الكاتبة فكرية أحمد : الصحافة تعاني "شيزوفراينا" وغياب النقد كارثة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
حذرت الكاتبة الروائية فكرية احمد من الفوضى التي باتت تضرب العمل الصحفي عبر انتشار المواقع الإلكترونية، وعدم توخي المصداقية والدقة في نشر الأخبار، والتنافس على السرعة لتسجيل معدلات أعلى في "الترند" وجذب أعداد من المشاهدين على حساب القيمة المجتمعية والأخلاقية للمهنية الصحفية المحترمة.
الروائية الأديبة فكرية أحمدوقالت أنها من خلال روايتها الملكة والأفاعي قامت في جرأة بتعرية جوانب خفية من عالم الصحافة وكشفت عن وجود "شيزوفرانيا" بين شخصية بعض الكتاب وبين أقلامهم التي يتوشحون من خلالها بالقيم والأخلاق وأدبيات السلوك المجتمعي، وهى رواية تعتبرها استكمالاً لما قدمه الكاتب الكبير فتحي غانم في رواية زينب والعرش ورواية محفوظ عجب للكاتب الراحل موسى صبري، مؤكدة أن الصحافة تعاني الآن من خطوط حمراء عديدة، وان الكاتب المعارض الوطني ليس خائنا لوطنه، بل هو أكثر شخص يتمنى الخير لبلده، وهو إشارة مرور حمراء تكشف مواطن الخلل والفساد لإصلاحها من أجل تقدم وأمن وسلامة الوطن، أما من " يطبلون" للخطأ، هم أعداء الوطن الحقيقيون، ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية.
جاء ذلك في برنامج "كل الناس" عبر قناة الصحة والجمال تقديم الإعلامية رشا حافظ، وأكدت فكرية أحمد أن أي كاتب يرغب في التميز بأسلوبه وعطائه الأدبي عليه أن يقرأ بكثافة، لافتة إلى أن قراءاتها المبكرة في كتابات الفلاسفة المسلمين مثل ابن رشد، وابن خلدون والفارابي وابن سينا وغيرهم، بجانب عبقريات العقاد حول الرسول والخلفاء المسلمين، وغيرهم من كبار الكتاب العرب والمصريين، منحها مصادر فكرية وعقلية جعلتها تفهم وتدرك الكثير من فلسفة وأسئلة الحياة حول الكون، الخالق، الخلق ، المجتمع، وبالتالي، تحول هذا المخزون إلى مواد أدبية مضافة إلى التجارب الحياتية والإنسانية، لتصدر معها أعمالها الأدبية بأسلوبها الخاص لتضم خمسة عشر عملاً أدبيا حتى الآن.
الأديبة فكرية أحمد وعلى يسارها الإعلامية رشا حافظوقالت فكرية أحمد أن حركة النقد الأدبي مصابة بعوار وغياب النقد الموضوعي كارثة، وان الساحة النقدية تفتقد لعمالقة من النقاد مثل عبد القادر القط، لطفي عبد البديع، العقاد، طه حسين، سهير القلماوي، مصطفى ناصف، شكري عياد وغيرهم، فساحة أدبية ومجتمع بلا نقاد حقيقيين هو مجتمع أعمى أدبياً وثقافياً، مشيرة إلى أن كثير من النقاد الحاليين يلعبون دور البهلوان الذي يسحر أعين الناس، ويلعب بالبيضة والحجر، فيرفع من قيمة العمل الغث، ويهدر الثمين وفقاً لمصالح شخصية وعلاقات تحكمها "الشللية"، مؤكدة على أن الأعمال الأدبية وحركة النقد في السابق كانت ترتبط بهموم الوطن والمجتمع، لأنها ترى الأديب هو أيضاً مؤرخ للمجتمع ولكل ما يمر به من متغيرات حضارية، سلوكية ،أخلاقية وأيضا سياسية واقتصادية، أما الأن اصبح الأمر مختلفا تماماً ومحزناً.
ووجهت الكاتبة نقداً لاذعاً إلى "الشللية" التي باتت تتحكم في الحركة الثقافية والأدبية، وحتى في كيفية الحصول على جوائز أدبية، مؤكدة أنها لا تجيد ولا تحاول الولوج تلك "الشلل"، فهي تقيم بين وقت وأخر ندوة حول بعض أعمالها على استحياء، وكثيرون غيرها من الأدباء الجادين لا يجيدون فن التسويق التجاري لأعمالهم ولا ينخرطون في الشلل ذات المصالح المتبادلة، في حين أن هناك من لا يستحقون الشهرة تسلط عليهم الأضواء لأنهم يجيدون تسويق انفسهم تجارياً ويرتبطون بتلك الشلل التي تهيمن على الساحة.
وأشارت فكرية أحمد إلى أن الأرصفة تكتظ بألاف من الكتب، ولكن القليل منها ما يستحق القراءة، لأن كل من صار لديه بضعة ألاف يتوجه إلى ناشر "من تحت بير السلم" وفقاً لوصفها لينشر له كتاب ويصنف نفسه أديباً أو شاعراً، ولكن هذا لا ينفي وجود ناشرين جادين لا يقبلون إلا الأعمال الجادة والهادفة التي تثري الحياة الثقافية والأدبية.
وقالت الكاتبة أن روايتها بلا رجال أفضل لم تكن أبداً دعوة للطلاق والتفكك الأسرى وعيش المرأة بمفردها بلا رجل، بل كانت دعوة لأن يستعيد الرجل دورة في المجتمع والأسرة من القوامة والرجولة الحقة، وألا يترك كل أدواره لتقوم بها المرأة، والتي ترى مع تحملها كل أعباء الحياة أن الرجل ليس له قيمة أو وجود في حياتها وانها بدونه أفضل، مشيرة إلى أن ارتفاع معدلات الطلاق في مصر سببه الأول تخلى الرجل عن أدواره، وتوشح المرأة بأدوار البطولة وتحملها كل الأعباء تحت شعارات المساواة والتحرر، لكنها في النهاية تفقد نفسها وأنوثتها، وتستغنى عن الرجل في حياتها فتُخرب الأسر وتتفكك البيوت.
واعترضت الكاتبة على تصنيف الأديب بين نسائي ورجالي، وقالت أن الأدب هو مطلق، هو ليس جورب أو ملبس نسائي ورجالي، فالأديب هو مؤرخ للمجتمع، ولا يمكن تصنيف المؤرخ تصنيفاً وفقاً لنوع الجنس، وإلا اعتبرنا الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كاتب نسائي، فهو أقوى من عبر عن مشاعر الأنثى وآلام المرأة في كل أحوالها، وهو رجل، رغم ذلك لم تفلت منها شخصياً قضايا المرأة في رواية بلا رجال أفضل، وقلوب في طواحين الهواء، وبائعة الورد.
وقالت فكرية أحمد مدير تحرير الوفد أنها تعتز بروايتها الأحدث " حائط بلا مبكى" لأنها كما وصفها المؤرخ محمد الشافعي وثائقية تاريخية تمت كتابتها على الهواء مباشرة في وقت قياسي هو ثلاثة اشهر، وقد بدأت في كتابتها يوم 8 أكتوبر الماضي يوم بدء المذبحة ضد غزة، وانها تعتز بمطلب الإعلامي والسيناريست محمد الغيطي الذي وصف الرواية بانها تستحق أن تدرس في المدارس، لأنها توثق تاريخ الاحتلال الصهيوني وتاريخ المقاومة الفلسطينية في أسلوب أدبي لا يخلو من المسحة الصحفية نظراً لأنه عمل وثائقي وبحثي يكشف ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي المتشدق بحقوق الأنسان، والذي أصيب بالعمى الكامل حيال الحق الفلسطيني وما يقع لشعب فلسطين من مذابح في غزة.
وثمنت الكاتبة دور مصر التاريخي في الوقوف بجانب فلسطين، ودور القيادة السياسية الحالية، وما تقوم به مصر من جهد سياسي وإنساني من إرسال للمساعدات لغزة، وعمليات الإنزال الجوي لهذا المساعدات حاليا.
وأعربت الكاتبة فكرية أحمد عن حلمها في أن ترى احد أعمالها الأدبية على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، لافتة إلى أن من قرأوا أعمالها وصفوها بالجديرة بالوصول إلى الجمهور عبر الشاشات مقارنة بأعمال عديدة كان لها الحظ في السينما والتليفزيون، مُرجعة الأمر أيضا إلى أنها لا تجيد فن تسويق نفسها أو السعي للارتباط بـ"شللية" المصالح التي تهيمن على الساحة الفنية والإعلامية.
وأكدت الأديبة فكرية أحمد اعتزازها بكونها صحفية في الأصل، فقد صقلت الصحافة موهبتها الأدبية بصورة مساعدة وملموسة، ومنحتها مخزونا من التجارب الإنسانية، وان تجاربها الصحفية هي جزء هام من اعتزازها بتاريخها المهني والأدبي، حيت قامت بدور متسولة لكشف عالم الشحاتين، وقامت بدور فتاة متشردة لكشف حياة فتيات الأحداث، وقامت بتغطية حرب البوسنة والهرسك في يوغسلافيا السابقة من أرض الواقع، وغيرها المئات من التغطيات الصحفية المتميزة.
الأعمال المنجزة للأديبة فكرية أحمد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قناة الصحة بلا رجال الأخلاق جوائز مساعدات لغزة المواقع الإلكترونية رواية نوع الجنس قيمة المجتمع فکریة أحمد إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير أميركي: إضعاف حماس لا يكفي.. وغياب قوة بديلة يطيل الصراع
أفاد الجيش الإسرائيلي، السبت، أن سلاح الجو نفذ عمليات استهدفت أكثر من 50 موقعا في قطاع غزة ولبنان، مشيرا إلى "مقتل عشرات المسلحين وتدمير وسائل قتالية عديدة".
وأوضح المصدر ذاته، أن "الفرقة 162 تواصل العمل في منطقة جباليا، وقضت خلال الأيام الأخيرة على عشرات المسلحين"، كما عثرت القوات ودمرت مستودع أسلحة في المنطقة، وفق البيان.
وارتفع عدد ضحايا الحرب في القطاع إلى أكثر من 43.500 قتيل منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من عام بحسب وزارة الصحة التي أشارت إلى إنها أحصت خلال 24 ساعة 44 قتيلا على الأقل نقلوا إلى المستشفيات.
وعلى الصعيد السياسي يتوقع مراقبون استمرار حالة الجمود التي تتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. والتي تهدف إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين خاصة مع إعلان قطر انسحابها من جهود الوساطة في القطاع.
وبحسب مصادر دبلوماسية فقد أبلغت قطر حماس أن مكتبها في الدوحة لم يعد يخدم الغرض منه. وعلى الصعيد الإنساني تؤكد الأمم المتحدة أن ما يقرب من 70 بالمئة من قتل الحرب في غزة هم من النساء والأطفال.
وقالت إن هناك احتمالا قويا بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال قطاع غزة. ما يستدعي تحركا فوريا من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته.
الأمر الذي تنفيه إسرائيل وتقول إن الخبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي يعتمدون على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة.
الجيش الإسرائيلي قال أيضا إنه عزز جهود تقديم المساعدات بما شمل فتح معبر إضافية. وأن 39 ألف شاحنة تحمل أكثر من 840 ألف طن من المواد الغذائية دخلت غزة خلال الشهرين الماضيين. نعود إلى ضيفنا من فرجينيا.
في حوار مع قناة "الحرة"، يجيب ريتشارد ويدز، مدير مركز التحرير السياسي العسكري في معهد هاتسون، عن سؤال محوري بشأن استمرار العمليات العسكرية في غزة رغم إضعاف قدرات حماس العسكرية.
ويوضح ويدز أن استمرار العمليات يعود إلى عدة عوامل، بينها أن بالرغم من أن حماس كبنية عسكرية منظمة قد ضعفت، إلا أننا نرصد محاولاتها المستمرة لإعادة تنظيم صفوفها، كما أن هناك حركات مسلحة أخرى لا تزال نشطة في المنطقة.
ويضيف في تحليله للوضع الراهن: "نعلم أن هناك مناقشات أميركية-إسرائيلية حول دور محتمل للسلطة الفلسطينية أو بعض الدول الأخرى، لكن الوضع الحالي يتسم بحالة من الفوضى، مع مخاوف متزايدة من إمكانية إعادة حماس لتنظيم صفوفها من جديد."
ويرى مدير مركز التحرير السياسي العسكري في معهد هاتسون، أن الصراع الحالي يكشف عن تعقيدات استراتيجية وعسكرية عميقة، موضحا أن التحدي الرئيسي بشأن الوضع بغزة يكمن في ثلاثة عوامل: "حماس أضعف الآن، والإسرائيليون يقاتلون بشدة، ولكن لا توجد قوة بديلة".
وبشأن تقييم الخطط الإسرائيلية، يضيف: "معظم الناس، بما فيهم أنا، اعتقدوا أن الإسرائيليين سيتمكنون من بسط سيطرتهم مبكراً. لكننا استهنا ببنية حماس التحتية وقدرتها على الاستمرار في القتال وإعادة تنظيم صفوفها."
وفيما يتعلق بقضية الرهائن، يرى ويدز أن الحل العسكري قد لا يكون مجدياً: "لا أعتقد أن الجيش يستطيع تحريرهم كلهم. ربما يكون الحل في عرض بدائل غير عسكرية، مثل السماح لمسلحي بأخذ عائلاتهم ومغادرة إسرائيل، أو تقديم حوافز أخرى."
وعن مستقبل الصراع، يميز ويدز بين الوضع في غزة ولبنان: "أنا أكثر تفاؤلا على الجبهة اللبنانية لأن هناك لاعبين دوليين آخرين منخرطين. مع حزب الله، يمكن التوصل إلى حل يقضي بسحب قواته إلى مسافة معينة. أما في غزة، فحماس ضعيفة ومنقسمة، والحكومة الإسرائيلية لا تسعى لحل تفاوضي."
ويرى المتحدث ذاته، أن "إدارة بايدن تفتقر إلى القدرة على فرض حل، كما هو الحال بالنسبة للقطريين وآخرين. في بعض الحالات لا يوجد حل محتمل، كما هو الحال هنا."