شبكة اخبار العراق:
2025-04-26@07:38:57 GMT

الموصل : ذاكرة وأسئلة وأمل

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

الموصل : ذاكرة وأسئلة وأمل

آخر تحديث: 7 مارس 2024 - 9:57 صبقلم:عبد الحسين شعبان “نحتاج إلى خيال كبير لنتصوّر تلك الفظاعات التي تفرضها علينا الأشياء”، ذلك ما كتبه الناقد الفرنسيجيرارد جينيه، وهو ما كنت أردّده مع نفسي، وأستعيده طيلة الأيام التي قضيتها في الموصل، خصوصًا حين شاهدت مظاهر الخراب والدمار، التي خلّفها “داعش“بعد احتلاله للمدينة (2014 – 2017)، حيث اسْتمعت إلى قصص وحكايات أقرب إلى الخيال.

​وأكثر ما استوقفني هو موضوع التعليم، الذي خصّصتْ له جامعة الموصل العريقة، التي تأسست في العام 1967، مؤتمرًا دوليًا ضخمًا بمناسبة اليوم العالمي لمنع التطرّف العنيف (12 شباط / فبراير) بالتعاون مع كرسي اليونيسكو والوكالة الجامعية الفرنكوفونيةوجامعة النور الفتيّة الواعدة، التي زرتها هي الأخرى،واطّلعت على منجزها بعد إعادة إعمارها. ​في تلك الأصبوحة الموصلية المشرقة الجميلة، طرحت السؤال المحوري، لماذا استهدف داعش التربية والتعليم بشكل خاص؟ وهو سؤال فاصل بين المدنية والتوحّش، وبين الظلامية والتنوير. فكيف لمن يريد “بناء دولة” أن يدمّر صروحًا أكاديميةً وثقافيةً وتاريخيةً؟ ألم يقل الرسول العظيم “أطلبوا العلم ولو في الصين”، أوَليس ما جاء في القرآن الكريم “وقل ربي زدني علمًا” ؟ فكيف إذًا يُجهز على 83% من مباني جامعة الموصل، ويفكّك أجهزتهاالمخبرية، ويستولي على 300 عجلة وواسطة نقل وسيارة، ويعدم 5 ملايين كتاب ومطبوع ومخطوطة، في محاولة لتغيير فكر الناس، فهل تمكّن هولاكو، الذي أحرق ربع مليون كتاب ومخطوطة، من تغيير فكر الناس وقناعاتهم؟ وهل استطاع “هولوكوست الكتب“، الذي قام به هتلرفي ألمانيا والنمسا، تجريف العقول وتحريف الأفكار، أم أن ذلك ولّد العكس؟ لم يتمكّن “داعش“ بالترغيب أو الترهيب، من الاستحواذ على العقول أو استمالة القلوب، بل إنه، بأفعاله الإرهابية، حوّل السخط إزاء التمييز ومحاولات الاستتباع، التي كان الموصليون يعانون منها، إلى ردّ فعل ضدّه، وهكذا تدريجيًا، لم يجد بيئةً حاضنة أو مستعدّة أو مولّدة لأفكاره. والموصليون، الذين جار الزمان عليهم، لم يرضخوا ولم يستسلموا، بل نظموا مقاومة ثقافية ضدّ داعش وأساليبه الإرهابية بالصبر والمطاولة والدفاع والامتناع، وبجميع الوسائل تصدوا لمحاولات احتوائهم أو إرغامهم، ودفعوا بسبب ذلك أثمانًا باهظة. وما أن انتهت العاصفة الهوجاء، حتى شمّر الموصليون عن سواعدهم لإعادة بناء مدينتهم بمحبة وألفة وتعاون،وحاولوا تدويل قضيتهم للحفاظ على التراث والإرث الحضاري لمدينتهم، كما حدثني البروفيسور طارق القصار، رئيس قسم العلوم السياسية، وكان لليونيسكو دور في ذلك، وهو ما أشارت إليه البروفيسورة قبس حسن، مديرة كرسي اليونيسكو بجامعة الموصل، وشارك المجتمع المدني بحيوية في ذلك، لاسيّما مبادرات بعض الشباب، وهو ما لمسته من إعادة بناء قاعة “مؤسسة بيتنا للثقافة“. ​وحسب رئيس الجامعة، البروفيسور قصي كمال الدين، فقد استعادت الجامعة عافيتها، وهي تضمّ 24 كليّة و 142 قسمًا و7 مراكز أبحاث مختصّة، من بينها “مركز السلام والتعايش السلمي“، وثمة مساعدات وصلتها من عدد من البلدان، مثل ألمانيا وفرنسا وهولنداوإيطاليا ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، إضافة إلى المتحف البريطاني، وغيرها. سأل الجنرال شارل ديغول، وهو يتقدّم بجيشه لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي: وماذا عن الجامعات؟ فقيل له أن جامعة السوربون تناقش أطروحات الدكتوراه والماجستير في الأقبية، ويتلقى الطلبة محاضراتهم ودروسهم في أجواء من السريّة والكتمان، وهنا علّق ديغول يومها: إذًا فرنسا بخير طالما الجامعات بخير، وهذا ما فعلته الموصل في مقاومتها “لداعش“، فلم تتوقّف الدراسة في الجامعة، بل كانت امتحانات الطلبة قد استُكملت في مناطق بديلة، خارج سيطرة داعش، ومع مطلع العام 2018، أُعيدت إليها الحياة، حيث كانت المدينة بأكملها في ورشة عمل جماعية متصلة، فأُعيد بناء وترميم المباني المهدّمة والمكتبات وتجهيز المختبرات، ومع بداية العام الدراسي (2023 – 2024)، بلغ عدد الطلبة في جامعة الموصل لوحدها نحو 60 ألف طالب. ​وبقدر ما في الموصل الحدباء “أم الربيعين” من حزن وذاكرة وسؤال، لماذا حدث كلّ ذلك؟ وكيف حدث؟ ومن المسؤول؟ لكن المهم عندها أنه ثمة أمل وإرادة وإصرار على إعادة البناء والنجاح والتفوّق، وهو ما لمسته في النخبة الأكاديمية والفكرية والثقافية، التي تفيض إبداعًا وجمالًا وعلمًا.كل ما في الموصل يدلّ على أنك أمام مدينة عظيمة،فهناك ينتصب تمثال أبو تمّام، وهنا تستذكر أبو فراس الحمداني وقوله الأثير: أَقولُ وَقَد ناحَت بِقُربي حَمامَةٌ / أَيا جارَتا هَل تَشعُرينَ بِحالي؟ وعلى الضفة الأخرى تستعيد اسحاق الموصلي وتلميذه زرياب، الذي أضاف وتراً خامساً لآلة العود، وهو صاحب فن الإتيكيت وأول من أدخل لعبة الشطرنج إلى أوروبا. كما يحضر التاريخ الإنساني بكلّ ثقله من حضارات الأكديين إلى الأشوريين، وصولًا إلى أعلام الموصل ورواد الثقافة العراقية المعاصرة، وقسم منهم من الأصدقاء، مع استحضار الدور الاقتصادي والاجتماعي والعسكري والتربوي لمدينة الموصل، التي تعرف التنوّع والتعايش القومي والديني والاجتماعي والثقافي. ​وإذا كان الانتصار على “داعش“ عسكريًا قد حصل، فثمة جبهات بحاجة إلى تعزيز وتعضيد، مثل الجبهة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والقضائية والإعلامية والمدنية والأمنية والاستخباراتية والدينية، وذلك لاستكمال الجهة التعليمية والتربوية، لتوفير الأمن التعليمي بشكل خاص والأمن الإنساني بشكل عام، وتلك هي إحدى مخرجات مؤتمر الموصل وكرسي اليونيسكو.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: وهو ما

إقرأ أيضاً:

التسارع نحو العنف.. الجماعات النازية الجديدة وتكتيكات داعش على الإنترنت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رصد "مشروع مكافحة التطرف" (CEP) في تقريره الأسبوعي تصاعدًا في الأنشطة الإعلامية للجماعات المتطرفة عبر الإنترنت، إذ لجأت "القاعدة" مؤخرًا إلى نشر مقاطع مصورة على تطبيق تيليجرام توثق تنفيذ عمليات حرق متعمد في أوكرانيا، مستهدفة بنى تحتية وممتلكات خاصة، في إطار ما وصفته الجماعة بـ"إعلان الحرب على النظام الليبرالي العالمي في كييف".

وفي سياق موازٍ، وثّق باحثو CEP انتشار حسابات على منصتي تيليجرام وتيك توك تروّج لأندية شبابية مرتبطة بحركة لامركزية تستهدف القُصّر دون سن الثامنة عشرة، وتلقى دعمًا من جهات مؤيدة لتفوق العرق الأبيض. وقد أُنشئت هذه الحسابات خلال شهري فبراير وأبريل من العام الجاري.

كما كشف التقرير عن وجود 28 حسابًا على منصة X (تويتر سابقًا) ترتبط بفروع حركة "Active Club" في الولايات المتحدة وأوروبا، من بينها أربعة حسابات موثقة، ظلت نشطة رغم مرور خمسة أيام على الإبلاغ عنها.

وفي تطور آخر، دعت قناة تقنية محسوبة على أنصار تنظيم داعش متابعيها إلى التريث لحين صدور موقف رسمي من التنظيم بشأن استخدام تطبيق "سيجنال" للتواصل، بينما واصلت مجموعة "إنجيكت ديفيجن" النازية الجديدة، التي تتبنى فكر "التسريع" (accelerationism)، الترويج لمنشورات تحريضية تمجد العنف العنصري والمعادي للسامية عبر تيليجرام.

 

جماعة "ذا بيس" النازية الجديدة تتبنى هجمات حرق متعمد في أوكرانيا وتعلن "الحرب على النظام الليبرالي"

في تصعيد جديد لأنشطة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، أعلنت جماعة "ذا بيس" النازية الجديدة، المعروفة بتبنيها لفكر "التسريع" (Accelerationism)، مسؤوليتها عن ثلاث هجمات حرق متعمد نُفذت في أوكرانيا خلال شهر أبريل الجاري. وجاء ذلك عبر قناة تابعة للجماعة على تطبيق تيليجرام، حيث نُشرت بين 15 و19 أبريل مقاطع فيديو توثق قيام عناصرها بحرق صندوق كهربائي باستخدام مواد مسرّعة، وإشعال النار في سيارة ومبنى.

وتضمنت الرسائل المصاحبة لتلك المقاطع إعلانًا صريحًا من الجماعة عن "الحرب على النظام الليبرالي العالمي في كييف"، متوعدة بالانتقال من رسائل الدعاية المحدودة إلى تنفيذ عمليات أكثر عنفًا. وتُعد هذه الحوادث تصعيدًا خطيرًا بعد أن اكتفت الجماعة سابقًا بكتابات تحريضية على الجدران في عدد من المناطق الأوكرانية.

وفي وقت سابق، وتحديدًا بتاريخ 28 مارس، هددت "ذا بيس" بتنفيذ عمليات تستهدف منشآت حيوية وعسكرية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين ومؤيدين للنظام في كييف، ما لم تتم تلبية مطالبهم بإنشاء "دولة عرقية منشقة" في جبال الكاربات.

وتشير التقارير إلى أن الجماعة شجّعت أنصارها على تنفيذ عمليات تخريبية تحت إشراف مباشر، مع وعود بـ"مكافآت مالية" للعمليات الناجحة، مما يثير مخاوف من تحولها إلى شبكة عنف غير مركزية قادرة على استقطاب أفراد من خلفيات مختلفة. وتُضاف هذه التحركات إلى تقارير متكررة عن دعم روسي مزعوم لأعمال تخريبية مماثلة في أوروبا وأوكرانيا، ما يعزز فرضية وجود صلات دولية تدعم هذا النوع من العنف المؤدلج.

زعيم القاعدة، رينالدو نازارو، يعيش في سانت بطرسبرغ، روسيا، وينفي منذ فترة طويلة أي صلة له بالحكومة الروسية. سعى نازارو لتجنيد أعضاء في شبكة النازيين الجدد في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى أنه عرض دفع راتب شهري لأحد قادة المجموعة في الولايات المتحدة. واصلت القاعدة نشر صور لأعضاء مزعومين من الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك صور يُزعم أنها من إسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلغاريا والسويد، من منتصف مارس إلى منتصف أبريل.

وتُعد جماعة "ذا بيس" مثالًا صارخًا على تصاعد التهديد الذي تمثله الحركات المتطرفة ذات الأجندات العابرة للحدود، والتي توظف التكنولوجيا الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لتجنيد الأفراد، وتنسيق العمليات، وبث دعايتها العنيفة. وتتشابه هذه الجماعة من حيث البنية والأهداف مع تنظيمات مثل "القاعدة" و"داعش"، وإن اختلفت الأيديولوجيات، حيث يجمعها جميعًا تبني نهج لا مركزي، واعتماد أساليب الحرب النفسية والدعاية السوداء، والتحريض على العنف الفردي. كما تُظهر هذه الجماعات قدرة متزايدة على التكيّف مع البيئات السياسية والاجتماعية المختلفة، مما يجعلها أكثر خطورة وتعقيدًا، ويستدعي استجابة أمنية وفكرية شاملة تتجاوز حدود الدول لمواجهة هذا النمط الجديد من التطرف العالمي.

"أكتيف كلوب" تدفع بتشكيل نوادٍ عنصرية تستهدف المراهقين: استراتيجية جديدة لتفوق العرق الأبيض

في تطور لافت يعكس محاولات تنظيم الحركات العنصرية البيضاء لبناء قاعدة شبابية متماسكة، شجعت قناة "أكتيف كلوب" الرئيسية على تيليجرام – التي تضم أكثر من 4500 مشترك – في 17 أبريل الجاري، على تأسيس "نوادٍ شبابية" تستقطب المراهقين دون سن الثامنة عشرة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية بعيدة المدى لنشر أفكار تفوق العرق الأبيض في أوساط الطلبة والمراهقين، حيث اعتبر مؤسس الحركة، روبرت روندو، في مقال نشره عام 2022، أن المدارس الثانوية تمثل بيئة خصبة للتجنيد والاستقطاب.

وقد تم تحديد قناة مركزية على تيليجرام تُعد المحور الأساسي لحركة نوادي الشباب هذه، مستخدمة شعارات مستلهمة من هوية "أكتيف كلوب"، وتجاوز عدد مشتركيها 400 مشترك حتى منتصف أبريل، مع نشر محتوى يرتبط بجماعة "Patriot Front" الفاشية الجديدة، وفروع متعددة لـ"أكتيف كلوب".

تأسست هذه القناة الرئيسة في 24 فبراير 2025، وروّجت لأندية الشباب بوصفها "شبكات من الشباب البيض المؤيدين للمجتمع"، يمارسون أنشطة رياضية جماعية لتعزيز الانتماء والهُوية العرقية. ولاحظ باحثو مشروع مكافحة التطرف (CEP) أن هذه القناة تلقت دعمًا دعائيًا من قناة نازية جديدة كبرى تضم أكثر من 11 ألف مشترك، ما يكشف عن مستوى من التنسيق بين مختلف المنصات المتطرفة.

وفي 2 أبريل، ظهر حساب جديد ضمن شبكة نوادي الشباب، احتوى على اقتباسات من شخصيات نازية مثل أدولف هتلر، وجوزيف غوبلز، وويليام لوثر بيرس، مؤلف رواية "مذكرات تيرنر" سيئة السمعة، التي تُعد مرجعًا أساسيًا في خطاب الكراهية والتفوق العنصري.

وقد عُثر على قنوات تيليجرام تابعة لفروع إقليمية لهذه النوادي في عدة ولايات أمريكية، من بينها نيو إنجلاند، نيويورك، بنسلفانيا، فرجينيا، أوهايو، ويسكونسن، وجورجيا، حيث يتراوح عدد المشتركين فيها بين 14 و195 مشتركًا، وتم تحديد أن بعض الفروع تستهدف فئة عمرية محددة بين 16 و18 عامًا.

وتضمنت القنوات منشورات دعائية ورسومات وملصقات تمجّد تفوق العرق الأبيض، إلى جانب صور ومقاطع لأعضاء يشاركون في تدريبات بدنية ومهارات قتالية. كما أظهرت التحقيقات وجود تنسيق تنظيمي، إذ أدرجت سبع قنوات نفس جهة الاتصال المسؤولة عن عمليات التجنيد الإلكتروني، فيما استخدم فرعان قنوات اتصال منفصلة.

وفيما يخص الحضور على منصات التواصل الأوسع، تم رصد سبعة حسابات على تطبيق "تيك توك" تابعة لهذه الأندية، بمتوسط متابعين بلغ 298 متابعًا لكل حساب، تراوحت أعدادهم بين 20 و1411 متابعًا، ما يعكس جهودًا واضحة لاختراق المنصات الجماهيرية والوصول إلى جمهور أوسع من المراهقين.

وتتلاقى هذه المحاولات من قبل حركة "أكتيف كلوب" مع أنماط استقطاب مشابهة تتبعها جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية العنيفة مثل "داعش" و"القاعدة"، التي دأبت على استهداف الفئات العمرية الصغيرة لبناء جيل مؤدلج منذ سن مبكرة. فكما تسعى جماعات الإسلامويين إلى غرس أفكار الجهاد والولاء للجماعة في عقول المراهقين عبر المحتوى الديني والسياسي المشحون، تعتمد الحركات العنصرية على تغذية مشاعر التفوق والكراهية العرقية من خلال الرياضات القتالية والأنشطة الجماعية. ويكشف هذا التوازي بين التيارات المتطرفة رغم اختلاف الأيديولوجيا عن تشابه في الأساليب: استغلال المراهقة، وبناء هوية بديلة، وتكوين انتماء مغلق، بهدف خلق "جيل بديل" يقود مشاريعها الفكرية والعنيفة في المستقبل. هذا التشابه يعكس خطرًا عابرًا للثقافات والديانات يستوجب استراتيجية دولية شاملة لفهم وتحجيم تلك المسارات التجنيدية التي تتغلغل في الفئات الأكثر هشاشة وتأثرًا.

أكثر من 25 حسابًا تابعًا لحركة "النادي النشط" على منصة X

في 16 أبريل، رصد باحثو مركز مكافحة التطرف (CEP) وجود 28 حسابًا على منصة X (تويتر سابقًا) مرتبطة بحركة "النادي النشط" ذات التوجهات العنصرية البيضاء. تنوعت هذه الحسابات بين 12 فرعًا إقليميًا داخل الولايات المتحدة، وثلاثة فروع في ألمانيا، وفرعين في كل من إستونيا وفنلندا، إضافة إلى حسابات لفروع في النرويج، أيرلندا الشمالية، إنجلترا، كندا، سويسرا، إسبانيا، ليتوانيا، وفرنسا. كما وُجد حساب عام ينشر محتوى شاملًا للحركة دون أن يتبع فرعًا إقليميًا بعينه.

نشرت هذه الحسابات محتوى دعائيًا متنوعًا، من ضمنه مقاطع فيديو وصور تحريضية ودعوات للتجنيد. وأظهرت بعض الحسابات الأمريكية صورًا تتضمن سرقة أعلام لمجتمع الميم، فضلًا عن محتوى معادٍ للسامية ومنكر للهولوكوست. حوالي 22 من هذه الحسابات تضمنت روابط لقنوات تيليجرام أو عناوين بريد إلكتروني لأغراض التواصل والتجنيد.

يُرجح أن أول هذه الحسابات أنشئ في فبراير 2020، ربما لمجموعة أو فرد مختلف قبل أن تتم إعادة تسميته ليندرج تحت لواء "النادي النشط". بينما أُنشئ سبعة حسابات في عام 2023، و15 في عام 2024، وخمسة أخرى منذ بداية عام 2025. وبلغ متوسط عدد متابعي الحسابات الـ28 نحو 340 متابعًا، تراوح بين 13 وأكثر من 3500 متابع. اللافت أن أربعة من هذه الحسابات كانت موثقة بعلامة التحقق الزرقاء، وتتبع فروعًا في النرويج وسويسرا وولايتي أريزونا وتكساس.

كان مركز مكافحة التطرف قد أبلغ عن هذه الحسابات إلى منصة X في 17 أبريل، رغم أنه سبق له الإبلاغ عن خمسة حسابات أخرى في أغسطس 2023، ويناير وفبراير 2024. ومع ذلك، لا تزال الحسابات الـ28 نشطة على المنصة حتى تاريخ 22 أبريل.

ويكشف التوسع الرقمي لحركة "النادي النشط" العنصرية عبر منصة X عن نمط بات مألوفًا في المشهد العالمي للتطرف، وهو استغلال الفضاء الرقمي كأداة أساسية للتجنيد والترويج الأيديولوجي. هذا النهج لا يختلف كثيرًا عن الاستراتيجيات التي اتبعتها جماعات الإسلام السياسي مثل "داعش" و"القاعدة" و"الإخوان المسلمون"، التي استخدمت منصات التواصل لبناء حضور افتراضي قوي، ونشر خطابات الكراهية، واستقطاب الأتباع، خصوصًا من الفئات الشابة. ففي حين تعتمد الجماعات اليمينية المتطرفة على رموز الهوية العرقية والشعارات العنيفة، تلجأ الجماعات الإسلاموية إلى توظيف الخطاب الديني والسياسي في تغليف مشاريعها العابرة للحدود. وبينما قد تختلف الشعارات، فإن المنهج المشترك يظل قائمًا: استخدام المنصات الرقمية كرافعة لنشر التطرف، ووسيلة لتجنيد العقول الأكثر هشاشة وتشكيل جماعات ذات ولاء أيديولوجي متطرف، في تحدٍ صارخ للمنظومات القانونية والاجتماعية العالمية.

مجموعة تقنية مؤيدة لداعش توصي بالتحفظ على استخدام تطبيق Signal حتى صدور توجيه رسمي

في 15 أبريل، دعت مجموعة تقنية تابعة لأنصار تنظيم داعش، عبر منصة RocketChat، أتباع التنظيم إلى التريث وعدم استخدام تطبيق الاتصالات المشفرة "Signal" حتى صدور توصية رسمية من التنظيم أو أحد فروعه. وأوضح المنشور أن مؤسسة العزايم الإعلامية، التابعة لفرع داعش في خراسان، كانت قد أوصت في وقت سابق بالاستمرار في استخدام تطبيق "تيليجرام"، محذّرة في الوقت نفسه من استخدام تطبيق "Gem Space". وأشار القائمون على المنشور إلى احتمال وجود مخاوف أمنية أو تحفظات تقنية لدى الخبراء التابعين للتنظيم بشأن "Signal"، لم تُكشف تفاصيلها بعد، ما يستدعي الحذر في التعامل مع التطبيق حتى إشعار آخر.

منشورات تحريضية لجماعة "إنجيكت ديفيجن" تدعو للعنف العنصري والمعاداة للسامية

في 14 و16 أبريل، بثّت قناة على تيليجرام تابعة لجماعة "إنجيكت ديفيجن" النازية الجديدة، والتي تنتمي إلى التيار التسريعي، محتوى يدعو صراحة إلى ارتكاب أعمال عنف ذات طابع عنصري ومعادٍ للسامية. وشمل أحد المنشورات تحريضًا على إحراق المعابد اليهودية، مرفقًا بصورة لشخص مقنّع يرتدي قناع جمجمة، إلى جانب شعار الجماعة، مع تساؤل ضمني حول ارتباط رجل اعتُقل في قضية إحراق منزل حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، بالجماعة. ولم تتوفر أي دلائل تؤكد صلة الشخص المعتقل، كودي بالمر، بالتنظيم أو بأوساط اليمين المتطرف. وفي منشور آخر بتاريخ 16 أبريل، نشرت القناة صورة تحرّض على قتل الأمريكيين من أصل إفريقي، إلى جانب تفاصيل للتواصل مع الجماعة عبر تطبيق اتصال مشفّر، ما يعكس استمرار هذه الكيانات في استغلال الفضاء الرقمي لنشر دعايتها المتطرفة والتحريض على العنف.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • ما قام به الدعامة يحتاج لقرون حتى يتم محوه من ذاكرة السودانيين
  • داعش يظهر على حدود العراق ويوجه تهديداً للشرع
  • صدر أمر خادم الحرمين الشريفين.. بناءً على ما عرضه ولي العهد بتعيين سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان رئيسًا لمجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”
  • السوداني:العراق لن يستغني عن قوات التحالف الدولي
  • جامعة الموصل تنفي تأجير واجهاتها للمستثمرين: ملكيتها تعود للبلدية
  • رئيس جامعة حلوان: لا يتحقق أي بناء لمجتمعات مستدامة بدون تمكين المرأة
  • التسارع نحو العنف.. الجماعات النازية الجديدة وتكتيكات داعش على الإنترنت
  • لاستقرار السوق.. مطالبات بفتح سيطرة سد الموصل أمام شاحنات المواد الغذائية
  • مباني الخرطوم الأثرية.. ذاكرة تُسرق ومعالم تذوب تحت نار الحرب