عيد المرأة العالمي.. تهاني حاضرة وحقوق غائبة: الأحزاب تهمش دور النساء
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
تحتفي اغلب بلدان العالم في الثامن من اذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وسط دعوات لضمان حقوقهن وتسليط الأضواء على بريق بعضهن في السياسة والاقتصاد والتربية مع تكريمهن، لكن الواقع يختلف في الكثير من المسارات وسط محاولات ذكورية تحاول كبح جماح النساء والهيمنة على القرار وسط اراء متضاربة للنساء ممن عاصرن أجيال مختلفة.
تمثيل خجول
العضو السابق في مجلس ديالى نجاة الطائي، قالت في حديث لـ "بغداد اليوم"، انه "لا يمكن القول بان النساء اخذن حقوقهن ولايزال هناك تهميش في كل القطاعات"، متسائلة "كم عدد من النساء اللاتي تولن حاليا مناصب في مؤسسات الدولة؟".
وأضافت الطائي، ان "تغير بوصلة المجتمع إزاء نظرته للمرأة تحتاج الى لمزيد من الوقت"، لافتة الى ان "النساء في ديالى اثبتن بعد متغيرات 2003 انهن على قدر المسؤولية من خلال الانخراط في السياسة رغم التهديدات والصعوبات والتضحيات حتى سلك الامن بدات النساء ينخرطن وبعضهن واجهن انتحاريات ومفخخات في صورة تعكس ارادة نقف امامها باحترام".
من جانبها فقد اقرت النائب زهرة البجاري بانه "لولا الكوتا لكان عدد النساء في المجالس اقل رغم ان بعضهن تفوق ونال أصوات اعلى من الرجال"، مستدركة بالقول "لكن بشكل عام الأحزاب تهمش دور النساء رغم الإعلانات البراقة عن دعم حقوقهن".
وأضافت البجاري، انه "بعد انتخابات 18 كانون الأول كم امرأة نالت مناصب قيادية في الحكومات المحلية رغم انهن يمثلن ربع المجالس وهذا ابسط صورة عن وضع المراة في ملف السياسة والحكم".
اكذوبة
الناشطة هبة عدنان فقد اشارت الى ان "حقوق المرأة اكذوبة حيال ما نراه في الواقع فلا تزال معدلات التعنيف مرتفعة وجرائم غسل العار مستمرة والذكورية هي سيدة الموقف في الدوائر".
وأضافت، "المفارقة ان الذكورية تتم في داخل أحزاب ترفع لواء دعم المرأة لانه في داخل كل رجل شرقي إحساس يدفع الى رفض المساواة مع المرأة".
محفوظة دينيًا
بنفس السياق فقد اشارت ام مازن وهي مسنة وقيادية سابقة في حزب سياسي الى ان "هناك خطا في منهاج دعم حقوق المرأة"، لافتة الى ان "الدين الإسلامي كان بارعا في وصف حقوقهن بدقة بشكل يحافظ على بريقها ويعطي مساحة بينها وبين الرجل حتى تبقى أسس وثوابت تدعم بناء الاسرة".
وأضافت، ان "حقوق المرأة ليست في التحرر غير المحدود ورفع الأصوات ومخالفة القواعد السلوكية لأنها ظواهر دخيلة هدفها الأساس ضرب البنية الاجتماعية وخلق فوضى تنتزع من النساء ميزتها"، مؤكدة ان "هناك من يحاول اللعب بالإعدادات عبر دعوات مشبوهة للتحرر تقود الى ضياع البنات في فوضى التواصل الاجتماعي تحت مبدا الحرية الشخصية".
مدير مفوضية ديالى لحقوق الانسان صلاح مهدي فقد اكد بان "80% من حوادث تعنيف المرأة لا تصل الى مراكز الشرطة بسبب العادات والتقاليد يرافقه معدلات مثيرة للقلق للإطلاق وهذا الامر يشكل تهديد لبنية بناء الاسرة على مستوى العراق".
وأضاف، ان" هناك تطور في نيل المرأة لحقوقهن على المستوى السياسي وتنوع فرصهن بالعمل لكن هناك ماسي التهجير والعنف والاضطرابات والفقر كن هن من دفعن الفاتورة دماء والم وبؤس والقصص كثيرة لافتة الى ان المرأة في ديالى قوية ومعطاة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الى ان
إقرأ أيضاً:
أزمة الفيلة بين ملاوي وزامبيا.. نزاع بين حماية الحياة البرية وحقوق الإنسان
تواجه المجتمعات الزراعية على الحدود بين ملاوي وزامبيا أزمة جديدة بعد نقل أكثر من 260 فيلاً إلى المنطقة في إطار مشروع لحماية الحياة البرية. هذا النقل تسبب في تداعيات كارثية على حياة السكان المحليين.
ووفقًا للمحامين الذين يمثلون هؤلاء السكان، أسفر وصول الفيلة عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير المحاصيل والممتلكات، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية لآلاف المواطنين.
التحرك القانوني ضد المنظمات الدوليةالمجتمعات المتضررة، التي يعيش بعضها بالقرب من حديقة كاسانغو الوطنية على الحدود بين البلدين، تقدمت بدعوى قضائية ضد "صندوق الحياة البرية الدولي"، التي ساهمت في نقل الفيلة إلى المنطقة.
ووفقًا لشركة المحاماة البريطانية "لي داي"، التي تمثل عددًا من السكان، يقول المتضررون إن حياتهم أصبحت مهددة بسبب هجمات الفيلة على المنازل والمزارع بحثًا عن الطعام والماء.
في يوليو/تموز 2022، قامت المنظمة بعملية نقل ضخمة شملت 263 فيلاً من حديقة وطنية صغيرة مكتظة بالحيوانات إلى حديقة كاسانغو، التي كانت تشهد انخفاضًا في أعداد الفيلة بسبب الصيد الجائر.
إعلانكان الهدف من هذه الخطوة تخفيف الضغط على الحديقة الصغيرة وتعزيز التنوع البيولوجي في كاسانغو.
إلا أن الفيلة، التي تعد من أكبر الحيوانات البرية، لم تلتزم بالحدود الاصطناعية وتوغلت في المناطق المجاورة، مما أسفر عن تدمير المحاصيل وإلحاق الضرر بالممتلكات.
آثار الكارثة على المجتمعات المحليةوفقًا للمنظمات المحلية، تضرر أكثر من 11 ألف شخص جراء هذا النزاع بين الإنسان والحيوان.
ووثقت التقارير تدمير المحاصيل والممتلكات الشخصية، فضلاً عن الإصابات وفقدان الأرواح.
كما قدرت الأضرار المالية التي تكبدتها المجتمعات بملايين الدولارات، مما جعل العديد من السكان غير قادرين على إعالة أسرهم.
ويطالب المتضررون من صندوق الحياة البرية الدولي، الذي لعب دورًا في تمويل وتنسيق عملية النقل، باتخاذ إجراءات لمعالجة الأضرار التي تعرضوا لها.
وفي حال عدم الاستجابة، يعتزم المحامون رفع دعوى قضائية ضد المنظمة في محكمة بريطانية.
دور صندوق الحياة البرية الدوليمن جانبها، عبرت منظمة "صندوق الحياة البرية الدولي" عن أسفها للأضرار الناتجة عن النزاع بين الإنسان والحيوان في المنطقة، لكنها نفت أن يكون لها دور في الأحداث السلبية التي وقعت بعد نقل الفيلة.
وأكدت المنظمة أن دورها كان مقتصرًا على تقديم الدعم المالي والفني، مشيرة إلى أن المسؤولية الكاملة عن إدارة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في ملاوي تقع على عاتق الحكومة الملاوية.
تسلط هذه القضية الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها العديد من البلدان الأفريقية في تحقيق التوازن بين الحفاظ على الحياة البرية وحماية حقوق الإنسان.
ففي السنوات الأخيرة، شهدت أعداد الفيلة في بعض أجزاء أفريقيا زيادة ملحوظة بفضل الجهود الناجحة، لكن هذه الزيادة أدت إلى توترات جديدة بين البشر والحيوانات.
إعلانالفيلة، التي يمكنها استهلاك 150 كيلوغرامًا من النباتات و200 لتر من الماء يوميًا، قد تسبب دمارًا كبيرًا في الأراضي الزراعية، بل وتدمير الآبار والمخازن في بحثها عن الطعام والماء.
الحياة البرية أم حقوق الإنسان؟تتزايد الضغوط على الحكومات والمنظمات الدولية لإيجاد حلول توازن بين الحفاظ على الحياة البرية واحتياجات المجتمعات المحلية التي تتعرض لخطر الأضرار الكبيرة من الحيوانات البرية.
وتطرح القضية في ملاوي وزامبيا تساؤلات مهمة حول كيفية ضمان أن البرامج المتعلقة بحماية الحيوانات لا تتسبب في معاناة البشر الذين يعيشون في نفس البيئة.
ومع تزايد الصراع بين الإنسان والحيوان في القارة الأفريقية، أصبحت الحاجة إلى سياسات أكثر توازنًا وتنسيقًا بين الأطراف المعنية أكثر من أي وقت مضى.