السومرية نيوز – دوليات

توفي في الكويت، رجل الأعمال البارز محمد الشارخ، مؤسس شركة صخر لبرامج الحاسوب، والذي كان أول من أدخل اللغة العربية لأنظمة الكمبيوتر.
الإعلان عن وفاة محمد الشارخ.. من هو؟
وسائل إعلام كويتية، أعلنت، أمس الأربعاء 6 مارس/آذار 2024، وفاة محمد الشارخ، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "صخر" لبرامج الحاسوب، والتي تأسست عام 1982، عن عمر ناهز 82 عاماً.



كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خبر وفاة محمد الشارخ، مشيرين إلى إنجازاته التي تركت بصمة في عالم الحاسوب.

عمل الشارخ نائباً للمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، وعضواً في مجلس إدارة البنك الدولي للإعمار والتنمية في واشنطن.

كما أسس ورأس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، وعمل نائباً لرئيس جمعية الاقتصاديين العرب، كما أسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والمملكة العربية السعودية، كما ذكر موقع "القبس".

أبرز أعمال محمد الشارخ
محمد الشارخ أسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والسعودية، وخصص كل جهوده لبناء شركة صخر لتعريب الحاسوب منذ عام 1980.

ينسب له الفضل في إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب أول مرة في التاريخ، وذلك في حِقبة الثمانينيات.
يعد مشروع الشارخ، "حاسوب صخر" من أوائل الحواسيب التي استخدمت اللغة العربية، وبعد ذلك عمل على تطوير القارئ الآلي والترجمة الآلية والنطق الآلي.

نجحت "صخر" في أن تتغلب على تفوق تقنية المعلومات الإنجليزية على مثيلاتها العربية، وأن تقوم في ذات الوقت بتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن تطويع الحلول المطورة في الغرب لتناسب احتياجات المستخدمين العرب.

حصلت الشركة على ثلاث براءات اختراع من هيئة الاختراعات الأمريكية، USPTO في حقل اللغة العربية للنطق الآلي والترجمة الآلية والمسح الضوئي.
يعود له الفضل في تطوير برنامج القرآن الكريم، وكتب الحديث التسعة باللغة الإنجليزية للكمبيوتر عام 1985، وكذلك أرشيف المعلومات الإسلامية، وتطوير العديد من البرامج التعليمية والتثقيفية وتعلم البرمجة للناشئة التي تجاوز عددها 90 برنامجاً، ونشر كتب تعليم الحاسوب وتدريب المدرسين.

كما أسَّس الشارخ مشروع "كتاب في جريدة" عام 1997 بالتعاون مع "اليونيسكو"، وفي عام 2016، بدأ في مشروعه الكبير "أرشيف الشارخ" للمجلات الأدبية والثَّقافية العربية وتحميلها على شبكة الإنترنت.

يعود له الفضل في إنشاء معجم محوسب معاصر للغة العربية، تم طرحه على الإنترنت بشكل مجاني عام 2019، يحتوي على 125 ألف معنى وتركيب، كما يحتوي على قاعدة بيانات للمترادفات والمتضادات بلغت 35 ألف مترادف ومتضاد، كما يضم الموقع ثلاثة من أشهر المعاجم التراثية: القاموس المحيط، وتاج العروس، ولسان العرب.

عن مؤلفاته، فقد نشر الشارخ أول قصة كتبها "قيس وليلى" في المجلة الستينية الطليعية جاليري سنة 1968، وله ثلاث مجموعات قصصية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: اللغة العربیة محمد الشارخ فی الکویت

إقرأ أيضاً:

الإمبرياليَّة اللغوية

لم يكن اتساع جغرافيا اللغة الإنجليزية بعد القرن السادس عشر إلا نتاجًا لتوسع المشروع الاستعماري لبريطانيا العظمى، مع ذلك؛ تتعرض هذه الحقيقة التاريخية اليوم للتجاهل بصورة غريبة، فحين يدور الحديث عن عالمية اللغة الإنجليزية وارتباطها بتطور التعليم في المستعمرات القديمة، أو ما تُعرف ببلدان الهامش، يُسكت عن الغاية والوسيلة التي سطت بها اللغة الإنجليزية على ثقافات بأكملها، ويُنسى تاريخها الدموي، في وقتٍ يتباهى فيه سياسيون بريطانيون بأن لغتهم كانت أعظم هدية قدّمها الغرب للشرق.

لوهلة، يبدو كما لو أن نقاش الفكرة على نحو جاد يتطلب شيئًا من العودة إلى سذاجة الأسئلة البدائية البسيطة: كيف تعممت الإنجليزية بهذا الشكل لتتحول على مدى 4 قرون إلى لغة عالمية ساطية، ماحية في طريقها لغات وثقافات محلية؟ أذكر أنني اصطدمت بهذا السؤال خلال دراستي التحضيرية بسنتي الجامعية الأولى، حين كنا ندرس برنامج اللغة الإنجليزية تحضيرًا لدراسة التخصص، غير أني ما زلت لا أفهم تمامًا كيف يبدو النقاش في الماضي الاستعماري للغة الإنجليزية نقاشًا متجاوزًا ومفروغًا منه.

لقد خرجت اللغة الإنجليزية من ذلك الأرخبيل الصغير لتطوف أصقاع العالم، ولم ترجع كما كانت، وبالسيف والبارود فتحت أراضي جديدة، وتحولت تدريجيًا من لغةٍ فقيرة مستورِدة للكلمات لتصبح اللغة العالمية الأكثر تصديرًا للكلمات، ونتيجةً للهيمنة الاستعمارية ترسخت كنظام معرفي يعيد إنتاج الخبرة الكولونياليَّة حتى في البلدان التي سعت فور استقلالها لصناعة ثقافة وطنية، ما بعد كولونيالية.

كانت الإمبريالية اللغوية أحد أعنف أوجه المحو والاضطهاد الذي مارسه البريطانيون في مستعمراتهم، يشير إلى ذلك كتاب «الرد بالكتابة.. النظرية والتطبيق في آداب المستعمرات القديمة».

يجادل مؤلفو الكتاب الثلاثة، بيل أشكروفت وجاريث جريفيث وهيلين تيفن، بأن دراسة اللغة الإنجليزية خلال الحقبة الاستعمارية، من جهة، والنمو التوسعي للإمبراطورية البريطانية من جهة أخرى، مسألتان كانتا قد نشأتا في مناخ أيديولوجي واحد، لكن الإمبريالية اللغوية لم تكن معتمدةً على الإلغاء المباشر فحسب.

فحينما تواجَه بمقاومة اللغات المحلية، كانت الحكومة البريطانية في مستعمراتها تتراجع لتمارس سياسة التبني والاستيعاب والإخضاع الطوعي للثقافات المستعمرة، منتجة بذلك نخبةً محليةً من المتعلمين الطامحين لأن يصبحوا «أكثر إنجليزية من الإنجليز» على حد تعبير الكتاب: «كانت عملية من الانتساب الواعي، على حد تعبير إدوَارد سعيد، تتواصل تحت قناع البنوة، أي محاكاة للمركز منبثقة من رغبة لا تقتصر على نيل القبول، وإنما تمتد لتشمل أيضًا التبني والاستيعاب، وهو الأمر الذي قاد مَن في الأطراف إلى الانغماس في الثقافة المستوردة، مع إنكار أصولهم».

الترجمة عن اللغة الإنجليزية هي وجه آخر لسياسات الإدماج والاستيعاب والتبني التي تمارسها الإمبريالية اللغوية الإنجليزية. لا يمكن أن نفسر ظاهرة استسهال الترجمة وانتشار الترجمات على حساب التأليف الأصلي ظاهرةً بريئة، فعبر الترجمة تمارس الإنجليزية تأثيرًا أسلوبيًا، يتجاوز استيراد المفردات وتصديرها إلى تمرير تغييرات عميقة وخفية على بناء الجملة في اللغة المُترجم إليها، فتخلق تشوهات تصبح سائغة ومألوفة بمرور الوقت.

هكذا تمارس اللغة الإنجليزية تدجين اللغات التي تحاول استضافتها دون أن تغير معجمها بالضرورة، ويتجلى هذا الانحراف بوضوح في لغة الترجمة التي تتطور بصورة مطردة في الترجمات إلى العربية. وقد لفتني مقال لجاكوب ميكانوفسكي، نشره على الجاردين عام 2018 بعنوان عنيف: «الوحش، المتنمر، اللص.. كيف تسيطر اللغة الإنجليزية على الكوكب» يشير فيه إلى تأثير من هذا النوع تمارسه الإنجليزية على لغات أوروبية، كالإيطالية والألمانية والسويدية، من ناحية التغيير في صيغ الملكية وأسماء الإشارة وتقديم الصفات على الأسماء، في محاكاةٍ لقواعد اللغة الإنجليزية.

الإمبريالية اللغوية التي تتوحش اليوم، تحت لواء التعليم الحديث هي في الحقيقة تهديد خطير لثقافات «الهامش» لا يقل عن التهديد الوجودي الذي ظل الاستعمار يمارسه في سيرته التقليدية الدموية والاستغلالية على الأرض. لكن الروائي والناقد الكيني، نجوجي واثيونجو، لا يستسلم لفرضية المركز والأطراف، بل يدعو لمقاومتها.

بالعودة للكتابة بلغة كيكويو المحلية قرر الكاتب الإفريقي الدفاع عن قارته التي يرى أنها ذاهبة شيئًا فشيئًا لأن تصبح امتدادًا للغرب، إذا لم يناضل كُتَّابها، على طريقته، للتحرر من سطوة اللغة الإنجليزية، متسائلًا: «ما الفرق بين السياسي الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن الإمبريالية، والكاتب الذي يقول إن إفريقيا لا تستطيع الاستغناء عن اللغات الأوروبية؟».

أخيرًا، نكرر السؤال المكرر الذي يبقى بلا تبرير مقنعٍ حتى اللحظة: ما الذي ينقص الجامعات العربية يا ترى لتتحرر من النظام المعرفي للغة الإنجليزية، إذا كانت إسرائيل، المستعمَرة الغربية الحديثة والمصطنعة، تسعى جاهدة منذ تأسيسها لتطوير سياسات لغوية حازمة لتكريس اللغة العبرية لغة للعلم والمجتمع والصناعة بهدف ليس بعيد أن يكون هو الانقلاب على اللغة الإنجليزية؟! بنو العُرب أولى.

سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • قيمتها 60 ألف جنيه.. تفاصيل جائزة مجمع اللغة العربية في الأدب 2024/2025
  • جامعة الملك عبدالعزيز ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلقان اختبار “همزة الأكاديمي”
  • الهيئة العربية للتصنيع تستعرض أحدث تقنياتها الدفاعية في آيدكس 2025 بالإمارات
  • حل التقييم الأسبوعي لمادة اللغة العربية لطلاب أولى ثانوي 2025
  • «العربية للتصنيع» تشارك في معرض الدفاع الدولي «آيديكس 2025» بالإمارات
  • توفي والدي ولم يصم طوال فترة شبابه فماذا أفعل؟.. دار الإفتاء توضح
  • الإمبرياليَّة اللغوية
  • الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العربية
  • الممثلة زهراء بن ميم: “اسمحولي أدخل بيوتكم هذا العام بشخصية رهف في مسلسل ميليشيات نسائية”
  • القاهرة... المغرب يعبر عن التزامه بمواقفه الداعمة للقضايا العربية