لأول مرة في مصر.. الفرنسية ماري كارال في "كارمن" بالطريقة المعاصرة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
تُعد أوبرا "كارمن" من أشهر الأعمال المسرحية الغنائية العالمية التي تحتل مكانة كبيرة في أذهان الجمهور العالمي والعربي، ونقطة تحول في تاريخ تطور نموذج الأوبرا أحد أرقى أشكال الفنون، والتي أصيغت في أسلوب واقعي، فهي الأوبرا الوحيدة التي كتبها جورج بيزيه، ولا زالت تحظى بحيوتها حتى وقتنا هذا، وتوضع على قائمة برامج الأوبرا العالمية من حين لآخر، وتتكون من أربعة فصول، حيث عُرضت لأول مرة على خشبة المسرح الوطني للأوبرا المسرحية في باريس عام 1875، ولم تلقى استقبالا جيدا رغم أنها عرضت 37 مرة على مدار ثلاثة أشهر لاحقة.
فقد رفع من شأن كارمن حضور أبرز المؤلفين المعاصرين من بينهم: ديبوسي، وسان سانس، وتشايكوفسكي، وبرامز، والذين حضروها أكثر من عشرين مرة، واعتبروها أفضل ما أنتج منذ الحرب الفرنسية الروسية، وكانت آرائهم بمثابة تنبؤات لما ستكون عليه هذه الأوبرا، فأصبحت كارمن واحدة من أشهر الأعمال الأوبرالية، ولم يكتب لمؤلفها أن يرى هذا النجاح الذي حققته أوبرا كارمن بعد وفاته.
وقد أصيغت أوبرا كارمن في أسلوب واقعي سوف يصبح فيما بعد طريقة خاصة من طرق الأوبرا الإيطالية، ويطلق عليه أسلوب "مطابقة الواقع"، إذ لم تعد الأوبرا وفق هذه الطريقة تقدم لنا قصصا مفخمة من الأساطير أو من بطولة الأزمنة الغابرة في التاريخ، بل كانت تقدم صورا منتزعة من واقع الحياة المعاصرة، هكذا أشار محمد رشاد بدران في كتابه عن فن الأوبرا، فقد اختفى الشعر المستعار والمساحيق والملابس القديمة والدروع والحراب وحلت محلها الملابس العصرية والأناقة العصرية والأسلحة العصرية واختفت الموضوعات النبيلة التي تنم عن الشجاعة، والحب، والتضحية.
واستبدلت بموضوعات تدخل فيها الجريمة والخيانة والانتقام، وكل مظاهر الجانب الشرير من حياة البشر، فضلا عن جانب الخير، وكارمن تقدم كل هذا وتقدم فوقه من مظاهر المجتمع الإسباني المعاصر حلبة مصارعة الثيران" كما تقدم لنا شخصية مصارع الثيران نفسه وما كان يحيطه من تدليل من جموع الشعب الإسباني إلى جانب ما كان عليه من مركز مرموق لدى النساء مما حدا "بكارمن" أن تصبح عشيقة له وتهجر حبيبها "جوزيه" الذي فر من العسكرية وضحى بمركزه الاجتماعي، وأصبح متشردا وانخرط مع جماعتها من "النور" وكل هذا من أجل حبه لها.
قدمت فرقة أوبرا القاهرة "كارمن" قبل سابق، وبعد غياب 15 عاما، تعيد دار الأوبرا المصرية إنتاج أوبرا "كارمن" لفرقة أوبرا القاهرة بالاشتراك مع كورال أوبرا القاهرة، وفرقة باليه أوبرا القاهرة، وذلك أيام 6 و8 و18 و19 و21 و22 مارس الجاري على المسرح الكبير.
وضع موسيقى أوبرا كارمن المؤلف الموسيقي الفرنسي جورج بيزيه، وبقيادة المايسترو نادر عباسي، وإخراج حازم طايل، تصميم ديكور محمد عبدالرازق، اضاءة ياسر شعلان، مدرب الكورال مينا حنا، وتصميم رقصات آرمينيا كامل، وتلعب دور "كارمن" الميتزوسوبرانو الفرنسية ماري كارال، التي تستضيفها الأوبرا لأول مرة.
ويقوم بأداء الأدوار الرئيسية كل من التينور مصطفى مدحت بالتبادل مع عمرو مدحت في دور "دون خوزيه"، والسوبرانو داليا فاروق بالتبادل مع منى رفلة في دور "ميكائيلا"، والباريتون تامر توفيق بالتبادل مع مصطفى محمد في دور "اسيكاميليو"، والباص رضا الوكيل في دور "زونيجا"، رامز لباد في دور ليلاس باسيتا السوبرانو كريستين مجدي بالتبادل مع نورا الألفى في دور "فراسكيتا"، والسوبرانو جيهان فايد في دور "مرسيدس"، والتينور إبراهيم ناجى بالتبادل مع أسامة على في دور "دونكايير"، والباريتون خالد سمير بالتبادل مع إلهامى أمين في دور "مورال"، والتينور أحمد فاروق بالتبادل مع مينا رفائيل في دور "ريمندادو".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كارمن الأوبرا العالمية فرقة أوبرا القاهرة أوبرا القاهرة بالتبادل مع فی دور
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: المؤسسات الدينية تبذل جهودًا كبيرة في نشر الوسطية
أكد دكتور/ نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أهمية توظيف الفقه الإسلامي وأصوله في مواجهة التحديات المعاصرة التي تعيق بناء الإنسان، مثل العولمة الثقافية والغزو الفكري وفقدان الهوية.
وأشار عياد، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، إلى أن التحديات الراهنة التي تعيق مهمة بناء الإنسان تشمل أيضًا "فوضى الفتاوى" والتغيرات الجيوسياسية، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف تبذل جهودًا كبيرة في نشر الوسطية ومواجهة الأفكار المنحرفة، قائلا "لا بد من تعاون مؤسسي شامل لتكثيف الجهود في حماية الإنسان وتحصينه بالإيمان والمعرفة والانتماء".
واستعرض مفتي الجمهورية جهود الفقهاء التاريخية في مراعاة مصالح الإنسان عبر قواعد مثل "سد الذرائع" و"فقه الأولويات"، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة مكّنت الفقه الإسلامي من التكيف مع متغيرات العصر، مؤكدا أن خصائص المرونة والسعة في الفقه جعلته قادرًا على استيعاب النوازل وضمان استقرار المجتمعات".
وطرح عياد خلال مشاركته بالمؤتمر عدة مبادرات علمية ومجتمعية، منها: إعداد "معلمة بناء الإنسان في ضوء الفقه الإسلامي" وذلك بالتعاون بين دار الإفتاء وكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وإطلاق جائزة سنوية لأفضل بحث علمي يسهم في تأصيل مفاهيم بناء الإنسان، وتطوير مناهج جامعية متخصصة في "فقه بناء الإنسان" تجمع بين الأبعاد التشريعية والمقاصدية، اضاف إلى إصدار سلسلة كتب مبسطة تستهدف الشباب لتوضيح دور الفقه في مواجهة التحديات المعاصرة، داعيا إلى تعزيز مشاركة كليات الشريعة في الفعاليات التوعوية، قائلًا: "التحديات تتطلب تضافر الجهود الأكاديمية والمجتمعية لترسيخ القيم الدينية والإنسانية".
وينعقد المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم برعاية الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، للتباحث حول رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.