ما سر التخاذل العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في غزة؟
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يقود الاحتلال الإسرائيل بدعم أمريكي وغربي لا محدود حرب إبادة جماعية غير مسبوقة ضد المدنيين في قطاع غزة بفلسطين المحتلة.
ويظل التساؤل الأبرز هنا: لماذا الصمت المطبق للأنظمة العربية والإسلامية تجاه ما يحدث في قطاع غزة في حين تقدم أمريكا والدول الغربية الدعم اللامحدود للصهاينة في حربهم
فما الذي جعل هذه الأمة مكبلة؟
في خطاباته المتواصلة يشخص السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله-حالة البلدان العربية والإسلامية ووضعها المتخاذل تجاه ما يحصل من أحداث هذه الفترة، مؤكداً أن الغياب الكامل للقيم وتعاليم الإسلام وتوجيهات القرآن الكريم لدى معظم أبناء الأمة أحد هذه الأسباب، إضافة إلى الاستهداف الممنهج لأبناء الأمة من قبل الأعداء في مختلف نواحي الحياة مع انعدام الوعي بطبيعة الصراع مع الأعداء.
وفي السياق يقول الناشط الثقافي نبيل المهدي إن الجمود والتخاذل العربي الإسلامي الذي نشاهده اليوم تجاه غزة لم يسبق تقريباً أن مرت به الأمة، موضحاً أن أمريكا استطاعت أن تغرس أنظمة عربية وإسلامية ضعيفة وجبانة ومرتهنة إلى حد بعيد، واستطاعت أن توصل تلك الأنظمة إلى قناعة تامة أنه لا يمكن لأحد أن يغالب أمريكا ويقول لها لا، ومن قال لها لا فسيخسر، ولهذا أصبحوا يتحركون مع أمريكا بخوف كبير منها، وثقة عمياء بها، ورغبة في إرضائها بأي وسيلة ومهما طلبت من ثمن.
ويشير إلى أن أمريكا وإسرائيل قد فصلت تلك الزعامات عن الدين الإسلامي الذي يكسب المؤمن ثقة بالله وعزة وشجاعة وحركة، ويشحن قلبه بالعداوة لليهود والنصارى، ويكشف له طبيعة الصراع معهم، وطرق المواجهة وسبل الانتصار، وتم فصلهم كذلك عن عترة رسول الله من أعلام الهدى الذين يعرفون كيفية المواجهة مع أهل الكتاب التي تختلف عن مواجهة غيرهم.
أما بالنسبة للشعوب يقول الناشط المهدي فقد تم ضرب الأمة خلال المرحلة الماضية من خلال الانقسامات الحزبية والفئوية والمذهبية، والصراعات البينية التي أضعفت الأمة وعمقت الفرقة بينها حتى أصبح كل طرف منزوياً على نفسه، يرى أنه لا علاقة له بالآخرين من أبناء الأمة ولا حاجة له بمشاكلهم.
ويتابع: ” كما تم ضرب العقلية العربية بثقافات وعقائد منها ما تجعل الإنسان العربي يرى أن دينه محصوراً على نفسه ولا علاقة له دينياً بالآخرين، وأن الدين هو علاقة بين الإنسان بربه ولا علاقة له بالحياة، وثقافات ترى الجهاد مشاكل والجبن حكمة والخضوع سياسة، وتم ترسيخ النظرة المادية باعتبار المصالح المادية أهم من كل شيء والحكيم من حافظ عليها”.
موت الضمير
من جهته يقول الناشط الثقافي حسن خيران إن الأمة هذه الأيام تعيش حالة من موت الضمير، ومن موت الشعور، من موت البصيرة والبصر، وهي تشاهد هذه الجرائم الفظيعة وحرب الإبادة على اخواننا في غزة.
ويضيف أن هناك أسباب كثيرة منها الثقافات المغلوطة التي دجنتها الأمة؛ لأن تكون تحت أقدام اليهود والنصارى، وألغت الجهاد في سبيل الله، والذي ملأت آياته القرآن الكريم وجعلت الأمة من الجهاد شيئاً لا يمكن الوصول إليه.
ويرى الناشط خيران أن من الأشياء التي ضربت هذه الأمة هي الأمراض الحزبية والمذهبية والطائفية، مشيراً إلى أن الكثير من الناس يقول: “لن أقف مع حماس لأنهم إخوان، ولن أقف مع أنصار الله وحزب الله لأنهم شيعة، ولا يعلم أن تخاذله هذا يصب في خدمة اليهود”، مردفاً بأن هناك أسباب أخرى قد تكون عقائدية وفهم للواقع بصورة غير صحيحة فيما أن البعض يتخاذل بسبب التصور الخاطئ، و يقول: “غزة في قلوبنا ونحن معها ولكن بطريقتنا” ولا يريد أن يتحرك في مواقف لنصرة إخواننا في غزة وهذا خطأ لأنه يريد أن يفرق هذه الأمة.
ويبين أن القرآن الكريم يريد أن يكون هناك موقف جماعي، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: [ واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا]، وأن الله سبحانه يريد منا موقفاً واحداً، وأن نكون أمة واحدة نسير على الطريقة الواحدة.
ومن ضمن الأسباب في جمود وتخاذل أبناء الأمة يقول الثقافي خيران وجود بعض العلماء الذين يأتون بفتاوى تقعد الناس، وتجمد الناس، كما أن من أسباب تخاذل البعض بأن طبع الله على قلبه وخذله بسبب ذنوبه؛ لأن الذنوب خطيرة على الإنسان، حيث يقسو القلب وتجعل القلب لا يمكن أن ينفع فيه أي شيء، ولا يمكن أن يتأثر بهذه الجرائم والأحداث.
غياب نظرة القرآن
بدوره يرى الناشط الثقافي عبد الخالق براش أن الجمود والتخاذل الذي نراه من الأمة الإسلامية تجاه قضية فلسطين، وما يحدث لإخواننا في فلسطين يعود إلى غياب النظرة القرآنية عن اليهود وغياب الوعي بطبيعة الصراع مع الأعداء، والتي تحدث عنها القرآن الكريم في أوساط كثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية والذي تحدث عنه السيد القائد -يحفظه الله- في محاضراته بقوله: “إن هناك صراع له خلفياته وجذوره، ويجب أن نحمل الوعي الصحيح تجاه العدو وأن نعرف كيفية وطبيعة الصراع مع الأعداء”.
ويقول الناشط براش إن من أسباب التخاذل والجمود هو البعد الكبير عن القرآن الكريم الذي تحدث الله تعالى في الكثير من آياته عن اليهود والنصارى الأعداء للإسلام والمسلمين، وعدم الاهتداء بالقرآن الكريم وما يدعو إليه من اتخاذ مواقف قوية ومعرفة من نحن ومن هم، معتبراً هذا الشيء مهم معرفة من نحن ومن هو عدونا الحقيقي كعرب ومسلمين، وأنه عنوان مهم جداً جعله الشهيد القائد عنواناً لملزمة كاملة.
ويضيف أن الأمة العربية والإسلامية لم تنظر إلى اليهود نظرة واعية، نظرة قرآنية، بل فهمهم البعض كما قدمهم المغفلون الذين قدموا نظرة وهمية وخيالية عنهم، مشيراً إلى أن هناك اختراق يهودي حقيقي للأمة جعلها مكبلة وجمدها، بحيث ترى الأحداث والمآسي وتتفرج عليها وتسكت.
ويواصل: “ضمن ما جعل الأمة تتخاذل أمام الأحداث هو إغراقها بالنزاعات والصراعات والتقسيم والطائفية لإبعاد أبنائها عن قضيتهم الأساسية”، لافتاً إلى ما قاله السيد القائد -يحفظه الله- “أن الأعداء سعوا بكل ما يستطيعون لتوجيه الولاء في أوساط الأمة لليهود، وسعوا للسيطرة على القرار الرسمي حتى لا يتخذوا أي موقف تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
استهداف شامل
أما الناشط الثقافي طلال الغادر فيرى أن ما نراه من جمود وتخاذل من الأمة الإسلامية هو نتيجة حتمية لما هي عليه من تدني في الوعي والبصيرة وعدم ارتباطها بالقران والأعلام، منوهاً إلى أن الأمة مخترقة من قبل اليهود، وأن ما يجب علينا هو عدم الغفلة عن طبيعة الصراع مع العدو.
ويعتبر الناشط الغادر أن الأمة تعد الضحية الأولى للعدو في معركته وعمله الدؤوب وذلك من خلال مسارات متعددة منها ما هو عبر المضللين من علماء الوهابية من جهة والذين رأيناهم ابتلعوا ألسنتهم اليوم، وكانوا بالأمس يحرضون تارة هنا وتارة هناك ضد أبناء الإسلام، فيما تمثلت المسارات الأخرى للاستهداف عبر الحرب الناعمة واستهداف الهوية الإيمانية للأمة.
ويرى أن التخاذل والجمود نتاج طبيعي لحرب ضد أبناء الأمة تدار خلف الكواليس بتلك المسارات وبشتى المجالات هدفها فصل الأمة عن دينها، وأن ما نراه اليوم ما هو إلا نتيجة وثمرة عمل دؤوب لعشرات السنين ، لافتاً إلى أن أول من كشف هذه المؤامرات والمخططات هو الشهيد القائد -رضوان الله عليه- حينما قيم وضعية الأمة واتجه بكل ما أوتي من قوة لبناء وتحصين الأمة بالهدى والبينات وفق الهداية الإلهية حتى لقي الله شهيداً وأكمل المشوار السيد القائد المولى أيده الله ، معتبراً أن ما نراه اليوم في يمن الإيمان هي ثمرة من ثمار المشروع القرآني، وأن المعركة لا زالت مستمرة وتحتاج مواصلة الدرب من كل حامل قلم ومعتلي منبر.
أيمن قائد -المسيرة نتالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة القرآن الکریم السید القائد أبناء الأمة الصراع مع لا یمکن
إقرأ أيضاً:
مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم
قام مدير الجامع الأزهر بزيارة تفقدية لرواق القرآن الكريم في محافظة الغربية. تأتي هذه الزيارة في سياق متابعة سير الدراسة في مختلف فروع الرواق الأزهري وتقييم أداء الدارسين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم.
وخلال الجولة، أبدى مدير الجامع الأزهر إعجابه الكبير بمستوى الأداء الذي أظهره الدارسون، مشيدًا بحماسهم واجتهادهم في حفظ وتلاوة آيات الله. كما أوصى د. عودة بانتهاج طريقة "المصحف المعلم"، التي تعتبر من الأساليب الفعالة في تعليم القرآن الكريم. وأوضح أن هذه الطريقة تسهم في ضمان تحقيق نتائج جيدة في الحفظ والتلاوة والتجويد، حيث تتيح للدارسين القدرة على فهم معاني الكلمات وطرق النطق الصحيحة.
وفي إطار زيارته، التقى مدير الجامع الأزهر بعدد من المحفظين برواق القرآن الكريم، حيث ناقش معهم التحديات التي تواجه العملية التعليمية والسبل الممكنة لتطويرها. وأكد على أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الاستماع إلى أئمة التلاوة وجهابذة علوم القراءات والتجويد، أمثال الشيخ الحصري والمنشاوي، واستخدام التطبيقات التعليمية والبرامج الرقمية لتعزيز تجربة الحفظ وتحسين مهاراتهم.
كما شدد المدير على ضرورة تقديم الدعم المستمر للدارسين، سواء من خلال توفير الموارد التعليمية المناسبة وتوفير المقارئ المستمرة، أو من خلال تنظيم ورش العمل والدورات التدريبية للمعلمين، مما يسهم في تحسين جودة التعليم القرآني.
وفي ختام الزيارة، قدم المدير شكره وتقديره للجهود المبذولة من قبل المحفظين والدارسين، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارات تعكس اهتمام الرواق الأزهري بتعزيز تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء البلاد، مما يساهم في بناء جيل جديد يتمتع بفهم صحيح لكتاب الله وقِيَمه.
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر
عقد الجامع الأزهر الشريف اللقاء الثاني لملتقى السيرة النبوية تحت عنوان "بشارة الميلاد وطهارة النسب الشريف". وحاضر في الملتقى أ.د نادي عبد الله، أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والأستاذ الدكتور، صلاح عاشور، أستاذ التاريخ وعميد كلية اللغة العربية السابق، وأدار اللقاء فضيلة الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف.
في البداية قال د. نادي عبدالله المولى عزَّ وجلّ يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس. فاصطفى أنبيائه من لدن آدم عليه السلام، اختياراً فيه صفوة وفضل ومنة، إلى أن جمع كل الفضائل في خاتمهم سيدنا محمد ﷺ.
وبيّن أستاذ الحديث وعلومه أن شرف نسب وطهارة شخص النبي ﷺ أمر واضح فهو ﷺ ذكره الله وطهره في كل أموره. في عقله هداية ورشد لأنه يلتقي بوحي السماء، وقلبه قد حفظه ربه. حينما كان يتنزل عليه جبريل بآيات القرآن كان يتعجل ويحرك لسانه خشية أن ينساه، فقال له المولى تبارك وتعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾. جمع الله كل الأنوار وكل الأسرار في قلب نبينا المختار ﷺ، وزكي نطقه وقوله، فهو لا ينطق إلا حقاً، ليس سباباً ولا لعاناً، ولا بفاحش في القول، بل كان ﷺ كل ما يقوله حق. وزكَّاه في فؤاده وشرح له صدره، وكمَّله بصفات الجمال والكمال، وطهره من الذنوب والأوزار. ثم مدحه وزكاه كله فقال:﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
أما عن نسبه ﷺ وطهارة هذا النسب الطاهر يتحدث النبي ﷺ بنفسه عن طهارة نسبه المبارك. هذا اللؤلؤ الذي جرت خرزاته النقية الطاهرة من أول سيدنا آدم الى أبويه ﷺ. يقول ﷺ: (إن اللهَ اصطفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطفى قريشًا من كنانةَ، واصطفى من قريشٍ بني هاشمٍ، واصطفاني من بني هاشمٍ). وجد ﷺ في قوم غلبت عليهم نفوسهم، وتغيرت فيهم الفطرة فكانوا يأتون بأشياء من أفعال الجاهلية كوأد البنات، وأكل حق الضعيف، وأمور غير أخلاقية تفشت في مجتمعاتهم. فكانت مهمة النبي ﷺ أمر ثقال وهى أن يخرج هذه النفوس من ظلماتها لاستقبال وحي الله عزّ وجلَّ ونور النبوة العطر. أراد النبي ﷺ أن يخلص تلك النفوس من هواها ومن شهواتها لتنغمس في حب الله ورسوله. فأوجد طائفة من المؤمنين أحبوا الله ورسوله أكثر من حبهم لأنفسهم وأولادهم وزوجاتهم، وأحدث ﷺ تغييراً جذرياً في مجتمع عصبي همجي ليصبح مجتمعاً قائداً ورائداً.
وأوضح د. نادي أنه حين نتحدث عن شرف نسبه ﷺ وطهارته لابد أن نأخذ من وصفه الشريف، وأن نتخلق من خُلقه العظيم. يقول ﷺ: (آلُ محمَّدٍ كلُّ تقيٍّ)، فكل من اتقى الله وطهر قلبه وخلقه نال من نسب سيدنا رسول الله ﷺ. وكل نسب ينقطع يوم القيامة إلا من انتسب إلى سيدنا محمد ﷺ، انتسب إليه بالعمل الصالح، وأن يهتدي بهديه، ويقتدي بخلقه، موصياً بالاقتداء بأخلاق رسول الله ﷺ، واتباع وسنته، والسير على نهجه، وأن تصبغ الأمة نفسها في شرع المولي تبارك وتعالى، ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾.
من جانبه أوضح د. صلاح عاشور أن الحديث عن مولده ﷺ حديث عطر وماتع. فبشارة مولده ﷺ التي أكد المؤرخون على أنها كانت حقيقة ثابتة، أثبتها كثير من المؤرخين من خلال الأمور التي وقعت قبل ميلاده ﷺ وكانت تنبئ فعلا باقتراب ظهور رسالة سماوية في هذه الأرض، وفي هذه البقعة المباركة من الجزيرة العربية -مكة المكرمة- كما كان يوجد أشخاص يرون أن ما عليه قومهم هو باطل، وأن عبادة الأصنام والأحجار لا تفيد ولا تنفع. كانوا يعرفون بالأحناف ومنهم قص بن ساعده، وزيد بن عمرو بن نوفيل. كما توجد بعض الأمور التاريخية التي تؤكد على أن هناك رسول سيبعث منها حادثة الفيل. كانت كل هذه مؤشرات تؤكد على اقتراب ظهور دين جديد ونبي جديد فتهيأت له المنطقة.
وأشار أستاذ التاريخ إلى أنه منذ بزوغ فجر الإسلام تغيرت كثير من المفاهيم التي كانت سائدة في العالم قبل قدوم الإسلام، حيث قدم منهجاً وفكراً جديدين، غيرا تلك المفاهيم المغلوطة. ويكفي أن الإسلام خلص العالم من ذلك الارتكاز الذي كانت فيه البشرية قبل ظهور الإسلام. جاء الإسلام ليخلص العالم من الفساد الذي كان موجوداً قبل الإسلام، وأخرج الإسلام العرب من الجزيرة العربية إلى شتى بقاع الدنيا لنشر علوم الدين وجعلهم أمة ذات شأن. والمتدبر فى القرآن الكريم يجده يؤكد على أن الدين عند الله الإسلام وما دون ذلك فليس هو الدين الصحيح.
وفى ذات السياق ذكر الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشئون الدينية والعربية بالجامع الأزهر الشريف، أن ميلاد النبي ﷺ كان ضرورة للبشر كافة، كما بعث أيضاً للناس كافة، فكانت به تمام الرسالات. ولذلك كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. فرسول الله ﷺ دعوة سيدنا إبراهيم، وبشارة الرسل من بعده، وبه تمت الرسالات. وكان ميلاده ﷺ ميلاد النور. يقول ﷺ: (مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ مِن قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيانًا فأحْسَنَهُ وأَجْمَلَهُ، إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِن زاوِيَةٍ مِن زَواياهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ به ويَعْجَبُونَ له ويقولونَ: هَلّا وُضِعَتْ هذِه اللَّبِنَةُ قالَ فأنا اللَّبِنَةُ، وأنا خاتَمُ النبيِّينَ.) فكانت هذه بشارة ميلاد الهدى والنور ﷺ.