سودانايل:
2025-04-14@19:44:47 GMT
صراع الإخوة الأعدقاء “Frenemies” في حرب التدمير العبثية
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :-
الجنجوكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام (ينكرون)
وفي قرى الجزيرة يبطشون وينهبون وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
الإسلاموكوز : في الفضائيات وأمام الراي العام(يستنكرون)
وفي قرى الجزيرة يستنفرون للحرب وهم يخادعون العالم
وكأنهم الحمل الوديع الذي يهفوا للسلام .
***
الإخوة الأعدقاء"Frenemies"في حرب التدمير العبثية .
كنا دائماً مانميل إلى توصيف الإسلامويين في تقلباتهم وتغيرات وتبدلاتهم المتواصلة في تسمية تنظيماتهم حسب المرحلة التي يتواجدون فيها بوصفهم بالحربائية ، ولا أظن أن هذا الوصف ينطبق عليهم ، فالحرباءهذه الحشرة المسالمة الزاهية بألوانها القزحية ، تُغَّير من ألوانها حماية لوجودها الذاتي من كلة لحوم الجسد الأملس اللين المسالم ، ومثلها هناك ، من لايجد الحماية من الذين يغيرون ألوانهم من أكلة لحوم البشر الصامتين الزاحفين النازحين ، من شجرة لظل أخرى ، ومن خفاء لخفاء آخر ، ومن دانة لقذيفة ، وإن كانوا حتماً ، يوماً أو لحين إلى قبورهم ذاهبون ، ومن تبقى إلى بيوتهم مغادرون .
في الحالة الإسلاموية لا يغيرون ما بأنفسهم ، وإنما يغيرون ألوانهم ليس لحماية وجودهم كما تفعل الحرباء ، وإنما لحماية منهوباتهم ، العينية والبنكية والنقدية ، وما خفي في الظل كان دائماً أبشع ، ولم تقتصر المنهوبات على نهب المال والجاه والسلطة وحدها ، وإنما تمتد منهوباتهم منذ القدم ، إلى مسار السياسة والدين ، حين كانوا ينهبون الأحزاب المسماة بالكبيرة ، قياداتها ثم يتبعونها حتى بقواعدها ، وأصحاب هذه الأحزاب لدين الخديعة وهم مصدقون ، مما أدى إلى تمزيق جسد السودان التي كانت ، " كل أجزائه لنا وطن " . كان ذلك قبل أو بعد تمكنهم من السلطة بكاملها بعد إنقلابهم المشوؤم في صباح جمعة (أول إنقلابهم كان كفراً) يوم أطل في الثلاثين من يونيو 89م ، حين كانوا قبلها يبتزون نهباً ، هذه الأحزاب بكاملها بإسم الدين ، كل ذلك ليحافظوا على وجودهم هم أولاً ، في الأرض والوطن الذي اغتصبوه بقوة السلاح ، ثم بعد ذلك يجتثون أي وجود آخر يجدونه أمامهم .فالحرباء المتلونة السمحاء بعيدة بألوانها القزحية ،عن نواياهم الخبيثة هذه ، فأقرب وصف اليهم هي"القرادة" هذه الحشرة ، خبيثة فجوراً في الخصومة ، حين تلتصق بجسد الحيوان ، لتمتص دمه حتى آخر قطرة فيه ، ولا تفارق هذا الجسد إلا بموته أو موتها هي .. أيهما كان أسرع للفناء . وهم في العداوة وفجور الخصومة وإجتثاث ومص دم من تظن أنه العدو ، مثلها وأكثر وأعني الإسلاموكوز ، يبدأ مص الدم والإجتثاث ، بالأحزاب والكيانات والهيئات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني ، التي كانت تشاركهم المشهد السياسي في الفترات الديمقراطية على قلتها . وعلى ما أعتقد ، أن هذه الخصلة ، لا تقف عند حالنا نحن في السودان مع الإسلام السياسي ، القوا نظرة على هذا التنظيم الأخطبوطي من حولنا ، حتى في قضية فلسطين ، التى نقدس نضال شعبها الطويلو ضد الإحتلال الإسرائيلي الممتد ، هي أيضاً ، كماو الإسلاموكيزاني ،و حذوه النعل بالنعل ، لا تتورع في سبيل تثبيت وجودها الديني الأسلاموي ، أن تقوم بمغامرة غير محسوبة ، يروح ضحيتها أكثر من ثلاثين الفاً ، طفلاً وشيخاً وشاباً وإمراة من شعب فلسطين ، وتدمر منازلهم وبيوتهم والبنية التحية المجهزة بعرق الكادحين النازحين عمرهم منذ ميلادهم ، وهم آمنون في خفائهم ، وهي تعرف نتائج مغامرتها غير المحسوبة لمصلحة تحرير الأرض وإنما لمصلحة تثبيت وجود التنظيم ، وإن لم تحصد من هذه المغامرة ما تبغاه ، فقد تعاطف العالم وشعوبه ، بما فيها الشعب الأمريكي والأوربي وكل شعوب العالم ، مع الشعب الفلسطيني المنكوب ، وليس مع التنظيم العالمي للإسلام السياسي بكل ألوانه ، والكل اليوم يعمل على ابعادها عن السلطة ، التي نهبتها بليل في إنقلاب دموي ، ضد تنظيم فتح في غزة المنكوبة بهم ، كما القرادة الكيزانية في السودان فهي ملتصقة بالجسد الفلسطيني في غزة الملئ بالجراح والآلام ، ولم تجد من يعزف معها مفامرتها غير المحسوبة نتائجها الكارثية ، إلا صنوها الإسلاموي الشيعي ، والتشارك معها في نشر المغامرة إلى شعوب ضعيفة أخرى ، ولم تجد من يتجاوب معها في العزف الدموي ، غير ايران الجاسمة على صدر الشعب الإيراني الرافض لسلطتها ، وإعلانه من قبل رفضه بثورة عاتية ، تم قمعها بوحشية لا مثيل لها في تاريخ قمع ثورات الشعوب ، ووصل تحريك العزف الإيراني إلى حلفاء العقيدة والدم الإسلاموي المغامر في اليمن ، حيث اعلن الحوثيين حربهم ليس على اسرائيل ليغزوها وينقذوا شعب غزة من الآبادة الجماعية ، إنما الوجهة إلى سواحل البحر الأحمر ، تحرشاً بالعالم ممثلاً في إرسال صواريخ الشر الإيرانية لسفن الشحن التجارية لوقف وإيذاء الإقتصاد العالمي المتآذي أصلاً ، وبالتالي نشر الفوضى الاقتصادية التي تؤثر على كل شعوب العالم عدواً كان لهم حليفاً أو صديق بما فيهم شعبهم الذي بحكمه يتشبثون ، ومن هناك يشاركهم العزف على المغامرة ، حزب الله الذي أدخل لبنان في أمر ضيق ، على أمرهم المر وضيق أصلاً وقبلاً .
ومن الذين تضرروا من هذه المغامرة الحمساوية غير المحسوبة ، والتي خرجت منها حماس دون ثمار تحررية جنتها القضية الفلسطينية ، كان ضرراً ، وأظنه كان بنداً من بنود هذه المغامرة قبل تنفيذها هي حرب العبث في دولة السودان ، وتوقيت مغامرة حماس ، كان وكأنه متعمد ، وشعب السودان يعيش وسط حرب ، داعس والغبراء ، وأجزم من ضمن خطة المغامرة ، أن يقدموا العون ، لتنظيمهم العالمي ، بأن يصرفوا نظر العالم عن حصد الشعب السوداني بسلاح المتنازعين على السلطة ، وتصفية أحدهما في الحرب لصالح أحد الطرفين ، الأقرب إليهم في إسلامويته ، وقطعاً هو ذاك ، من كان يزودهم بالمال والسلاح ، وجعله ينفرد بحكم السودان ، وهذا ما حدث بالفعل ، وأنصرف العالم عن حرب السودان العبثية ، وتحول الإهتمام بشعب غزة ، ومحاولة إنقاذه من الفك الاسرائيلي المفترس ، لإعتبارات معلومة ، يستحق شعب غزة الصامد الصابر ، انقاذه منها .
ومن هذا المدخل الحقيقي ، وإن أخذ درب المتخيل ، أستطيع أن أقول ، أن هذه الحرب عبثية بأمتياز ، لأن الإسلام السياسي ، بفرعيه فصيل القصر ( المخلوع) وفصيل المنشية( الترابي) ، وإن لم يكونا ، بذات وبلحم وشحم قديمهم ، فهم ظلهم من الخارج ، وجنينهم الذي خرج من رحمهم من الداخل ، توأمين ، تحولا إلى عدوين ، فصلت بينهم عمليات جراحية يطول شرحها .
استطاعا كل بقدراته الخُبثية الثعلبية ، أن يتلاعبا بالجميع ، ففي فترة المرحلة الإنتقالية ، وبعد ان أطمأنا علي نجاح خطتهم ، بتنصيب لجنتهم الأمنية الإسلاموية ، استطاعا خداع الجميع ، وخرجوا منهم في البداية بوثيقة دستورية معيبة ، ضمنوا من بنودها ، سيادة لجنتهم الأمنية التى طعموها بربيبتهم ، وحمايتهم ذلك الوقت الدعم السريع ، خدعوا جيش من المنافقين طلاب المصالح الذاتية ، وجمعهم تكالب على ثورة ديسمبر "القرنعالمية"والتي فتحت الأبواب على مصراعيها ، لنقل السودان وشعبه إلى ذرى الدولة الحلم ، الدولة العظمى ، بحق وحقيق ، لا كما كانوا يرددون ، حين كانوا يروجون لإنقلابهم ، المشوؤم في 89م من القرن الماضى ، يوم بشرونا بهذه العظمة التي إدعوها ، ولكنهم ، كانوا شبيهوا "القرادة" التي التصقت ، بجسد السودان وشعبه حتى كانت آخرة عظمتها التي إدعتها ، علمتهم كيف يكون الدمار والخراب والموت الزؤام ، والقتل المجاني ، حتى وصل الحد الداعشي في التلذذ بقطع رؤوس الأبرياء والتمثيل بها ، طمعا في السلطة كاملة وإستمرارها ، دون أن تزعجهم لجنة تمكين ، شرعت ونفذت قراراتها في حقهم ، أو حتى تلك الوثيقة الدستورية ، التي يلزم أحد بنودها ، لجنتهم الأمنية بتسليم المدنيين السلطة في التاريخ الذي حددته ، فقرروا إستلام السلطة كاملة بإنقلابهم في 25 أبريل 2021م ، الذي يجيدون تدبيره بنجاح
تصوروه في مخيلتهم المسعورة للسلطة ، ولكنهم عاشوه وشهدوه ، وهو يترنح أمامهم . حينها لجأت ، مستشارية حميدتي دون جنده الذين هم في واد آخر ، زرعه النهب والقتل والإغتصاب ، اما المستشارية ، وهم الخارجون من رحم الفكر الترابي بثعلبيته الماكرة ، وقرروا استخدام كرت العداوة الأحمر مع رفيق دربهم ومصيرهم ، وهو كرت التقية وفقه الضرورة ، من أضابير أدراج خبثهم ، وأعلنوا على لسان حميدتي ، الذى كان أقصى طموحه أن يحافظ فقط على جنجويده ، كذراع عسكري بتار يستخدمه عند اللزوم والحاجة ، والحفاظ على مركزه كالرجل الثاني في حكم البلد الهامل كما يرونه ، وكان هذا أقصى طموحه ، ولكن جاءته فتوى التقية ودخل على الخط فقه الضرورة ، وكان الشعار الجديد ، الذي بدأ بالإنسحاب من الإنقلاب الذي شارك فيه ، وساهم في تدبيره قلباً وقالباً ، سلاحاً وجنجويداً ، وأعلن بملء فيه أنه إنقلب على الإنقلاب واعتذر عنه ، وتبرأ من جرم إرتكابه والمشاركة فيه ، مبرراً أنه اكتشف أن عودة الديمقراطية والحكومة المدنية هي الحل ، التي يحتاجها شعب السودان ، وهو مع الثورة المتمسكة بهذه المطالب ، (كوميديا جنجوكوزية وعجبي!!) ، وهو لن يتخلى عنها للبرهان ، وهم ومستشاريته ، يبطنون كعادتهم ما لايظهرون ، فلن يتخلوا عنها ، لفرعهم مستشارية القصر والبرهان شخصياً ، مما رسب في تحليلات المحللين أنها سباق حنرالين للفوز ، ولو كانت كذلك لهانت ولحلتها المساومة والجودية ، باستمرار تقاسم السلطة بين الجنرالين ولكنها كانت أخطر من ذلك ، كانت سباقاً بين تنظيمين توأمين منفصلين ، واصبحا تنظيمين للإخوة الأعدقاء ، وما أشرها من عداوة وحرب بين الإخوة الأعداء ، فهي تقود قادتها بغبائنها
الى الحرب الضروس بكل ضراوتها وعنفها ، والبحث الآن عن من هو صاحب الطلقة الأولى ، لا جدوى منه ، فالطرفان كان كل منهم يتربص بالآخر ، لذلك دخلا فيها ، وكل منهما كان جاهزاً لخوضها حتي نهاية النصر أو الشهادة دونها .
وفي الختام أقول لكل من انحاز لأحد الطرفين بحسن نية أو سوئها ، أن فوقوا لأنفسكم ، وليتحد الحادبون على الوطن وبذل الجهد والعمل على وقف هذه الحرب اللعينة ، فقد أكلت منا الأخضر واليابس ، ولم يتبقى ، لعشائنا الأخير ، إلا الإنهيار التام .. والنهاية المحتومة .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل
ولا وألف لا للحرب
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////
////////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مطار الخرطوم “الدولي” الحالي: لا للفكرة الخطيرة
مطار الخرطوم "الدولي" الحالي: لا للفكرة الخطيرةقرار تسويقه للبيع - ولا للإنفاق هدراً في إعادة بنائه أو حتى إعماره
بقلم د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة
"سَأَمْشِي رَافِعَاً رَأْسِي بِأَرْضِ النُّبْلِ وَالطُّهْرِ
وَمِنْ تَقْدِيسِ أَوْطَانِي وَحُبٍّ فِي دَمِي يَجْرِي
وَمِنْ ذِكْرَى كِفَاحِ الأَمْسِ مِنْ أَيَّامِهِ الغُرِّ
سأجعل للعلا زادي وأقضي رحلة العمر
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني
****
فيا وطني سلمت غدا نحقق مشرق الأمل
سنجعل أرضنا خلدا بهيجا وارف الظل
فباسمك يعمل الصانع والفلاح في الحقل
وإن تبذل جهود فتى فخيرك غاية البذل
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني
****
مضى عهد مضى ليل وشق الصبح أستارا
فلا ذل ولا قيد يكبلنا ولا عارا
نصون لأرضنا استقلالها ونعيش أحرارا
هنا صوت يناديني تقدم أنت سوداني"
الشاعر إدريس جماع، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى
في السودان للأسف في كثير من الأحيان نعاني من التسرع في إتخاذ القرارات التي تحسم بالتصديق وتنفيذ بعض الأمور التي تهم المواطنين بل قد يكون القرار نفسه عشوائيا من قبل مسؤول له نفوذ لا يفكر ويخطط التخطيط السليم فقراراته بعد فوات الأوان لا تأتي نتائجها ناجحة تفيد شعوباً ووطناً كاملاً كانت له حضارات لا تزال آثارها تشهد بعظمة من كانوا يخططون ويحكمون في ذاك الزمن البعيد. "البصيرة أم حمد" أي المسكوت عنه من عيوب بعض المسؤولين وأصحاب القرار يجب كشفه و مواجهته بشجاعة من غير مجاملة بل مساءلتهم لكن من غير التجريح الشخصي. أعني بذلك عندما توكل مهمة حساسة في أمور الدولة أو المجتمع يجب بدقة إعتبار معيار الكومبيتينس"الرجل المناسب في المكان المناسب" بعيدا عن المجاملة الحزبية أو الدينية إو الجهوية التي تضرر حاضر ومستقبل وطن بأكمله
قبل سنوات مضت كتبت أكثر من مرة وكذلك كتب غيري عن خطورة وجود المطار الحالي وسط الخرطوم بعد أن كان طرفياً خارج الخرطوم عند تكوينه قبل ستينيات القرن الماضي. و كتبت كيف يمكن الاستفادة من هذه المساحة المهولة ذات الموقع الاستراتيجي لتكون منطقة سياحية وترفيهية أولا لخدمة وراحة المواطنين السودانيين الغلابة أنفسهم والذين لا يتمكنون للسفر للسياحة أو سواها خارج البلاد كغيرهم من ميسوري الحال. ثانيا لكي ينعم بروعتها ووجودها أجيال تأتي بعد مئات السنين. أرض هذا المطار إذا صدقنا النيات ملك مشاع للمواطنين السودانيين المفروض يظل حقا مشروعا إلى أن تقوم الساعة. على سبيل المثال هايد بارك المشهورة سياحياً التي تحتل مساحة كبيرة في لندن قد تعدل مرات المساحة الحالية لمطار الخرطوم ولكن عبر مئات السنين رغم الضائقة السكانية جراء صغر مساحة الجزيرة البريطانية وتضاعف السكان حاليا إلي أكثر من سبعين مليوناً لم يفكر الإنجليز في إستثمار مساحة هذه الحديقة الإستراتيجية ماديا وتحويلها إلي ناطحات سحاب قبيحة المنظر كالذي نشاهده قد خيم حاليا على بعض مدن الخليج ماسحا تراثا جميلا كان في ثمانينيات القرن الماضي فتغيرت اليوم إلي مدن مجهولة الهوية، لا عربية هي ولا إسلامية المظهر .خلال ثلاثينيات حكم الإنقاذ كانت ترشح من قبل العملاء وسماسرة بيع الذمم وأصول الشعوب التي لا رأي لها إشاعات عن نية الحكومة لبيع مساحة مطار الخرطوم جرما ولا تزال حتى اليوم نار جشع بيع المطار يغطي دخانها سماء المطار و كأنه هو يستغيث الله لعل قطرا ينهال عليها من السماء يطفئوها . والله يشهد لا يوافق على بيع هذه المنطقة إلا شخص قصير النظر، لا وطنية له ولا يخاف اليوم الذي سيقف فيه مسؤولا أمام الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون. لذلك إيمانا مني قاطعا أقول لا يجوز بيع أي متر من مساحة أرض ذات أهمية في الوطن تعود ملكيتها للشعب كله بل جيلاًَ سياتي وسيكون وإن بعد قرون فلا يجوز بدون تريث ولا قبل دراسة بحثية من جهات ذات خبرة واختصاص يتم بعد ذلك عرضها لإستفتاء شعبي قبل أن يفقد الوطن جزءا مهماً من أرض مواطنيه ، "ولا نزال نعض إصبع الندم على فقدنا جنوبنا الغالي"
هنا أرفع صوتي كمواطن تهمه مصلحة الوطن والمواطن الحالية والمستقبلية "منادياً في الآفاق " لا ثم لا لبيع مطار الخرطوم رداً على شخص مجهول رشح رأيه الفطير على بعض منتديات التواصل الإجتماعي بأن موقع مطار الخرطوم الحالي ذو قيمة عالية إستثمارياً ونسبة لخطورة موقعه وسط العاصمة يمكن الإستفادة من قيمة البيع في بناء مطار جديد! والله لقد صدق ولكنه في نفس الوقت قد كذب كذباً مستتراً. لقد صدق بأن وجود المطار الحالي ضاراً بيئياً وصحياً وأمنياً على سلامة المواطنين والمساكن المجاورة ، وقد ذكرت أنا وغيري كثيرون متخصصون في علم الكوارث في مقالات سبقت بالتفصيل عن كل ذلك. لكن لم يقترح أي منا بيع المطار.
لقد كذب، لأنه إذا سألناه "إذا عرض الموقع للبيع من الذي سيشتريه وهل سيؤل كل الريع فقط لمصلحة المطار الجديد؟" الجواب معروف سلفاً "الفائز سيكون أجنبي قح مستعمر مستثمر ومستفيد" وسودانيون حوله من ناس "بيت سبق الجوع" أنساهم طمع الثراء السريع الحرام لقاء الله و غفلوا بأن رحلة الحياة جدا لقصيرة سيفتحون قنوات جيوبهم لتلغف من الزبد الذي سريعاً ما يذهب جفاءً "وخط هيثرو وبيت السودان في لندن وغيرها من ممتلكات السودان بالخارج التي ضاعت ستشهد ضد من تغولوا على ملكيتها للوطن والمواطن السوداني فباعوها "منهم من استعجلته المنية ومنهم من هو مريضاً عضوياً أو نفسياً ينتظر، الرحيل حيث لا ينفع الندم "
الأمر الثاني والمهم لو صدق ابناء السودان في شد الأحزمة على البطون و "طلاق" الفساد ثلاثة ، فيمكنهم أن يبنوا من الصفر مطاراً جديدا عالمياً وان يعمروا بإذن الله ما أتلفته الحروب بما تجود به هذه الأرض الطيبة من خيرات زروع ومعادن و لا داعي لإعمار الميؤوس منه"هو في الواقع كترقيع العراقي المهتوك" يكلف قروضاً لا تنتهي ولا داعي لإعمار هذا المطار القديم المتهالك الذي زاد قبحاً بعدما دمرته هذه الحرب البليدة الغاشمة. أما أسباب عدم صلاحية وجوده وسط العاصمة فهي حقيقة ظلت غائبة طيلة الزمن "بسبب مصلحة منتفعين وهم كثر " . فوجوده الحالي "موقعاً"، وبشكله وصالاته وخدماته اللوجستية والأرضية التي كانت قبل الدمار عيب فاضح ومخجل لبلد كبير هو السودان ، وتكلفة إعمار هذا الخراب ستكفي نفسها لبناء القواعد الأولية لبناء مطار جديد (على الأقل مدرج واحد سيكفي في البداية كما هو الحال في المطار القديم مع إضافة إنشاء جملونات مثل تلك التي كونت صالات الحج بدلاً لمباني تسيير ذهاب واستقبال المسافرين "فمطار جوبا الحالي ألم يكف حاجة دولة جنوب السودان ؟" حتي يتم مرحليا إكمال بناء المطار الدولي المنتظر حسب المواصفات والمقاييس المطلوبة عالمياً وسياحياً بعيداً عن العاصمة. المساحات المهولة خارج العاصمة متوفرة لتحقيق ذلك وحتى لبناء ترمينالات (صالات كبيرة حديثة ) وفروع الشحن الجوي وكذلك مترو يسهل مرونة إنسياب الحركة وسرعة السفر ذهابا وإياباً من قلب العاصمة إلى المطار الجديد وإن بعد عشرين كيلومترا من العاصمة فسيكون قريبا بإذن الله حتى من مدن بعيدة مثل مدني وكوستي وشندي وأتبرا عندما تتوفر قطارات رابطة و سريعة. هذه المساحات التي تسمح لتشييد مطار دولي حديث لمتوفرة شرق النيل وشمال الخرطوم بحري وحتى غرب أمدرمان.
أرجو أن يتعقل كل سوداني أنيطت له مسولية ما عندما يفكر و يريد أن يدلي برأيه في موضوع يهم المجتمع قاطبة وليس أفرادا أو مجموعات ذات أيديولوجية نطاقها يدور في خدمة مصالحها فقط، أيضاً أرجو أن يضع في ذهنه مصلحة الوطن الكبير حتى حلول خمسمائة سنة قادمة تنتظر . يجب أن نثبت أن لنا كيانا له قيمة ولنا مفكرين ذوي قدرات وعقول تخطط ويجب أن نترك لهم مساحة كافية في حرية التعبير وتداول الأفكار بكل طيبة نفس وثقة بإن مقصد كل شخص منهم مقصداً سليما صادقا يخدم مصلحة الوطن ومصلحة كل المجتمعات البدوية والحضرية لا فرق. فبيع أرض المطار إلي منطقة إستثمارية وتجارية كما جاء في الإقتراح لم يغير من ما يخشى منه، بل سيتحول المكان إلى منطقة مكتظة بناطحات السحاب القبيحة مع كثافة مرور السيارات ومطالب طرق جديدة أو أنفاق للموصلات والصرف الصحي ومآلات التأثير السلبي على البيئة وصحة المواطنين ستكون جداً كارثية. لذلك والعالم يعاني من ارتفاع درجات الحرارة وعلى الخصوص الخرطوم (تعاني من أعلى درجة حرارة في العالم) نتيجة الاحتباس الحراري فأفضل شيء في رأيي هو تحويل هذه المساحة مترامية الأطراف إلي جنة عدن ، أعني بقعة خضراء تلطف الجو، تجري من تحتها الأنهار تحفها أشجار ذات ثمار ورافة الظلال وتجذب السياح للاستجمام والترفية . تجربة إنجلترا في هايدبارك ومساحاتها الخضراء الجاذبة الأخرى مثل ريجنت بارك وغيرها (تعادل أربعين في المائة من مساحة إنجلترا) يمكن أن يستثمر السودان بشراء الخبرة من الإنجليز وستعود للسودان تلك المنطقة الجميلة بالخير خاصة إن الخرطوم تحفها الأنهر العذبة التي لا تتوفر في أي بلد آخر على هذه الكرة الأرضية. فى حالة عجز العقل السوداني عن حل عقدة بناء المطار الدولي الجديد والإستعانة ببيوت خبرات أجنبية متخصصة في هذا الشأن متوفرة في أروبا وأميركا ولا عيب في طلب العلم والخبرة ودول الخليج لم يرتفع شأنها إلا بالإستعانة من الخبراء الأجانب حتى يومنا هذا
أقول هذا مكرراً مرة أخرى و مذكراً والله يشهد صدق المقصد ورحم الله الشاعر إدريس جماع وكل الذين مجدوا مثله بشعرهم وأغانيهم وكتاباتهم هذا الوطن المعطاء الحبيب السودان (حليل زمنهم الجميل وحليلهم دوام نطراهم)، و هنا صوت يناديني ويناديك عزيزي القارئ، تقدم فأنت سوداني وأنا سوداني
تتمة ، أسمعوا ما ينصح به آخرون:
(1)
على منصة إكس غرد الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري السابق أن السودان يدخل مرحلة صعبة وسأل الله عز وجل أن يعينه على تجاوزها، وعلى تضميد جراحه بالتسامح والمصالحة الوطنية التي تعلو فوق كل المآسي، وما أزهق فيها من أرواح بريئة ودماء عزيزة. ومن أجل ذلك لا بد للسودان في المرحلة الجديدة من إدارة حكيمة، فمن قاد المعركة في الميدان قد لا يستطيع بالضرورة أن يقود بمفرده معركة الاقتصاد وإعادة البناء بنجاح، ولا بد للجيش أن يستعين بالكفاءات المدنية، وما أكثرها في السودان، لإعادة بناء سودان جديد موحد ومتسامح كما عرفناه دائما ونعرفه اليوم”.
ونوه شيخ جاسم إلى ان السودان قد عانى خلال سنوات طويلة من مؤامرات كثيرة من حوله استهدفته بهدف تقسيمه ونهب ثرواته، لذلك فإن السودان يحتاج الآن إلى تفكير متروي وعميق وتكاتف شعبي حول قيادة موحدة تحفظ للسودان مقدراته ووحدة ترابه. وتابع: “هو بحاجة إلى كوادر متخصصة يدعمها الجيش ليتحقق الإنجاز المنشود وليشعر السودانيون بالأمل، بعد أن مَنَّ المولى عز وجل على السودان بزوال غمة سيطرة الميليشيات على البلاد ومقدراتها”.
(2)
مستقبل المطارات العالمة تصميما وإدارة وما تقدمه من خدمات تحكمها سلامة وتأثير وجود تلك المطارات على البيئة ولا شك في المقام الأول على سلامة وصحة الإنسان . أهمها خطر التلوث والضوضاء إضافة إلى الكوارث من وقوع أو إصطدام الطائرات جعل منظمة الطيران العالمية والدارسين يفكرون حتى في إيجاد بدائل للبترول تكون صديقة للبيئة كما يستشف من الورقة أدناه و المنشورة حديثاً
Energy and Sustainabilty
https://www.mdpi.com/1996-1073/18/6/1360Airports
aa76@me.com