شبكة اخبار العراق:
2024-11-25@10:35:32 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

البشرية وهي تبتعد عن إنسانيتها

آخر تحديث: 7 مارس 2024 - 10:03 صبقلم: فاروق يوسف كنت شاهدا على حرب فيتنام غائبا عنها، وكنت شاهدا على الحروب على العراق حاضرا في مآسيها باستثناء حرب احتلاله. وها أنا ذا أعيش حرب غزة شاهدا غائبا ومغيبا، يبحث عن قيمة لصوته في خضم ضجيج أعمى. وبقدر ما عشته ورأيته وسمعت عنه وعانيته وسعيت إلى فهمه يمكنني القول إن البشرية لا تملك إرادة واضحة في الدفاع عن مبادئها الإنسانية في مواجهة غريزة وحشية لم تتمكن من تهذيبها والتحكم بها.

في كل لحظة انتهاك تندثر قيم، خُيل لنا في وقت ما أنها ستكون قادرة على الحد من شرور الإنسان في سعيه إلى توسيع مصالحه الضيقة على حساب حياة الآخرين وسبل الخروج بهم من مأزق الوقوع تحت ضغوط الفقر والجهل والعوز. لا يزال القوي يأكل الضعيف توهما منه بأن ذلك سيجعله أكثر قوة. لا يزال وهم “البقاء للأقوى” مسؤولا عن الانحراف بالمعادلة الإنسانية عن الحق. “المعذبون في الأرض” ما زالوا يؤثثون عذابهم بمختلف المظلات العقائدية بحثا عن طريقة للمواجهة، هي في حقيقتها مناسبة لصنع أسباب للاختلاف لا لردم الفجوة التي يسببها سوء الفهم المزمن. أولئك المعذبون لا يملكون سلاحا منطقيا، من شأن استعماله أن يقلل من عذابهم. وهو ما يتلذذ به دعاة الاستغلال والابتزاز والعدوان وصناع الحروب. البشرية لا تدافع عن نفسها حين تختار الهجوم وسيلة للرد. تلك وسيلة أثبتت فشلها. على سبيل المثال كان الإيحاء بالقوة الذي مارسه صدام حسين سببا استقوى به الأميركان في غزوهم للعراق وتدمير دولته. هناك أخطاء ترتكبها البشرية في الدفاع عن حقها في البقاء يستفيد منها دعاة الحرب. البشر يعاني من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب وإذا كانت الحرب كما كان يُقال هي آخر الحلول، هي الحل الذي يتم اللجوء إليه حين تفرغ السلة من الحلول فإن البشرية على عجلة من أمرها وليس لديها وقت إلا للإنصات لطبول الحرب والهتاف بالأناشيد التي لم تُكتب من أجل حرب بعينها بل كُتبت لتكون صالحة لكل الحروب. أما فكرة الحرب العادلة فقد مرغها محترفو الحرب في أوحال مكائدهم ودسائسهم وأكاذيبهم. فصارت واقعة نيويورك التي لا تزال الشكوك تحوم حولها سببا في تدمير بلدين (أفغانستان والعراق) ووقف القانون الدولي عاجزا عن منع ذلك. وما يحدث اليوم في غزة يعد ملحقا بما جرى بالأمس. يوم غزا الأميركان العراق خرجت الملايين في شوارع عواصم العالم غير أن صوتها لم يمنع القذائف من السقوط على بغداد ولم يربح العراقيون منها إلا الرثاء والشفقة. حين أسقط الأميركان قنابلهم على هيروشيما وناغازاكي كانوا يفكرون في السلام. وهي كذبة، كانت مجرد غطاء لتجريب السلاح النووي والانتقال بالحرب إلى عصر جديد. بعدها صارت الدول تتسابق من أجل امتلاك أسلحة الدمار الشامل تحت شعار “توازن الرعب”. المصطلح نفسه يفتح الباب على حياة، يكون الخوف أساسها. هل كانت الدول تخاف على شعوبها أم أن الشعوب كانت تخاف مما تخطط له دولها من مشاريع قتل تفتك بالثروات التي قُدر لها أن تكون مجرد حطب يُلقى في محرقة حرب قد تحدث في أية لحظة؟ ولم تتعلم الدول شيئا من سباق التسلح الذي أسقط دولة كبرى مثل الاتحاد السوفييتي. لقد وقعت الكثير من الحروب المدمرة تحت غطاء الحرب الباردة التي كان طرفاها الاتحاد السوفييتي بمنظومته الشرقية والولايات المتحدة بحلفائها الغربيين. حرب باردة استدعت الكثير من الحروب الساخنة التي سحقت آمال الملايين في حياة تليق بالبشر. ولكن أي بشر نحن وقد وهب الكثيرون منا قلوبهم للسلاح بعد أن اعتبروه صديقا. ما من فكرة أكثر تفاهة من تلك الفكرة التي تجعل الجبان ينتصر على الشجاع ويرديه قتيلا. أما العقائد وقد تصدرت أسباب الخلاف الذي تشن من أجله الحروب فإنها فقدت جوهرها الإنساني لتكون وسيلة بالعودة بالإنسان إلى ما قبلها، يوم كان يفكر بغرائزه وليس بعقله لحماية مصالحه. وليست الحرب الدائمة كما ينفذها الإيرانيون وأتباعهم سوى عودة إلى مرحلة ما قبل قيام الدول واستقرار المجتمعات في مناطق نفوذ معترف بها قانونيا. ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر على سبيل المثال يكشف عن أن إيران قد أطلقت العنان لأتباعها من قطاع الطرق ليستدعوا القوى الكبرى لإشعال حرب جديدة. فكرة إشعال المنطقة هي فكرة إيرانية لم تنفع معها محاولات تصفير المشكلات التي بذلتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بجهد رفيع.يعاني البشر من ازدواجية مريضة صار تجار الحروب يستفيدون منها. فالقوة ليست هي الحل كما أن التستر بالعقائد لن يضفي شيئا من العدالة على صراع، هدفه الحرب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

منظمات حقوقية تطالب هولندا بوقف تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني

الثورة نت/..

قدمت عشر منظمات غير حكومية مناصرة للقضية الفلسطينية طلباً لمحكمة هولندية إصدار قرار يلزم الحكومة الهولندية بوقف تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني وحظر التجارة مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .

وقال مقدمو الدعوى، في بيان مشترك اليوم الجمعة، إن هولندا، باعتبارها دولة موقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، عليها واجب اتخاذ جميع الإجراءات المعقولة في ضوء المتاح لمنع الإبادة الجماعية.

بدوره، أكد المحامي فاوت ألبرس، الذي يمثل مجموعات منها منظمتا حقوق الإنسان الفلسطينيتان، أن هولندا لم تتخذ الإجراءات اللازمة بمواصلتها تصدير قطع غيار الأسلحة والتعاون العسكري مع الكيان الصهيوني . وقال “يجب أن يتوقف هذا على الفور”.

وأضاف إن “إسرائيل” مذنبة بارتكاب إبادة جماعية وفصل عنصري” وهي “تستخدم أسلحة هولندية لشن الحرب”.

وتستند الدعوى، التي نظرت فيها المحكمة الجزئية في لاهاي، إلى أمر أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير للكيان الصهيوني بمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة.

كما أشاروا إلى مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية الخميس بحق رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية منها الاضطهاد والقتل واستخدام التجويع كسلاح حرب في غزة.

مقالات مشابهة

  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • كابتن طيار لبناني باكيًا: "الوضع الآن صعب والحرب الجارية الأكثر قسوة"
  • معاناة الشعوب العربية بسبب ويلات الحروب تتصدر مسابقة آفاق بـ«القاهرة السينمائي»
  • من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى 
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • دراسة حديثة تكشف تأثير الحروب على الحمض النووي للأطفال
  • منظمات حقوقية تطالب هولندا بوقف تصدير الأسلحة إلى الكيان الصهيوني
  • انطلاق أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في دهوك
  • دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال
  • الرئيس العراقي: حان الوقت لتعيش شعوب المنطقة بعيدا عن الحروب