الكابلات البحرية .. واشنطن تطور أدوات شيطنة المقاومة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
لا تسأم الولايات المتحدة الأمريكية وطفلها المدلل “إسرائيل” من محاولات النيل من كل ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية ومن كل من يدافع عنها ويساند فصائل المقاومة في مختلف أنحاء العالم من خلال قذف الاتهامات والأكاذيب كما يحلو لها للنيل من سمعة المقاومة والإساءة لها عالميا.
وكان آخر أكاذيبها ترويج الإعلام الصهيوني قيام حركة “أنصار الله” اليمنية باستهداف كابلات الاتصالات الدولية في البحر الأحمر وهو ما نفته وزارة الاتصالات اليمنية
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي: “نجدد الحرص على تجنيب جميع كابلات الاتصالات وخدماتها أي مخاطر و على تقديم التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها، مؤكدة استعدادها تقديم كل التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها، مشيرة إلى أن قرار اليمن منع مرور السفن الصهيونية لا يخص السفن التابعة للشركات الدولية المرخص لها بتنفيذ الأعمال البحرية للكابلات في البحر الأحمر، ومؤكدة دورها المحوري في استمرارية تطوير منظومة شبكة الاتصالات والإنترنت الدولية والإقليمية، التي توفرها الكابلات البحرية، الممتدة ضمن المياه الإقليمية.
بدوره قال عضو المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله” حزام الأسد، في تصريحات إعلامية : “لا يوجد أي استهداف من جانب اليمن لكابلات الإنترنت وقد أكدنا ذلك مراراً، وهذا مجرد تحريض تسعى من خلاله “تل أبيب” وواشنطن ولندن لتأليب الرأي العالمي علينا، بدلا من وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الصهيوني المسنود بالدعم العسكري الأمريكي والغربي بحق سكان قطاع غزة”.
وأكد الأسد أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” وبريطانيا، يروجون لتلك الرواية لتحريض الرأي العام ضد اليمن”، وذلك بعد الإعلان عن خلل في نظام الكابلات الذي يمر عبر البحر الأحمر، ما أثر على تدفق المعلومات.
على المقلب الآخر اتهمت جماعة “أنصار الله” اليمنية، الولايات المتحدة وبريطانيا، بالتسبب في خلل بكابلات الاتصالات الدولية في البحر الأحمر.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة النقل في حكومة أنصار الله قالت فيه: إن “الأعمال العدائية على اليمن من قبل القطع العسكرية البحرية التابعة لبريطانيا والولايات المتحدة تسببت في إحداث خلل في الكابلات البحرية بالبحر الأحمر، ما عرّض أمن وسلامة الاتصالات الدولية والتدفق الطبيعي للمعلومات للخطر.
واعتبر أن “تلك الأعمال العدائية تشكل تحديًا كبيرًا لاستقرار البنية التحتية للاتصالات وتؤثر سلبيا على الخدمات التقنية والمعلوماتية والفنية التي تعتمد على هذه الكابلات في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف البيان: الولايات المتحدة وبريطانيا تستخدمان أساليب عدائية وغير قانونية في حربهما على اليمن من أجل خدمة العدو الصهيوني (إسرائيل)، ليواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة”.
وشدد على أن الجماعة حريصة كل الحرص على أمن وسلامة الكابلات البحرية في المياه اليمنية ومصالح الدول المرتبطة بها، من منطلق احترام القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والمصالح المشتركة بين اليمن والدول الأخرى”.
وأعربت الجماعة اليمنية في البيان عن استعدادها “لتقديم كل الخدمات ومنح التصاريح اللازمة للشركات المالكة المزودة لخدمات الإنترنت لما من شأنه إصلاح وصيانة الخلل في الكابلات البحرية بالبحر الأحمر”.
ولم يصدر تعليق فوري من واشنطن أو لندن بخصوص هذه الاتهامات.
بالعموم، يتضح أن واشنطن تحول الأنظار بكيل الاتهامات لأنصار الله عن الوحشية الصهيونية في غزة ولحشد الرأي العام الدولي ضد اليمن ولاسيما أن اليمنيين قد أعلنوا أنهم سيساندون الفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الصهيوني في قطاع غزة، بهجمات صاروخية وجوية و”خيارات عسكرية أخرى”، كما أن واشنطن تعمد على تدويل الصراع وإشعال المنطقة بجرها إلى حرب إقليمية ودولية معاً لإفراغ المقاومة من مضمونها وعرقلتها عن الوقوف في وجه الكيان الغاصب وترك فلسطين لمصيرها تنفيذاً للأوهام الصهيونية، وهذا حال واشنطن في كل الحروب تروج لأكاذيب واتهامات للأطراف المناهضة لمشاريعها، إلا أن العالم اختبر أنصار الله على مدار العدوان السعودي على اليمن منذ ٢٠١٥ وتبين أن أنصار الله تدافع عن حقوق مشروعة واعتمدت في دفاعها على إيلام المعتدي فحسب.
وكانت شركة الاتصالات الدولية “سيكوم” أعلنت في وقت سابق عن خلل في بنيتها التحتية في البحر الأحمر، ما أثر على نظام الكابلات في إفريقيا، وذكرت الشركة أن جزءا من نظام الكابلات الذي يمر عبر البحر الأحمر توقف عن العمل، ما أثر على تدفق المعلومات بين إفريقيا وأوروبا.
ورغم عدم تأكيد سبب الانقطاع حتى الآن، فإن التركيز يتجه نحو التوترات المستمرة في المنطقة، ما يجعل إصلاح الكابلات تحديا بالنسبة لعمليات الصيانة.
وحدث العطل فقط في جزء الكابل الذي يمتد من مومبسا (كينيا) إلى الزعفرانة (مصر)، وتشير التقييمات الأولية إلى أن انقطاع الكابل البحري حدث في البحر الأحمر، ويبدو أن الكابلات الأخرى في المنطقة قد تأثرت أيضا، وفق موقع “تيك سنترال”.
إلا أن شركة الاتصالات الدولية “سيكوم” نفت أي علاقة لليمن بعطل الكابلات البحرية للإنترنت في البحر الأحمر، موضحة، في بيان صحفي نقلته وسائل الإعلام أن حوادث تعطل الكابلات البحرية واردة، وتكون عُرضة للتلف بسبب مرساة السفن، وخصوصا في المناطق البحرية، التي تكون منخفضة عن مستوى سطح البحر، ولا صلة للعمليات العسكرية، التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
ويبدو أن اليمن في موقع استراتيجي، حيث تمر بالقرب منه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها وليس الدول فحسب”.
هذا ويشن تحالف دولي، تقوده الولايات المتحدة، منذ مطلع العام الجاري غارات يقول إنها تستهدف “مواقع لأنصار الله” في مناطق مختلفة من اليمن؛ ردا على هجمات الجماعة في البحر الأحمر، الممر الحيوي للشحن وسلاسل الإمداد العالمية.
وفي 16 شباط الماضي، دخل حيز التنفيذ التصنيف الأمريكي لجماعة الحوثي “منظمة إرهابية دولية”، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وفق ما أعلنته الخارجية الأمريكية، كما وافق الاتحاد الأوروبي، على إطلاق العملية البحرية العسكرية “أسبيدس” في البحر الأحمر، لمواجهة هجمات “أنصار الله” في المنطقة، مؤكدًا أن “الهدف من هذه العملية الأمنية البحرية الدفاعية هو استعادة وحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر والخليج”.
ومع تعرضهم لغارات من واشنطن ولندن، أعلن ” أنصار الله”أنهم باتوا يعتبرون كل السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافهم العسكرية، ويشترطون لوقف هجماتهم إنهاء الحرب على غزة.
– الوقت التحليلي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الاتصالات الدولیة الولایات المتحدة الکابلات البحریة فی البحر الأحمر أنصار الله الیمن من خلل فی
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
قال تقرير أميركي، الخبرة الأميركية المكتسبة في صراعات البحر الأحمر، مع جماعة الحوثي بما في ذلك تلك التي تخص الطائرات بدون طيار، قد تكون مفيدة في صراع محتمل مع الصين.
وقال موقع "ذا وور زون" الإخباري الدفاعي في تقرير الثلاثاء إن "الأشهر الخمسة عشر الماضية في البحر الأحمر وفرت للبحرية الأميركية اختبار ضغط حقيقي لأنظمتها ومنصاتها وأفرادها"، بما في ذلك "إسقاط مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار" من المتمردين الحوثيين في اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ونقل الموقع الأمريكي عن ضباط عسكريين أميركيين عاملين ومتقاعدين قولهم إن تجربة البحر الأحمر شحذت تكتيكات الدفاع الجوي لديهم وكانت "اختبار ضغط رئيسي لأسطول يستعد للحرب مع الصين".
وتشمل التجربة استخدام صواريخ نظام الأسلحة القاتلة الدقيقة الموجهة بالليزر من قبل مقاتلات إف-16 لإسقاط طائرات الحوثيين بدون طيار، وفق التقرير.
وحسب التقرير فإن الحوثيين هاجموا إسرائيل والشحن المرتبط بإسرائيل في الممر المائي الاستراتيجي، مما أدى إلى تعطيل تريليون دولار أميركي من التجارة وتأخير المساعدات للسودان واليمن.
يقول التقرير "لقد اعترف المحللون بالواضح - أن الصين ستكون خصمًا مختلفًا تمامًا مقارنة بالحوثيين، وأن الحرب مع بكين ستكون أكثر رعبًا وشدة من حملة الحوثيين. ولكن في حين أن المسرح والجغرافيا وقدرات الخصم قد تختلف، إلا أن البحر الأحمر كان مع ذلك مولدًا رئيسيًا للخبرة وأرض اختبار على عدة جبهات.
على الرغم من النجاح الذي حققته في البحر الأحمر حتى الآن، يجب أن يظل الأسطول السطحي متواضعًا، وفقًا لقائد سفينة حربية متقاعد تحدث إلى "وور زون" بشرط عدم الكشف عن هويته لمشاركة أفكاره.
وقال: "أعتقد أنه من المهم ألا نستسلم للرضا عن الذات بسبب نجاحنا". "نحن نخوض معركة رفيعة المستوى ضد خصم منخفض المستوى. قد تكون الأسلحة والتكتيكات والآثار الاستراتيجية لحرب المحيط الهادئ مختلفة تمامًا وأكثر تحديًا".
وأكد أن الدروس التي تعلمتها البحرية من القتال في بيئة ساحلية مثل البحر الأحمر تكون قابلة للتطبيق على الصراع الساحلي المحتمل في بحر الصين الجنوبي أو مضيق لوزون، وهي مناطق اشتباك بالأسلحة ستكون أكثر تشبعًا بكثير من حرب المحيط المفتوح. ولكن حتى في إطار معركة المياه الزرقاء فوق مساحات المحيط الهادئ الشاسعة، تنطبق الدروس الرئيسية، كما قال ضابط العمليات الخاصة النشط.
وقال: "عندما تكون في المناطق الساحلية، تكون الجداول الزمنية أقصر" لتتبع واعتراض النيران الواردة. "إذا كان بإمكانك التنفيذ وفقًا لخط زمني ساحلي، فيمكنك التنفيذ وفقًا لخط زمني للمياه الزرقاء".
واضاف إن العمل من خلال الاحتكاكات البيئية وضباب الحرب في البحر الأحمر هو أيضًا تجربة جيدة قبل الصراع مع الصين.
وقال ضابط العمليات الخاصة النشط: "الجغرافية، والطريقة التي تطور بها الحوثيون، تمنحنا بعض الرؤى الرائعة، وتترجم مباشرة إلى استعدادنا لتلك المعركة الراقية ضد الصين".
وتابع "وبينما قد تستخدم بكين طائرات بدون طيار أكثر تقدمًا وصواريخ مضادة للسفن وغيرها من الذخائر، وبطرق مختلفة، فإن خبرة البحر الأحمر في القضاء على تلك التهديدات لا تزال مستمرة.
وزاد "إن الصاروخ، بغض النظر عن مصدره، سيظل مستهدفًا. سيظل يستهدفك، والكثير من هذه الجوانب الحركية لا تزال تنتقل إلى نوع أعلى من الصواريخ".
في حين كان البحر الأحمر معركة ساحلية مغلقة، فإن الطائرات بدون طيار لا تزال تُرى في حرب المياه الزرقاء مع الصين، كما قال ضابط العمليات النشط، مشيرًا إلى السفن البرمائية الصينية التي يتم بناؤها لحمل وإطلاق أنظمة غير مأهولة متقدمة.
وأفاد "في الخريف الماضي عن البرمائية الصينية من طراز 076 ومنجنيقها الكهرومغناطيسي لإطلاق الطائرات بدون طيار. لا تحتاج الطائرات بدون طيار الأصغر حتى إلى هذه البنية التحتية ويمكن إطلاقها بأعداد كبيرة من أي سفينة تقريبًا".