واشنطن تراجع حساباتها لبنانياً... وتعيد تعويم حلفائها
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
كتبت بولا مراد في" الديار": كان لافتا في الزيارة الاخيرة التي قام بها المبعوث الاميركي الى بيروت اموس هوكشتاين، لقاؤه وفدا من المعارضة في مجلس النواب، كما رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، علما ان مفتاح الحل والربط بما يتعلق بجبهة الجنوب في مكان واحد، وهو ما يدركه الاميركيون تماما. فلماذا قرروا هذه المرة لقاء المعارضة؟
ايقنت واشنطن انها وباستبعاد لقاء هوكشتاين بحلفائها اللبنانيين، والتركيز على اجتماعه حصرا ببري على اعتباره وسيطا بينها وبين حزب الله، انما ترسخ فكرة ان الآمر الناهي وصاحب الكلمة في لبنان هو حزب الله وحده، بينما ما تريده وتعمل عليه منذ سنوات كانت تقوية معارضيه بمسعى لتحجيمه.
واعتبرت المصادر انه "صحيح ان المشهد في مجلس النواب، حيث تم جمع وجوه مُعارضة اساسية في مكان واحد ولم يتكبد هوكشتاين عناء التجوال عليهم، لم يرق لمعارضين آخرين والارجح لبعض من التقاهم، الا السعي اقله لوضعهم في صورة المشهد العام، وفي اجواء ما يُطبخ في الاروقة الاميركية من حلول للوضع في الجنوب اللبناني بعد انتهاء الحرب، وهذا امر اساسي بعد مرحلة من تهميش حلفاء اميركا في لبنان، ما ادى لاستياء عارم في صفوفهم وخروج بعضهم لتوجيه رسائل وان كان بشكل غير مباشر للادارة الاميركية.
وترى المصادر انه "من المجدي التوقف عند قرار هوكشتاين تخصيص جنبلاط بزيارة في دارته، وهي زيارة لم يقم بها الى جعجع" ، مرجحة ان تكون الزيارة تندرج في "اطار اجتذاب الزعيم الدرزي مجددا للصف الاميركي، بعدما بات يغرد اقرب الى سرب محور المقاومة نظرا لموقفه المبدئي من القضية الفلسطينية". وتضيف المصادر: "رغم تمايز جنبلاط في هذا الملف، الا انه ليس بصدد التمترس اطلاقا بمواجهة الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية، وهو ما يبدو جليا برفضه حتى الساعة اقله تأييد انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، رغم المحاولات الكبيرة المستمرة من حليفه الاستراتيجي نبيه بري" . ورجحت المصادر الا يُقدم على "صب اصوات" اللقاء الديموقراطي " لصالح فرنجية، الا اذا استشعر ان هناك "أبة باط" اميركية او سعودية لانتخابه".
ويبدو واضحا، ومع فشل مبادرة "الاعتدال الوطني" ان الملف الرئاسي بات جزءا لا يتجزأ من اي تسوية مقبلة للمنطقة، وان الرئيس اللبناني الجديد لن يكون هو من يفاوض باسم لبنان، انما سيكون جزءا من المفاوضات وسيُحسم اسمه نتيجة deal دولي كبير.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
استراتيجية الردع والمواجهة.. “بوليتيكو”: الاتحاد الأوروبي يستعد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية
بروكسل – ذكرت صحيفة “Politico” عن مصادر دبلوماسية أوروبية أن الاتحاد الأوروبي يخطط للرد على الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها واشنطن بنسبة 20% من خلال اتخاذ موقف قوي وحازم.
وأشارت المصادر التي لم يكشف عنها في حديثها للصحيفة إلى أن بروكسل تعارض بشدة استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد تترامب، وتحرص على تفادي أي تصعيد في التوترات التجارية مع واشنطن، ومع ذلك، فإن غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد ترى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لجذب انتباه واشنطن.
وقال أحد المصادر: “جميع المشاركين في النقاشات يتفقون على أن الرد لا يجب أن يكون فوريا، لكنه بالتأكيد يجب أن يأتي من موقع القوة”.
وأكدت المصادر أن معظم دول الاتحاد الأوروبي مقتنعة بأن هناك حاجة لاتخاذ إجراء واضح “لإيصال رسالة حازمة إلى ترامب”، وفي هذا السياق، علق أحد الدبلوماسيين الأوروبيين قائلا: “هذه حالة مشابهة للتعامل مع الشخصية المتنمرة في المدرسة، تحتاج إلى لكمة في الوجه”.
ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم المقرر في لوكسمبورغ يوم الاثنين، استراتيجية الرد المناسبة على الخطوة الأمريكية، وسيشمل النقاش تحديد القطاعات الصناعية الأمريكية التي يمكن استهدافها بفرض رسوم جمركية مضادة، بما يعكس رغبة الاتحاد في الدفاع عن مصالحه الاقتصادية.
جاءت هذه التطورات بعد إعلان ترامب في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من العديد من الدول، حيث سيتم تطبيق نسبة 20% على الصادرات الأوروبية.
أما الرسوم الجمركية الفردية المفروضة على دول أخرى، فستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الـ9 من أبريل الجاري.
المصدر: تاس