قراءة حرة: الطريق إلى عقول متنوعة وأفق واسع
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تعتبر القراءة حرة من الأنشطة التي تمتلك القدرة على تحويل العقول وتوسيع الآفاق. إنها رحلة استكشاف نحو عوالم جديدة وفهم أعماق متنوعة للإنسانية. في عصر يسود فيه التكنولوجيا والسرعة، تظل القراءة حرة هامة لبناء جسور إلى ثقافات متعددة وتفتح أفقًا واسعًا أمامنا لفهم العالم وأنفسنا.
توسيع آفاق التفكير:إن القراءة الحرة تمثل وسيلة فعّالة لتوسيع آفاق التفكير وتنويعه.
تحفيز الإبداع والتفكير النقدي:
تشجع القراءة الحرة على تطوير الإبداع والتفكير النقدي. يتيح للقارئ استكشاف عوالم خيالية وتحليل قضايا حياتية معقدة. هذا التفاعل مع النصوص المختلفة يُنمّي القدرة على التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي قد تطرأ في مسار الحياة.
فتح أفق التعلم المستمر:تعد القراءة الحرة بوابة للتعلم المستمر وتحصيل المعرفة. من خلال امتصاص محتوى متنوع، يستمر الفرد في تطوير مهاراته وتوسيع معرفته. إن توفر الكتب والموارد المتنوعة يسهم في تعزيز ثقافة البحث عن المعرفة والتطوير الشخصي.
تعزيز التفاعل الاجتماعي:تلعب القراءة الحرة دورًا هامًا في تعزيز التفاعل الاجتماعي والتواصل بين الأفراد. يمكن لمشاركة الأفكار والتجارب الشخصية التي تنبعث من القراءة أن تفتح أفقًا لفهم أعماق الآخرين وتعزز التواصل الثقافي والاجتماعي.
نافذة على التاريخ والثقافة:تُعتبر القراءة الحرة نافذةً لاستكشاف التاريخ والثقافة. يمكن للكتب أن تنقل القارئ عبر الزمن والمكان، مما يساعده في فهم تأثير الأحداث التاريخية على شكل العالم الحالي وتطوير وعيه تجاه التنوع الثقافي.
في الختام، تظل القراءة الحرة جسرًا حيويًا بين الماضي والمستقبل، حيث تسهم في بناء جيل مثقف ومتنوع، قادر على التفكير النقدي والتعامل بفعالية مع التحديات المستقبلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: التفکیر النقدی القراءة الحرة
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: بين النص والقارئ
حرية القراءة تعني حرية القارئ ومن ثم انعتاق المؤلف وانعتاق النّص، والعلاقة بين النص والقراءة علاقة وجودية، ومحال أن نتصور وجوداً للنص خارج معنى القراءة، أو أي حال استقبال تماثل حال القراءة مثل حال الاستماع وحالات الرواية أو التدوين أو النشر حسب تقلبات عصور الثقافة من ثقافة السماع والرواية إلى ثقافة التدوين، ثم ثقافة النشر بوسائل النشر المتعددة أو التسجيل الصوتي أو التصوير بعد تغلب ثقافة الصورة، ولا يمكن أن نتصور وجوداً للنص ما لم يسكن في أذهان قرائه، فالمؤلف نفسه يتحول لقارئ لنصه بعد أن ينجزه، ولو افترضنا أن المؤلف لا يتحول فهذا يعني موت النص وانعدامه، لذا فكل قراءة هي حياة للنص وعدمها موت له، ومن ثم فالقارئ بالمعنى المطلق هو المؤلف الحي للنص، ويقابل ذلك نقد النص حيث لن يمر نص دون نقد إما بصيغته الأولية التي تتمثل بالإعجاب وأعلاه التصفيق أو حالة السخط في ردود الفعل السالبة عن نص ما، وهذه كلها من أسباب حيوية أي نص والتفاعل معه. ومن ذلك النص النقدي الذي من حيويته أن يقبل النقد الذي لولاه لما ثبتت حيوية النص، وقد طرحت من قبل مقولة (الناقد منقوداً) بما أن حال كل نص نقدي مثل حال أي نص مكتوب أو منطوق لأنه يدخل في دورة المقروء، ومن ثم فهو منقود بالضرورة المعرفية وهذا ليس خياراً بل هو حتمية، وهناك مصطلح (نقد النقد) وهي مهمة معقدة لأن من شرط نجاحها أن يكون التالي أبصر من السابق كي يهيمن على نصه ومن ثم ينقده، أما مقولة الناقد منقوداً فمن شرطها المعرفي أن يحيط المتصدي له بمرجعيات المنقود ويعرف إشكالاتها كلها كي يتمكن من تشريح خطاب الناقد فيحوله لمنقود، وفي المقابل فإن تقبل ذلك من الناقد هو شرط أخلاقي لكسر سلطة الذات بمثل ما هو قيمة معرفية تعني بلوغ قمة المقروئية لأي نظرية أو منجز نقدي.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض