سفير ميثاق المناخ الأوروبي: توجيه العناية الواجبة للشركات يُحسن ممارسات حوكمتها
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
أكد السفير مصطفي الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ وسفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر، أن توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات من شأنها تحسين ممارسات حوكمة الشركات للتخفيف من الآثار الضارة عالميًا على حقوق الإنسان والآثار البيئية، ومعالجة الآثار الضارة وتعزيز الممارسات التجارية المستدامة والمسؤولة في جميع أنحاء سلسلة القيمة العالمية.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة اتحاد الصناعات المصرية لشعبة الورق حول "أثر قانون توجيه العناية الواجبة للاتحاد الأوروبي للاستدامة الشركات "CSDDD " على الصادرات المصرية" والتي تعد الندوة الثانية في سلسة الندوات التي ينظمها الاتحاد بهدف التوعية لبناء قدرات الشركات المصرية للتوافق مع معايير الاستدامة وآلية تعديل حدود الكربون.
وأشار الشربيني إلى - أنه في عام 2022 - اقترحت المفوضية الأوروبية لأول مرة توجيه العناية الواجبة في استدامة الشركات، وفي 14 ديسمبر 2023 توصل المجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي إلى اتفاق مؤقت يهدف إلى تحسين ممارسات حوكمة الشركات؛ مما سيتعين على الشركات العاملة في الاتحاد الأوروبي التأكد من أنها تلبي المعايير الأخلاقية والبيئية والعمالية العالية في جميع عملياتها، ويتطلب كذلك من الشركات دمج العناية الواجبة في السياسات وأنظمة الإدارة لتحديد المخاطر وسيتعين على الشركات تنفيذ أنظمة إدارة المخاطر وآلية التظلم ، كما سيتعين عليهم إعداد تقرير سنوي يصف جهود وأهداف العناية الواجبة ومراقبة فعالية تدابير العناية الواجبة.
وأوضح أن القطاعات التي حددها الاتحاد الأوروبي على أنها تنطوي على مخاطر عالية للتأثيرات السلبية على الاتحاد الأوروبي واحتمال كبير لانتهاكات حقوق الإنسان والمعايير البيئية، تشمل تجارة الجملة في المنسوجات والملابس والأحذية وتجارة الجملة في المواد الخام الزراعية والحيوانات الحية والأخشاب والأغذية والمشروبات والزراعة والغابات ومصايد الأسماك واستخراج الموارد المعدنية وتصنيع المنتجات الغذائية والمشروبات وصناعة المنسوجات والجلود والمنتجات ذات الصلة وتصنيع المنتجات المعدنية الأساسية والمنتجات المعدنية اللافلزية الأخرى ومنتجات المعادن المصنعة.
ولفت الشربيني إلى أنه يتم استبعاد الخدمات المالية مؤقتًا من التوجيه ومع ذلك، من المتصور وجود بند مراجعة للسماح بإدراج القطاع المالي النهائي في المستقبل، وينص الاتفاق على أن الالتزام يمكن أن يكون معيارا لمنح العقود والامتيازات العامة، مشيرا إلى أن اعتماد البرلمان الأوروبي بصورة مؤقته توجيه الاتحاد الأوروبي في ديسمبر2023 بشأن العناية الواجبة المستدامة للشركات أثار جدلاً حادًا ومخاوف من المصدرين حول تنظيم سلاسل التوريد للاتحاد الأوروبي، والذي بدوره سينعكس على نمو العلاقات الدولية والتحالف الاقتصادية للدول المصدرة للاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من توافق أهداف التوجيه مع القيم الأوروبية، فإن ذلك يثير مخاوف من احتمال خصخصة تكاليف الامتثال للأنظمة الاجتماعية والبيئية في شبكات التوريد المعقدة، لا سيما في بلدان ثالثة ذات آليات إنفاذ ضعيفة.
وأضاف الشربيني أن اندماج البلدان الناشئة والنامية في شبكات الإنتاج العالمية للبلدان الصناعية؛ أدى إلى تحقيق تقدم كبير لمئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ، وعلى سبيل المثال، تشير بيانات البنك الدولي إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع انخفض من حوالي ملياري شخص في عام 1990 إلى أقل من 650 مليون شخص في عام 2019، حتى مع نمو عدد سكان العالم من 5.3 مليار إلى 7.8 مليار نسمة.
ونوه سفير ميثاق المناخ الأوروبي، إلى أن الشركات التي يتبين أنها تنتهك اللائحة الجديدة ستخضع لعقوبات، ويمكن أن يؤدي عدم الامتثال لـتوجيهات الاتحاد الأوروبي إلى تكاليف تتعلق بسمعة المستورد وفقدان الوصول إلى المشتريات العامة في الاتحاد الأوروبي أو عواقب مالية تصل إلى 5٪ من صافي حجم الأعمال، موضحا أن عبء المسؤولية سيقع على عاتق الشركات التي تمارس أعمالها على المستوى الدولي، وهذا يعني أن مراقبة وتنفيذ اللوائح العامة سيتم تفويضها إلى الشركات، ومن المؤكد أن الشركات الخاصة هي المفتاح للامتثال، وقد يؤدي ذلك الى تحويل التجارة من البلدان ذات المخاطر العالية بالدول النامية إلى البلدان ذات الدخل المرتفع، وبالتالي يعيق اندماج البلدان النامية في الأسواق الدولية والتنمية الاقتصادية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يوجه تهديدا إلى دول الاتحاد الأوروبي
وجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الجمعة، تهديدات جديدة إلى حلفاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.
وقال إن التكتل قد يواجه رسوما جمركية إذا لم يخفض عجزه التجاري المتزايد مع الولايات المتحدة من خلال إبرام صفقات ضخمة لشراء النفط والغاز من الولايات المتحدة.
وقال ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال"، للتواصل الاجتماعي "أخبرت الاتحاد الأوروبي أنه يجب عليهم تعويض عجزهم الهائل مع الولايات المتحدة من خلال الشراء على نطاق واسع من النفط والغاز".
وأضاف "وإلا، سيواجهون أكبر قدر ممكن من الرسوم الجمركية!!!".
وقالت المفوضية الأوروبية إنها مستعدة لتناقش مع الرئيس المنتخب كيفية تعزيز العلاقة القوية بالفعل، بما يشمل قطاع الطاقة.
وقال متحدث باسم المفوضية "الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتخلص التدريجي من واردات الطاقة من روسيا وتنويع مصادر إمداداتنا".
ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، ورّدت الولايات المتحدة بالفعل 47 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال و17 بالمئة من وارداته من النفط في الربع الأول من عام 2024.
وتعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على معظم الواردات إن لم يكن كلها، وقال إن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا لأن لديها فائضا تجاريا كبيرا مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن.
وسلط ترامب الضوء مرارا على العجز التجاري الأميركي في السلع، ولكن ليس في التجارة ككل.
وسجلت الولايات المتحدة عجزا تجاريا في السلع مع الاتحاد الأوروبي بلغ 155.8 مليار يورو (161.9 مليار دولار أميركي) العام الماضي. ومع ذلك، كان لديها فائض في قطاع الخدمات بلغ 104 مليارات يورو، وفقا لبيانات "يوروستات".
وتعهد ترامب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير المقبل، بالفعل بفرض رسوم جمركية باهظة على ثلاثة من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، كندا والمكسيك والصين.
وزاد الاتحاد الأوروبي بشكل كبير مشترياته من النفط والغاز الأميركيين بعد قرار التكتل فرض عقوبات وخفض الاعتماد على الطاقة الروسية بعد بدء الأزمة الأوكرانية في عام 2022.
وتبلغ صادرات الخام الأميركية إلى أوروبا أكثر من مليوني برميل يوميا لتمثل أكثر من نصف إجمالي الصادرات الأميركية مع توجه الباقي إلى آسيا. وتعد هولندا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والدنمارك والسويد أكبر المستوردين، وفقا لبيانات الحكومة الأميركية.