خبير: إسقاط المساعدات جوا على سكان غزة لا يكفي
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
بالموازاة مع إصرارها على ضرورة إدخال المساعدات للمدنيين في غزة، عمدت الولايات المتحدة على إنزال حمولات من المواد الغذائية عن طريق طائرات عسكرية بمعية القوات الأردنية.
ووفقا للقيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، أسقطت القوات الأميركية والأردنية حوالي 38 ألف وجبة بالمظلات على طول ساحل القطاع، السبت.
ورغم أن هذه العملية مكلفة، وغير مواتية لإيصال كميات كبيرة، إلا أنها الوحيدة المتاحة الآن، وفق رئيس المنظمة الدولية للاجئين، جيريمي كونينديك، والذي كان أيضا مشرفا على مكتب الإغاثة الأجنبية التابعة للوكالة الأميركية للتنمية "USAID" في عهد رئاسة باراك أوباما.
كونينديك، قال، الأربعاء، في حديث للإذاعة الأميركية العامة (إن بي آر)، إن إسقاط المساعدات جوا هو الملاذ الأخير، معتبرا قيام الولايات المتحدة بذلك الآن "مفارقة قاتمة".
وشدد على أن عمليات الإنزال الجوي "تعتبر الطريقة الأقل كفاءة لتوصيل المساعدات، لذلك يتم استخدامها بشكل مقتصد للغاية وفقط عندما لا تكون هناك طريقة أخرى لإيصال المساعدات".
تجارب سابقةلفت المتحدث في السياق إلى أنه، عندما كان الأيزيديون العراقيون يفرون من مسلحي داعش الذين طردوهم من مدينتهم، فروا إلى جبل سنجار.
وقال: "في عام 2014، عندما كنت عضوا في جهود الإغاثة الأميركية، قمنا بتنظيم عمليات إنزال جوي للجيش الأميركي على جبل سنجار لدعمهم".
وتابع "خارج هذا النوع من المواقف، يكون الأمر نادرا جدا.. لا أستطيع تذكر مكان استخدمنا فيه الطائرات بينما كان بالإمكان الوصول إلى الناس عن طريق بري".
طريقة غير فعالة؟ .. كيف؟في إجابته على هذا السؤال أوضح كونينديك أن التكلفة العالية تجعل هذه الطريقة غير ناجعة تماما.
وقال: "تكلفة المساعدات عن طريق الجو هي 8 إلى 10 أضعاف التكلفة اللوجستية مقارنة بالنقل البري" ما يجعل أحجام الطرود أصغر بكثير.
والأسبوع الماضي، أبدت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الشرق الأوسط، حسرتها من حقيقة أن حوالي 96 شاحنة فقط، في المتوسط، يتم السماح لها بالدخول إلى غزة يوميا.
دول عدة نفذت إنزالا جويا للمساعدات لسكان القطاعيذكر أن حمولة الطائرات الثلاث التي أسقطتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تعادل حمولة أربع إلى ست شاحنات فقط.
كونينديك قال أيضا إنه هذا الوضع يعكس مستوى من الإحباط بسبب العرقلة المستمرة لآليات المساعدة من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وقال ذلك، كونينديك تعليقا على محاولة الحكومة الإسرائيلية تنظيم توزيع المساعدات الخاصة بها في شمال غزة، بعد أن أمضت معظم الشهرين الماضيين في منع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى من القيام بالمزيد من عمليات التسليم هناك.
إستياءولفت بالخصوص إلى استياء الإدارة الأميركية من تعطل وصول المساعدات إلى غزة، مستدلا بذلك على تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالخصوص، ونائبة الرئيس، كمالا هاريس، وتصريحات باور خلال الأيام الماضية.
وقال بايدن، الثلاثاء، إنه "لا أعذار" لإسرائيل في مواصلتها تعطيل وصول المساعدات إلى غزة.
هاريس من جانبها، قالت: "على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير، لا توجد أعذار"، مضيفة أن إسرائيل "يجب أن تفتح نقاط عبور جديدة" و"ألا تفرض قيودا غير ضرورية على إيصال المساعدات".
والأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، للصحفيين، إن نحو 250 شاحنة مساعدات دخلت غزة، الثلاثاء، عبر معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين.
وأضاف أن توزيع المساعدات يشهد بعض التحسن لكن ما يدخل غزة ما زال غير كاف.
ومضى يقول: "يتعين علينا أن نشهد زيادة كبيرة فيما يدخل" إلى غزة من مساعدات.
كارثة إنسانيةأمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة، تمارس الولايات المتحدة الداعم، ضغوطا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان في العاشر من مارس أو الحادي عشر منه.
وأغرقت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، قطاع غزة في أزمة إنسانية حادة ولا سيما شماله الذي يصعب الوصول إليه وحيث بلغ الجوع "مستويات كارثية" بحسب برنامج الأغذية العالمي.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
بعد "التعليقات الجريئة".. هاريس تقول إنها وبايدن "متفقان" بشأن إسرائيل قالت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الاثنين، إنها والرئيس جو بايدن متفقان حول السياسة تجاه إسرائيل بعدما أثارت تعليقاتها الجريئة التي دعت إلى وقف إطلاق النار وإعلان "كارثة إنسانية" في غزة تساؤلات حول مواقفهما.في الصدد، قال كونينديك: "أعتقد أن معظم العاملين في المجال الإنساني يقولون الآن، إن الوقت قد حان، لممارسة بعض الضغط على إسرائيل بشأن العوائق التي تضعها في طريق المساعدات".
يذكر أن إسرائيل تنفي إعاقة إدخال المساعدات، ووجهت أصابع الاتهام للأمم المتحدة بتأخيرها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة المساعدات إلى إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا ألغت إسرائيل اتفاقية 1967 مع الأونروا الآن؟| خبير قانون دولي يجيب
في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت إسرائيل إلغاء اتفاقية 1967 مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الخدمات التي تقدمها الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأثير هذا القرار على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين.
الدكتور جهاد أبولحيةإعلان اسرائيل إلغاء اتفاقية عام 1967 مع الأونرواويأتي هذا القرار في ظل توترات سياسية متزايدة، حيث تسعى إسرائيل إلى تقليص دور الأونروا، التي تعتبرها عقبة أمام استراتيجيتها في التعامل مع ملف اللاجئين. ومن المتوقع أن يُحدث إلغاء هذه الاتفاقية تداعيات واسعة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والخدمات الأساسية التي توفرها الأونروا لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبولحية، إن تصعيد خطير ضد الاونروا من قبل إسرائيل وذلك في ضوء اكمال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني ،حيث تأتي خطوة إلغاء اتفاق بشأن عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الصادر في عام 1967 بعد ايام من اقرار تشريع من الكنيست الاسرائيلي بحظر عمل الاونروا في فلسطين المحتلة.
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، تعمل اسرائيل بكل قوة ضد شعبنا الفلسطيني حيث تهدف من وراء هذه الخطوة زيادة معاناة ابناء شعبنا الفلسطيني الذين هم بحاجة ماسة لخدمات الاونروا الاغاثية والصحية والتعليمية في ظل هذه الحرب الشرسة التي تقوم بها اسرائيل في غزة والعدوان في الضفة والتهويد في القدس الشرقية.
أكسيوس: إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة بإلغاء اتفاقها لتنظيم عمليات الأونروا إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونرواوتابع أن هذه الخطوات المتصاعدة تهدف أيضا إلى القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرا خارج فلسطين المحتلة بعد نكبة ١٩٤٨ م ونكسة ١٩٦٧م ، حيث يعتبر وجود الاونروا هو شاهد حي على بقاء قضية اللاجئين وبالتالي يعتبر قرار تصفية الأونروا واستهدافها بهذا الشكل هو استهداف لكل ما هو مرتبط بالاونروا من حقوق للاجئين الفلسطينيين.
ولفت إلى أن هناك اكثر من ١٨ ألف موظف يتلقون رواتبهم من هذه الوكالة الدولية وبالتالي يعتبر هذا القرار الحاق ضرر بهذه الفئة أيضاً التي سوف تصبح بلا وظيفة وبلا عمل وبالتالي تعرض عائلات هؤلاء الموظفين إلى ظروف معيشية صعبة.
وأشار إلى أن المطلوب من الأمم المتحدة أن تقوم بدورها لحماية مؤسساتها التي أنشأتها وذلك من خلال معاقبة كل من يتجرأ على هذه المؤسسات بهذا الشكل الفج وغير القانوني .
وفي نهاية حديثه شدد على أنه يتوجب اتخاذ اول قرار هو تعليق عضوية اسرائيل في الأمم المتحدة وفرض عقوبات فورية عليها لتصرفها غير القانوني ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “اونروا”.