كيف نستعد لشهر رمضان؟.. علي جمعة يرد
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنه ينبغي أن تتخذ قرارا بينك وبين نفسك بالتخلية من القبيح؛ تهيئة لقلبك أن تملأه بالصحيح، فالتخلية والتحلية ينبغي أن نستقبل بها رمضان ؛ وأول ما ينبغي أن نخلي قلبنا عنه حتى تخلوا تصرفاتنا وسلوكنا منه هو الظلم، الذي يقول فيه رسول الله ﷺ: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ) والذي شاع فيما بيننا.
إذا ما ظلم الإنسان نفسه، يتصاعد الظلم من ظلم النفس إلى ظلم الأشخاص، ومن ظلم الأشخاص إلى ظلم القضايا الكبرى، وحينئذ يُحشر الظالم عند الله في العذاب الأليم {إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} عنوان وتحذير من رب العالمين.
وفى الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي. وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا. فَلاَ تَظَالَمُوا). والتظالُم أن يقع عليك الظلم، فتبحث عن كيفية الانتقام والغضب على من ظلمك، وتوقع به ظلمًا أشد، فيشيع في الناس قسوة القلب وعدم الاعتناء بالالتفات إلى أوامر الله - سبحانه وتعالى -، وهذا هو أغلب حالنا اليوم، نظلم ونتظالم، وهذا حال لا يرضى الله عنه، وهو موجب للعقوبة في الدنيا والآخرة، والله يحذرنا ورسوله ﷺ يبين لنا فيقول: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ، فإِنَّه ليس بينَهُ وبينَ اللّهِ حِجابٌ). يؤكد على هذا المعنى، فيجعل للظلم مجالا في نفسه ينبغي أن يبعد عنه، ويجعل العدل قيمة في نفسه ينبغي أن نتحلى بها فيخبر أن دعوة المظلوم تستجاب ولو من كافر؛ فليس الأمر هنا إيمان وكفر، بل الأمر يتمثل في أن: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ).
الظلم شاع فيما بيننا ونخاف أن نمد أيدينا إلى السماء: يا رب يا رب؛ فلا يستجاب لنا، الظلم مانع من موانع استجابة الدعاء من رب العالمين، والخروج منه يسير على من يسره الله عليه، عسير على من عسره الله عليه .
الخروج من ظلم النفس بالتوبة وبترك الكبر وبترك التعالي على الناس، الخروج منه بترك الأنانية التي ينظر فيها أحدنا لنفسه دون سواه، الخروج منه بالتحلي بالرحمة والكرم والحب والعطاء، الخروج منه بمقاومة النفس وبالصيام وبذكر الله - جل جلاله -، وبالإكثار من الصلاة، وإيتاء الزكاة، الخروج منه بالعودة إلى سيدنا رسول الله حسًّا ومعنى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} مجيئًا حسيًّا عند قبره المشرف لمن استطاع؛ تقف عنده وتستغفر الله، وهو ﷺ يقول: (حياتي خير لكم؛ تحدِثون ويُحدَث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم).
أما ظلم العباد فيجب عليك أن ترد عليهم ما ظلمتهم فيه، وأنت خصيم نفسك أمام ربك؛ فـ (العاقل خصيم نفسه) ابحث وفتش وتوجه بقلبك إلى أن تخرج كليًّا من الظلم بكل الوسائل كلاًّ بحسبه، ورُدَّ المظالم إلى أهلها ... حتى يقبلك الله - سبحانه وتعالى -.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخروج منه الخروج من ینبغی أن من ظلم
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان المقاتلين في الجبهات بعيد الاستقلال المجيد
فيما يلي نص البرقية:
أيها المجاهدون الأحرار .. صانعوا المجد وحماة العزة، أنتم أبناء وأحفاد الأنصار وورثة المناضلين الذين قدّموا أغلى التضحيات في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن من براثن المحتلين، وبمناسبة الذكرى الـ 58 للعيد المجيد لاستقلال جنوب الوطن في الـ 30 من نوفمبر 1967م، نتوجه إليكم بأسمى آيات التبريك والتهنئة، ناقلين لكم تحيات وتقدير قائد الثورة السيد العلم المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه، معربين لكم عن مدى فخره واعتزازه بما تقدمونه من تضحيات جسام في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الدين والوطن والسيادة ومقدسات الأمة.
إننا في هذه الذكرى الوطنية المجيدة نستحضر ملحمة أجدادنا وآبائنا الذين انتزعوا الاستقلال من براثن المحتل البريطاني الغاشم، واليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه حيث نواجه محتلين جدد ومرتزقة في الداخل، يسعون ليعيدوا البلاد إلى عهد التبعية غير مدركين بأنهم سيلاقون من بأسكم وشدتكم ما لم يكونوا يحسبونه، وستكون عاقبتهم وبالاً عليهم.. وبقلب واحد ويد واحدة نثبت بعزمنا أن هذا الوطن سيبقى حراً أبياً ولن ندع لطامعاً في ثراه ولا لغاصب لكرامتنا موطئ قدم فطريقنا واحد والنهاية هي النصر المبين أو الشهادة في سبيل الله.
نكرر لكم التهنئة بهذه المناسبة الوطنية الغالية، وننقل باسمكم جميعاً، أطيب التهاني والتبريكات إلى قيادة الثورة المباركة والقيادة السياسية والعسكرية، مؤكدين لهم أننا سنظل الدرع الواقي والسيف البتار، ننفذ توجيهاتهم بكل أمانة وإخلاص وتفان، ونمضي قدماً في طريق النصر والتحرير.. وتأكدوا أن دماء شهدائنا الأبرار ستظل مشاعل تنير الدرب، وتذكرةً للأعداء بأن أبناء هذا الوطن الأبي لن يرضوا بالذل، ولن يقبلوا بالهوان، وسيذيقون كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن ووحدته، ألواناً من الردع ما يجعله يندم على ما فعل بإذن الله تعالى وقوته وتأييده.
العزة للوطن.. والخزي للأعداء.. الشموخ للشعب وقواته المسلحة
والرحمة والخلود للشهداء الأبرار .. والشفاء للجرحى
والفرج القريب للأسرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.