الولايات المتحدة – مع تطور الحضارة تغيرت ظروف الحياة وتحسنت باضطراد وتقلصت ساعات العمل اليومية بعد أن كانت في العصور السابقة غير محددة وأحيانا تتجاوز العشرين ساعة.

منذ قرن ونصف كان العمل يتواصل في المدن والأرياف من شروق الشمس حتى غروبها، وفي وقت لاحق كانت ظروف العمل في المصانع قاسية وثقيلة ولم تكن محددة بجدول زمني موحد وبإجازات ثابتة، وكان مالك المصنع يسعى من دون ضوابط إلى تحقيق أقصى الأرباح على حساب  عرق الكادحين.

كان لا بد من النضال من أجل ظروف عمل أفضل. وفي هذا السياق صاغ المعلم التشيكي الشهير يان كومينسكي في القرن السابع عشر قاعدة “الثمانيات الثلاثة”، وهي ثماني ساعات للعمل، وثماني ساعات للنوم وثماني ساعات للثقافة والتسلية.

هذه القاعدة حظيت في ذلك الوقت بدعم الطبيب الألماني كريستوف هوفلاند، الذي أثبت أن الشخص كي يكون بصحة جيدة، يجب ألا يعمل أكثر من ثماني ساعات في اليوم، وأن ينام لمدة ثماني ساعات.

في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر سادت أحكام تقليدية قاسية لكبار المفكرين في هذا المجال مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو، وبموجبها كان يعتقد أن الربح يزيد كلما طالت ساعات يوم العمل، والزعم بأن تقنين يوم العمل من قبل الدولة يقوض القدرة التنافسية للاقتصاد وهو في نفس الوقت غير مفيد للعمال أنفسهم، لأنه يحد من إمكانية زيادة دخلهم.

الرقم القياسي لساعات العمل اليومية وقدره 20 ساعة ساد في مطلع القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وحينها كان العمال يأكلون وينامون بجوار الآلات.

كان يوم العمل في المصانع الفرنسية والبريطانية في عام 1840 على سبيل المثال من 14 إلى 15 ساعة، وجرى تخصيص نصف ساعة للراحة ثلاث مرات في كل نوبة، في حين أصبح العمل يوم الأحد شائعا.

الوضع تغير فقط في عام 1880، حين بدأت الكهرباء في الانتشار على نطاق واسع. عقب ذلك، تم تحديد العمل اليومي بـ 12 ساعة.

هذا الرقم كان في ذلك الوقت إنجازا كبيرا خفف من قسوة ظروفهم ومنحهم عطلة أسبوعية في يوم الأحد، وفسحة لرؤية أسرهم من وقت لآخر.

جرى تقليص فترة العمل اليومي إلى 8 ساعات لأول مرة في عام 1922. قام بذلك رجل الصناعة الأمريكي هنري فورد الذي طبق إجراءات لتسهيل الإنتاج من خلال خطوط التجميع.

في الاتحاد السوفيتي اقترح الزعيم يوسف ستالين نقل البلاد إلى يوم عمل بخمس ساعات، وأشار في كتابه “المشاكل الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي”، إلى ضرورة التحول إلى يوم عمل لمدة خمس ساعات، مفترضا إدخال نظام العمل 6 ساعات في اليوم أولا ثم  تطبيق العمل لمدة 5 ساعات في اليوم، ما رأى أنه سيساعد العمال على تطوير انفسهم والرفع من مستواهم الثقافي والمساهمة في تعليم وتربية أطفالهم، وصولا إلى أن يكونوا سعداء في النهاية!

ستالين لم ينجح في تنفيذ هذه الخطة، وبعد عام توفى، فيما أهمل خليفتهنيكيتا خروتشوف المشروع، ولم يهتم بمثل هذه الأفكار.

العطلة الأسبوعية متمثلة في يومي السبت والأحد ظهرت في عام 1936 في فرنسا، وبعد عامين طبقت في الولايات المتحدة، ومنذ عام 1960 بدأت عملية سن القوانين التي تقلص ساعات العمل الإضافية ويتعزز نهج الرفع من الأجور.

علاوة على انتشار نظام العمل بفضل تقنيات الكمبيوتر والإنترنت وخاصة بعد جائحة الفيروس التاجي، تدرس حكومات دول أوروبية وخاصة السويد وبريطانيا والدنمارك مسألة تخفيض ساعات العمل اليومي.

مبادرة مماثلة كانت ظهرت في روسيا قبل مدة، وهي تدور حول خيارين اثنين. الأول يتمثل في زيادة يوم عطلة أسبوعية إضافي، والثاني يقضي بتقليص ساعات العمل اليومي من ثماني ساعات إلى سبع أو حتى 5 ساعات.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

 ريهام الشبراوي: نظام البكالوريا الجديد يجب أن يحقق مصلحة الطالب ويعزز العدالة

أكدت الدكتورة ريهام الشبراوي، المقرر المساعد للجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني، أن نظام البكالوريا الجديد يجب أن يرتكز على مجموعة من المبادئ الأساسية التي تضمن مصلحة الطالب وعائلته، لافتة إلى أن هذا التغيير يجب أن يتم على أساس من الحوار المجتمعي الرصين دون استعجال، مع الحرص على أن يكون جزءاً من جهود تطوير التعليم بشكل عام.

الاستفادة من تجارب الدول الأخرى

وقالت المقرر المساعد للجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني في تصريحات لـ«الوطن»، إنه من الضروري أن يكون النظام الجديد متوافقا مع تطورات التعليم على مستوى العالم، بحيث يتيح للطالب فرصة الالتحاق بأي جامعة ويسهم في تلبية احتياجات سوق العمل، مشيرة إلى أنه على مدار العقدين الأخيرين تم تعديل نظام الثانوية العامة أكثر من 4 مرات، ما يستدعي دراسة أي قرارات جديدة بشكل دقيق وكامل، مع الاستفادة من التجارب الدولية الأخرى، فيجب أن نحرص على أن تكون رؤيتنا متوافقة مع التطورات العالمية، بحيث تتيح شهادتنا للطالب فرصة الالتحاق بأي جامعة ومواكبة احتياجات سوق العمل.

تطور الطالب دراسيا

وتابعت: «نحتاج إلى نظام يعزز العدالة والتوازن ويعفي الطلاب من الأعباء الدراسية غير الضرورية، وفي الوقت نفسه لا يفتقر إلى ما يساهم في تطور الطالب في المستقبل».

مقالات مشابهة

  • الفاشر.. التقرير اليومي: مراسل حربي اسيا خليفة قبلة
  • تفصل الجيبة في ساعة.. سيدة دمياطية تحدت الجميع واقتحمت سوق العمل
  • تعرف على أبرز التعديلات في نظام العمل السعودي الجديد
  • مستشار قانوني يكشف تأثير الفزعة في مجال العمل على المخالفات القانونية.. فيديو
  • أذكار الصباح.. الحصن اليومي للمسلم وأفضل أوقاتها
  • ما حقيقة تقصير ساعات العمل في تركيا؟ تفاصيل مهمة
  • قرار جديد ينظم العمل لبعض الوقت ويوازن بين سوق العمل واحتياجات الأفراد
  • خبر سار.. 15 ألف ليرة شهريًا للطالبات وربات البيوت في تركيا
  • خلال ساعات.. سماع الشهود فى محاكمة 21 متهما بخلية مجموعات العمل النوعى
  •  ريهام الشبراوي: نظام البكالوريا الجديد يجب أن يحقق مصلحة الطالب ويعزز العدالة