جنوب أفريقيا تطالب العدل الدولية بإجراءات إضافية طارئة ضد إسرائيل لمنع المجاعة بغزة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
طالبت جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية في لاهاي باتخاذ إجراءات طارئة إضافية ضد إسرائيل بسبب "المجاعة الواسعة النطاق" التي تحدث نتيجة هجومها المدمر على قطاع غزة.
وحثت جنوب أفريقيا، في بيان لها المحكمة على إصدار أمر بإجراءات جديدة دون عقد جلسة في ضوء الوضع الذي وصفته بشديد الاستعجال. وشددت على الحاجة لمزيد من الإجراءات لضمان سلامة وأمن أكثر من 2 مليوني فلسطيني في غزة.
وأعلنت محكمة العدل الدولية تلقيها -أمس الأربعاء- طلبا عاجلا من جنوب أفريقيا لاتخاذ تدابير احترازية إضافية بحق إسرائيل في القضية التي رفعتها ضدها بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في غزة. ويعد هذا الطلب الثالث الذي تقدمه جنوب أفريقيا بحق إسرائيل إلى المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، منذ بدء حرب الاحتلال المدمرة على قطاع غزة قبل أكثر من 5 أشهر.
وقالت المحكمة -في بيان- إن جنوب أفريقيا قدمت طلبًا عاجلا لتحديد تدابير احترازية إضافية وتعديل أمر المحكمة الصادر في 26 يناير/كانون الثاني عام 2024، وقرارها اللاحق الصادر في 16 فبراير/شباط الماضي، في القضية المرفوعة ضد إسرائيل، والمتعلقة بتطبيق اتفاقية منع ومعاقبة (ارتكاب) جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأوضحت محكمة العدل أن جنوب أفريقيا ذكرت في طلبها الجديد، أنها مضطرة للعودة إلى المحكمة في ضوء الوقائع الجديدة والتغييرات في الوضع على الأرض في غزة، لا سيما حالة المجاعة المنتشرة، التي سببها استمرار الانتهاكات الجسيمة المستمرة لاتفاقية (منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية) من قبل إسرائيل، وانتهاكاتها المستمرة الواضحة للتدابير الوقائية التي أشارت إليها هذه المحكمة في 26 يناير/كانون الثاني 2024.
ونبّهت جنوب أفريقيا إلى أن طلبها قد يكون "الفرصة الأخيرة المتاحة لهذه المحكمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة الذي يموت بالفعل من الجوع، والآن صار على بعد خطوة من المجاعة"، مستشهدة في ذلك ببيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وردا على القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني الماضي، تل أبيب باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما وتشن عليه حربا مدمرة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى. كما أمرت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من صدور القرار بشأن مدى تطبيقها هذه التدابير.
انتهاء المهلة
ومع انتهاء المهلة في 26 فبراير/شباط الماضي، زعمت هيئة البث الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت تجربة أولية لنقل المساعدات الإنسانية من إسرائيل مباشرة إلى مدينة غزة، وهو ما لم تدعمه أية شواهد على الأرض.
وفي 16 فبراير/شباط الماضي رفضت المحكمة طلبًا آخر قدمته جنوب أفريقيا وحثتها فيه على اتخاذ تدابير إضافية بعد إعلان إسرائيل، آنذاك، عزمها شن عمليات في منطقة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بالنازحين، مما يهدد بارتكابها مجازر جديدة.
وقالت المحكمة في ردها آنذاك إنه لا داعي لتدابير جديدة وإن التدابير المعلنة من قبلها في 26 يناير/كانون الثاني كافية، مجددة دعوتها إسرائيل إلى الالتزام بها.
وجراء الحرب المدمرة والقيود الإسرائيلية، بات سكان القطاع، ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع المحاصر.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 20، في حين حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن أطفال غزة الناجين من القصف الإسرائيلي قد لا ينجون من المجاعة، داعيا إلى السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة والمستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
استقبال الأبطال لسفير جنوب أفريقيا المطرود من أميركا
حظي سفير جنوب أفريقيا إبراهيم رسول، المطرود من الولايات المتحدة، باستقبال الأبطال لدى عودته إلى بلاده الأحد.
وتم استقبال السفير من طرف حشود الموطنين الذين تجمعوا في مطار كيب تاون الدولي، ورددوا هتافات ترحيبية ومناصرة لموقفه من سياسة الولايات المتحدة.
ولم يخرج السفير وزوجته من صالة المطار إلا بعد تدخل الشرطة لإفساح الطريق بسبب كثرة الحشود.
وقال السفير لمستقبليه -عبر مكبر الصوت- إن إعلان المرء شخصا غير مرغوب فيه يهدف إلى الإذلال، لكن عندما تستقبلك الحشود الكثيرة بالترحيب والتأييد فإنه سيجعل شارة الشخص غير المرغوب فيه مثل وسام للاعتزاز والكرامة.
وأضاف -في كلمته أمام حشود المستقبلين- إن رجوعه لم يكن اختياريا لكنه غير نادم على عودته إلى أرض الوطن.
واعتبر السفير أنه من المهم لدولة جنوب أفريقيا إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد أن عاقبها ترامب واتهمها بالعداء قبل قرار طرده.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو إن سفير جنوب أفريقيا لم يعد شخصا مرحبا به في الولايات المتحدة.
وقال روبيو إن السفير المطرود سياسي محرض على العنصرية ويكره الولايات المتحدة والرئيس ترامب، حسب تعبيره.
إعلان خلفياتوارتبط قرار طرد السفير بمحاضرة أكاديمية ألقاها رسول في ندوة إلكترونية نظمها مركز أبحاث جنوب أفريقيا متحدثا عن برامج ترامب وحملاته ضد المهاجرين والهجرة ومسألة التنوع، وأشار فيها إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تصبح في الوقت القريب خالية من الأغلبية البيضاء.
وفي فبراير/شباط الماضي، أصدر ترامب قرارا تنفيذيا يقضي بقطع التمويلات عن جنوب أفريقيا قائلا إنها تدعم حركة حماس وتعادي الأقلية البيضاء.
وكانت جنوب أفريقيا قد رفعت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في ديسمبر/كانون الأول 2023 ضد إسرائيل، واتهمتها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في حربها على قطاع غزة.