الهيئة العامة لشؤون الحرمين تنشر رسالة الإسلام بعددٍ من اللغات
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تعمل الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرم والمسجد النبوي ممثلة في خدمات اللغات والترجمة على نشر رسالة الإسلام من منبر المسجد الحرام وأروقته وإيصالها للعالم الإسلامي أجمع بعدة لغات، مطبقةً سنن الهدي النبوي في الوسطية والاعتدال.
وتقوم الإدارة العامة للبث الرقمي باللغات بالأعمال التقنية المختصة بمجال بث موجات الراديو القصيرة FM وكذلك البث الرقمي عبر المنصة الرقمية، وأجهزة البث الرقمي والإذاعي بمواقع المسجد الحرام بالتوسعة السعودية الثانية وبمشعر عرفات وغرفة تحكم متكاملة في مبنى التبريد والخدمات بأجياد، بكادر فني وتقني مختص في مجال هندسة الإلكترونيات، والاتصالات، والشبكات، والحاسب الآلي، إضافة إلى بث جميع الخطب بالمسجد الحرام، عبر منصة منارة الحرمين وعبر أثير FM، ومن الخدمات التي تقدم عبر البث الرقمي، بث الترجمة الفورية لخطب الجمعة بالمسجد الحرام بعدد 10 لغات، وبث الترجمة الفورية لخطب صلاة الاستسقاء والخسوف والكسوف، وترجمة دروس المسجد الحرام، وترجمة خطبتي عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك، وبث ترجمة خطبة يوم عرفة، والبث المباشر (24) ساعة عبر منصة منارة الحرمين وعبر أثير FM، وبث الترجمة الفورية للبرامج والمبادرات لموسمي العمرة والحج.
وتعمل وحدة الأرشفة الصوتية على حفظ جميع الخطب بالسجد الحرام، والبرامج الموسمية، عبر أرشيف خاص بها، وملفات خاصة بعد التأكد من المحتوى، من حيث جودة الصوت، ومدة المقطع الذي تم أرشفته، وعمل نسخة احتياطية لها، من خلال استخراج المحتوى الصوتي عبر الأجهزة الخاصة بالبث الرقمي بعد الخطب والدروس والتأكد من جودة الصوت، والمدة الزمنية له، ورفع المقاطع الصوتية عبر منصة منارة الحرمين.
كما يتم من خلالها إرشاد السائلين وتوجيههم إلى أماكن الاستدلال داخل المسجد الحرام والساحات الخارجية بأكثر من 50 لغة منها ( الإنجليزية - الفرنسية - الملايوية - الفارسية - الأردية - الروسية - الصينية - الهوسا - التركية - البنغالية) وغيرها من اللغات.
وتؤدي الفرق دورها عبر الإرشاد الزماني الذي من خلاله يتم إثراء القاصدين بأوقات الصلوات والدروس والمحاضرات ومواعيد زيارة المعارض، كذلك يقوم الإرشاد الثقافي عبر تزويد القاصدين بالمعلومات الثقافية والتاريخية والأرقام المتعلقة بالمسجد الحرام، وتعريف المستفيدين على خدمات الترجمة المباشرة للخطب والدروس، وخدمة البث المباشر الإلكتروني، والمنصات والوسائل كأثير الراديو وترددات البث، بالإضافة إلى خدمة توزيع السماعات اللاسلكية للقاصدين للاستفادة من خدمات البث المباشر للخطب والدروس.
ومن تلك الخدمات التي تقدمها الإدارة البطاقة الإرشادية باللغات، وهي بطاقة تحتوي على مجموعة من الروابط (BARCODE) الهامة لتسهيل عملية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية المقدمة من وكالة اللغات والترجمة، ومنها باركود وتطبيق منصة منارة الحرمين، التي يستطيعون من خلالها الاستماع لترجمة المباشرة للخطب والدروس العلمية بعدة لغات، ويستطيعون أيضًا الحصول على جميع الخطب والدروس المترجمة مسبقًا.
وتعنى بترجمة الخطب باللغات المعتمدة، واقتباسات ومقتطفات، ودعم ترجمات الإدارات الأخرى بالهيئة، وترجمة الكتب والمطويات، وترجمة دروس أصحاب المعالي والفضيلة، وترجمة اللوحات الإرشادية والشاشات الإلكترونية بالمسجد الحرام.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: رسالة الإسلام بالمسجد الحرام المسجد الحرام البث الرقمی
إقرأ أيضاً:
أقوال العلماء في بيان المراد بمصرف "في سبيل الله" من مصارف الزكاة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الزكاة ركن من أركان الإسلام، ونظم الشرع الشريف كيفية أدائها بتحديد مصارفها في قوله تعالى: ﴿إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
مصارف الزكاةوبحسب الشريعة فإن كفاية الفقراء والمساكين هو أفضل ما تصرف فيه الزكاة؛ إذ أنهم في صدارة مصارف الزكاة الثمانية للتأكيد على أولويتهم في استحقاقها، وأن الأصل فيها كفايتهم وإقامة حياتهم ومعاشهم؛ إسكانًا وإطعامًا وتعليمًا وعلاجًا وتزويجًا، وخصَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفقراء بالذكر في حديث إرسال معاذ رضي الله عنه إلى اليمن: «فَإن هم أَطاعُوا لَكَ بذلكَ فأَخبِرهم أَنَّ اللهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهم فتُرَدُّ على فُقَرائِهم» متفق عليه.
وقد توسَّع كثير من العلماء في مفهوم هذا المصرف؛ فجعلوه مجالًا لصرف الزكاة عند الحاجة في كل القُرَب وسبل الخير ومصالح الناس العامة؛ أخذًا بظاهر اللفظ في قوله تعالى: ﴿وَفِي سَبِيلِ اللهِ﴾، وهو ما عليه فتوى دار الإفتاء المصرية منذ عهد فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم رحمه الله تعالى.
ومِن نصوص الفقهاء في ذلك:
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 45، ط. دار الكتب العلمية): [وأما قوله تعالى: ﴿وَفِى سَبِيلِ اللهِ﴾ فعبارة عن جميع القُرَب؛ فيدخل فيه كل مَن سعى في طاعة الله وسبيل الخـيرات إذا كان محتاجًا] اهـ.
وقال الإمام الفخر الرازي الشافعي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (16/ 87، ط. دار إحياء التراث العربي): [واعلم أن ظاهر اللفظ في قوله: ﴿وَفِى سَبِيلِ اللهِ﴾ لا يوجب القصر على كل الغزاة؛ فلهذا المعنى نقل القَفَّال في "تفسيره" عن بعض الفقهاء أنهم أجازوا صرف الصدقات إلى جميع وجوه الخير من تكفين الموتى وبناء الحصون وعمارة المساجد؛ لأن قوله ﴿وَفِى سَبِيلِ اللهِ﴾ عامٌّ في الكل] اهـ.
وقد ذهب إلى هذا الشيخ محمد رشيد رضا فقال في تفسير "المنار" (10/ 435-436، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب) عند تفسير آية المصارف ما نصه: [التحقيق أن سبيل الله هنا: مصالح المسلمين العامة التي بها قوام أمر الدين والدولة دون الأفراد، ثم قال: ﴿وَفِى سَبِيلِ اللهِ﴾ وهو يشمل سائر المصالح الشرعية العامة التي هي ملاك أمر الدين والدولة. وأولاها وأولها بالتقديم الاستعداد للحرب، لشراء السلاح، وأغذية الجند، وأدوات النقل، وتجهيز الغزاة، وتقدم مثله عن محمد بن عبد الحكم، ولكن الذي يجهز به الغازي يعود بعد الحرب إلى بيت المال إن كان مما يبقى كالسلاح والخيل وغير ذلك؛ لأنه لا يملكه دائمًا بصفة الغزو التي قامت به، بل يستعمله في سبيل الله، ويبقى بعد زوال تلك الصفة عنه في سبيل الله... ويدخل في عمومه إنشاء المستشفيات العسكرية، وكذا الخيرية العامة، وإشراع الطرق وتعبيدها، ومد الخطوط الحديدية العسكرية لا التجارية، ومنها بناء البوارج المدرعة والمناطيد والمطارات الحربية والحصون والخنادق، ومن أهم ما يُنفق في سبيل الله في زماننا هذا إعداد الدعاة إلى الإسلام، وإرسالهم إلى بلاد الكفار من قِبل جمعيات منظمة تمدهم بالمال الكافي كما يفعله الكفار في تبشير دينهم] اهـ.
وذهب إلى ذلك أيضًا العلامة شيخ الإسلام محمود شلتوت في كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة" (ص: 104-105، ط. دار الشروق) حيث فسَّر سبيل الله بأنه: [المصالح العامة التي لا ملك فيها لأحد، والتي لا يختص بالانتفاع بها أحد، فملكها لله، ومنفعتها لخلق الله، وأولاها وأحقها: التكوين الحربي الذي ترد به الأمة البغي، وتحفظ الكرامة، ويشمل العدد والعُدَّة على أحدث المخترعات البشرية، ويشمل المستشفيات عسكرية ومدنية، ويشمل تعبيد الطرق، ومد الخطوط الحديدية، وغير ذلك، مما يعرفه أهل الحرب والميدان. ويشمل الإعداد القوي الناضج لدعاة إسلاميين يُظهرون جمال الإسلام وسماحته، ويفسرون حكمته، ويبلغون أحكامه، ويتعقبون مهاجمة الخصوم لمبادئه بما يرد كيدهم إلى نحورهم، وكذلك يشمل العمل على دوام الوسائل التي يستمر بها حفظة القرآن الذين تواتر ويتواتر بهم نقله كما أنزل، من عهد وحيه إلى اليوم، وإلى يوم الدين إن شاء الله] اهـ.
وقد ذكر فضيلة الشيخ شلتوت أيضًا في كتابه "الفتاوى" (ص: 119، ط. الأزهر) أن: [هذا مبني على اختيار أن المقصود بكلمة سبيل الله: المصالح العامة، التي ينتفع بها المسلمون كافة، ولا تخص واحدًا بعينه، فتشمل المساجد والمستشفيات ودور التعليم ومصانع الحديد والذخيرة وما إليها، مما يعود نفعه على الجماعة. اهـ. وأحب أن أقرر هنا أن المسألة محل خلاف بين العلماء، ثم ذكر الشيخ ما نقله الرازي في "تفسيره" عن القفال من صرف الصدقات في جميع وجوه الخير..إلى أن قال: وهذا ما أختاره وأطمئن إليه وأفتي به، ولكن مع القيد الذي ذكرناه بالنسبة للمساجد، وهو أن يكون المسجد لا يغني عنه غيره، وإلا كان الصرف إلى غير المسجد أولى وأحق] اهـ.