كتبت بولا مراد في" الديار": كان لافتا في الزيارة الاخيرة التي قام بها المبعوث الاميركي الى بيروت اموس هوكشتاين، لقاؤه وفدا من المعارضة في مجلس النواب، كما رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، علما ان مفتاح الحل والربط بما يتعلق بجبهة الجنوب في مكان واحد، وهو ما يدركه الاميركيون تماما. فلماذا قرروا هذه المرة لقاء المعارضة؟
ايقنت واشنطن انها وباستبعاد لقاء هوكشتاين بحلفائها اللبنانيين، والتركيز على اجتماعه حصرا ببري على اعتباره وسيطا بينها وبين حزب الله، انما ترسخ فكرة ان الآمر الناهي وصاحب الكلمة في لبنان هو حزب الله وحده، بينما ما تريده وتعمل عليه منذ سنوات كانت تقوية معارضيه بمسعى لتحجيمه.

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان "الاميركيين استلحقوا انفسهم وقرروا مجددا محاولة اقحام حلفائهم بملف الوضع في الجنوب، وهم يعلمون ان لا حول لهم ولا قوة فيه، لكن حتى الشكليات اساسية في التعامل مع ملف استراتيجي بهذا الحجم".
واعتبرت المصادر انه "صحيح ان المشهد في مجلس النواب، حيث تم جمع وجوه مُعارضة اساسية في مكان واحد ولم يتكبد هوكشتاين عناء التجوال عليهم، لم يرق لمعارضين آخرين والارجح لبعض من التقاهم، الا السعي اقله لوضعهم في صورة المشهد العام، وفي اجواء ما يُطبخ في الاروقة الاميركية من حلول للوضع في الجنوب اللبناني بعد انتهاء الحرب، وهذا امر اساسي بعد مرحلة من تهميش حلفاء اميركا في لبنان، ما ادى لاستياء عارم في صفوفهم وخروج بعضهم لتوجيه رسائل وان كان بشكل غير مباشر للادارة الاميركية.
وترى المصادر انه "من المجدي التوقف عند قرار هوكشتاين تخصيص جنبلاط بزيارة في دارته، وهي زيارة لم يقم بها الى جعجع" ، مرجحة ان تكون الزيارة تندرج في "اطار اجتذاب الزعيم الدرزي مجددا للصف الاميركي، بعدما بات يغرد اقرب الى سرب محور المقاومة نظرا لموقفه المبدئي من القضية الفلسطينية". وتضيف المصادر: "رغم تمايز جنبلاط في هذا الملف، الا انه ليس بصدد التمترس اطلاقا بمواجهة الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية، وهو ما يبدو جليا برفضه حتى الساعة اقله تأييد انتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، رغم المحاولات الكبيرة المستمرة من حليفه الاستراتيجي نبيه بري" . ورجحت المصادر الا يُقدم على "صب اصوات" اللقاء الديموقراطي " لصالح فرنجية، الا اذا استشعر ان هناك "أبة باط" اميركية او سعودية لانتخابه".
ويبدو واضحا، ومع فشل مبادرة "الاعتدال الوطني" ان الملف الرئاسي بات جزءا لا يتجزأ من اي تسوية مقبلة للمنطقة، وان الرئيس اللبناني الجديد لن يكون هو من يفاوض باسم لبنان، انما سيكون جزءا من المفاوضات وسيُحسم اسمه نتيجة deal دولي كبير.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

شاهد | هوكشتاين اليهودي.. مجند لخدمة إسرائيل بصفة وسيط مع لبنان

???? هوكشتاين اليهودي.. مجند لخدمة إسرائيل بصفة وسيط مع #لبنان | بندر الهتار

pic.twitter.com/wXxqpYAxl5

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 23, 2024

مقالات مشابهة

  • غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أم وأطفالها الأربعة
  • شاهد | هوكشتاين اليهودي.. مجند لخدمة إسرائيل بصفة وسيط مع لبنان
  • هوكشتاين إلى واشنطن...نتنياهو لا يريد وقف الحرب إلا بشروطه
  • هوكشتاين عاد الى واشنطن وتواصل مع بري مجددا.. إسرائيل ترفض اي دور لفرنسا في لجنة المراقبة
  • ميقاتي استقبل جنبلاط وتلقى برقيات تهنئة بالإستقلال من البابا فرنسيس وملكيّ الأردن وبريطانيا
  • وزير الثقافة: ليس دفاعاً عن وليد جنبلاط بقدر ما هو دفاعٌ عن لبنان من الفتن التي تحاك
  • جنبلاط مع الحزب وواشنطن وضد ايران
  • هوكشتاين غادر الى واشنطن ومؤشران يوحيان بالمراوحة في مهمته
  • نتائج زيارة هوكشتاين لإسرائيل: تقدم والوساطة الأميركية مستمرة
  • هوكشتاين عاد إلى واشنطن ولبنان بانتظار جوابه... الأمور ستأخذ وقتاً