تعمل تركيا على تحسين العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، من خلال الامتثال للعقوبات المالية المفروضة على روسيا، لكنها تحاول مع ذلك الحفاظ على علاقاتها مع موسكو، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ بعنوان "تركيا تسير على حبل رفيع بين الولايات المتحدة وروسيا في أحجية دبلوماسية".

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، في واشنطن، الخميس.

يأتي هذا اللقاء، بعد أيام فقط من استضافة فيدان لنظيره الروسي، سيرغي لافروف، في تركيا. 

لكن الرجل يواجه صعوبة متزايدة في تحقيق التوازن للحفاظ على العلاقات مع الدولتين، اللتين على خلاف بشأن غزو أوكرانيا على وجه الخصوص.

ومن المتوقع أن يناقش فيدان رفع العقوبات الأميركية التي استهدفت صناعة الدفاع التركية بسبب استحواذها على نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتقدم إس-400، والذي يخشى أعضاء الناتو من أنه قد يشكل خطرا على الطائرات الحربية الشبح من الجيل الخامس من طراز إف-35. 

وفي الوقت ذاته، تم استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة من طراز إف-35، وقد يحاول فيدان التفاوض من أجل سداد 1.4 مليار دولار كانت تركيا قد وضعتها سابقا في المبادرة.

وتأتي جهود الوزير التركي، في أعقاب موافقة أنقرة على توسع حلف شمال الأطلسي في السويد بعد شهور من التأخير. 

وقد مهد هذا القرار الطريق أمام واشنطن للتوقيع على صفقة بيع طائرات حربية وصواريخ وقنابل أميركية الصنع من طراز إف-16 إلى أنقرة بقيمة 23 مليار دولار، وهو ما يمثل دفعة للعلاقات العسكرية بين الحليفين القدامى.

وتركيا شريك مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فقد تم استخدام القواعد الجوية في البلاد، لاسيما، "إنجرليك"، التي تستضيف الرؤوس الحربية النووية الأميركية، خلال الحرب الباردة، ولشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا، ولنقل الإمدادات للقوات الأميركية في أفغانستان والعراق.

العلاقات روسيا

وتأتي مساعي تركيا لتحسين العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس، رجب طيب إردوغان، إلى توسيع علاقات الطاقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بهدف تحويل تركيا إلى مركز للطاقة لشحنات الغاز الطبيعي إلى أوروبا. 

وأصبحت تركيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ غزو أوكرانيا تدعو الرئيس الروسي لزيارة البلاد.

وفي نفس الوقت، تراجعت صادرات تركيا إلى روسيا بنحو 40 في المئة في الشهرين الأولين من هذا العام مقارنة بعام 2023، حيث زادت البنوك من التدقيق في المعاملات المرتبطة بروسيا لتجنب الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية. 

وقالت محطة نفط تركية على ساحل البحر المتوسط إنها لن تقبل بعد الآن الواردات الروسية بعد أن تلقت كميات قياسية العام الماضي، بحسب رويترز.

وفرضت وزارة الخزانة ووزارة الخارجية الأميركية عقوبات على أكثر من 250 شركة وفردا في الصين وتركيا والإمارات، لدعمهم المستمر لروسيا والذي كان حاسما في استمرار حربها على أوكرانيا.

المشاريع المشتركة

وكان فيدان أشار إلى تفضيله الاحتفاظ بالدفاعات الجوية الروسية، حتى لو كان ذلك يعني عدم القدرة على شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35. 

وقد أكدت الولايات المتحدة وتركيا مؤخرا خططا لإنتاج مشترك لقذائف مدفعية عيار 155 ملم، التي تحتاجها أوكرانيا بشدة، بحلول العام المقبل.

وطلبت تركيا أيضا من الولايات المتحدة الإذن بالمشاركة في إنتاج محركات "GE Aerospace" المستخدمة في طائرات إف-16، بهدف استخدامها في طائراتها المقاتلة المنتجة محليا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة من طراز إف

إقرأ أيضاً:

شطب تقرير أمريكي تحدث عن مجاعة بغزة بعد انتقادات لسفير واشنطن لدى الاحتلال

هاجم السفير الأمريكي في إسرائيل جاك لو تقريرا صدر عن مؤسسة أنشأتها وكالة حكومية أمريكية حذر من مجاعة في شمال قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع.

والتقرير صدر عن شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة FEWS NET التي أنشأتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID وهي وكالة حكومية أمريكية.

وتكاد تكون هذه من المرات النادرة التي يرفض فيها سفير أمريكي تقريرا يصدر عن وكالة أمريكية حكومية.

وادعى السفير في بيان أن "التقرير الذي أصدرته شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة اليوم عن غزة على بيانات قديمة وغير دقيقة".



وأضاف: "عملنا بشكل وثيق مع حكومة إسرائيل والأمم المتحدة لتوفير قدر أكبر من الوصول إلى محافظة الشمال، ومن الواضح الآن أن عدد المدنيين في ذلك الجزء من غزة يتراوح بين 7 آلاف إلى 15 ألف نسمة، وليس 65 ألف إلى 57 ألف نسمة وهو الأساس لهذا التقرير".

وفي وقت سابق الأربعاء، طالبت جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية بوقف الهجمات المستمرة من قبل جيش الاحتلال، على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

ولفتت الجمعية إلى أن مستشفى كمال عدوان "منشأة حيوية لسكان شمال القطاع، حيث تشير التقديرات إلى أن بين 65 ألفا إلى 75 ألف شخص يقطنون المنطقة حاليا دون أي وصول للخدمات الطبية الأساسية".

وادعى السفير الأمريكي أن وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للاحتلال، "أن عدد السكان في هذه المنطقة يتراوح بين 5 آلاف إلى 9 آلاف نسمة، فيما تقدر الأونروا أن عدد السكان يتراوح بين 10 آلاف إلى 15 ألف نسمة".

واعتبر السفير الأمريكي أنه "في وقت تتسبب المعلومات غير الدقيقة في حدوث ارتباك واتهامات، فمن غير المسؤول إصدار تقرير مثل هذا".

وزعم لو منتقدا التقرير: "نعمل ليل نهار مع الأمم المتحدة وشركائنا الإسرائيليين لتلبية الاحتياجات الإنسانية - والتي تعد كبيرة والاعتماد على بيانات غير دقيقة أمر غير مسؤول".

وعلى إثر ذلك قامت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة بإزالة التقرير من موقعها الإلكتروني.

وقالت: "يخضع تنبيه FEWS NET الصادر في 23 ديسمبر/كانون الأول لمزيد من المراجعة ومن المتوقع إعادة إصداره مع بيانات وتحليلات محدثة في يناير/كانون الثاني".

ولا يظهر التقرير الجديد على موقعها ولكن موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلي اقتبس، الأربعاء، عن التقرير المشطوب قوله: "من المرجح للغاية أن تكون عتبات استهلاك الغذاء وسوء التغذية الحاد للمجاعة المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد تم تجاوزها الآن في محافظة شمال غزة".



وكانت الشبكة قالت: "لقد تفاقمت حدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة بشكل حاد منذ أوائل تشرين أول/أكتوبر، عندما بدأت إسرائيل في فرض قيود متزايدة على تدفقات الإمدادات الغذائية الإنسانية والتجارية إلى الشمال وتدفقات الإمدادات الغذائية التجارية إلى الجنوب".

وأضافت: "وفي المناطق الأكثر تضرراً في محافظة شمال غزة، بما في ذلك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، تسبب الحصار في إغلاق شبه كامل لتدفقات الإمدادات الغذائية منذ الأول من تشرين أول/أكتوبر".

وتابعت: "وفي غياب زيادة كبيرة في تدفقات الإمدادات الغذائية، فإن المجاعة المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ستصبح النتيجة الأكثر ترجيحاً في شمال غزة".

مقالات مشابهة

  • الأمن الروسي يعلن إحباط مؤامرة أوكرانية لقتل ضابط رفيع المستوى
  • روسيا تحبط محاولة أوكرانية لاغتيال ضابط رفيع المستوى
  • أوكرانيا تتسلم أول دفعة غاز طبيعي مسال من الولايات المتحدة
  • واشنطن: سعي هونغ كونغ لاعتقال معارضين يهدد السيادة الأميركية
  • واشنطن تضغط لمنع تقرير عن المجاعة في غزة
  • الولايات المتحدة تطلب سحب تقرير منظمة رائدة يحذر من حدوث مجاعة في شمال غزة
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • الدفاع الجوي الروسي .. مفاجأة مدوية بشأن سقوط طائرة أذربيجان
  • شطب تقرير أمريكي تحدث عن مجاعة بغزة بعد انتقادات لسفير واشنطن لدى الاحتلال
  • حق الجنسية الأميركية بالولادة.. هل يستطيع ترامب إلغاءه؟