أفاد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المقاتل في كتائب عز الدين القسام-الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) المُلقب بـ "المقاتل الأنيق" قد ارتقى شهيدًا في حرب غزة.
اقرأ ايضاًوذكر الناشطون في منصة "إكس" أن المقاتل القسامي الأنيق قد استشهد في إحدى المعارك المشتعلة في القطاع الذي يشهد منذ السابع من أكتوبر الماضي عدوانًا إسرائيليًا غاشمًا يرقى لإبادة جماعية وتطهير عرقي.
ووفقًا لما يجري تداوله في منصات التواصل الاجتماعي، فإن اسم المقاتل الأنيق هو حمزة هشام عامر، ويُكنى بـ أبي عبدالله، وهو من مدينة خان يونس، الواقعة في الجزء الجنوبي من قطاع غزة.
ويُعد المقاتل الأنيق أحد مقاتلي القسام ممن حظوا بشهرة واسعة في منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارهم رمزًا بطوليًا لـ المقاومة الفلسطينية، وسببًا في إشعال جذوة الثورات ورفعوا مظلومية شعوبهم وسطروا انتصارات كتبت بدمائهم.
كما تجلى حضور المقاتل الأنيق في معارك غزة باعتباره من بين آلاف الأشخاص ممن بقت شخصيتهم مجهولة، لكنهم أبناء النضال الحقيقي، وأبناء الثورات.
أولئك الذين أكلتهم الثورات، هم المجهولون في الأرض المعروفون في السماء.
المقاتل الأنيق يُشعل منصات التواصل الاجتماعيبثّ الإعلام العسكري لكتائب القسام في 29 يناير الماضي لقطات لمقاتلين خلال التصدي لتوغل الاحتلال غرب خان يونس، حيث ظهر فيها أحد المقاتلين، وهو يهاجم إحدى الدبابات وهو يرتدي معطفًا، ويحمل بيده قاذفًا مضادًا للدروع.
وأشعلت طلّة المقاتل الأنيق في الفيديو منصات التواصل الاجتماعي وحظيت بتفاعل كبير ممتدحين شجاعته التي أبداها وتلك الأناقة.
اقرأ ايضاًواعتبر محللون أن دلالة المشهد تعني أن المقاومين في غزة لا يرهبون العدو، ويذهبون لقتال قوات الاحتلال جاهزين للقاء الله، في أجمل صورة، فيما وصف صحافيون المقاتل بالأكثر أناقة في تاريخ حركات التحرر الوطني.
وأطلق الناشطون على المقاتل ألقابًا عدة، ومنها "المقاتل الأنيق" أو "غزة مان – Gaza Man” أو روبن هود غزة، أو زورو فلسطين، أو الفارس، فيما وصفه متابع آخر بأنه المقاتل الأكثر أناقة في تاريخ حركات التحرر الوطني.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: المقاتل الأنيق كتائب عز الدين القسام غزة خان يونس حماس منصات التواصل الاجتماعی المقاتل الأنیق فی
إقرأ أيضاً:
كيف تصبح منصات النفط القديمة موطنا للحياة البحرية؟
غالبا ما ترتبط منصات النفط والغاز بصورة الهياكل المعدنية العملاقة التي تقطع سطح المحيط، متصلة بشبكات معقدة من الحفارات والأنابيب التي تمتد في أعماق البحار لاستخراج ما تبقى من الوقود الأحفوري. لكنها بعد أن تستنفد آبارها وتصبح غير مجدية من الناحية الاقتصادية، تواجه مصيرا مجهولا، تتراوح خياراته بين التفكيك الكامل أو التحول إلى شيء مختلف تماما.
عادة ما كانت تُفكك هذه المنصات وتُزال من مواقعها، وهي عملية مُكلفة ليس فقط ماديا، بل أيضا بيئيا، لما تنطوي عليه من مخاطر على النظم البيئية المحيطة. لكن منذ أواخر القرن العشرين، بدأت تبرز فكرة بديلة ومثيرة للاهتمام وهي تحويل هذه الهياكل "المتقاعدة" إلى شعاب مرجانية اصطناعية.
الفكرة تقوم على مبدأ بسيط وفعّال يتلخص بأنه بدلًا من إزالة المنصة بالكامل، تُترك في قاع البحر بعد تنظيفها ومعالجتها لتتحول إلى موائل بحرية جديدة تدعم التنوع البيولوجي وتوفر ملاذا للكائنات البحرية.
تجارب عالمية ناجحةاعتمدت دول عدة هذا النهج البيئي-الصناعي، من بينها الولايات المتحدة وماليزيا وتايلاند وأستراليا. ففي خليج المكسيك وحده، تحولت مئات المنصات القديمة إلى شعاب مرجانية نابضة بالحياة، حيث تجذب أنواعا متعددة من الأسماك والرخويات والكائنات الدقيقة.
إعلانوبفضل تصميمها الهيكلي المجوف والمعقد، توفر هذه المنصات بيئة مثالية للحياة البحرية، شبيهة إلى حد كبير بالشعاب المرجانية الطبيعية.
ففي كاليفورنيا، أظهرت دراسات ميدانية أن بعض هذه المنصات تستضيف ما يصل إلى 10 أضعاف الحياة البحرية مقارنة بالشعاب المرجانية الطبيعية المجاورة، مما يشير إلى قدرتها الفائقة على تعزيز النظم البيئية.
الميزة الكبرى لهذه المنصات هي بنيتها المعدنية الضخمة، التي تُوفّر مأوى ممتازا للكائنات البحرية. بمرور الوقت، تغطي الطحالب والمرجان هذه الهياكل، فتتحول إلى نظم بيئية متكاملة تجذب أنواعا عديدة من الأسماك والكائنات اللافقارية. كما تساهم في استعادة الموائل البحرية التي تضررت بسبب الأنشطة البشرية أو الكوارث البيئية.
ويعد هذا التحول من الاستخدام الصناعي إلى الاستخدام البيئي مثالا ناجحا على كيف يمكن للبنية التحتية الصناعية أن تُعيد الانسجام مع البيئة بدلا من تدميرها.
مخاطر محتملةمع ذلك، لا تخلو هذه المبادرات من التحديات. إذ تُحذر منظمات بيئية من وجود ملوثات متبقية، مثل طين الحفر أو الهيدروكربونات العالقة في الهياكل، مما قد يُهدد النظم البيئية الحساسة.
كما أن هناك مخاوف من أن تتحول هذه الشعاب الاصطناعية إلى "نقاط جذب" للأنواع الغازية التي قد تُحدث اختلالا في التوازن البيئي المحلي.
وللحد من هذه المخاطر، تضع برامج التحويل الصارمة شروطا دقيقة تشمل تنظيف المنصات بالكامل، وإزالة المواد الخطرة، وتقييم الموقع من حيث التيارات البحرية ودرجات الحرارة والأنواع المحلية، إلى جانب ضرورة مراقبة بيئية طويلة الأمد لضمان استدامة النظام البيئي المستحدث.
تفاوت في سياسات الدولتُعد الولايات المتحدة رائدة في تطبيق هذا النهج، بفضل برامج حكومية وشراكات علمية تتيح متابعة المنصات المحوّلة وضمان التزامها بالمعايير البيئية. وعلى النقيض، تتعامل الدول الأوروبية بحذر أكبر، بسبب التزاماتها باتفاقية "أوسبار" (OSPAR) التي تمنع في كثير من الحالات ترك البنية التحتية الصناعية في البحر بعد انتهاء خدمتها.
أما كندا، فرغم سجلها البيئي المتقدّم، تتبنى نهجًا مختلفًا. فهي تفضّل إغراق السفن الحربية القديمة -مثل سفينة لصنع شعاب اصطناعية في المياه الباردة- بدلا من استخدام منصات النفط القليلة نسبيا لديها، بسبب القيود البيئية والتدقيق العام المتزايد على صناعة النفط والغاز.
المبدأ ذاته بدأ يُستخدم أيضا في أنظمة المياه العذبة، كما في البحيرات العظمى بأميركا الشمالية. حيث جرى تحويل أراض صناعية مهجورة وموانئ قديمة إلى أراض رطبة ومناطق طبيعية تستضيف أنواعا جديدة من الكائنات الحية، مما يدل على أن إمكانيات تحويل الهياكل الصناعية إلى موائل بيئية لا تقتصر على البحار فقط، بل تشمل المياه الداخلية.
ومع تصاعد تأثيرات التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات حرارة المحيطات وتزايد حموضتها، تُواجه الشعاب المرجانية -سواء الطبيعية أو الاصطناعية- تحديات جديدة. فالمرجان حساس جدًا للتغيرات البيئية، وقد تتأثر قدرته على النمو والبقاء في ظل الظروف المتغيرة.
إعلانمع ذلك، تمثل هذه الشعاب الاصطناعية فرصًا بحثية فريدة، حيث تُستخدم كمختبرات طبيعية لدراسة التكيّف البيئي وفهم كيفية استجابة النظم البيئية البحرية للتغيرات المناخية.
ولا يزال هذا النهج يُثير جدلا مستمرا. فبينما يرى البعض أن تحويل منصات النفط إلى شعاب مرجانية هو مجرد وسيلة "نظيفة" لتقليل تكاليف التفكيك، يعتبره آخرون نموذجا ذكيا للحلول المستدامة.