صحيفة صدى:
2025-04-02@11:58:37 GMT

خيال معلم وحنان أب

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

خيال معلم وحنان أب

ليس التعليم مهنة بل هو رسالة عظيمة صاحبها له مكانة وحصافة يتبوأها كلما نطق لسانه جملةً وخطت يداه حرفاً ودونت رقما ، إنه المعلم الذي تشرق النفوس بقدومه وينبثق النور من مخارج حروفه هو النموذج والأب والأستاذ والقدوة والرمز لهؤلاء الأطفال ، حين تكبر نفوسهم وتنمو طموحاتهم ومواهبهم من بين يديه ومن عمق أدائه ينبغ الأديب والطبيب والشيخ والمهندس والطيار والعظماء .

هناك معلمون مازالت أبجديات حروفهم وأرقامهم نورا نتزود بها في حياتنا ونعلم بها أبناءنا .

غرسوا العلم بمفاهيم التربية والتعليم والصدق والأمانة .

كم هي الأمنيات أن تعيدني معلما متطوعا للصفوف الأولية لأقف مبتسما في الحصة الصباحية لطلاب الصفوف الأولى الثلاثة كم هي الإنسانية والتربية العظيمة أن تجعل منك معلما يؤدي العلم بقلب أب وعقل عالم .

تمنيت أن اقف في أبواب الفصول القي التحية على الجميع وأن أصافحهم طالبا طالبا امسح على رؤوسهم واحدا تلو الآخر حتى أبث حماس العلم في نفوسهم و أن اجلس مع ضعفهم الداخلي وأبوح لهم بمقدار حبي لهذه الطفولة في أرواحهم .

وان يكون اللهو معهم أدبًا يبني الاحترام في دواخلهم وينمي مواهبهم وإبداعاتهم وأجعلها نبراسا لأهدافهم ، وأن أبني أجيالا يكون العلم شعاعا ينير الكون بوهجهم ، حتى تكون الحصص هي إنصات جميل يجذب حواسهم ويزيد من شغفهم مستمعين بأدب العلم ووقار التعليم والتربية.

وان أساعدهم في الإفطار الصباحي لأرى من يتضور جوعا وأخرسه الخجل إكراماً لبراءتهم .

أحتاج أن أتلمس حاجاتهم فالبيوت أسرارها في دواخلهم وانكساراتها في نبراتهم ، أحتاج أن أهمس في آذانهم أنني أب أقف أمامهم ، وأن يكون تعليمي غرسا يثمر أخلاقا راقية ويغرس شجر الإبداع في دواخلهم ، وأن يكون هذا البناء لبناته مصفوفة في أمنياتهم وعلى طاولاتهم قبل أسمائهم .

إنها آفاق لابد أن يعيشها المعلم والحالم في صفوف الدراسة .

كم هي الأمنيات أن اقف معهم في طابور الصباح أردد النشيد الوطني كل يومٍ حتى ينمو هذا الوطن في قلوبهم حبا وولاء وتضحية ويتسع عشقه في حياتهم خدمة وفداء .

و أن أقف لهم وأصطف معهم في أداء الصلاة لكي تكون نبراسا ونورا وصلة ربانيه تؤنس وحشتهم ، وتصقل فطرتهم أيها المعلم أنت الملهم الأول لأبنائنا وأنت أيتها المعلمة كذلك ملهمة لبناتنا أنتم آباء ومربون وتربويون ومعلمون وأساتذة قدوة في عيونهم يقتدون بكم .

كم هي الطفولة جميلة تحتاج إلى الاحتضان تحتاج إلى التوجية تحاج إلى الصبر تحتاج إلى أن يكون التعليم ثمراته إبداعا ونورا وحياة وإشراقا في مستقبل هؤلاء الطلاب ، كم أنت عظيماً أيها المعلم أيها الأستاذ القدير ، إن اردت أن تصنع جيلا وتبني وطنا وأن تكون رمزا فكن في التعليم سيدا ومربيا وعالما وإنسانا وأبا تحية إجلال وإكرام لك أيها المعلم المربي .

كلمات دونت حروفها من قلب أب صادق يراك نورا ووهجا ينير الأوطان .

ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

حين يكون العيد مُرّاً…!

حين يكون #العيد مُرّاً…!

د. #مفضي_المومني.
2025/3/31

كل عام والجميع بخير…في أول يوم من ايام عيد الفطر… بعد شهر الصيام والقيام… تقبل الله الطاعات… وليسامحنا الله على خذلاننا وهواننا… !.
ولأن العيد رغم كل وجعنا… يبقى شعيرة من شعائر الله… نظل نبحث عن الفرح… في زمن التعاسة… مرة بجمعة للأحبة…، ومرة بتقرب إلى الله، ومرة باصطناع الفرح… ومرات لاننا نحب الحياة… ولا نأخذ كل هذا على محمل الجد…فقد وصلنا إلى تعود المشهد المفجع… والموت والدمار والقتل… وهمجية العدو وغطرسته؛ إنه منتهى الخذلان…، ورغم المشهد القاسي… وعلى رأي حجاتنا(حياة وبدنا نعيشها)..! هكذا أصبحت حالنا وحياتنا… ولعل الله يغير الحال والأحوال..!.

رغم تراجيديا ومتلازمة الحرب والموت…وكل الجرائم والظلم الجاثم على صدور أهلنا في غزة وفلسطين وكل بقاع جغرافيتنا الحزينة… ورغم ضنك العيش..وقهر الرجال… نقترف تقاليد العيد…مرة على استحياء… وأخرى طقوس تعودناها… وفي القلب غصة…. وجرح عميق… فلا فرح مع الوجع… ! هذا العيد تختلط المشاعر… وأجزم أننا نعيد على استحياء…! نقترف الفرح ولا نحسه…! ويحجبه  ويواريه أرواح قوافل الشهداء على ثرى غزة وفلسطين… ودموع الأطفال والأمهات والشيوخ… وهول الفقد والموت والدمار…والتجويع وعاصفة من الخذلان والتآمر والهوان… من أولي القربى…والعالم المنافق….! وفي الأفق إيماننا بالله الذي لا تزعزعه كل قوى الشر… نستحضر بارقة النصر الموعود من رب العالمين… فوعده اكبر من كل وعود المارقين والمتخاذلين… والمتآمرين على عروبتنا وفلسطيننا وغزتنا…وأمتنا…!  وما النصر إلا صبر ساعة… والله غالب على أمره…ولو خذلنا الجميع… ولو خذلنا انفسنا…!.
الأسواق راكده وباهتة…رغم أنها تحركت مع بقايا الرواتب الحزينة…. والمشتريات للوازم العيد في ادنى حالاتها… الأجواء العامة لا تشي بالفرح… فالقلوب متعبة ومنهكة وحزينة لأخبار الموت اليومي لأهلنا في غزةوفلسطين… وعزائهم أنهم آمنوا بقضيتهم… والشهادة لديهم غاية المنى… قبل أو بعد النصر لا فرق..!

مقالات ذات صلة إنها المباراة! 2025/03/29

إضافة لذلك…  الجيوب خاوية… وبقايا الرواتب شحيحة…. ولم تتفضل البنوك بتأجيل اقساطها على أصحاب الجيوب الخاوية… فاختلط الحابل بالنابل… واختار الناس أن يمرروا العيد كيفما اتفق… وعلى قد الحال..!

والاردن  رغم جحود الحاقدين يبقى حالة متقدمة كانت وما زالت وستبقى في مساندة الأهل في فلسطين وغزة العز بكل الطاقات الممكنة …رغم قصر ذات اليد… وخذلان الاعراب… وضغوطات طرامب… وتستمر محاولات الجاحدين الحاقدين للطعن في مواقف الاردنيين… ولا نلتفت لهذا… فنحن أخوة دم وعقيدة… ووجع فلسطين وجعنا.. فعلاً لا قولاً… وواجب يسكن قلوب صغارنا وكبارنا عقيدةً لا منه.
نعم نُعيد على استحياء… ولا نظهر الفرح… حتى الصغار يدركون هذا… فوجع أهل غزة وفلسطين وجعنا جميعاً… .

لكم الله يا اهل غزة… والخزي والعار للعدو وكل من يسانده… وهو  يمتهن القتل والتدمير منذ فُرض علينا بالوعد المشؤوم على فلسطين، ونقول لهذا العدو المتغطرس ربيب قوى الإستعمار… لا يغرنكم تفوقكم العسكري ولا دعم قوى الإستعمار…ولا تخاذل المتخاذلين والمتآمرين من أبناء جلدتنا…!  فمشيئة الله ودورة الحضارة غرست في شعوبنا حتمية النصر… وهو وعد الله لعباده المؤمنين… . تنام الشعوب وتضعف… وتهون… لكنها لا تموت…!.

ورغم كل ما حصل… من موت وتدمير… سنبقى نتشبث  بالحياة وروح النصر… بإيمان مطلق… فدولة الباطل ساعة… ودولة الحق إلى قيام الساعة..!

نفرح على استحياء… ولكننا نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا… :

وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ

وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ

وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ , وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ

وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ , وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ

وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً ’ أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ ’ أَوْضِحْ قَلِيلاَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا… محمود درويش

سنمضي بعيدنا… ونقترف طقوسه… نزور العنايا… ونمرر العيدية… وهي شحيحة عند الغالبية هذه الأيام… وربما جهزنا بعض الحلوى… ولكن ثقوا يا أهلنا في فلسطين… أن بنا مثل ما بكم… وأن العهد ذات العهد… فنحن شعوب تحب الحياة… وكما قال ابو القاسم الشابي:

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ

فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي

ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ

تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ

من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

نعم… صفعة العدم المنتصر…عدو وجودنا… المحتل الغاصب تداهمنا منذ النكبة… اشقتنا…وحجبت عنا التطور… والحياة… .ولكن الأمل بالله؛ بأن يستجيب القدر… وما ذلك على الله ببعيد.
ويبقى الفرح بالعيد لمحة حياة… في أجواء لا تسر صاحب أو صديق…ويعجز الكلام عن وصف حال متلازمة العجز والخذلان… وأرواح الشهداء…وتغطرس المحتل… ويبقى إيماننا بالله… وبخير أمة اخرجت للناس…لتخرج من جديد… وتعود لمجدها… ولن يكون هذا إلا بمشيئة الله… والعمل والإعداد… وقد يطول أو يقصر بذلك الزمن…ولن نقنط من نصر الله ورحمته.
حمى الله  غزة وفلسطين… حمى الله الاردن.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل تحتاج دستورا لتلافي حرب أهلية
  • أنور عبد المغيث: الدراما المصرية تحتاج لإعادة تقديم البطل الشعبي بشكل صحيح
  • المستندات المطلوبة للتقديم بمسابقة معلم مساعد رياض أطفال
  • العلم السوري يقتحم «المنصات الرقمية العالمية»
  • هذا ما تحتاج إليه الحكومة لكسب ثقة الناس
  • مصطفى شعبان يعرب عن فخره بأداء صلاة العيد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي
  • هل السفر عبر الزمن ممكن؟.. العلم يجيب!
  • قيومجيان: نلتمس شفاعتك أيها القديس الجديد
  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • كم أنت عجيب أيها المواطن السوداني!!!