خلافات تعصف بين نتانياهو وغانتس في خضم النزاع في غزة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تشهد حكومة الحرب الإسرائيلية، رمز الوحدة الوطنية في الحرب على حركة حماس، منافسة سياسية بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والزعيم الوسطي بيني غانتس المتقدم في نوايا التصويت.
وكشفت الزيارة التي لم يباركها بنيامين نتانياهو وقام بها بيني غانتس لواشنطن الاثنين والثلاثاء ولندن الأربعاء، عن الخلافات العميقة بين الرجلين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية الكبرى في غزة.
ووفقا ليوهانان بليسنر مدير المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، مركز الأبحاث الليبرالي، فإن زيارة غانتس إلى الداعم الرئيسي لإسرائيل "تظهر أن ثقته في نتانياهو في أدنى مستوياتها، وأنه قرر التعبير عن صوت آخر في واشنطن".
وأحدثت هذه الزيارة ضجة كبيرة في إسرائيل، حيث أثار زعيم حزب الوحدة الوطنية الوسطي غضب وزراء حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتانياهو.
ونددت وزيرة المواصلات ميري ريغيف بالقول "إنه يتصرف من وراء ظهر رئيس الوزراء"، واصفة هذه الخطوة بـ"التخريبية".
وافق خصم نتانياهو السياسي، وزير الدفاع السابق على الانضمام إلى حكومة الحرب من أجل الوحدة الوطنية بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 1160 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأدى الهجوم الذي شنته إسرائيل ردا على ذلك إلى مقتل أكثر من 30700 شخص معظمهم من المدنيين في قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.
غانتس "يحضر خروجه" من الحكومة"لكن التوترات لم تهدأ أبدا" بين الرجلين اللذين "يكرهان بعضهما البعض"، كما يوضح رؤوفين حزان الأستاذ في قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس.
وتضم حكومة الحرب خمسة أعضاء، أبرزهم نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت. بالنسبة لرؤوفين حزان، قام بيني غانتس بهذه الزيارة إلى واشنطن ولندن لعرض مكانته كرئيس وزراء محتمل في المستقبل، وقبل كل شيء للبدء في "التحضير لخروجه من الحكومة"، وهو أمر لا مفر منه، بحسب الأستاذ الجامعي.
وبالتالي يحاول الاستفادة من القلق المتزايد الذي تبديه واشنطن من مسار الحرب في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
ويشير رؤوفين حزان إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وبنيامين نتانياهو في "صراع مفتوح". فقد حثت واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي على عدم "الاستمرار على هذا النحو في قتل المدنيين بالجملة في غزة دون أن يكون لديه خطة لمعرفة ما يريد فعله بعد" الحرب.
والتقى غانتس الاثنين في واشنطن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي أعربت عن "قلقها العميق" من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة التي تهدد بالمجاعة 2,2 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، أي معظم سكان القطاع.
"مقرب من الأمريكيين"وأكد أن "غانتس ليس نتانياهو، إنه أقرب إلى (موقف) الأمريكيين" ما بعد الحرب.
وأضاف يوهانان بليسنر أنه "شريك أسهل" لواشنطن، "وأكثر انفتاحا على الحوار مع الشركاء المعتدلين في المنطقة"، وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه السلطة الفلسطينية في غزة بعد الحرب.
الأسبوع الماضي، رحب غانتس أيضا بإصلاح نظام الخدمة العسكرية الذي أعلنه يوآف غالانت لدمج اليهود المتشددين المعفيين لأسباب دينية.
كان لهذا الاقتراح مفعول قنبلة سياسية في إسرائيل، حيث اعتبرته وسائل الإعلام دليلا على عدم ثقة يوآف غالانت بنتانياهو، على الرغم من أنهما عضوان في الحزب نفسه.
يضع الاقتراح رئيس الوزراء في وضع محرج للغاية، في حين أن الحزبين الرئيسيين اللذين يمثلان اليهود المتطرفين يمكنهما إسقاط ائتلافه الهش في أي لحظة.
ويحاول نتانياهو بأي ثمن "تجنب إجراء انتخابات مبكرة" لغانتس مصلحة فيها، وقد نجح في ذلك حتى الآن، لكن "إذا كانت هناك قضية واحدة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الائتلاف، فهي تجنيد اليهود المتشددين"، على حد قول بليسنر.
على غانتس الآن أن يجد الوقت المناسب للنأي بنفسه عن رئيس الوزراء، "من خلال إظهار أنه يدافع عن مصالح إسرائيل" على المدى الطويل، "وأن نتانياهو يحرص فقط على حماية مصالحه الشخصية"، كما يقول رؤوفين حزان.
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل حماس البيت الأبيض بيني غانتس بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين وقف إطلاق النار الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل أخطأت في حرب غزة والفلسطينيون محبطون من ترامب
قالت صحف عالمية وإسرائيلية إن الفلسطينيين في قطاع غزة يشعرون بإحباط من تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن الجحيم الذي سيترتب على عدم إطلاق سراح الأسرى، وقالت إن إسرائيل ارتكبت أخطاء خلال الحرب.
فقد تحدثت "نيويورك تايمز" عن "حالة إحباط في صفوف سكان غزة بسبب تهديد ترامب بجحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن (الأسرى)".
وقالت الصحيفة إن سكان القطاع يتساءلون عن الجحيم الذي يتحدث عنه ترامب بعد الحاصل الآن في غزة. ووفقا للصحيفة فإن الغزيين يقولون إنهم يقتلون منذ 15 شهرا، وإنهم مروا بشتاءين باردين في الخيام، فضلا عن القصف الذي لا يتوقف في كل مكان.
الضغط العسكري لن يحسم الحرب
كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقالا للجنرال السابق غيورا إيلاند قال فيه إن إسرائيل "ارتكبت أخطاء في غزة"، مؤكدا أن الضغط العسكري "لا يكفي لكسب الحرب".
ووفقا لإيلاند، فإن الضغط العسكري "يحقق هدف الحرب الأول المتمثل في إلحاق الضرر بالقوة العسكرية لحماس، لكنه لا يحقق الهدفين الآخرين المتمثلين في إعادة جميع الرهائن وإسقاط حكومة حماس".
ويرى الكاتب أن شن الحرب دون مناقشة العلاقة بين أهدافها والوسائل المناسبة لتحقيقها هو خطأ تقليدي عبر التاريخ، مضيفا أن "هذا ما حدث في غزة".
إعلانأما "جيروزاليم بوست" فتناولت الصراع الدائر بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي حول هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت إن هذا الصراع "يُضعف الأمن القومي الإسرائيلي".
وترى الصحيفة أن تصرفات كاتس وعدم سماح حكومة بنيامين نتنياهو بالتحقيق في تعاملها مع الأحداث "يعمقان انعدام الثقة والإحباط لدى الكثيرين داخل الجيش والجمهور على حد سواء".
وفي صحيفة "هآرتس"، قال عاموس هارئيل إن الهدف النهائي من حالة الصدام بين وزير الدفاع وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي يتمثل في إقالة رئيس الأركان ومدير الشاباك من منصبيهما.
وأضاف هارئيل أن هذا الأمر "يسمح لنتنياهو بتحميلهما المسؤولية الكاملة عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من جهة، وتبييض صورته من جهة أخرى".
وفي متابعة للتطورات في سوريا، قال مقال في مجلة "ناشونال إنترست" إن الحاجة باتت ماسة الآن لإصلاح نظام العقوبات الأميركية على سوريا بعد الانهيار المثير لنظام بشار الأسد.
ولفت المقال إلى أن الشعب السوري عانى بقسوة لفترة طويلة من آثار العقوبات التي شلت الاقتصاد وأدت إلى انتشار نشاط السوق السوداء والمحسوبية.
تخويف ترامب للحلفاء
وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز"، قال سيباستيان غوركا -رئيس مكافحة الإرهاب في إدارة دونالد ترامب- إن على الحكومة البريطانية احترام التزامها بالقتال ضد تنظيم الدولة من خلال استعادة عشرات البريطانيين التابعين للتنظيم القابعين في سجون شمال شرق سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التصريح "هو أحدث إشارة على تبني إدارة ترامب المنتخبة نهجا حادا تجاه الحلفاء".
وأخيرا، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" افتتاحية بعنوان "دبلوماسية المنبر المتنمر التي يتبناها دونالد ترامب".
وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتخب "أثار ضجة إعلامية بسبب تصريحاته حول ضم كندا وبنما وغرينلاند إلى الولايات المتحدة"، وأضافت أن ترامب "يفضل غالبا التحدث بلهجة حادة".
إعلانورأت الصحيفة أن تخويف أصدقاء أميركا "لا يساعد في مواجهة الأعداء الحقيقيين"، وقالت إن الحيلة هي "أننا لا نعرف جدية ترامب من عدمها".