اعتبر بعض الاقتصاديين أن تصريحات وزير المالية السوداني عن أولويات موازنة العام الجاري، المتمثلة في الوفاء  بالتزامات المجهود الحربي، تدل على أن “حكومة الأمر الواقع” تشتري الدولار لتمويل شراء الأسلحة

التغيير: الخرطوم

الانخفاض المتواصل في سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار في ظل استمرار الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل من العام الماضي، أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات بالسودان، وتراجعت القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعانون ظروف بالغة التعقيد في ظل البطالة والنزوح.

وعدلت معظم المصارف والمصارف مؤخراً سعر العملات الأجنبية حيث تجاوز سعر الدولار الـ (1000) جنيه.

وأكد متعاملون مع السوق الموازي وتجار لـ”التغيير، أن سعر الدولار أصبح غير ثابت، إلا أن نسبة ارتفاع سعره تتراوح بين (1200) إلى (1350) مقابل الجنيه.

كما أشار هؤلاء المتعاملون إلى أن معظم عمليات البيع والشراء تتم في مدينتي بورتسودان وعطبرة.

كما أكد التجار وجود ندرة في العرض مقابل الطلب خاصة في مدينة بورتسودان بالبحر الأحمر.

تمويل الحرب

في السادس والعشرين من فبراير الحالي، أكد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، في مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان أن التزامات الحرب العسكرية تزداد كل يوم وهي بالعملة الصعبة.

ولفت وقتها إلى أن ذلك يعد إحدى مشكلات سعر الصرف التي تعيشها البلاد.

وأشار إلى أن الحكومة سعت للتحكم في سعر الصرف، إلا أن الطلب العالي على العملات الأجنبية أدى إلى انخفاض العملية المحلية.

وأوضح أن أولويات موازنة العام الجاري هي الإيفاء بالتزامات المجهود الحربي وإغاثة المتضررين من الحرب.

لم يمر حديث الوزير وقتها دون تفسير، فقد اعتبر بعض الخبراء الاقتصاديين أن تصريحاته تدل على أن حكومة الأمر الواقع تشتري الدولار لتمويل شراء الأسلحة.

إحصاءات البنك الدولي

وفقاً للبنك الدولي، فإن معدل النمو الاقتصادي في السودان انخفض إلى (18.3)% كما بلغت خسارة الناتج المحلي الإجمالي السوداني بنسبة (151.1)%

ويتوقع البنك الدولي أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى (43.91) مليار دولار.

كما ارتفع التضخم في السودان إلى (256.17)%، مع توقعات باستمرار ارتفاع معدل التضخم في ظل الزيادة الكبيرة في الأسعار.

وبحسب البنك الدولي، فإن حركة الصادرات تراجعت بنحو (60)% بسبب إغلاق المطار الرئيسي بالبلاد.

كما توقف العمل بمعظم الموانئ الجافة، بالإضافة إلى اضطرابات سلاسل التوريد الناتجة عن الحرب؛ مما أدى إلى تراجع عائدات الصادرات من العملات الصعبة.

كما تراجع إنتاج السودان من الذهب من (18) طناً إلى طنين فقط خلال أشهر الحرب.

وأدى ذلك لأن تفقد الخزينة السودانية عائدات صادرات الذهب التي تعادل (50)% من الصادرات بقيمة ملياري دولار. كما تراجعت المساحات الزراعية أيضاً بنسبة (60)%.

تضرر المواطنين

من جهته، يؤكد أستاذ الاقتصاد، محمد سيد، التغيير، أن الحكومة الحالية ليس لديها خيارات كثيرة فيما يتعلق بالعملات الأجنبية.

وأشار إلى أن قرائن الأحوال تدل على أن الحكومة هي أكبر مشتر للدولار من السوق الموازي لتمويل شراء الأسلحة والصرف على الحرب.

وتابع: وهنالك الذهب الذي يوفر للحكومة حوالي (500) مليون دولار شهرياً تذهب كلها للإنفاق على الحرب.

وأكد سيد، أن سحب الحكومة المستمر للدولار من السوق الموازي وتحويل عائدات الذهب لدعم الحرب يجفف السوق من المورد الأجنبي؛ ومن ثم سيستمر نزيف العملة المحلية مقابل الدولار.

وأوضح أن نتائج ارتفاع العملة أثرت بطريقة مباشرة على المواطنين لجهة أن السودان صار يستورد كل شي بالعملة الصعبة.

وأكد أن ذلك يعني ارتفاع التكلفة وانعكاسها على الأسعار؛ مما تسبب في تراجع القدرة الشرائية للعملة السودانية إلى أدنى المستويات القياسية.

وأكد أن الدولار قبل حرب الخامس عشر من أبريل، كان يعادل (570) جنيهاً، إلا أنه قفز الآن إلى أكثر من (1300) جنيه؛ مما نتج عنه غلاء حاد في السلع والخدمات.

وأشار سيد، إلى أن أسعار الذهب والدولار عادة ما ترتفع في البلدان التي تشهد نزاعات وحروباً وهو شيء طبيعي.

ولفت إلى أن سعر الدولار في السودان إلى جانب الحرب يتأثر بالإشاعة والحالة النفسية والمضاربات بين التجار.

وتوقع الخبير الاقتصادي وصول سعر الدولار إلى (2000) جنيه بحلول منتصف العام الحالي إذا لم تتوقف الحرب.

تراجع

من جانبه يقول الباحث والاقتصادي، أحمد وديدي، أن تراجع الجنيه لن يتوقف قريباً حتى لو توقفت الحرب.

وأوضح لـ (للتغيير) أن الصرف على الحرب حالياً يتم على حساب المواطن السوداني.

وأكد وديدي، أن الحكومة تعتبر الآن أكبر مشتري للدولار من السوق الموازي لتوفير نفقات القتال في ظل فقدان ثلثي إيرادات الدولة التي كانت تعتمد على الضرائب والجمارك والذهب بنسبة (80)%.

وتابع: نشهد الآن ارتفاعاً مستمراً لأسعار المحروقات وتحرير سعر الغاز وزيادة في كافة رسوم الخدمات لمقابلة الالتزامات الأخرى في الفصل الأول بما في ذلك المرتبات.

وأشار إلى أن الجنيه السوداني فقد أكثر من (47)% من قوته، وأصبح التضخم المصاحب له مثل كرة الثلج المتدحرجة تكبر كلما تدحرجت إلى الهاوية.

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع وزير المالية جبريل إبراهيم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع وزير المالية جبريل إبراهيم من السوق الموازی سعر الدولار فی السودان أن الحکومة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أقل دولار في السوق الرسمي اليوم 22-11-2024

سجل أقل سعر دولار مقابل الجنيه نحو 49.6جنيه للشراء و 49.7 جنيه للبيع في آخر تعامل داخل البنوك المصرية منذ أمس الخميس وبدء تفعيل العطلة الرسمية للجهاز المصرفي اعتبارا من اليوم الجمعة الموافق 22-11-2024.

كان أقل سعر دولار مسجل في آخر تداول رسمي من نصيب بنك أبوظبي الأول.

ومع تداولات أمس الخميس انخفض سعر الدولار مقدار 6 قروش معززا بتثبيت سعر الفائدة داخل الجهاز المصرفي بقرار من لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي .

وسجل متوسط سعر الدولار مقابل الجنيه داخل البنك المركزي المصري نحو 49.62 جنيه للشراء و 49.72 جنيه للبيع

 سعر الدولار مقابل الجنيه المصري

وسجل

بلغ ثاني اقل سعر دولار أمام الجنيه حولاي 49.62 جنيه للشراء و49.72 جنيه للبيع في بنوك " أبوظبي التجاري، الكويت الوطني، قطر الوطني QNB،القاهرة، التجاري الدولي CIB،الإسكندرية، ميد بنك، قناة السويس، المصرف العربي الدولي، الأهلي المصري،مصر، العربي الافريقي الدولي، الأهلي الكويتي"

ووصل متوسط سعر الدولار في معظم البنوك نحو  49.63 جنيه للشراء و49.73 جنيه للبيع في بنوك  " العقاري المصري العربي، نيكست،HSBC،المصرف المتحد، سايب"

سجل ثالث أعلي سعر دولار م مقابل الجنيه نحو 49.65 جنيه للشراء و 49.75 جنيه للبيع في بنوك " البركة، المصري لتنمية الصادرات، التنمية الصناعية"

بينما وصل ثالث أعلي سعر دولار مقابل الجنيه نحو  49.77 جنيه للشراء و 49.87 جنيه للبيع في البنك المصري الخليجي

أعلي سعر

ووصل أعلي سعر دولار أمام الجنيه نحو 49.84 جنيه للشراء و 49.94 جنيه للبيع في مصرف أبوظبي الاسلامي و كريدي أجريكول .

سعر الدولار مقابل اليورو

وفقد الدولار 0.37% من قيمته أمام اليورو في البورصات العالمية في تداولات أمس الخميس، ليسجل سعر صرفه أمام اليورو نحو 1.055 دولار.

سعر الدولار مقابل الليرة السورية

وببلغ سعر الدولار أمام الليرة السورية نحو  14.65 ألف ليرة للشراء و 14.75 ألف ليرة للبيع.

أسباب تثبيت الفائدة

أرجعت لجنة السياسات النقدية قرارها المنتهي قبل قليل، بتثبيت سعر الفائدة، إلى تسبب السياسات النقدية التقييدية التي انتهجتها اقتصادات الأسواق المتقدمة والناشئة في انخفاض التضخم عالميا.

قالت اللجنة بشأن قرارها الصادر قبل قليل إن بعض البنوك المركزية اتجهت إلى خفض أسعار العائد تدريجيا، مع الإبقاء على المسار النزولي للتضخم للوصول به إلى مستوياته المستهدفة.

وبينما يتسم معدل النمو الاقتصادي باستقراره إلى حد كبير، فإن آفاقه لا تزال عُرضة لبعض المخاطر ومنها تأثيرالسياسات النقدية التقييدية على نمو النشاط الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية عودة السياسات التجارية الحمائية.

وذكرت اللجنة أنه رغم زيادة التوقعات بانخفاض الأسعار العالمية للسلع الأساسية، خاصة الطاقة، فإن المخاطر الصعودية المحيطة بالتضخم لا تزال قائمة، حيث تظل أسعار السلع الأساسية عُرضة لصدمات العرض مثل الاضطرابات العالمية وسوء أحوال الطقس.

وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري قبل قليل، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب. 

وأبقت اللجنة أيضا على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%.

ويأتي هذا القرار انعكاسا لآخر المستجدات والتوقعات على المستويين العالمي والمحلي منذ الاجتماع السابق للجنة السياسة النقدية.

 

مقالات مشابهة

  • سعر الدولار اليوم في السودان الجمعة 22 نوفمبر 2024 في السوق السوداء
  • سعر الدولار اليوم في السوق الرسمي 22-11-2024
  • أقل دولار في السوق الرسمي اليوم 22-11-2024
  • عضو السيادي الفريق أول ركن كباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني
  • سعر الدولار اليوم في السودان الخميس 21 نوفمبر 2024 في السوق السوداء
  • التقى المبعوث السويسري.. كباشي يؤكد حرص الحكومة على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
  • السوداني قرار الحرب والسلم بيد الحكومة وليس بيد الحشد الشعبي!!
  • سعر الدولار اليوم في السودان الأربعاء 20 نوفمبر 2024 في السوق السوداء
  • يوم غير سعيد لدعاة تدويل المشكل السوداني