“جدة” تشهد افتتاح أول جامع في العالم بُني بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
جدة – البلاد
افتتح في مدينة جدة اليوم أول جامع في العالم يُبنى بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، باسم جامع المرحوم عبد العزيز عبد الله شربتلي، في مشروع الجوهرة بمحافظة جدة؛ وهو أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان، وسط حضور عدد من المسؤولين الحكوميين، ورجال الأعمال.
وجاء بناء الجامع الجديد بمبادرة من سيدة الأعمال وجنات محمد عبد الواحد، إهداءً إلى روح زوجها الراحل، ومن خلال إدارتها لمنظومة شركة “فرسان العقارية”، حيث تم بناؤه على مساحة 5600 متر مربع، واستغرق الانتهاء منه 6 أشهر تقريبًا، من خلال 4 طابعات من إنتاج شركة (جوانلي (Guanli الصينية، الرائدة في تصنيع الطابعات الثلاثية على مستوى العالم.
وأكدت السيدة وجنات عبد الواحد في تصريحها الصحفي، أنها “أردتُ -كسيدة أعمال سعودية- المساهمة في إدخال هذه التقنية الحديثة إلى المملكة؛ لتكون من أوائل الدول المستخدمة لها، وتبلورت الفكرة في بناء جامع يُهدى لروح زوجها الراحل رحمه الله، ليصبح بذلك أول جامع في العالم يتم بناؤه بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد”،
وأضافت قائلة:” إن ذلك يمثل نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا والبناء الحديث، وخطوة في مجال الابتكار المعماري وممارسات البناء المستدامة على مستوى السعودية والمنطقة ككل، وهو ما يتقاطع مع مبادرة البناء الحديث؛ التي تعمل تحت إشراف برنامج الإسكان، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وبدعم من خطة تحفيز القطاع الخاص؛ لدعم عملية التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحديث، من خلال الاستثمار في التقنيات المتطورة، والمساهمة في مواكبة التطور الصناعي”.
وأوضحت “بهذه المناسبة أرفع شكري إلى مقام القيادة الرشيدة، وعرَّاب رؤية السعودية 2030 ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذين أتاحوا لنا كسعوديين تحقيق أحلامنا، من خلال فتح المجال للعمل والابتكار والاستدامة، كما أقدم الشكر إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان؛ والشركة الوطنية للإسكان، التي تابعت وأشرفت على تطورات العمل منذ اللحظة الأولى وحتى اكتمال البناء”.
وتعد سيدة الأعمال وجنات محمد عبد الواحد، هي أول من قامت ببناء جامع باستخدم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في البناء على مستوى العالم؛ للإسهام في دفع عجلة التقدم والتطور، فضلًا عن تمكنها من بناء نماذج مباني بذات التقنية العالمية، كما أجرت العديد من التجارب على منتجات الطابعة؛ للتأكد من مناسبتها مع البيئة السعودية من ناحية الاشتراطات البلدية والمعايير المعتمدة، ولقي ذلك نجاحًا نوعيًا.
ويفتح استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في بناء أول جامع من نوعه على مستوى العالم، الآفاق المستقبلية للابتكار في عالم البناء والمعمار، كما يُسلط الضوء على ما تمتلكه التكنولوجيا الحديثة من إمكانات في مجال الممارسات المعمارية، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تنويع الاقتصاد الوطني، وزيادة المحتوى المحلي غير النفطي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.
يذكر أن تقنية الطباعة ثلاثيّة الأبعاد يتم من خلالها بناء مجسم ملموس من نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد؛ حيث يمكن الحصول على هذا المجسم من خلال ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد، أو من خلال تصميمه باستخدام أحد برامج الحاسوب Computer Aided Design “CAD” الخاصة بالتصميم ثلاثي الأبعاد، حيث يتم تشكيل هذا النموذج علميًا عن طريق طباعة مجموعة من الطبقات المتتالية بعضها فوق الآخر حتى يتم الحصول على الشكل النهائي، وهو ما يعرف بنظام التصنيع المضاف (Additive Manufacturing)، ويختلف هذا النظام عن نظامي القولبة والنّحت اللذين يبددان أكثر من 90% من المادة المستخدمة في التصنيع.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الطباعة ثلاثیة الأبعاد على مستوى أول جامع من خلال
إقرأ أيضاً:
“النسر والتنين”.. لماذا تقلق إسرائيل من تدريبات مصر والصين الجوية؟
مصر – تواصل وحدات من القوات الجوية المصرية والصينية، تدريبات مشتركة غير مسبوقة وسط تطورات إقليمية ودولية، ونالت تعليقات إسرائيلية متكررة مع قلق إسرائيلي من تعاظم القوة العسكرية المصرية.
ويتضمن التدريب، بحسب ما أعلنه المتحدث العسكري المصري، تنفيذ محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم القتالية لكلا الجانبين، وتنفيذ طلعات جوية مشتركة والتدريب على أعمال التخطيط وإدارة أعمال قتال جوية لتبادل الخبرات وتطوير المهارات للقوات المشاركة بما يمكنهم من تنفيذ المهام المكلفين بها بكفاءة واقتدار.
ويرى خبراء أن إسرائيل سيقلقها بطبيعة الحال أي تعاون مصري أو خطوة ترى أنها تمنح القاهرة التفوق على سلاحها الجوي، وفي هذه الحالة فإن الصين هي ثالث أقوى قوة جوية في العالم، ويضيف التعاون معها قوة أكبر لمصر التي تحظى بعلاقات قوية بالفعل وتعاون مع الولايات المتحدة وروسيا.
وقال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيميائية المصري الأسبق، إن هذه التدريبات تؤكد قدرة وكفاءة القوات المسلحة المصرية، وأنها تنوع مصادر تسليحها مع الشرق والغرب خاصة بالقوات الجوية، مشيرا إلى التعاون المصري في مجال التسليح مع كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.
وأشار الشهاوي في حديثه مع RT إلى سعي الصين لتنفيذ التدريب المشترك مع مصر للاستفادة من خبراتها القتالية الواسعة في الحروب التقليدية وحروب مجابهة الإرهاب.
ويرى عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ذلك أدى إلى اهتمام وقلق كبيرين لدى الجانب الإسرائيلي “لأن إسرائيل تسعى أساسا لتأكيد كفاءة قواتها الجوية، وعندما تجد أن مصر لديها طائرات أمريكية وصينية ستصبح أقوى من القوات الإسرائيلية”.
وشدد الشهاوي، على أن مصر “تعزز فقط قواتها الجوية، ليس للاعتداء على أي بلد ولكن للحفاظ على أمنها القومي المصري والعربي”.
وتشغل القوات الجوية المصرية مقاتلات متقدمة من عدة دول، مثل إف-16 الأمريكية وميغ 29 إم/إم 2 الروسية ورافال الفرنسية، كما تمتلك مروحيات هجومية متطورة مثل الروسية كاموف Ka-52 والأمريكية أباتشي، بجانب أسطول نقل متنوع كذلك بين الشرق والغرب.
ويقول أحمد سليمان، خبير الشؤون الأسيوية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان مهتما منذ توليه رئاسة مصر بتعزيز القوة العسكرية وتنويع مصاد السلاح وتطوير الصناعات العسكرية بالتعاون مع دول مختلفة، موضحا أن التعاون الحالي مع الصين يتماشى مع هذا التوجه، بعدم الاعتماد على مصدر واحد للتسليح أو التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مصر أجرت العديد من المناورت مع القوى الدولية المختلفة، لكن اللافت هذه المرة هو إجراء تدريبات “بهذا الحجم وهذه النوعية” مع الصين، وهو أمر لا يمكن فصله عن التطورات الجارية في الإقليم والساحة الدولية بشكل عام.
وقال “سليمان” إن “المشكلات الأمنية التي تفرضها التطورات الأمنية والجيوسياسية في المنطقة تعزز تحركات مصر”، مضيفا أن “العالم متشابك أمنيا واقتصاديا، وأي تطور في منطقة يؤثر على أخرى”.
وأكد الباحث في جامعة الزقازيق، أن القاهرة تنشد السلام لكن هناك “تهديدات” تواجهها، وبالتالي فإن “هذا السلام لابد أن تحرسه قوة رادعة، وأفضل رادع هو تعزيز القوة العسكرية”.
ونوه بأن المناورات مفيدة للجانبين، فالصين هي ثالث قوة جوية في العالم وسيعزز التعاون معها من التعرف على نوع جديد من الطائرات وأسلوب القتال، كما أن مصر تجري تدريبات مع العديد من دول العالم ولدى قواتها خبرات مختلفة، وتسعى الصين للاستفادة منها، كما أن هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الصين تدريبات جوية داخل قارة إفريقيا، كما أن شحن الطائرات الصينية المتقدمة إلى مصر بهذه الأعداد والطرازات هو أمر مهم للصين.
وذكر الباحث المصري، أن إسرائيل “تقلق بشكل عام من أية قوة تنافسها أو قد تحد من عدوانها في المنطقة”، بما “لديها من هواجس بتهديد وجودها”، مشيرا إلى أن “أي تطور اقتصادي أو أمني أو سياسي قد يحد من طموحاتها يشكل قلق لها”.
المصدر: RT