إلى جيبوتي المجاورة، ونشرت مشاهد من عملية الإنقاذ.
وأوضح أحد عناصر الفريق الهندي في الفيديو أنه تمّ إجلاء ثمانية أشخاص على متن مروحية بينما أُجلي الآخرون بمن فيهم المصابون بجروح خطيرة، عبر قوارب نجاة، ثمّ نُقلوا إلى مستشفيات في جيبوتي.
وأعلن الحوثيون مسؤوليّتهم عن هجوم الأربعاء مؤكدين أن السفينة أمريكية.
وجاء في بيان تلاه المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع أن العملية استهدفت "سفينةِ ترو كونفيدينس" الأمريكيةِ في خليجِ عدن، وذلك بعددٍ منَ الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ" مؤكدًا أن الإصابة كانت "دقيقة" وقد أدى ذلك إلى "نشوبِ الحريقِ فيها".
ورغم إشارة شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري إلى أن السفينة مملوكة لشركة أمريكية، إلا أن المسؤول الأمريكي أكد أنها مملوكة لليبيريا.
وأكد الحوثيون أن العملية جاءت "بعدَ رفضِ طاقمِ السفينةِ الرسائلَ التحذيريةَ من القواتِ البحريةِ اليمنية"، وهي التسمية التي يعتمدها المتمردون لوصف قواتهم البحرية.
ضربات أمريكيةوقالت "سنتكوم" في بيانها إن هذا "الصاروخ الباليستي المضاد للسفن الخامس الذي يقوم الحوثيون باطلاقه في اليومين الماضيين".
وكان وزير الدفاع في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، اللواء محمد العاطفي، قد حذّر الولايات المتحدة وبريطانيا الثلاثاء من أن "القادم سيكون أشد إيلامًا ووجعًا ومتجاوزًا كل التوقعات في المواجهات البحرية".
وفي بيان منفصل، أعلنت "سنتكوم" فجر الخميس أنها شنّت ضربات مساء الأربعاء "ضد طائرتين بدون طيار في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن" معتبرةً أنهما كانتا تشكلان "تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة".
وتأتي التطورّات الأخيرة بعد غرق سفينة "روبيمار" التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية، السبت، وعلى متنها 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما يهدد بالتسبب بكارثة بيئية في البحر الأحمر واليمن، بحسب خبراء.
وتسربت المياه إلى السفينة على مدى 12 يومًا منذ أن أدى هجوم صاروخي نفذه الحوثيون في 18 شباط/فبراير إلى تضرر هيكلها وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.
وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع أقلّه.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج القيادة المركزية الأمريكية اليمن الجيش الأمريكي البحر الأحمر الولايات المتحدة الحوثيون إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين مجاعة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الحوثیون فی
إقرأ أيضاً:
معهد البحرية الأمريكية : “نواجه تحديات معقدة ..!
وحذر التقرير من أن الرهان على السفن غير المأهولة لا يزال في مراحله البطيئة والمتعثرة، وسط تحديات هيكلية وتكتيكية قد تعرقل تحولًا استراتيجيًا بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وأوضح التقرير أن البحرية الأمريكية، على الرغم من إدراكها لأهمية هذه الأنظمة، لا تزال تواجه صعوبات في تجاوز نموذج الاستحواذ التقليدي الذي يركز بشكل كبير على المنصات الكبيرة والمأهولة.
ويشير التقرير إلى أن الاستثمار الحالي في السفن السطحية غير المأهولة لا يزال “صغيرًا نسبيًا وبطيئًا ويركز بشكل مفرط على المنصات الكبيرة”، مما يعيق القدرة على نشر هذه التقنيات الحيوية على نطاق واسع وفي الوقت المناسب.
وأكد التقرير على أن الجدول الزمني الطويل لتطوير ونضوج سفن القوة القتالية من الجيل التالي، سواء المأهولة أو غير المأهولة، يمثل تحديًا كبيرًا.
فحتى مع افتراض نمو كبير في الميزانية وجداول زمنية متفائلة للاستحواذ، ستواجه البحرية صعوبة في الحصول على القدرات التي تحتاجها في الوقت المناسب لمواجهة التحديات الراهنة، وعلى رأسها التنافس المتصاعد مع الصين.
ويشير التقرير إلى أن “الأسطول الهجين 2045″، وهو رؤية البحرية لأسطول يضم 150 سفينة سطحية غير مأهولة كبيرة (LUSVs)، يستغرق عقدين من الزمن لتحقيقه، مما يخلق فجوة زمنية حرجة يجب معالجتها بشكل عاجل.
كما أن ميزانية البحرية للسنة المالية 25 تظهر أن الاستثمار في السفن السطحية غير المأهولة، والذي سيرتفع إلى ما يقرب من مليار دولار بحلول السنة المالية 29، يغطي شراء تسع سفن سطحية غير مأهولة فقط بنهاية العقد، ولا يشمل أي تمويل للسفن السطحية غير المأهولة خارج نطاق البحث والتطوير”.
بالإضافة إلى تحديات الاستحواذ والتطوير، يشدد التقرير على ضرورة قيام البحرية بالإسراع في اختبار وبناء ونشر ودمج المركبات البحرية ذاتية القيادة والمركبات البحرية ذاتية القيادة في الأسطول.
ويؤكد أن مجرد امتلاك هذه الأنظمة ليس كافيًا، بل يجب على الخدمات البحرية التدرب عليها، وعلى المصنّعين إعادة تصميم تصاميمهم، وعلى القادة تكييف الاستراتيجيات والتكتيكات لاستغلال قدراتها بشكل فعال. وبدون هذا التحول العملياتي والتكتيكي السريع، فإن إمكانات هذه الأنظمة لن تتحقق بشكل كامل.
يشير التقرير ضمنيًا إلى أن أحد التحديات قد يتمثل في مقاومة بعض الأطراف داخل البحرية لإعطاء أولوية متزايدة لتطوير المركبات البحرية ذاتية القيادة والمركبات البحرية ذاتية القيادة، “حتى لو كان ذلك على حساب الأصول القديمة”.
وهذا يشير إلى صراع محتمل بين الحفاظ على القدرات التقليدية وتبني التقنيات الجديدة التي يمكن أن تحدث تحولًا جذريًا في العمليات البحرية.
يؤكد تقرير معهد البحرية الأمريكية أن البحرية الأمريكية تواجه تحديات متعددة ومعقدة في سعيها لتطوير ونشر أسطول فعال من السفن السطحية غير المأهولة.
ويتطلب تجاوز هذه التحديات تغييرًا في النهج، وتسريع وتيرة الاستثمار، وتبني ثقافة الابتكار والتجريب، وتكييف الاستراتيجيات والتكتيكات بشكل جذري للاستفادة القصوى من إمكانات هذه التقنيات الثورية.
وبدون معالجة هذه التحديات بشكل فعال، قد تجد البحرية الأمريكية نفسها متأخرة في السباق العالمي نحو بناء أساطيل هجينة قادرة على مواجهة تهديدات المستقبل