السبت .. عرض فيلم الرؤيا بنادى السينما المستقلة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يعرض نادي السينما المستقلة بالقاهرة فيلم الرؤيا للمخرج محمد سحيو ومونتاج طارق نظير، وذلك يوم السبت القادم الموافق ٩ مارس.
الفيلم يناول قصة شاب يحاول أن يرسم صورة جيدة للرسول من أوصافه بالسيرة ولكنه لا يستطيع ويرى رؤيه الرسول، ويسأل علماء الدين عن مشروعيه رسم صورة للرسول ولكن الاجابه تأتى فى النهايه أن اتباع خلقه للرد اولى من ابداع خلقه.
وعقب عرض الفيلم تقام ندوة يديرها الناقد السينمائي أحمد النبوي مدير مهرجان القاهرة للفيلم القصير ، لمناقشة الفيلم مع صنُاعة والجمهور.
الفيلم حاصل على دعم وحدة دعم الشباب بالمركز القومي للسينما ، وتم عرضه مؤخراً ضمن فعاليات الدورة ال ٢٥ لمهرجان الاسماعيليه الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة ،
يذكر أن نادى السينما المستقلة بالقاهرة يقيمه المركز القومى للسينما، بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتور وليد قانوش، السبت الثانى من كل شهر، ويشرف علية فنيا الناقد السينمائي أحمد عسر والدعوة عامة للجمهور ومحبى السينما لحضور فعاليات النادي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع صندوق التنمية الثقافية مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة مهرجان القاهرة للفيلم القصير مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية نادي السينما المستقلة وزارة الثقافة المصرية
إقرأ أيضاً:
بين دفتين لن تتكلم لغتي للأديب الناقد د. عبد الفتاح كيليطو
الأديب الناقد د.عبد الفتاح كيليطو، كالعادة في كتاباته لا تسطيع فهم منهجه ورموزه ومغازيه من الكتابة إلا لمامًا، وهو أمر ليس مملا بالنسبة لي، بل أدخل في تحدٍّ شخصي لفهم أغوار كتاباته ومراميه التي يرمي إليها ويقصدها، وهو من الأدباء القلائل الذين يمتازون بهذا الأسلوب في الكتابة.
تغرق معه عندما يغوص في عمق اللغة ومقارباتها مع اللغات الأخرى، حتى لتظن أنك لن تنجو من هذا الغرق، ثم فجأة يناولك مجدافا أو خشبة تنجيك من الغرق، إنه سحر الكاتب الذي يخادع به القراء، ويجعلهم أسارى سحره النفاذ، بل بسحره هذا يجعلهم هائمين تائهين، لا يقدرون على ترك الكتاب أو التنازل عنه للحظة، يحاولون فهم ما فيه بصبر وأناة.
وأضيف إلى ذلك أن كل كتاب من كتاباته التي قرأتها غير هذا الكتاب عالم آخر غير مكرر، فالرجل موسوعي بامتياز، له قدرة عجيبة في توظيف قراءاته المتعددة في الأدب العربي أو الآداب الأخرى، بحيث يجعل من قراءاته تلك نصوصا وإشعاعات ينطلق بها كالغيث المنهمر علما وفكرا وأدبا وحكمة، دون أن يتنازل عن هويته وفكره.
أما فكرة هذا الكتاب "لن تتكلم لغتي" فقائمة على لغتنا الأم "العربية" بوصفها أهم مكون ثقافي لهويتنا وفكرنا. إلا أننا في عالم متعدد العوالم ومتعدد الثقافات واللغات، ويطرح تساؤلات عن العلاقة بين الفرد ولغته الأم، وكيف يمكن للغة أن تؤثر في تشكيل فهمنا للعالم من حولنا، وكيف يمكن أن نخفف من حدة الصراع بين اللغة الأم واللغات الأخرى، سواء على مستوى الاستعمال اليومي أو على مستوى التأليف والكتابة. يستخدم كيليطو في هذا الكتاب أسلوباً سردياً مميزاً، حيث يمزج بين ما يحدث في الواقع والنقد الأدبي، وهو ما جعل الكتاب أشبه برحلة فكرية حوارية في عالم النقد الأدبي.
كيليطو في كتابه هذا "لن تتكلم لغتي" أي لغة يقصد، وهو يتقن مع لغته الأم لغتين أخرييْن تحدثا وكتابة "الفرنسية والإنجليزية"، إنه يعكس تجربته للقراء عبر تعاملاته مع الآخرين ممن لا يتحدثون لغته الأم "العربية" وما هي المعضلات والمشكلات والأزمات التي يواجهها ككاتب عربي خاصة أو ما يواجهه العربي المعاصر عامة، وهو ما يوجد صراعا داخليا على مستوى الهُّوية التي ينتمي إليها؛ فضلا عن الغربة والتعدد الثقافي والمعاناة التي يجدها العربي في مجتمع متعدد اللغة والثقافة والفكر.
من هنا يتبين لماذا لا يريد الكاتب أن يتكلم الأجانب لغته "لن تتكلم لغتي" مدافعا عنها ومنافحا عن مكانتها، فقال في كتابه هذا: "في يوم من الأيام تبين لي أنني لا أحب أن يتكلم الأجانب لغتي. كيف حصل هذا؟ كنت أعتقد أنني شخص متفتح، متسامح، يتمنى الخير للغرباء كما يتمناه لذويه، وفضلا عن ذلك كنت أحسب أن من واجبي أن أعمل في حدود إمكانياتي، على أن يكون للغتي (إشعاع) وأن يتزايد عدد الذين يتحدثون بها .. إلخ، لكن هذا الهدف النبيل توارى يوم أدركت أنني أكره أن يتكلم الأجانب لغتي، كانت هذه الكراهية في الواقع قائمة على الدوام، ولكنني لم أكن على وعي بها، فلم أكن أجرؤ على البوح بها لنفسي، وبالأولى لغيري، لكنني أطرحها الآن على القارئ، وعلى الثقافة العريبة؛ لنتساءل كيف تعاملت هذه الثقافة، ماضيا وحاضرا مع لغتها ومع اللغات الأخرى؟" انتهى.
"لن تتكلم لغتي" استعمل الكاتب أداة النفي "لن" الزمخشرية التي تفيد النفي القطعي، وهي صرخة مدوية، تعبر عن قلقه وخوفه على لغته وهويته وثقافته؛ لئلا تتآكل وتندثر في هذا العالم المتعدد من اللغات الأخرى والثقافات، فهو من ناحية يشعر أنه كان من واجبه العمل لإغناء الآخرين بلغته ويتسامح معهم وهو باب من أبواب التسامح والانفتاح على الآخر؛ لكنه اكتشف أخيرا أن استعمال الأجانب للغته يعرّضها إلى الخطر؛ إذ لا يتعاملون معها مثل ما يتعامل هو معها، ولا يقدرونها التقدير المعتبر الذي يقدرها هو، وهي بهذه الطريقة تضيع وتندثر.
أي تكلم بلساني وإلا فاغرب عن وجهي أو اصمت. وهو هنا يحكي عن حالات شائعة، لماذا لا تتكلمون مثلما أتكلم؟ لماذا لسانكم مختلف عن لساني؟ فالكاتب يشعر بالغضب والسخط عندما يجهل الآخر لغته، بل يزداد حنقًا وغمًّا لو تعمّد الآخر التحدث بلغة أخرى ليستهزئ به ويغيظه أو حين يتكلمان لغة مشتركة، ويتعمَّد الآخر استعمال كلمات أو ألفاظ فلسفية عميقة لا يفهمها الكاتب؛ مما يجعل الجلوس معه شيء لا يُطاق. هنا تطير به الذكرى إلى مقامات الحريري عندما يتقدم أبو زيد السَّرُوجي وابنُه إلى أحد القضاة ويخاطبانه بكلام غير مفهوم. فيقول لهما: "إمَّا أن تُبِينا، وإلا فَبِينا". إما أن تتكلما بوضوح أو فاغربا عن وجهي.