تشيلي وإسرائيل.. معادلة الأخلاق والمصالح
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
دافعت وكيلة وزارة الخارجية التشيلية السابقة شيمينا فوينتيس عن قرار بلادها استبعاد الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء في أميركا اللاتينية، الذي من المقرر أن يقام في وقت لاحق من الشهر الحالي في العاصمة سانتياغو.
واعتبرت فوينتيس، التي تمثل تشيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، قرار بلادها "قرارا أخلاقيا بارزا"، وقالت إن "مجرد وجود الشركات الإسرائيلية التي تصنع الأسلحة التي تسببت في الوضع الإنساني الرهيب في قطاع غزة في تشيلي أمر غير مقبول".
وقالت فوينتيس في مقال لها اليوم الخميس -بصحيفة "لاتيرسيرا" التي تصدر بالإسبانية في سانتياغو- إن "قرار الحكومة التشيلية قرار معقول، ويتوافق مع المبدأ التقليدي لسياستنا الخارجية المتمثل في احترام حقوق الإنسان".
كما نبهت الدبلوماسية التشيلية إلى تحذيرات الخبراء من أن وجود الشركات الإسرائيلية في المعرض "يعني ضمنا مخاطر على أمن المعرض نفسه، وتشجيع الإجراءات الاحتجاجية ضد هذه الشركات".
توريد السلاحوتطرقت فوينتيس إلى علاقات بلادها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل، قائلة إن "إسرائيل تمتلك واحدة من أقوى الصناعات العسكرية في العالم، وظلت المورد الرئيسي لقواتنا المسلحة لسنوات. كما تشارك أيضا في تنفيذ نظام الأقمار الاصطناعية التشيلية، وهو أمر ضروري للسيطرة الكاملة على أراضينا".
وأضافت "وبالمثل، تقدم الشركات الإسرائيلية خدمات للشركات المصرفية والمالية واللوجستية التشيلية، مما يسلط الضوء على مجال الأمن السيبراني"، الذي تتصدر فيه إسرائيل.
وتصبح شبكة المصالح الإستراتيجية هذه أكثر أهمية في سيناريو دولي حيث ينغمس اللاعبون الرئيسيون في سباق فضائي جديد وقد زادوا بشكل كبير من إنفاقهم الدفاعي، ويبحثون بلا هوادة عن موردين لكلتا الصناعتين.
وخلصت فوينتيس إلى القول بأن "تشيلي تفتقر وحدها إلى الأدوات اللازمة لوقف الكارثة في غزة، وتراكم الإشارات واللوم الذي أطلقته الحكومة ضد إسرائيل يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الإضرار ببلدنا"، مشيرة إلى أن إسرائيل علقت إسرائيل صادراتها الدفاعية إلى كولومبيا بسبب موقفها من الحرب على غزة.
يذكر أن الحكومة التشيلية أعلنت -أول أمس الثلاثاء- أنها قررت منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض الطيران والفضاء الكبير في أميركا اللاتينية، ولم توضح وزارة الدفاع التشيلية دوافع القرار، لكنها قدمت فقط إشعارًا بإزالة إسرائيل من المعرض الدفاعي.
على الجانب الآخر، قال سفير إسرائيل لدى تشيلي جيل أرتزيالي إن الحكومة التشيلية لم تتصل به بشأن القرار، وإنه تم إبلاغه بإعلان وزارة الدفاع التشيلية، مضيفا أنه "من الصعب أن نقول إننا فوجئنا بعقيدة الحكومة التشيلية تجاه إسرائيل".
جدير بالذكر أن حكومة الرئيس غابرييل بوريك انتقدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورغم إدانة حكومته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإنها تعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة ردا "غير متناسب".
واستدعت تشيلي -التي تضم أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي- سفيرها لدى إسرائيل أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي في غزة.
وانضمت المكسيك وتشيلي يناير/كانون الثاني الماضي إلى الدعوات التي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشرکات الإسرائیلیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أعلان حالة طوارئ في تشيلي بعد أنقطاع الكهرباء عن الملايين
فبراير 26, 2025آخر تحديث: فبراير 26, 2025
المستقلة/- أعلنت السلطات في تشيلي حالة الطوارئ وحظر التجوال بعد انقطاع التيار الكهربائي الشامل الذي تسبب في تقطع السبل بالركاب وإطفاء إشارات المرور وشل حركة عدد لا يحصى من الشركات وترك ملايين الأشخاص في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية بدون كهرباء.
وقال منسق الكهرباء الوطني، مشغل شبكة تشيلي، إن خلل حدث في خط نقل عالي الجهد يحمل الطاقة من صحراء أتاكاما في شمال تشيلي إلى العاصمة سانتياغو في وادي البلاد الأوسط.
ولم يذكر ما الذي تسبب في الخلل الذي دفع جزء كبير من شبكة الكهرباء في البلاد إلى الإغلاق، من ميناء أريكا في أقصى شمال تشيلي إلى منطقة لوس لاجوس الزراعية في الجنوب.
وأفادت خدمة الاستجابة للكوارث الوطنية في تشيلي، سينابريد، أن “انقطاعًا في إمدادات الكهرباء” تسبب في “انقطاع هائل للتيار الكهربائي” في 14 من مناطق البلاد الـ16، بما في ذلك سانتياغو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 8.4 مليون نسمة، حيث قالت السلطات إنه لن تكون هناك خدمة مترو أنفاق حتى إشعار آخر.
وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إن المستشفيات والسجون والمباني الحكومية تعمل على تشغيل مولدات احتياطية للحفاظ على تشغيل المعدات الأساسية.
وفي مؤتمر صحفي، حثت توها الجمهور على الهدوء وقالت إن المسؤولين يسابقون الزمن لإعادة تشغيل الشبكة واستعادة الخدمة الكهربائية في جميع أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 19 مليون نسمة.
وقالت عن انهيار خط النقل الرئيسي بقوة 500 كيلو فولت: “إنه يؤثر على النظام الكهربائي بأكمله في البلاد”.
وقالت توها إنه إذا لم تعد جميع المناطق إلى طبيعتها بحلول غروب الشمس، فإن الحكومة ستتخذ تدابير طارئة لتجنب الأزمة.
وأكدت شركة سايسا، وهي واحدة من أكبر شركات توزيع الكهرباء في البلاد، والتي تخدم أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء تشيلي، أن جميع عملائها تعرضوا لانقطاع التيار الكهربائي.
وقال المسؤولون إنهم يقومون بإجلاء الركاب من الأنفاق المظلمة ومحطات المترو في سانتياغو وأماكن أخرى في البلاد، بما في ذلك نقطة الجذب السياحي الساحلية في فالبارايسو.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء تشيلي، وهي شريط طويل من البلاد يمتد على مسافة 4300 كيلومتر (أكثر من 2600 ميل) على طول ساحل المحيط الهادئ الجنوبي، حالة من الفوضى عند التقاطعات مع عدم وجود إشارات مرور عاملة، واضطرار الناس إلى استخدام هواتفهم المحمولة كمصابيح في مترو الأنفاق وإرسال الشرطة للمساعدة في إخلاء المباني المكتبية.
وحث وزير النقل خوان كارلوس مونوز الناس على البقاء في منازلهم، قائلاً إنه “ليس وقتًا مناسبًا للخروج لأن لدينا نظام نقل لا يعمل بشكل طبيعي”. وقال إنه على الأكثر، لا تعمل سوى 27٪ من إشارات المرور في المدينة.
كما انقطعت خدمات الهاتف المحمول في أجزاء من البلاد. وقالت السلطات في مطار سانتياغو الدولي إن المحطات تحولت إلى طاقة الطوارئ لإبقاء الرحلات الجوية تعمل كالمعتاد.