باقي 3 أيام .. 5 أمور احذر الغفلة عنها قبل دخول رمضان
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يقترب شهر رمضان 2024 ، والذي تستطلع دار الإفتاء المصرية هلاله بعد أقل من 3 أيام، حيث أعلنت دار الإفتاء استطلاعها هلال شهر رمضان 2024، مع غروب شمس يوم الأحد المقبل، لكن هل تعلم أن هناك أموراً ينبغي أن تحرص على معرفتها قبل دخول شهر رمضان وألا تغفلها حتى لا يضيع عنك الأجر العظيم فيه.
5 أمور احذر الغفلة عنها قبل دخول رمضانومع بيان فضل الصوم وأهميته، قالت دار الإفتاء إنه من الأمور التي تُعْلَمُ من الدِّين بالضرورة فريضة صـوم رمضان، فهو ركنٌ من أركان الإسـلام، وفريضةٌ من فرائضه، فرضها الله سبحانه وتعالى على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقـلٍ صحيحٍ مقيم مستطيع خالٍ من الموانع، فقال جلَّ شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَات﴾ [البقرة: 183-184].
وقد اختصَّ الله تعالى الصومَ من بين سائر العبادات ليكونَ له وحده، ولا يطلع عليه غيره؛ لكونه تركًا خفيًّا، ففي الحديث القدسي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ» متفقٌ عليه.
وقد تعددت نصوص الفقهاء واختلفت عباراتهم في بيان وجه اختصاص الله تعالى بالصيام وحده دون سائر العبادات، ومما ذكروه في بيان وجوه هذا الاختصاص ما يلي:
أن الصيام لا يدخل فيه الرياء، ولا يقع بالحركات والسكنات، وإنما هو سِرٌّ بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، فهو من التروك الخفية التي لا يطلع على حقيقة نية العبد فيها وصومه إلَّا الله عزَّ وجلَّ.
فَقَد وَرَدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ فِي الصِّيَامِ رِيَاءٌ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".
قال الإمام المازري في "المعلم بفوائد مسلم" (2/ 61، ط. الدار التونسية): [تخصيصه الصوم هاهنا بقوله: "لي" وإن كانت أعمال البر المخلَصة كلها له تعالى، لأجْلِ أنَّ الصَّوْمَ لا يمكن فيه الرِّياء كما يمكن في غيره من الأعمال؛ لأنه كفٌّ وإمْسَاكٌ، وحال المُمْسِكِ شِبعًا أوْ لِفَاقة كحال الممسك تقربًا، وإنما القصد وما يُبطنه القلب هو المُؤَثِّر في ذلك، والصلوات والحج والزكاة أعمال بدنية ظاهرة يمكن فيها الرياء والسمعة، فلذلك خُصَّ الصوم بما ذكره دونها] اهـ.
وقال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 29، ط. دار إحياء التراث العربي): [اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى.. وقيل: لأن الصومَ بعيدٌ من الرياء لخفائه، بخلاف الصلاة، والحج، والغزو، والصدقة، وغيرها من العبادات الظاهرة] اهـ.
كيف تتعامل مع الصيام وتغيير مواعيد الدواء في رمضان؟.. أستاذة تغذية ترد حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام.. اعرف رأي دار الإفتاءكما أن الصيام هو العبادة الوحيدة التي لا تنصرف لغير الله، فلم يُعبَد بها غيرُه قط على مرِّ الأعصار وفي كافَّة الأمصار.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 29) في بيان أوجه اختصاص الله بالصوم دون غيره: [فقيل: سبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يُعبَد أحدٌ غيرَ الله تعالى به، فلم يعظم الكفارُ في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة، والسجود، والصدقة، والذكر، وغير ذلك] اهـ.
وأن الصيام فيه الكفُّ عن شهوتي البطن والفرج، والاستغناء عن ذلك من صفات الذات الإلهية، فلما تقرَّب الصائمُ إلى الله بما يوافق صفته جلَّ شأنه ناسب ذلك إضافته سبحانه الصيام إلى نفسه.
قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" (3/ 211-212، ط. دار ابن كثير) في بيان وجوه قوله "لي": [وثالثها: أن أعمالهم هي أوصافهم، ومناسبة لأحوالهم إلا الصيام؛ فإنه استغناء عن الطعام، وذلك من خواص أوصاف الحق سبحانه وتعالى] اهـ.
وقال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 29) عند بيان علة إضافة الصيام وحده لله تعالى: [وقيل: إن الاستغناء عن الطعام من صفات الله تعالى، فتقرب الصائم بما يتعلق بهذه الصفة وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء] اهـ.
والصيام يجازي اللهُ العبدَ عليه أضعافًا كثيرة غيرَ معلومة القدر، بخلاف سائر العبادات التي يتضاعف فيها الأجر إلى سبعمائة ضعف، فالله تعالى هو المتفرد بعِلْم ثواب الصيام وتضعيف الأجر عليه.
5 أمور احذر الغفلة عنها قبل دخول رمضانوفي بيان كيف نستعد لاستقبال شهر رمضان، أشار الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء إلى عدة أمور منها:
1- تنظيم اليوم والرجوع إلى تقسيمه إلى يوم وليلة.
2- التدريب على الصيام.
3- التدريب على التلاوة.
4- الحرص على أداء صلاة القيام.
5- الذكر والدعاء وغير ذلك من العبادات والطاعات.
وقال علي جمعة: لعل اتباع هدي النبي ﷺ بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، وهي تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها ولا يقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.
وحذر عضو هيئة كبار العلماء قائلا: لا ننسى أن نذكر بأهم ما يعين على ذلك كله ألا وهو ذكر الله عز وجل، وقد ورد الحث على الذكر في كتاب الله وسنة النبي ﷺ ، فمن القرآن قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} . ويقول رسول الله ﷺ نصيحة عامة: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ». [أحمد]. فبذكر الله يعان المؤمن على كل ما أراد أن يقبل به على ربه عز وجل، ولا ننسى أن نؤكد على أهمية الإعداد والاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وأن ترك هذا الإعداد يعد من النفاق العملي، لكن من أراد تحصيل شيء استعد له، ومن أراد النجاح ذاكر، فمن أراد أن يغتنم هذا الشهر الفضيل أحسن الاستعداد له، ولقد ذم الله أقواما زعموا أنهم أرادوا أمرا ولكنهم ما أعدوا الله فقال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ}.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان صوم رمضان شهر رمضان 2024 هلال شهر رمضان 2024 أعمال شهر رمضان دار الإفتاء دار الإفتاء الله تعالى شهر رمضان قبل دخول له تعالى أن الص فی شهر
إقرأ أيضاً:
آخر آية نزلت في القرآن الكريم
قالت دار الإفتاء المصرية إن المفسرون اختلفوا في تحديد آخر ما نزل من القرآن الكريم ؛ نظرًا لاختلاف الآثار الواردة في ذلك، وخلافهم يدور حول خمس آيات: فقيل إن آخر ما نزل آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281]. وقيل آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176]. وقيل آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3]. وقيل آية: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 129] إلى آخر السورة. وقيل سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
وأوضحت الإفتاء أن الآيات التي ذكر المفسرون أنها آخر ما نزل من القرآن الكريم هي:
أولًا آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ [البقرة: 281].
وثانيًا آية: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ [آخر آية من سورة النساء: 176].
ثالثًا آية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة: 3].
رابعًا: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ [التوبة: 129] إلى آخر سورة براءة.
خامسًا سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].
وأضافت الإفتاء أن القول الراجح والصحيح في أن أي آية من هذه الآيات آخر ما نزل من القرآن الكريم هو أقوال المفسرين، فجاء في "روح المعاني" عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ أنه: [أخرج غير واحد من غير طريق عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن آية: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾ هي آخر ما نزل من القرآن، واختلف في مدة بقائه بعدها عليه الصلاة والسلام، فقيل: تسع ليالٍ، وقيل: سبعة أيام، وقيل: ثلاث ساعات، وقيل: أحد وعشرون يومًا، وقيل: أحد وثمانون يومًا...] إلى أن قال: [ولا يعارض الرواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في أن هذه آخر آية نزلت ما أخرجه البخاري وابن عبيد وابن جرير والبيهقي من طريق الشعبي عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: آخر آية أنزلها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم آية الربا، ومثاله ما أخرجه البيهقي من طريق ابن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ كما قاله محمد بن مسلمة رضي الله عنه فيما نقله عنه علي بن أحمد الكرباسي: إن المراد من هذا أن آخر ما نزل من الآيات في البيوع آية الربا، أو أن المراد أن ذلك من آخر ما نزل كما يصرح به ما أخرجه الإمام أحمد] اهـ.
وقال القرطبي عند تفسير هذه الآية أيضًا: [قيل: إن هذه الآية نزلت قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتسعِ ليالٍ ثم لم ينزل بعدها شيء، قاله ابن جرير، وقال ابن جرير ومقاتل: بسبعِ ليالٍ، وروي: بثلاثِ ليالٍ، وروي أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات...] إلى أن قال: [قلت: وحكي عن أُبيِّ بن كعب وابن عباس وقتادة أن آخر ما نزل: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾... إلى آخر الآيتين، والقول الأول أعرف وأكثر وأصح وأشهر، ورواه أبو صالح عن ابن عباس قال: آخر ما نزل من القرآن: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾، فقال جبريل للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: يا محمد ضعها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة، ذكره أبو بكر الأنباري في كتاب "الرد" له، وهو قول ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنها آخر ما نزل، وأنه عليه السلام عاش بعدها واحدًا وعشرين يومًا على ما يأتي بيانه في آخر سورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ إن شاء الله تعالى] اهـ.
وفي "روح المعاني" عن تفسير قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾ قال: [أخرج الشيخان وغيرهما عن البزار أن آخر سورة نزلت سورة براءة، وآخر آية نزلت خاتمة النساء، والمراد من الآيات المتعلقة بالأحكام كما نص على ذلك المحققون] اهـ.
وفي "القرطبي" عند تفسير هذه الآية: [قال البراء بن عازب: هذه آخر آية نزلت في القرآن، كذا في "كتاب مسلم"، وقيل: نزلت والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يتجهز لحجة الوداع، ونزلت بسبب جابر؛ قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: مرضتُ فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين، فأغمي علي، فتوضأ، ثم صب عليَّ من وَضوئه، فأفقت فقلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئًا حتى نزلت آية المواريث: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾. رواه مسلم، وقال: آخر آية نزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ﴾.