كلمات تبرد نار قلبك إذا نزل بك ابتلاء أو مصيبة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
لم يتركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نواجه الابتلاءات دون أن يعلمنا كيف نتصرف؛ لذلك ورد عنه - عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأحاديث والأدعية التي إن تمسك بها المؤمن أثناء أي بلاء عام أو وباء نجا، والبلاء لم يكن قاصرًا على أحد بعينه، فعانى منه أكثر أنبياء الله ورسوله، وإن تفاوتت مراتبهم ومراتب الناس فيه.
ويأتي على الإنسان لحظات تضيق به الحياة بما رحُبت، ولا يجد لها مخرج إلا الله سبحانه وتعالى، فلا أحد فى هذه الحياة يخلو من المشاكل والهموم والبلاء، ففي هذه الأوقات الصعبة عليه أن يلجأ الى الدعاء، لأن الدعاء سلاح المؤمن القوي، فمن يمر بضيق ومشاكل فعليه أن يدعو بدعاء سيدنا يونس «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
كيف تخفف عن نفسك إذا أصابك ابتلاء او مصيبة؟فى هذا الصدد قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عندما يأتي لك البلاء كيف تخفف عن نفسك؟، بأن تقول إن هذا من عند الله وهو لا يأتي منه إلا الخير حتى ولو كان شرً لك فى الظاهر فإنك لا تعرف ما وراءه من الخير والثواب.
وتابع قائلاً:" أنت لا تعرف ماذا يفتح لك عندما تسلم وترضى ولا تعلم ماذا قد دفعه عنك وصده عنك بهذا البلاء الظاهر، وإذا آمنت أن البلاء من عنده سبحانه وتعالى فتجد أن السكينة والطمأنينة قد ملأت قلبك.
وفيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني فى مصيبتي وأخلف لى خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها)).
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته امري إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك هي أوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك.
دعاء ضيق الصدر والنفساللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ أعوذ بك من شر ما صنعتُ أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ وأَبُوءُ لك بذنبي فَاغْفرْ لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا رب العالمين.
« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللهم انى اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء».
ربى النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه على الصبر على البلاء، كان يبث التفاؤل والثقة في قلوبهم، ويفيض عليهم مما أفاض الله عليه من أمل مشرق في انتصار الإسلام وانتشاره، فمن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر»، رواه أحمد .
كيف كان يتعامل الرسول مع البلاءرسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان له نصيب من الابتلاء، قال الله -تعالى-:« وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ»، (سورة الأنعام: الآية 34)، وقال - سبحانه-: « أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ »، (سورة البقرة: الآية 214).
وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: « قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟، قال: الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيُبْتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»، رواه أحمد .
فتعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للكثير من الأذى والمحن والبلاءات في مواقف متعددة من حياته، وكان ذلك على قدر الرسالة التي حملها، فقريش أغلقت الطريق في وجه الدعوة في مكة، وتعرضت له ولأصحابه بالإيذاء، وحوصر مع أصحابه ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب، حيث النصب والتعب الشديد ، وصبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليكون قدوة للمسلم في كل زمان ومكان في الصبر على البلاء.
وسنة البلاء في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهرت في كثير من الأحاديث الشريفة من سيرته العطرة، فورد أن ورقة بن نوفل في أول يوم من أيام النبوة حين قال: «يا ليتني فيها جذعا -أكون حيا - إذ يخرجك قومك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم؟!، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي »، رواه البخاري .
وعن عروة بن الزبير- رضي الله عنه- قال: « سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلي في حِجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ »، رواه البخاري .
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: « قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: « لقد أوذيتُ في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثالثةٌ وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما وارى إبط بلال»، رواه الترمذي .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رسول الله رسول الل ى الله ع
إقرأ أيضاً:
حقيقة "مقام سيدي شبل" بالمنوفية ونسبة لآل بيت رسول الله ﷺ
تنتشر مقامات أولياء الله الصالحين في مركز الشهداء في محافظة المنوفية، ومنها حسب بعض الروايات، جاءت تسمية المركز باسم واحد من هؤلاء، هو «سيدى شبل الأسود»، أهم مقام تتميز به مدينة الشهداء، حيث توارث الأهالى عن جدودهم ومشايخهم أن المدفون داخل المقام هو سيدنا محمد بن الفضل بن العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إلى جوار مقام «شبل الأسود» مجموعة أخرى من مقامات أولياء الله الصالحين، من مساعدى «سيدى شبل» الذين جاءوا معه إلى مصر واستقروا بهذا المكان، أما مسجد «شبل الأسود» بهيئته الحالية فقد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، ويشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية.
و ذكرت عدة مجلدات مصرية أن محمد شبل جاء إلى مصر على رأس جيش لمحاربة الكفار وأنه مات شهيدًا سنة 40 هـ في المنوفية في المنطقة التي عرفت باسم الشهداء نسبة إلى من استشهد في تلك المعركة، ولكن ام يوجد دليل واحد على صحة تلك الرواية، وإذا فرضنا جدلا أن محمد شبل حضر إلى مصر محاربًا في أيام فتحها أي عام 21 هـ فمعنى هذا أنه كان في الثانية عشرة من عمره، وبذلك يستبعد حضوره وقت الفتح، واما عن حدوث معارك في منطقة المنوفية بين أنصار عبدالله بن الزبير وبين جنود مروان بن الحكم فهذا ثابت في جميع المراجع التاريخية ولذلك فمن المرجح أن يكون حضور محمد شبل كان سنة 64 هـ وأنه استشهد في تلك المعركة ومات سنة 65 هـ ودفن في مقابر الشهداء.
وذادت أقاويل كثيرة حول الشخصية التي تسمى بها مسجد "سيدي شبل" بمركز الشهداء في محافظة المنوفية، وسطرت حول كراماته أساطير، وللناس عند عتباته وضريحه أفانين وأشكال، ما بين متمسح وراكع، وطائف وداع، وناذر مالًا، وطالب شفاعة ومددا، ومستغيث به دون الواحد الأحد، وما بين معتقد فيه أنه من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه ابن الفضل ابن عم رسول الله، فأقيمت لذلك الموالد، وانتشرت البدع العوائد، وأقيمت سرادقات الطعام في الجُمَع والموالد، بل عند بعض المريدين في سائر الأيام، واعتقد فيه عدد من العوام أن صلاة الجمعة في مسجده بأضعاف الأجر عن سائر المساجد، بل غلا بعضهم أن جعلها مساوية للعمرة وزيارة بيت الله الحرام!
هذه أقوال العلماء مرتبة حسب الوفيات أن المدعو "سيدي شبل" لا حقيقة له، ولا نسب له، ليثبت الحق لكل باحث بدلائله الواضحة:
قال الإمام ابن سعد (المتوفى: 230هـ): "فولدَ الفضلُ بْن الْعَبَّاس أمَّ كلثوم ولم يلد غيرها وأمها صفية بِنْت مَحمِيَة بْن جزء بْن الْحَارِث بْن عريج بْن عَمْرو الزُّبَيْديّ من سعد العشيرة من مَذحِج". [الطبقات الكبرى (4/ 54- ط: صادر)].
وقال الإمام مصعب الزبيري (المتوفى: 236 هـ): "ولم يترك ولدًا إلا أم كلثوم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب؛ ثم فارقها؛ فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن عبيد الله، حين مات عنها أبو موسى". [نسب قريش (ص: 25)].
وقال الإمام البخاري (المتوفى: 256هـ): "وَلم يُولد للفضل بْن عَبَّاس إِلَّا أم كُلْثُوم". [التاريخ الأوسط (1/ 423- ط: الرشد)].
وقال الإمام الزبير بن بكار (المتوفى: 256هـ): "الفضل بن عبّاس كان يكنى أبا العبّاس، مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، ولم يترك ولدا ذكرا". [تاريخ مدينة دمشق (48/ 334)].
وكان يجيء إلى مصر في كل عام مرة، يجلس أحيانًا بالجامع الأزهر، وأحيانًا بمدرسة السيوفية، وأحيانًا بمدرسة الحطابية، والناس يزدحمون عليه، ويلتمسون أدعيته الصالحة، ثم يعود إلى مسجده، ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة ثلاث وأربعين وألف، ودفن بخلوته التي بمسجده، وضريحه ظاهر يزار -رحمه الله تعالى-".
فهذا نص أن المسجد المقام هو مسجد بناه الشيخ السحيمي لنفسه ليقوم بالوعظ وإقراء القرآن للناس، ثم تطور الأمر بلا سبب معروف ليقال عنه في وقت ما أن هذا مسجد سيدي شبل.
ويعد مسجد سيدى شبل الأسود مقصد الطرق الصوفية من جميع المراكز لاحتوائه علي ضريح محمد بن الفضل العباسي بن المطلب، والذى تم بناءه في بداية القرن الحادى عشر الهجرى علي يد الشيخ احمد الاحمدى السحيمي.
والجدير بالذكر أن مسجد الموجود حاليا قد قامت ببنائه وزارة الأوقاف فى القرن العشرين، وهو يشبه فى تخطيطه العام المساجد العثمانية إذ أنه يتكون من مربعين أحدهما يشمل صحن الجامع وهو مكشوف، وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى فهو عبارة عن إيوان القبلة ويتكون من صفوف من الأعمدة موازية لحائط القبلة مغطاة بسقف مسطح وفى وسطه ثمانية أعمدة تقوم عليها رقبة ثمانية بكل ضلع منها فتحة للإضاءة وهى أشبه بالشخشيخة وفى الضلع الغربى من إيوان القبلة يوجد ضريح سيدى محمد بن شبل الأسود، وتتكون واجهة المسجد من مدخلين رئيسيين أحدهما يؤدى إلى إيوان القبلة والثانى يؤدى إلى صحن الجامع، يتقدم الواجهة ردهة بطول الواجهة تقريبا صدرها محجوز بسور مزخرف وينتهى طرفاها بسلمين لارتفاع المسجد عن مستوى الشارع بمقدر سبعة أمتار