الزراعيين: مشروع المانجروف يقلل مخاطر الاحتباس الحراري وتخزين الكربون
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أكد الدكتور سيد خليفة، رئيس الفريق البحثي لمشروع استزراع غابات المانجروف ونقيب الرزاعيين، أهمية التوسع في هذه الغابات يحقق العديد من المزايا البيئية والاقتصادية لهذه المشروعات الواعدة التي تحظى بتأييد دولي لمواجهة مخاطر تغير المناخ.
وشدد خليفة على أهمية الاستفادة من الميزة النسبية لمصر في تنفيذ هذه المشروعات على ساحل البحر الاحمر وخليج العقبة بمصر، وتنتشر أيضا في بعض الجزر بساحل البحر الأحمر في مناطق جزر أبو منقار وسفاجا وحماطة والجيسوم وغيرها.
وقال إن غابات المنجروف تساهم في إبراز دور مصر أفريقيا وعالميا كمركز للتدريب على تنمية وإكثار المانجروف وتنظيم استخداماته الاقتصادية في أفريقيا والشرق الأوسط.
وطالب «خليفة»، الحكومة بدعم خطط التوسع في هذه المشروعات لإكثار أشجار المانجروف في مصر للتخفيف من آثار تغير المناخ وتعظيم استخداماتها الاقتصادية المتعددة.
وأشار إلى دور هذه الغابات في تعزيز دور وإمكانيات النظام البيئي للمانجروف في خزن الكربون والتقليل غازات الانبعاث الحراري في مصر والعالم، ودورها في إزالة التلوث الناجم عن نفايات السفن والبترول ومعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة سفاجا.
ونوه رئيس الفريق البحثي لمشروع استزراع غابات المنجروف ونقيب الزراعيين، إلى أهمية تعظيم الاستفادة من إمكانات المانجروف الاقتصادية كبيئة حاضنة لأهم أنواع الأسماك، وتعظيم دور المانجروف في خدمة السياحة البيئية كموئل للشعاب المرجانية، وإعادة تأهيل المواقع المتدهورة في بيئات المانجروف ساحل البحر الأحمر.
ولفت «خليفة» إلى أن مشروعات غابات المانجروف تهدف إلى تحسين فرص المحافظة على التنوع البيولوجي والحفاظ على استمرارية جهود إكثار أشجار المنجروف والتوسع في الزراعة وبرامج التدريب، بالإضافة إلى الخبرات العملية والحقلية المستفادة من الجهود والأنشطة السابقة التي قام بها فريق العمل بمركز بحوث الصحراء.
ونبه رئيس الفريق البحثي لمشروع استزراع غابات المانجروف ونقيب الزراعيين إلى إنشاء حزام غابات ساحلي كثيف لتحقيق الاستقرار على الشواطئ، والحد من العواصف ومنع ملوحة التربة، وإعادة تأهيل واستزراع عدة مواقع جديدة أخرى مختلفة للمانجروف على ساحل البحر الأحمر في شمال شلاتين حتى شمال سفاجا.
وأشار إلى اهتمام الدولة المصرية ممثلة في وزارت الزراعة والتعليم العالي والبحث العلمي والبيئة والتنمية المحلية بالحفاظ على غابات المانجروف وزيادة المساحات المنزرعة بها على ساحل البحر الأحمر، وذلك من خلال تمويل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبالتعاون مع مركز بحوث الصحراء بمشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر من خلال إقامة مشاتل للإكثار بمناطق سفاجا وحماطة وشلاتين، وتم إنتاج آلاف من الشتلات وزراعتها.
وأوضح «خليفة» أنه تم تجريب إنتاج العسل من غابات المانجروف من خلال نموذج إرشادي يتم بمشتل سفاجا، وأكدت معظم تحاليل المعامل أن عسل نحل المانجروف من أجود أنواع عسل النحل من ناحية النوعية والتميز والعناصر الغذائية، وتم إنتاج نحل العسل من خلايا تم توزيعها في نطاق بيئات المانجروف على ساحل البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه من خلال الدراسات العلمية المدققة لاستزراع غابات المانجروف، أصبح لدى مصر قصة نجاح لإكثار واستزراع المانجروف، وأصبح لدى مصر العديد من شباب الباحثين والمهندسين الزراعيين والفنيين في هذا المجال وتستعين بهم الدول الشقيقة في استزراع غابات المانجروف بهذه البلدان.
وشدد على ضرورة الاستثمار فيها لدورها في تخزين غازات الاحتباس الحراري وحماية الشواطئ بمقدار أربعة أضعاف الغابات الأستوائية.
وأوضح رئيس الفريق البحثي لمشروع استزراع غابات المانجروف ونقيب الزراعيين أن قصص النجاح شملت استزراع ما يقرب من 20 ألف شتلة من أشجار الشورة، بالإضافة إلى 12 ألف شتلة من أشجار القندل خلال العام الماضي 2023 في عدة مواقع مختلفة على ساحل البحر الأحمر في شمال شلاتين حتى شمال سفاجا، وتنفيذ 8 مدارس حقلية وورش عمل لتدريب الشباب والسكان المحليين على زراعة هذه الأشجار.
واقترح «خليفة» أهمية وضرورة الإتاحة للقطاع الخاص للاستثمار في غابات المنجروف على ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة من خلال التوسع في زراعة المانجروف وطبقا للمناطق الصالحة للزراعة لتخزين الكربون والاستثمار في غابات المانجروف على بعض الجزر بالبحر الأحمر، والتي ينمو بها المانجروف.
على أن يقوم القطاع الخاص في هذا المجال وبالتنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارة البيئة ومحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء بإعداد دراسة بيئية عن المناطق الصالحة للاستثمار في استزراع المانجروف وعرضها على الجهات المعنية ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على ساحل البحر الأحمر من خلال
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة خليفة تتعاونان لإجراء مسوحات شاملة لقاع البحر بالقرب من المناطق الساحلية على متن سفينة الأبحاث البحرية «جيون»
أجرى فريق من الباحثين من هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، أول مسح شامل لجيولوجيا قاع البحر بالقرب من ساحل أبوظبي على متن سفينة الأبحاث البحرية «جيون»، بهدف استكشاف آثار تغيُر المناخ على المنظومة البيئية البحرية في الخليج العربي، ما يعزز الفرص البحثية في هذا المجال مستقبلاً.
وتمثل سفينة الأبحاث البحرية «جيون» التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي في عام 2023، أول سفينة بحثية من نوعها في الدولة توفر أدوات التكنولوجيا المتقدمة، وستة مختبرات لدهم المبادرات العلمية في مجال الحفاظ على البيئة، والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وأوضحت هيئة البيئة – أبوظبي أن هذه المهمة المشتركة انطلقت في ديسمبر عام 2023 مع سفينة «أوشن إكسبلورر» بالتعاون مع شركات «أوشن إكس» و«بيانات»، و«إم 42» بهدف الحصول على بيانات أوسع عن الأنظمة البيئية البحرية، ورسم خرائط تضاريس أعماق الخليج العربي على امتداد ساحل أبوظبي، ثم تولت سفينة «جيون» الرحلات الاستكشافية البحرية التي تشمل أيضاً دراسة موسّعة للمنظومة البحرية قبالة ساحل الفجيرة، ما يؤدي إلى تحسين النتائج وتطويرها.
وقال البروفيسور بيان شريف، الرئيس الأكاديمي لجامعة خليفة: «نفخر بأن نكون أحد أعضاء شبكة أبوظبي للأبحاث البيئية التي أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي، فهي تتيح لجميع الباحثين في دولة الإمارات، ومنهم أعضاء الهيئة الأكاديمية في جامعة خليفة، تطوير مشاريع بحثية وتنفيذها على سفينة أبحاث (جيون) التابعة للشبكة. ونفخر أيضاً بإجراء أول مسحٍ حديث للرواسب في ساحل أبوظبي للحصول على معلومات بالغة الأهمية عن تغيّر المناخ في الأنظمة البيئية البحرية، ما يمكّننا من تعزيز عملية مراقبة سلامة الحياة البحرية في الخليج العربي».
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البرّي والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «تُمكّننا سفينة (جيون) من إجراء أبحاث تفصيلية شاملة عن الأنظمة البيئية البحرية باستخدام معدات متطورة لجمع البيانات وتحليلها بجودة عالية، وفي هذا الإطار يسرنا التعاون مع جامعة خليفة لدراسة الرواسب البحرية، في عملية تنفذ للمرة الأولى بهدف تقييم تأثير تغيّر المناخ على الخليج العربي، وتؤدي نتائج هذا البحث دوراً فعالاً في توجيه مشاريع الاستدامة والحفاظ على البيئة لحماية أنظمتنا البيئية البحرية مستقبلاً».
وأضاف: «الهدف الرئيس لهذه المهمة هو استكشاف مياه دولة الإمارات وإنشاء قاعدة مرجعية للبيانات المتعلقة برواسب شاطئ أبوظبي لأول مرة، ما يسهم في تمكين الباحثين على متن سفينة (جيون) من اكتساب معلوماتٍ مهمّة عن التغييرات القديمة والحديثة في البيئة البحرية. ويغطي البحث حركة الرواسب وتأثير العواصف وسلامة أنظمة البيئية المحيطات البيئية وطبيعة التفاعلات الكيميائية في البحر والرواسب التي تشكّلت في ظل ظروف تغير المناخ، ما يسهم في تكوين صورة شاملة لحجم التحديات المناخية التي سنواجهها في المستقبل».