بعد 150 يوما من الدمار بغزة.. هآرتس: إسرائيل ليست أقوى ولا أكثر أمنا
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بعد 150 يوما من الحرب آن لكل إسرائيلي أن يسأل نفسه بأمانة، هل نحن أفضل حالا الآن مما كنا عليه في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023؟ هل نحن أقوى أو أكثر أمانا؟ هل لدينا ردع أكبر؟ هل نحن أكثر شعبية؟ هل نحن فخورون بأنفسنا؟ هل نحن أكثر اتحادا؟ هل نحن أفضل بأي شكل من الأشكال؟
بهذه الأسئلة استهل الكاتب جدعون ليفي مقالا له حاول فيه تقييم ما جنته إسرائيل من الحرب الحالية حتى الآن، ليستطرد قائلا إن الأمر الذي لا يصدق هو أن الإجابة على كل هذه الأسئلة هي "لا" بشكل لا لبس فيه.
لقد كانت الأيام الـ150 قاسية وصعبة -كما يقول ليفي- ولم ينتج عنها شيء لصالح إسرائيل ولن تفيدها في شيء، لا على المدى القصير ولا على المدى الطويل، بل على العكس من ذلك، خرجت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أقوى، وأصبحت بطل العالم العربي بلا منازع مهما أثخن فيها.
ومما يدفع ليفي للاستغراب هو أن معظم الإسرائيليين، رغم ما حدث، يريدون 150 يوما إضافية من الوضع نفسه، فلا معارضة للحرب، بعد 5 أشهر من الموت والدمار على نطاق غير مسبوق، وبعد أن أصبحت إسرائيل منبوذة ومكروهة في جميع أنحاء العالم، وملطخة بالدماء ومتضررة اقتصاديا.
لا توجد منطقة واحدة أصبحت فيها البلاد أفضل حالا بعد هذه الأشهر المظلمة، أصبحت إسرائيل الآن أقل أمانا بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، وهي تواجه خطر التصعيد الإقليمي والعقوبات العالمية وفقدان الدعم الأميركي، بل هي أيضا أقل ديمقراطية وسوف تظل الأضرار المتراكمة قائمة بعد انسحاب قواتها من غزة، كما يرى الكاتب.
دولة منبوذة
أما بالنسبة لمكانة إسرائيل الدولية -وفق الكاتب- فلم تك قط تل أبيب منبوذة إلى هذا الحد من قبل، حتى إن علاقاتها المضمونة مع الولايات المتحدة تدهورت إلى مستوى لم تشهده من قبل، أضف إلى أن حصيلة قتلى الجنود تتصاعد، والمحتجزون لم يطلق سراحهم بعد، وعشرات الآلاف من الإسرائيليين نزحوا داخليا، ونصف البلاد أصبح منطقة خطر، والضفة الغربية مهددة بالانفجار، ولا شيء يمكن أن يخفي الكراهية العميقة التي نجحت إسرائيل في زرعها في غزة والضفة الغربية والعالم العربي، بحسب قول الكاتب.
أي عمى هذا وأي حالة من البلادة الأخلاقية هذه "دعوهم يجوعون ويعطشون، دعوهم يختنقون، دعوهم يموتون"، حتى اليسار ووسائل الإعلام تبنوا طريقة التفكير هذه، وأعينهم مغطاة، لا أحد يتوقف ليسأل إلى أين نحن ذاهبون؟
ومع أنه لا تحسُّن في الأفق ما دامت إسرائيل ترفض بعناد كل اقتراح لتغيير جذري، فإن الإسرائيليين يريدون المزيد من الشيء نفسه، مثل المقامر الذي خسر كل أمواله ولكنه لا يزال مقتنعا بأن رهانا آخر سيجعله يفوز بالجائزة الكبرى.
ومع مقتل 100 فلسطيني كل يوم، يبدو الإسرائيليون -حسب الكاتب- مقتنعين بأن وفاة 30 ألفا آخرين من شأنها أن تحول غزة إلى جنة، أو على الأقل إلى مكان آمن، ويتساءل الكاتب متعجبا " فأي عمى هذا وأي حالة من البلادة الأخلاقية هذه؟".
ويرى أنه حتى اليسار ووسائل الإعلام تبنيا طريقة تفكير "دعوهم يجوعون ويعطشون، دعوهم يختنقون، دعوهم يموتون"، وأعينهم مغطاة، لا أحد يتوقف ليسأل إلى أين نحن ذاهبون؟
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مقرر أممي: إسرائيل خلفت دمارا بغزة لم نره منذ الحرب العالمية الثانية
قال المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاجوبال، إن إسرائيل بارتكابها إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "خلفت دمارا في القطاع لم نشهد مثله منذ الحرب العالمية الثانية" بين عامي 1939 و1945.
وأشار راجاجوبال في مقابلة معه، إلى أن الدمار في قطاع غزة "غير مسبوق من حيث نطاقه ووحشيته وتأثيره الهائل على الفلسطينيين الذين يعيشون هناك".
ولفت إلى دمار أكثر من 80% من المنازل في غزة بالكامل، و"هو ما لا يشبه ما حدث عندما جرى تدمير مدينة دريسدن الألمانية".
وأوضح أن فلسطينيي غزة يواجهون تحديات ضخمة بين الأنقاض، وإزالة الحطام وإعادة بناء حياتهم.
اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بغزة عدة مرات ودمر وأحرق مبانيه (رويتزر) دمار شاملوقال المقرر الأممي "عملت في مجال العلاقات الدولية لأكثر من 40 عاما ولم أشهد قط صراعا مدمرا كهذا".
وأضاف "لم أشهد مثل هذا المستوى من الدمار، ليس فقط للمنازل، بل للمباني الدينية والمدارس وجميع المؤسسات والمحلات التجارية".
وأردف "أستطيع القول إنه منذ الحرب العالمية الثانية، سواء لدى قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل النووية أو عندما دُمّرت مدينة دريسدن بالكامل، لم نشهد دمارا بهذا الحجم. حتى في دريسدن، لم تُدمَّر المدينة بأكملها كما هو الحال في غزة".
وأوضح أن الفلسطينيين الذين عادوا إلى غزة أو أجبروا على الرحيل مصدومون من مستوى الدمار، وأن الجميع يتساءلون كيف سيكون من الممكن إعادة البناء.
إعلانوأكد أن "الأولوية في غزة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية حتى يتمكن الناس من العيش عند عودتهم"، وشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى المأوى في غزة.
وذكر أنه عقب إقامة الفلسطينيين بغزة خيامهم ومنازلهم بفضل المساعدات، يجب وضع خطط إعادة الإعمار موضع التنفيذ.
وشدد على ضرورة إزالة الحطام في غزة أولا، وخطورة وجود ذخائر غير منفجرة وسط الحطام.
ألقت إسرائيل نحو 100 ألف طن من القنابل على غزة (رويترز) وقف العدوانوأوضح راجاجوبال أن الدول مستعدة لمساعدة غزة، لكنها تريد التأكد من أن المباني التي بنتها لن تدمرها إسرائيل مرة أخرى إذا استؤنف الصراع.
وقال "لهذا ينبغي احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير بشكل كامل، وضمان إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام في المنطقة، إضافة إلى توفير الأمن الكافي لإعادة بناء بنيتها التحتية المادية والإنسانية كاملة".
وأكد على أهمية ضمان احترام جميع الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار كاملا.
وشدد على ضرورة أن تحصل الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي قطر ومصر والولايات المتحدة، على الدعم من بقية المجتمع الدولي.
إبادة حقيقيةوقال المقرر الأممي إن "ما حدث في غزة هو إبادة جماعية حقيقية لأنه يخلق ظروفا تجعل الحياة مستحيلة وتجعل غزة غير صالحة للسكن".
وأضاف "إذا جعلت منطقة أو مكانا غير صالح للسكن للأشخاص الذين يعيشون فيه، فهذا في الواقع عمل من أعمال الإبادة الجماعية".
وشدد على أن وجود اتفاق لوقف إطلاق النار "لا يعني أن الإبادة الجماعية قد توقفت".
وأردف "الإبادة الجماعية تستمر طالما أن غزة غير صالحة للعيش لشعبها، وطالما أن هناك ظروفا قد تؤدي إلى القضاء على الشعب (الفلسطيني) بالكامل أو جزء منه".
وتابع "اتفاق وقف إطلاق النار لا يتحدث عن العدالة للجرائم التي ارتُكبت في غزة، لكن هذا لا يعني أن الأطراف التي ارتكبت هذه الجرائم، لا سيما الجنود الإسرائيليين، ستظل دون عقاب. يجب عليهم أن يتحملوا المسؤولية أمام المحاكم الدولية".
إعلانوفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.