صدى البلد:
2025-11-02@07:55:03 GMT

كيف نستعد لشهر رمضان؟.. علي جمعة يرد

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أنه ينبغي أن تتخذ قرارا بينك وبين نفسك بالتخلية من القبيح؛ تهيئة لقلبك أن تملأه بالصحيح، فالتخلية والتحلية ينبغي أن نستقبل بها رمضان ؛ وأول ما ينبغي أن نخلي قلبنا عنه حتى تخلوا تصرفاتنا وسلوكنا منه هو الظلم، الذي يقول فيه رسول الله ﷺ: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ) والذي شاع فيما بيننا.

إذا ما ظلم الإنسان نفسه، يتصاعد الظلم من ظلم النفس إلى ظلم الأشخاص، ومن ظلم الأشخاص إلى ظلم القضايا الكبرى، وحينئذ يُحشر الظالم عند الله في العذاب الأليم {إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}  عنوان وتحذير من رب العالمين.
وفى الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي. وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا. فَلاَ تَظَالَمُوا). والتظالُم أن يقع عليك الظلم، فتبحث عن كيفية الانتقام والغضب على من ظلمك، وتوقع به ظلمًا أشد، فيشيع في الناس قسوة القلب وعدم الاعتناء بالالتفات إلى أوامر الله - سبحانه وتعالى -، وهذا هو أغلب حالنا اليوم، نظلم ونتظالم، وهذا حال لا يرضى الله عنه، وهو موجب للعقوبة في الدنيا والآخرة، والله يحذرنا ورسوله ﷺ يبين لنا فيقول: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ، فإِنَّه ليس بينَهُ وبينَ اللّهِ حِجابٌ). يؤكد على هذا المعنى، فيجعل للظلم مجالا في نفسه ينبغي أن يبعد عنه، ويجعل العدل قيمة في نفسه ينبغي أن نتحلى بها فيخبر أن دعوة المظلوم تستجاب ولو من كافر؛ فليس الأمر هنا إيمان وكفر، بل الأمر يتمثل في أن: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ).
الظلم شاع فيما بيننا ونخاف أن نمد أيدينا إلى السماء: يا رب يا رب؛ فلا يستجاب لنا، الظلم مانع من موانع استجابة الدعاء من رب العالمين، والخروج منه يسير على من يسره الله عليه، عسير على من عسره الله عليه .

الخروج من ظلم النفس بالتوبة وبترك الكبر وبترك التعالي على الناس، الخروج منه بترك الأنانية التي ينظر فيها أحدنا لنفسه دون سواه، الخروج منه بالتحلي بالرحمة والكرم والحب والعطاء، الخروج منه بمقاومة النفس وبالصيام وبذكر الله - جل جلاله -، وبالإكثار من الصلاة، وإيتاء الزكاة، الخروج منه بالعودة إلى سيدنا رسول الله حسًّا ومعنى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} مجيئًا حسيًّا عند قبره المشرف لمن استطاع؛ تقف عنده وتستغفر الله، وهو ﷺ يقول: (حياتي خير لكم؛ تحدِثون ويُحدَث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم).

أما ظلم العباد فيجب عليك أن ترد عليهم ما ظلمتهم فيه، وأنت خصيم نفسك أمام ربك؛ فـ (العاقل خصيم نفسه) ابحث وفتش وتوجه بقلبك إلى أن تخرج كليًّا من الظلم بكل الوسائل كلاًّ بحسبه، ورُدَّ المظالم إلى أهلها ... حتى يقبلك الله - سبحانه وتعالى -.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الخروج منه الخروج من ینبغی أن من ظلم

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يبرز فضل الحمد لله تعالى خلال خطبة الجمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، خلال خطبة الجمعة اليوم 31 أكتوبر، إن رسول الله ﷺ أرشدنا، أن نحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال، في السراء؛ شكرًا له واعترافًا بفضله وَمَنِّهِ ونعمته علينا.

فضل الحمد والشكر لله تعالى:

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الضراء، يقول: «الحمد لله على كل حال».

وعن أبي موسى الأشعري؛ فيما أخرجه الترمذي: أن رسول الله ﷺ ، أخبرنا بِمَا هو كائن في الغيب، فقال: «إن الملائكة إذا قبضت ولد أحدكم، ناداها الله سبحانه وتعالى، فقال: أقبضتم روح ولدِ عبدي؟ فيقولون: نعم، يا ربنا، فيقول جل جلاله: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: قال: الحمد لله».

وقال تعالى ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾.


دعاء  الحمد والشكر:

الحمد لله رب العالمين، يُحب من دعاه خفيًا، ويُجيب من ناداه نجيًّا، ويزيدُ من كان منه حيِيًّا، ويكرم من كان له وفيًّا، ويهدي من كان صادق الوعد رضيًّا، الحمد لله ربّ العالمين، الّذي أحصى كلّ شيء عددًا، وجعل لكلّ شيء أمدًا، ولا يُشرك في حُكمهِ أحدًا، وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا

الحمد لله رب العالمين، الذي جعل لكل شيء قدرًا، وجعل لكل قدرِ أجلًا، وجعل لكل أجلِ كتابًا، الحمد لله رب العالمين، حمدًا لشُكرهِ أداءً ولحقّهِ قضاءً، ولِحُبهِ رجاءً، ولفضلهِ نماءً، ولثوابهِ عطاءً، الحمد لله رب العالمين، الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدواب، والطير في أوكارها كلُ له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب

الحمد لله رب العالمين، الذي علا فقهر، ومَلَكَ فقدر، وعفا فغفر، وعلِمَ وستر، وهزَمَ ونصر، وخلق ونشر، الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله على كل شيء

الحمد والشكر

والحمد والشكر سببان في زيادة النعم؛ كما قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، فالشكر لله نعمة منه سبحانه أنعم على العبد بها لكي ينتفع بها، فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج لشيءٍ من مخلوق؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ [النمل: 40]، بل الشكر يربط العبد بربه ويقربه منه سبحانه، فيخلص له في عبادته، فيتحقَّقَ المراد من الخلق الوارد في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ۞ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ﴾ [الذاريات: 56-57].

ومن فضله سبحانه أنه يجازينا على عبادَتِنا له سبحانه، وهو المستحقُّ وحده للعبادة فهو المالك والخالق والرَّازق، ولكنه سبحانه -رحمةً منه وفضلًا-، يكافئنا على العبادة ويصف نفسه بالشَّاكر لنا على أدائها؛ فقال جلَّ شأنه: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158]، كأن الله سبحانه وتعالى -ولله المثل الأعلى- شَبَّهَ شأنه في جزاء العبد على الطاعة بحال الشاكر لمن أسدى إليه نعمة.

ولقد نَبَّهنا الله سبحانه وتعالى إلى كفران الإنسان للنعم وقِلَّة شكره؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [الملك: 23].

الحمد والشكر عند الله سبحانه وتعالى 
وامتدح الله تعالى الحامدين الشاكرين الذين يذكرون نعمه سبحانه ووعدهم الجزاء الجميل؛ فقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145].

 

مقالات مشابهة

  • كيف تعبد الله كأنك تراه؟..على جمعة يوضح
  • جمعة في ذمة الله
  • معنى كلمة الحمد لله.. علي جمعة يوضح
  • علي جمعة : الحمد لله ولا إله إلا الله كلمتان تجسدان الشكر والتوحيد
  • بيت الحمد.. عبادة بسيطة تقودك إلى الجنة
  • علي جمعة يبرز فضل الحمد لله تعالى خلال خطبة الجمعة
  • أذكار الصباح في آخر جمعة من شهر أكتوبر
  • صحيفة أميركية: حزب الله اللبناني اعاد تسليح نفسه
  • حزب الله يعيد تسليح نفسه.. وتحذيرات من تجدد الحرب مع إسرائيل
  • غزة تختبر ضمير العالم.. الظلم ومصير الطغاة وفق سنة الله