تقرير: نساء غزة يلدن الأجنة ميتة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
"أكشن إيد": ربع سكان غزة يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي "أكشن إيد": الإنزالات الجوية للمساعدات الإنسانية غير كافية
حذرت منظمة "أكشن إيد" الدولية من الانهيار التام للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد أن أصبح ربع سكان القطاع على بعد خطوة واحدة من المجاعة ووفاة أكثر من 15 طفلا بسبب سوء التغذية في شمال القطاع.
اقرأ أيضاً : وصول جثامين 47 شهيدا احتجزهم الاحتلال إلى رفح
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي وأن طفلا واحدا من كل ستة تحت سن الثانية في الشمال يعاني من سوء التغذية الحاد.
وأشارت المنظمة إلى أن الإنزالات الجوية للمساعدات الإنسانية غير كافية، وأن هناك حاجة لإدخال المساعدات برا، خصوصا أن حاجة القطاع تصل إلى 4 آلاف شاحنة يوميا.
وشددت على ضرورة وقف الحرب بشكل عاجل وفتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات، وأن الوضع الإنساني الكارثي في شمال غزة، والذي انقطعت عنه المساعدات إلى حد كبير منذ بداية العدوان يتدهور بسرعة.
وأكد القائم بأعمال مدير مستشفى العودة الدكتور محمد صالحة إن الزيادة الحادة في سوء التغذية أدت إلى زيادة الوفيات بين الأطفال وحالات المواليد الموتى، قائلا: " تم تسجيل حالات كثيرة في المستشفيات الحكومية لأطفال توفوا بسبب سوء التغذية. نحن مستشفى متخصص في خدمات النساء والولادة. هناك العديد من العمليات التي تم إجراؤها، مثل العمليات القيصرية لإخراج الأجنة الميتة بسبب سوء التغذية لدى النساء. أكثر من 95 في المئة من النساء اللواتي يصلن إلى المستشفى ويخضعن للفحوصات الطبية اللازمة يعانين من فقر الدم. وقد تم تزويد مستشفى العودة -الوحيد الذي يقدم خدمات الولادة في شمال غزة- قبل يومين بالوقود من منظمة الصحة العالمية، وهو ما يكفي لمدة أسبوعين فقط ولكن بدون إمدادات جديدة من الأدوية الحيوية المنقذة للحياة".
وتحدثت سهيلة، وهي أم نازحة تعيش مع ثمانية آخرين في غزة، عن معاناة ابنها البالغ من العمر عامين من الإسهال وسط نقص حاد في الغذاء. "نحن حقا بحاجة إلى الضروريات الأساسية. من الصعب الحصول على المياه الصالحة للشرب. يذهب ابني عدة مرات لملء جالون واحد فقط من الماء. نملأ جالونًا واحدًا بمياه صالحة للشرب وآخر للتنظيف. ولكن الطريق طويل للحصول على الماء، كما أنه متعب أيضًا. أحيانًا ينام أطفالي بدون ماء لأننا لم نتمكن من الحصول عليها. يعاني طفلي الصغير الذي يبلغ من العمر عامين ونصف، من الإسهال والنزلة المعوية. يحتاج ابني إلى تغيير الملابس والحفاضات عدة مرات، والحفاضات غالية الثمن. لا يمكننا تحمل تكاليفها في بعض الأحيان. نحن بحاجة إلى الإمدادات الغذائية؛ نحن بحاجة إلى الغذاء لإطعام أطفالنا. لا تتدفق المساعدات بشكل كبير. نستطيع في بعض الأحيان الحصول على الطعام، وأحيانا لا نستطيع. نحن بحاجة إلى الغذاء والدواء والمياه العذبة، ونحتاج كثيرا إلى الملابس، في ظل البرودة الشديدة لخيمتنا. لا يملك أي منا ملابس إضافية".
وتقول مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل بثينة صبح، وهي شريك منظمة "أكشن إيد" فلسطين في غزة: "إن جميع المساعدات التي تعبر إلى قطاع غزة من معبر رفح جنوبا لا تلبي احتياجات الناس. هناك فئات تواجه الكثير من الصعوبات، مثل الأطفال حديثي الولادة، حيث لا توجد حفاضات أو حليب، وقد أصبح سعر علبة الحفاضات 200 شيكل. معظم الأسر هنا تعتمد على الأغذية المعلبة، وهذا سبب العديد من المشاكل. نحتاج إلى وجبات ساخنة، مثل أطباق الخضار، لتقديمها للعائلات لتلبية احتياجاتها الأساسية. كما أن الدواء غير متوفر لأغلب المرضى، خاصة مرضى السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى غسيل الكلى. إن احتياجات النساء والأطفال والناس كبيرة جدا بشكل عام والإمكانات التي تصل إلى قطاع غزة ضئيلة للغاية وبالكاد تلبي هذه الاحتياجات المتزايدة".
أما مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة "أكشن إيد" الدولية رهام جعفري تقول: "في انتظار صدور تقرير التصنيف المتكامل لحالات الأمن الغذائي الأسبوع المقبل، الذي قد يشير إلى تفشي المجاعة في مناطق قطاع غزة، كما أن نظام المساعدات المنهك بالفعل لن يكون قادرا على الاستجابة في ظل مواجهة الكثيرون للجوع الشديد. يرتبط بقاء الآلاف من الرضع والأطفال والنساء الحوامل على قيد الحياة باتخاذ إجراءات عاجلة فورا لمنع المجاعة. نطالب تل أبيب بضرورة فتح المعابر بشكل فعال وآمن لتدفق المساعدات على نطاق واسع إلى غزة، بدون منع أو تأخير أو عرقلة. ولكن ما يحتاجه الملايين في غزة أكثر من أي شيء آخر الآن هو وقف هذه الحرب الوحشية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار. إذا لم يمت الناس في غزة بسبب القنابل، فمن المرجح أن يموتوا من الجوع. إننا نحث المجتمع الدولي على التحرك فورا لإنهاء هذا العنف والمعاناة".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة غزة تل أبيب سوء التغذیة بحاجة إلى أکشن إید قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
«أيادي مصر».. نساء دمياط يبدعن في المعرض بمنتجات تراثية صديقة للبيئة
في قلب صحراء الوادي الجديد، وبين زحام معرض «أيادي مصر»، في ثاني أيامه، تجلت إبداعات نساء دمياط بمنتجاتهن التي حملت أصالة التراث الدمياطي، وتدوير ما يلقيه عليهن البحر المتوسط من صدف، حيث تفننت كل من «كاميليا نجم»، وبجوارها «منى عبد الله»، في تشكيل الصدف وبقايا شباك الصيد، تقفان بفخر بجوار معروضاتهما، وتشرحان للزوار كيف استطاعتا تحويل هذه المواد البسيطة إلى تحف فنية فريدة.
قصص نساء دمياط«هذه ليست مجرد منتجات، بل قصص تُروى»، تقول كاميليا بابتسامة، وهي تعرض مجسمًا خشبيًا صنعته بأيديها، وتقول بينما كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء يتفقد جناح دمياط أمس، توقف طويلاً أمام تلك الأعمال اليدوية، مشيدًا بالمهارة والابتكار اللذين يعكسان روح التحدي والإبداع، ولم ينس أن يسأل عن المشبك الدمياطي، وفوجئ أننا بالفعل أحضرناه معنا.
قصة مشروع المدينة الصديقة للنساء«من داخل عزبة البرج، وتحديدًا من مشروع المدينة الصديقة للنساء، انطلقت هذه الرحلة» تحكي منى عبد الله، عضو المجلس القومي للمرأة بدمياط لـ«الوطن» عن المشروع، الذي افتُتح منذ 3 سنوات بمنحة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لم يكن مجرد مركز لتعليم الحرف اليدوية، بل كان بوابة لتغيير حياة الكثيرات من سيدات دمياط، هنا، تعلمت نساء دمياط كيفية تحويل التراث إلى فرص اقتصادية، والتسويق لمنتجاتهن، والانطلاق بأحلامهن إلى آفاق جديدة.
«لم يكن المشروع مجرد منصة للتدريب، بل مكانًا لصنع الأحلام» تحكي منى تجربتها في المدينة الجديدة، والتي حصلت على جائزة اليونيسكو لمدن التعلم، وأثبت أن تمكين المرأة يمكن أن يكون مفتاحًا لتغيير مجتمعات بأكملها.
وتصف «منى»، المنتجات الدمياطية التي شاركت في المعرض، أنها لم تقتصر على المفروشات والإكسسوارات المصنوعة من الصدف، بل امتدت لتشمل المشبك، تلك الحلوى الدمياطية التي تروي حكايات الطفولة والمناسبات السعيدة.
نساء دمياط يصنعن من الفن رسالة ومن التراث مستقبلًابين الخشب المعاد تدويره والصور التي تحمل عبق التراث، والصدف الذي يحاكي أمواج البحر، استطاعت نساء دمياط أن يصنعن من الفن رسالة، ومن التراث مستقبلًا، وفي معرض «أيادي مصر»، ليست المنتجات فقط ما يُعرض؛ إنها قصص النساء، أحلامهن، وكفاحهن لتحويل التحديات إلى فرص، والأفكار إلى واقع.