واشنطن-سانا

جمهوريون أم ديمقراطيون.. ما من اختلاف يذكر بين صفوف الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتحيز لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فحتى الأصوات القليلة المعارضة لدعم واشنطن المطلق لـ “إسرائيل” تتعرض لقمع فوري ويتم إخمادها داخل أروقة الكونغرس الذي تسقط بين جدرانه أكذوبة الحقوق والحريات الأمريكية وينكشف زيفها.

موقع انترسبت الأمريكي سلط الضوء في هذا السياق على حالة السياسة الأمريكية سواء في البيت الأبيض أو الكونغرس والتي تتضح وتشرح نفسها دون لبس في طريقة التعامل مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فالتحيز والدفاع المستميت عن كيان الاحتلال عرف سائد بين النواب الأمريكيين، وأي واحد منهم يمكن أن يتجرأ على مخالفة هذا العرف يعاقب من قبل زملائه على غرار ما حدث في قضية النائبة رشيدة طليب عن الحزب الديمقراطي في ولاية ميتشيغان وزميلها برايان ماست الجمهوري عن ولاية فلوريدا.

الموقع ذكر تفاصيل ما حدث مع طليب بسبب آرائها حول الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين، حيث خضعت للمراقبة والاستهزاء والانتقادات من قبل زملائها في الكونغرس الذين شنوا حملة واسعة ضدها شملت التجريح بالآراء والسخرية والمطالبة بفصلها من عملها.. أما بالنسبة لماست الذي يدعم “إسرائيل” وكل جريمة ارتكبتها أو ترتكبها الآن فلم يعاقب ولم يتعرض للوم حتى بعد ارتدائه الزي العسكري الإسرائيلي خلال اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري في مبنى الكابيتول.

الجمهوريون في مجلس النواب أرادوا وفقاً للموقع إحراج طليب وتهميش أي دعم سياسي للفلسطينيين، أما ماست الذي قال في تصريحات علنية: إن “الأطفال الفلسطينيين ليسوا أبرياء وإنهم أهداف مشروعة”، فلا أحد يجرؤ على انتقاده .. وليس حال النواب الديمقراطيين بأفضل، فزعيم الحزب جو بايدن شريك فعلي في جرائم “إسرائيل” بحق الفلسطينيين، وعلى الرغم من مضي أكثر من 5 أشهر على الإبادة الجماعية في غزة إلا أن موقفه الداعم لكيان الاحتلال لم يتغير قيد أنملة.

الموقع اعتبر أن بقاء بايدن في البيت الأبيض لولاية ثانية أو تسلم منافسه الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية إن لم يزد الأوضاع سوءاً فإنه لن يغير من واقع الأمور شيئاً، إذ إن ترامب من أشد الداعمين أيضاً لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وفي حال عودته للبيت الأبيض فإنه سيكون ومن معه من الجمهوريين مثل ماست أو أسوأ.

وأعاد الموقع إلى الأذهان حقيقة أن ترامب من أشد المعجبين بجرائم الحرب وأنه وصف خلال فترة ولايته السابقة رئيس العمليات الأمريكية الخاصة ايدي غالاغر الذي تمت إدانته بالتقاط صورة مع جثة مدني عراقي بأنه “مقاتل أمريكي عظيم”.

كما أصدر الرئيس الأمريكي السابق عفواً عن متعاقدي شركة بلاك ووتر المدانين بقتل مدنيين عراقيين في عملية إطلاق نار عشوائية في ساحة النسور ببغداد.

الموقع أكد أن دعم الجمهوريين لكيان الاحتلال الإسرائيلي يقابله أو يفوقه كراهيتهم للفلسطينيين، ومع تأكيد ترامب دعمه لـ “إسرائيل” وجرائمها في غزة فإن احتمال تدخله لوقف هذه الجرائم في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية معدوم تماماً، كما هو الحال مع بايدن.

باسمة كنون

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی لکیان الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الإدارة الأمريكية تغير تصميم الموقع الرسمي للبيت الأبيض.. وضعت اقتباسا لترامب

أقدمت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تغيير تصميم ومحتوى الموقع الرسمي للبيت الأبيض بعد أدائه اليمين الدستورية، حيث تولى مهامه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في مبنى الكونغرس.

وتظهر الواجهة الجديدة للموقع صورة كبيرة لترامب، تحمل إلى جانبها عبارته الشهيرة: "لقد عادت أمريكا. سأقاتل كل يوم من أجلكم مع كل نفس في جسدي.. لن أهدأ حتى نخلق أمريكا قوية وآمنة ومزدهرة، تلك التي يستحقها أطفالنا وأنتم.. سيكون هذا حقا العصر الذهبي لأمريكا".




والاثنين، أدى ترامب الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة لأول مرة بين عامي 2016 و2020، القسم الدستوري رئيسا للولايات المتحدة، ليصبح رسميا الرئيس 47 للبلاد.

وقال ترامب في كلمة خلال حفل تنصيبه، إن العالم كان "عنيفا" خلال الفترة السابقة، وإن إدارته الجديدة ستضع حدا لكل الحروب، مشيرا إلى أن "العهد الذهبي للولايات المتحدة بدأ، وسأضع أمريكا أولا".


وأضاف "سنضع حدا لكل الحروب، وقوّتنا ستجلب روحا جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضبا وعنيفا وغير قابل للتنبؤ بمستقبله"، مشيرا إلى نجاحه سيُقاس "ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها، بل بالحروب التي ننهيها أيضا، وربما الأهم من ذلك الحروب التي لا نخوضها أبدا".

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الأمريكي الجديد "اعتبارا من اليوم ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة قائمة على وجود جنسين فقط: ذكر وأنثى".

وجرت مراسم أداء اليمين الدستورية جرت في إحدى قاعات الكابيتول بالعاصمة الأمريكية واشنطن. كما أدى جيمس ديفيد فانس اليمين الدستورية نائبا للرئيس.


وحضر المراسم الدستورية رؤساء سابقون للولايات المتحدة؛ وهم بايدن وبيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما.

وقدّم قادة العالم التهاني لدونالد ترامب الاثنين بعودته إلى البيت الأبيض، معربين عن أملهم في إقامة علاقات جيدة معه .

مقالات مشابهة

  • “سنموت هنا مثل من سبقنا”: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ليبيا
  • رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستقيل ويعترف بمسؤوليته عن “الفشل الفظيع”
  • تركيا تلوّح باستئناف حركة التجارة مع “إسرائيل”
  • ترامب يوقع امراً تنفيذيا بتغيير أسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”
  • الإدارة الأمريكية تغير تصميم الموقع الرسمي للبيت الأبيض.. وضعت اقتباسا لترامب
  • أبرز أوامر ترامب في اليوم الأول على كرسي الرئاسة الأمريكية
  • رئيس “أبل” يكشف عن روتينه الصباحي الذي يساهم في نجاحه
  • تنصيب ترامب داخل “الكابيتول”.. ومغردون: حتى الطبيعة تحاول عرقلة وصوله للحكم
  • محلّل يعترف بتسريب معلومات حساسة عن إسرائيل قبل أيام من تنصيب ترامب
  • ونيس: يجب إبعاد فكرة المحاصصة عن “المركزي” ومؤسستي “النفط” و”الليبية للاستثمار”