أكثر من مجرد وساطة.. لماذا تتنافس مصر وإثيوبيا لحل الأزمة السودانية؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن أكثر من مجرد وساطة لماذا تتنافس مصر وإثيوبيا لحل الأزمة السودانية؟، أكثر من مجرد وساطة لماذا تتنافس مصر وإثيوبيا لحل الأزمة السودانية؟الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بعد اجتماعهما .،بحسب ما نشر الجزيرة نت، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات أكثر من مجرد وساطة.
أكثر من مجرد وساطة.. لماذا تتنافس مصر وإثيوبيا لحل الأزمة السودانية؟الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بعد اجتماعهما لمناقشة أزمة السودان والسد الإثيوبي، في قصر الاتحادية في القاهرة.(رويترز)محمد العربي23/7/2023
بعد تعليق مباحثات جدة، التي أظهرت تعثُّرا في حل الأزمة السودانية الممتدة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، دخلت مصر وإثيوبيا في تنافس محموم، مُعلن وخفي، عبر لقاءات ممتدة مع طرفي الصراع، لمحاولة انتزاع موافقة من قادة الجيش وقوات الدعم السريع على مبادرة لقبول الوساطة تنتهي باتفاق لوقف إطلاق النار، يمهد لترتيبات أمنية وسياسية طويلة الأمد تشمل انسحاب المقاتلين من وسط المدن، وإقناعهم بالعودة إلى الثكنات، وبدء رسم المسار السياسي بمشاركة مدنية، أملا في إحياء الاتفاق الإطاري الموقَّع في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ترى القاهرة وأديس أبابا أنهما تمتلكان الحق الحصري البديهي في الوساطة بسبب الجيرة الجغرافية والتأثر المباشر بما يحدث في الجارة السودان في ظل كثرة الوسطاء الذين طرقوا أبواب الخرطوم، لكن مساعيهم لم تُوفق رغم امتلاكهم جزءا وافرا من مفاتح التأثير، وجعبة ممتلئة من العقوبات الجاهزة. سعت كلتا الدولتين لحجز مقعدها في التفاوض، والوصول منفردة إلى الحل، لجني ثمار وساطتها منفردة، مثلما نجحت إثيوبيا في المرة الأولى عقب الثورة، وهي التجربة التي لا تريد القاهرة تكرارها.
بالنسبة إلى مصر، لم يكن هناك سبب آخر للانتظار بعد أن أخَّرت خطواتها منعا لحدوث شرخ في الصف العربي بعد المبادرة السعودية، لكن بعد إعلان فشل المباحثات رسميا، مضت القاهرة في خطواتها على الفور، واستضافت قمة دول جوار السودان، ووجهت دعوة رسمية لإثيوبيا، لكنّ الأخيرة لم تؤكد الحضور في البداية، ولم تسعَ لإبراز أهمية التحركات المصرية، لأنها في المقابل، استضافت أول اجتماعات اللجنة الرباعية الأفريقية التي شكَّلتها قمة مجموعة "إيغاد" (IGAD) من إثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان وكينيا، على مستوى رؤساء الدول والحكومات بتمثيل أميركي، دون التفات لمبادرة القاهرة، ودون الإشارة حتى إليها.
مَن أحق بالوساطة؟ (شترستوك)دخل الصراع المُسلح في السودان شهره الرابع، معلنا سقوط مئات الضحايا، مع إجبار نحو ثلاثة ملايين شخص على الفرار من منازلهم، بينما لجأ ما يقرب من 700 ألف شخص إلى البلدان المجاورة مثل مصر وإثيوبيا وليبيا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ومع ارتفاع الخسائر دون وجود آفاق واضحة لحل مرتقب، بدأت الأسئلة تُثار حول هذه الحرب التي توشك أن تتحول إلى حرب أهلية ممتدة واسعة النطاق، من دون أن تتمكن أي قوة دولية من احتوائها، فرغم تدخل أطراف عدة بحثا عن مساحة نفوذ في السودان، لم تنجح أية دولة حتى الآن في أن تطرح نفسها وسيطا مقبولا لكل الأطراف المتحاربة، حتى الجهود السعودية والأميركية وصلت إلى طريق مسدود، ويُعَدُّ السبب الرئيسي لتعثر جهود الحل هو طبيعة الصراع نفسه الذي يدور في الأساس على السلطة، وليس مجرد انقسام حول رؤية وتنفيذ الاتفاق الإطاري، كما يروج كل طرف في سرديته الخاصة المُعلنة.
يرى الدكتور أمجد فريد الطيب، مساعد رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، والمستشار السياسي السابق لبعثة الأمم المتحدة في السودان، أن فشل المباحثات التي رعتها واشنطن والرياض يرجع في الأساس إلى غياب التأثير الحقيقي للوسطاء على طرفي النزاع، مؤكدا أن الوضع في السودان بات أكثر خطورة من السماح بإخفاق آخر في استعادة السلام والاستقرار والانتقال الديمقراطي المدني إلى البلاد. ولم يحدد الدكتور الطيب في حديثه لـ"ميدان" أي الدول يراها أقرب للوساطة في الأزمة، مكتفيا بالقول إن جهود الحل "يجب أن تستند إلى التحليل السليم الذي يمكن أن يحدد أدوات الوصول إلى حل سليم"، معتبرا أن أي مباحثات تتأسس على تقييم السلطة بين الطرفين المتحاربين، للانحياز إلى أحدهما، أو مداعبة طموحاتهما في الحكم، سيكون محكوما عليها بالفشل.
في ضوء تلك الفرضية، يمكننا القول إن الكثير من الوساطات المطروحة حاليا من غير المرجح أن تؤتي ثمارها، وعلى رأسها وساطة جنوب السودان ذات العلاقة المتوترة بالخرطوم بسبب استقبال جوبا لمستشار قائد قوات الدعم السريع في يونيو/حزيران الماضي، بالإضافة إلى مشكلاتها الداخلية السياسية والاقتصادية الكبيرة، ثم هناك كينيا التي باتت خارج المعادلة تماما هي الأخرى بعد رفض الحكومة السودانية رئاستها قمة "إيغاد" لحل الأزمة، وحتى وجودها ضمن الوسطاء، بسبب ما وصفته بـ"عدم حياد الرئيس الكيني"، وصداقته مع قائد قوات الدعم السريع الذي زاره في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث سبق وحاول الرئيس الكيني إحضار حميدتي إلى قمة "إيغاد"، لكن تحركات وزارة الخارجية السودانية حالت دون ذلك، بحسب مصدر دبلوماسي لـ"الجزيرة نت".
تبدو المنطقة مُهيَّأة إذن لاحتمالات تدخل مصري أو إثيوبي، ليس باعتبارهما القوتين الأكبر في محيطهما، والأكثر تأثيرا على المشهد السوداني فحسب، ولكن لكون استمرار الأزمة دون أفق للحل يفرض ضغوطا كبيرة في الداخل المصري والإثيوبي على السواء. يحمل الصراع السوداني إذن فصلا جديدا محتملا في التنافس بين القاهرة وأديس أبابا، القوتين اللتين راقبتا السودان عن كثب منذ الإطاحة بالبشير على أمل النجاح في جذب النخبة الجديدة في الخرطوم إلى مدارهما الجيوسياسي.
الصراع على سفينة تغرق نجحت المبادرة الإثيوبية في اختراق الأزمة السودانية عقب الإطاحة بالبشير، وتوصلت إلى توقيع الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير، المتعلقة بالمرحلة الانتقالية في السودان. (رويترز)قبل ثلاثة أشهر من اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كانت ثمة بوادر خلاف وشقاق علنية بين العسكريين قد طفت على السطح، بسبب تباعد وجهات النظر والمصالح حول تنفيذ الاتفاق الإطاري الذي أقر بخروج الجيش عن السياسة وتسليم السلطة للمدنيين، ونص في الوقت نفسه على دمج قوات ال
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية
قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب 30 آخرون يوم الأحد، في غارات استهدفت منطقة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وذكرت غرفة الطوارئ في جنوب الخرطوم، وهي مجموعة تطوعية تقدم المساعدات، في بيان أن ” عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 30 آخرون، من بينهم 5 حالات أصيبت بحروق من الدرجة الأولى، بعد غارات جوية استهدفت محطة الصهريج في حي مايو جنوبي الخرطوم”، بحسب صحيفة سودان تريبيون السودانية.
وذكرت المجموعة، أن محطة الصهريج تعرضت للقصف ثلاث مرات خلال شهر واحد، مضيفة أن المنطقة تكون في العادة مكتظة بالمدنيين، وذلك لأنها تحتوي على سوق والعديد من محلات الأغذية.
وجرى نقل معظم المصابين في الغارات إلى مستشفى بشائر، الذي يقع على بعد 4 كيلومترات من موقع الحادث.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنه ارتفع عدد النازحين داخليا في السودان بنحو 27 في المائة، من 9.5 مليون نازحاً في ديسمبر 2023 إلى 11.5 نازحا أواخر 2024.
ووفق مصفوفه النزوح الأممية، أنه خلال عام 2024، كانت الولايات التي شهدت أكبر زيادة في أعداد النازحين خلال عام 2024 هي: القضارف، شمال دارفور، نهر النيل، جنوب دارفور، والنيل الأزرق. وانخفض إجمالي أعداد النازحين في ولايتين خلال عام 2024: الجزيرة وسنار.
وأشار التقرير، إلي أنه وقعت 389 حادثة أدت إلى نزوح مفاجئ في السودان خلال عام 2024، وشملت هذه الحوادث الهجمات والصراعات (226)، والفيضانات (130)، والحرائق (31).
ومنذ مايو/أيار الماضي، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر وشنت عدة هجمات لاقتحامها لكنها فشلت حتى الآن في كسر الدفاعات التي أقامها الجيش والقوات المساندة له، كما أنها خسرت مؤخرا قاعدة "الزُرق" الإستراتيجية، حيث سيطرت عليها القوة المشتركة لحركات التمرد السابقة المتحالفة مع الجيش.
واتُّهمت قوات الدعم السريع مرارا بقصف المناطق السكنية والمستشفيات والمرافق المدنية الأخرى ومخيمات النازحين في الفاشر، ولكنها تنفي هذه الاتهامات.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 معارك بين الجيش والدعم السريع أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 30 ألف شخص ونزوح 14 مليونا داخل البلاد وخارجها، بحسب أحدث البيانات التي تصدرها منظمات دولية.