بوابة الفجر:
2024-11-26@14:58:22 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: السلطة والثروة !!

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT


 

من طبيعة الأشياء –ومن سنن الحياة – أن الثروة لها قوة ولها سطوة – ولها كرامات وخاصة فى المجتمعات ذات القدرات المحدودة – حيث نجد أن صاحب ثروة فى أى مجتمع –تصبغه ثروته بالإحترام والتبجيل –ويتصف أهل الثروات على أنهم "طيبون" أو "بخلاء" وهذه صفات مجازية –حسب (فرط اليد) لدى صاحب الثروة  والثروة لدى أصحابها تأتى أما من "أرث" أو من نتيجة جهد وعمل مضنى أو لاقدر الله من ناتج فساد أو رشاوى أو تجارة مخدرات أو تجارة سلاح فى بعض المجتمعات –أى أن الثروة أيضًا مصدرها يؤثر بشكل أو بأخر على أصحابها –فنجد صاحب ثروة  محترم فى حضوره وغيابه (السيرة طيبة أو سيئة) وصاحب ثروة محترم فى حضوره (الأغلب الأعم)  لكن من وراء ظهره –فهو معروف أنه حرامى أو غير شريف –أو من الصفات التى تلاحقه فى غيابه والمصحوبة فى بعض الأحيان بالدعاء عليه (وعلى اللى جابوه ) وهذه الصفات ليست مقصورة أو محصورة على أثرياء الوطن –ولكن هذه صفات عالمية –ولكن إستخدامها والتعامل معها أو من خلالها – تختلف من مجتمع لأخر – فأصحاب الثروات –رغم كل ما يتمتعون به من سطوة على المجتمع بثراوتهم إلا أنهم يسعون دائمًا لحصانة تلك الثروات بالسلطة –وعادة السلطة أيضًا تسعى للإقتراب من أصحاب الثروات لأسباب متعددة –إما للمعونة على قضاء حاجة الشعب من كرم –وبذخ –وتعميق للدور الإجتماعى وهذه أهداف محمودة –وفى أحيان أخرى وكثيرة –تجد الإقتراب بين أطراف السلطة والثروة تعتمد على أنهم (ذى جاهين) جاه المال وجاه القوة والسلطة -وهم وجهين لعملة واحدة ولكن تتفرق على شخصين أو على عنصرين –أحدهما سيمسك للأخر حاجته  وبالتالى فإن سعى صاحب الثروة للحصول على السلطة لنفسه –يختصر الطريق ويقلل التكلفة بالطبع ويؤكد السطوة والقوة والمهابة –وتوجيه السياسة العامة لصالح الحفاظ على ثرواته  وكذلك حماية تلك الثروة من التعدى أو من خروج قوانين تعكر الصفو العام لأصحاب تلك الثروات وتزيد من تأصيلها وتؤكد على إستمرار التدفق لزيادتها إن أمكن وتحمى تلك الثروات من أهل الحقد –والغل – وهم فى العادة من (حرافيش الوطن) "النكديين" وأصحاب العيون السوداء المستديرة (الحاسدين ) !! 
وأيضًا هذه ميزات وصفات عالمية –لاتقتصر على مجتمعاتنا النامية –ولكن الأساليب تختلف –فالثروة فى أمريكا مثلًا – تصنع نجومًا فى السياسة – وفى الة الحرب وفى البرلمان أو الكونجرس –وتصنع هؤلاء النجوم –وتصرف عليهم –وتتبناهم فى وظيفة رئيس الإدارة المركزية فى البيت الأبيض -  فالممولين للحملات الإنتخابية على كل المستوايات سواء محلية أو فدرالية أو كونجرسية أو نواب أو حتى للبيت الأبيض نفسه –هم أهل الثروات وأصحاب المصالح الإقتصادية العظمى فى البلاد –فكل شيىء يمشى على هواهم –ومع سياساتهم التنموية الشخصية أو المؤسسية –عن طريق نجومهم وذويهم من السادة المسئولين وبالتالى نجد أن صناعة السلاح والبترول والقمح والإليكترونيات والسيارات وحتى "المكدونالدز" –هم واجهات إقتصادية عملاقة لهم – أظافر وأنياب وشفاه مبتسمة فى بعض الأحيان فى الأروقة السياسية والدولية من خلال مؤسسات الدولة –أما فى مجتمعاتنا النامية فهذا غير مقبول –أى أننا أكثر أنانية –فلا يمكن أن يكون النجم أحد الموظفين أو أحد الأذرعة –فالثرى وصاحب الثروة هو الطامح للمجلس النيابى أو مجلس الشيوخ أوصانع السياسات بنفسه –وبشخصه لا أحد غيره –فهو الفاهم وهو المهندس وهو المصمم وهو المحاسب وهو القانونى وهو الوطنى وهو الملتزم وهو أستغفر الله العظيم !!

.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

بريطاني يفقد ثروة من البيتكوين تقدر بـ 683 مليون دولار في مكب نفايات

خاص

يسعى جيمس هاولز، متخصص في تكنولوجيا المعلومات من نيوبورت (ويلز)، لاستعادة محرك أقراص صلب يحتوي على ثروة طائلة من عملة البيتكوين تُقدّر بـ 683 مليون دولار.

المحرك المفقود يحتوي على 8000 بيتكوين، والتي تم التخلص منها عن طريق الخطأ في عام 2013.

تعود القصة إلى طلب هاولز من صديقته السابقة التخلص من “الأشياء غير المرغوب فيها”، ليكتشف لاحقًا أن المحرك الذي يحمل الثروة كان من بين تلك النفايات. وفي تعليق لها عبر صحيفة ديلي ميل، قالت: “فعلت ذلك بناءً على طلبه، لذا ليس خطأي. آمل أن يجد هذا الشيء، وعلى الأقل يتوقف عن إزعاجي به.”

هاولز، البالغ من العمر 38 عامًا، يعيش حالة من الإحباط منذ أكثر من عقد، ويُعتقد أن المحرك مدفون في مكب ضخم للنفايات. رغم المحاولات العديدة للحصول على إذن للتنقيب في المكب، لم يُسمح له بذلك حتى الآن. هذه الحادثة تُبرز كيف أن الإهمال البسيط يمكن أن يؤدي إلى خسارة ثروات ضخمة في العصر الرقمي.

مقالات مشابهة

  • البنك الأهلي ينظم جلسة حوارية حول "فرص الأسواق العالمية والناشئة"
  • من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي .. برازق وصخر زيتي
  • بريطاني يفقد ثروة من البيتكوين تقدر بـ 683 مليون دولار في مكب نفايات
  • د.حماد عبدالله يكتب: "التــــدنى" فى الأمانى !!
  • ملك البحرين يستقبل عبدالله بن زايد ويشيد بعمق العلاقات بين البلدين
  • الرمال السوداء في حضرموت.. ثروة مهدورة بيد المرتزِقة
  • حسين ياسر المحمدي: الخسارة واردة في كرة القدم.. ولكن علينا تصحيح المسار
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
  • الثروة السمكية تعلن بدء تنفيذ برنامج الصيد التعاقدي السمكي
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"