على هامش تكريمه بالإسماعيلية السينمائي.. المخرج الأمريكي ستيف جيمس يستعرض مسيرته
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
استضاف مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة ماستر كلاس للمخرج الأمريكي والمرشح السابق للأوسكار ستيف جيمس، وذلك على هامش فعاليات النسخة الـ25. واستعرض جيمس خلال الماستر كلاس، أربعة من أهم أفلامه التي أنجزها خلال مسيرته السينمائية، وهى: "أحلام السلة"، و"ستيفي"، و"المقاطعون" و"الحياة ذاتها"، كما تحدث جيمس عن تجربته الثرية ورحلته المثيرة في عالم الأفلام التسجيلية.
بدأ جيمس بالحديث عن فيلمه الوثائقي الطويل الأول وهو "أحلام السلة" بأحلام بسيطة للغاية، حيث كان من المقرر أن يتم تقديم عمل قصير تبلغ مدته نصف ساعة، قبل أن يتم تحويله لفيلم طويل وثائقي طويل. يروي جيمس أن القصة بدأت تتغير عندما ذهب أحد أبطال الفيلم لمعسكر تدريبي كبير، فأخذ العمل منحى مختلفا وأوسع عما كان مخطط له. واستكمل جيمس أنه أعتمد في هذا الفيلم على تكنيك الملاحظة وعندما بدأ يتناقش مع أبطال الفيلم، اكتشف أكثر عن الصعاب التي واجهها أبطال قصته.
يركز ستيف جيمس قصته حول خمس سنوات من حياة المراهقين ذوي الأصول الأفريقية ويليام جيتس وآرثر أجي، بدءًا من المرحلة الثانوية، وحتى عامهم الأول في الكلية. يظهر من اللقطة الأولى للفيلم مدى تعلق هذين المراهقين بلعبة كرة السلة وكيف يرون أنها الوسيلة الوحيدة للخروج من ظروفهم البائسة. خطط جيمس في البداية ليكون هذا الفيلم هو مشروعه الوثائقي القصير الثالث، ولكن عندما تابع تطور موضوعه أدرك أن هذه القصة أكبر وأعمق بكثير مما كان يخطط. لذلك شرع في استكمال تصويره ليصبح فيلمه الوثائقي الطويل الأول. وهذا التوجه سمح لنا - كمشاهدين - بتتبع البطلين وهما ينضجان جسديا وعقليا على الشاشة، وبالتالي ينشأ نوع من التعلق والارتباط العاطفي بما عاناه المراهقان وأسرتيهما خلال هذه السنوات.
وبالحديث عن فيلم "ستيفي"، قال جيمس: إنه واحد من الأفلام القاسية التي صنعها على الإطلاق. وتحدث جيمس عن أن الفيلم واجه صعوبات تمويلية عديدة قبل الشروع في مرحلة الإنتاج. الفيلم صدر عام 2002، وتدور فكرته حول معضلة الأخ الأكبر ما بينه وبين أحد الشخصيات الأخرى ويدعى ستيفي، وبعد مرورعدة سنوات على غياب الأخ الأصغر، قرر المخرج ستيف جيمس اللحاق بصبي إلينوي الذي كان يرشده ذات يوم، ليكتشف بأنه لم يعد جيمس المراهق المهووس الذي عرفه من قبل، أصبح ستيفن فيلدنج الآن شخصًا بالغًا متضررًا واجه مشاكل متكررة مع القانون. بينما يوبخ نفسه لعدم الحفاظ على علاقة أوثق مع صديقه القديم، يحاول جيمس فهم تطور فيلدينغ من طفل تعرض للإساءة إلى رجل مدان بارتكاب جرائم خطيرة، ولكن المنتجين عرضوا فكرة الفيلم في الإعلان بطريقة طريفة عكس الشخصية الذي أراد التحدث عنها.
وعن فيلم "المقاطعون"، ذكر ستيف جيمس أن العمل متصل إلى حد كبير مع فيلمه الأول "أحلام السلة"، والسبب في ذلك يعود إلى أن أحد شخصيات فيلمه الأول انخرط لبعض الوقت في أعمال العصابات وهو ما أدى إلى قتله، لذلك تساءل عن السبب وراء ذلك وهو ما دفعه لعمل فيلم يتعمق في عمل منظمة غير حكومية تدعى "Ceasefire" لمواجهة العنف الدائر في شوارع شيكاغو.
عُرض فيلم "The Interrupters" عام 2011، ضمن الموسم الثلاثين من السلسلة التليفزيونية المختصة في الصحافة الاستقصائية "Frontline"، والتي تنتج عددا كبيرا من الأفلام الوثائقية - تجاوز عددها 800 فيلم حتى الآن - بشكل منتظم سنويًا حول مجموعة متنوعة من القصص الاجتماعية والقضايا السياسية. وقد عاود ستيف جيمس المشاركة مجددًا في الموسم السادس والثلاثين بفيلم "Abacus: Small Enough to Jail" الذي ركز خلاله على أزمة الرهن العقاري في أمريكا عام 2008، ونال عنه ترشيحه الثاني لجائزة الأوسكار بعد فيلم "Hoop Dreams".
اكتسب (المقاطعون The Interrupters) اسمه من مجموعة صغيرة من المنظمين - المدانين السابقين بالجرائم - الذين يقومون بالوساطة بين أفراد العصابات لكبح جماح العنف في مدينة شيكاغو، ويعملون تحت مظلة منظمة تسمى (أوقفوا إطلاق النار Ceasefire) والتي أسسها عالم الأوبئة جاري سلوتكين في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كجزء من مشروع أطلقته جامعة إلينوي، لوضع حد للانفلات المجتمعي الذي تعانيه المدينة.
ظهرت مقاطعات وقف العنف لأول مرة في مقال نشر عام 2008، في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "منع انتقال العنف" للكاتب أليكس كوتلويتز، الذي شارك في كتابة وإنتاج الفيلم أيضًا مع ستيف جيمس، وركز خلاله على الأفكار التي اكتشفها الطبيب سلوتكين عن العنف باعتباره إشكالية تتعلق بالصحة العامة، إضافة إلى الدور الحيوي الذي يلعبه المقاطعون في الخطوط الأمامية للقتال داخل المدينة.
وبالانتقال إلى فيلم "الحياة ذاتها"، يحكي ستيف جيمس أنه طلب منه أن يصنع فيلم عن الناقد السينمائي الشهير روجر إيبرت، وأثناء الإعداد للفيلم لم يجده جيمس مجرد ناقد عادي، بل شخص يحمل رؤي وأفكار أعمق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ستيف جيمس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة ستيفي المقاطعون ستیف جیمس جیمس أن
إقرأ أيضاً:
إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني: أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
الحديث عن ملامح شخصية بحجم الشهيد القائد عادة ما يكون دون مستوى هذا القائد والعلم “رضوان الله عليه”، ولذلك سنحاول أن نقتبس أبرز ملامح شخصية الشهيد القائد رضوان الله عليه من خطابات السيد القائد سلام الله عليه، على شكل نقاط ومنها ما يأتي:
الثورة /
غيرته:
تحرك بحمية الإيمان وعزة الإيمان ورحمة جده محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، غيوراً على أمة جده أن تستباح، أن يستباح دمها، أن يستباح عرضها، أن يستباح شرفها، غيورًا على أمة جده أن تُذل وتُسحق وتُقهر وتُستعبد من دون الله.
إباؤه:
كان أبياً يأبى الضيم، ويأبى الظلم وحراً، وهذه من القيم التي غابت إلى حدٍ كبير في واقع الأمة، بل أصبحت في تلك المرحلة التي تحرك فيها ثقافة الذل والترويج للذل والترويج للقبول بحالة الهوان.
رجل المرحلة:
لقد كان بحق رجل المرحلة، يعي هذه المرحلة التي يمر بها شعبه وتمر بها أمته عموماً، يعيها جيداً يعي خطورتها، يعي ما تتطلبه هذه المرحلة، يعي تداعياتها ويعي ما يجب أن تكون عليه الأمة في مواجهة هذا الواقع وفي الخروج منه، وفي مواجهة تلك التداعيات.
رجل المسؤولية:
وكان بحق رجل المسؤولية، يعي مسؤوليته، ومسؤولية الأمة من حوله تجاه هذا الواقع المرير، تجاه هذه المرحلة الخطرة، ويحمل روحية المسؤولية بما تحتاج إليه، من عزم ومن إرادة ومن صدق ومن جد ومن اهتمام ومن وعي ومن إيمان ومن عزيمة.
إيمانه الكامل:
كان أمة، أمة من الأخلاق والقيم، رجلاً متكاملاً في إيمانه، في وعيه، في أخلاقه، في سؤدده، في قيمه، وأدرك الواقع. أدرك الواقع على المستوى العالمي، وعلى مستوى واقع الأمة، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته، ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع وخطورة المرحلة.
عالمي النظرة واسع الأفق
كان واسع الأفق، كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبداً اهتمامه أو نظرته أو توجهه في محيطه، لا محيطه المذهبي، ولا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلاً عالمياً بعالمية القرآن في رؤيته الواسعة، في اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة، وفي أفقه الواسع.
رحمته بالأمة وتألمه لحال الأمة السيئ:
هذا الرجل العظيم كان رحيماً بأمته وبشعبه، يتألم ويعاني لكل ألم أو معاناة عندما يشاهد الظلم، عندما يشاهد معاناة الأمة، عندما يشاهد تلك المظالم الفظيعة والوحشية بحق الأمة، سواء في داخل شعبه أو خارج شعبه، فالكل أمة واحدة يجمعها عنوان واحد هو الإسلام، وارتباط واحد وأساس واحد وأرضية واحدة هي الإسلام.
حطم جدار الصمت وكسر حاجز الخوف: مثَلَ بداية حكيمة ودقيقة ومدروسة للدفع بالناس وتحقيق نقلة من واقع الصمت وواقع الاستسلام وواقع الخضوع وحالة اللا موقف، إلى الموقف إلى الكلام إلى التحرك إلى الفعل إلى المسؤولية.
الدروس والمبادئ المستوحاة من ذكرى استشهاده:
مما لا شك فيه أن استذكار مثل هذه الفاجعة التي أسفرت عن استشهاد شخصية عظيمة بقدر وعظمة ما حمله من فكر، وما أسس له من مبادئ قرآنية، وأسس إيمانية استقاها من نبع كتاب الله سبحانه وتعالى، ومن هدي آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله، يجعلنا على يقين بأن له أثرا كبيرا على أعداء الأمة.
فاستهداف الشهيد القائد هو استهداف لمبادئ الحق التي حملها، فكان شهيد كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، كيف لا وهو من قال في محاضرة (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا).
“ونحن نقول: مهما كانت الوعود، مهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، أليس كذلك؟ وإذا ما صمتنا، وإذا ما صمتنا, إذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله الذي قال لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} أفلا نكون من أنصار الله ولو بكلمة؟! سننصر دين الله، وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود، في مواجهة اليهود فأمام من ننصره؟! أمام من ننصره؟! إذا سكتنا في أوضاع كهذه فمتى سنتكلم؟ متى سنتكلم إذا سكتنا وهناك من يأمرنا بالصمت؟ سنتكلم، ويجب أن نكرر دائما شعار: [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] في كل جمعة وفي كل اجتماع”.
فلم يصمت ولم ينهزم، وتحرك بدافع المسؤولية في زمن تكميم الأفواه، ورفع صرخة الحق في وجه المستكبرين معلنا عداءه ومحددا موقفه من طواغيت العصر في شعار الصرخة (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
ونحن بدورنا يجب أن نستلهم من هذه الذكرى مبادئ ثورة الحسين والتي نذكر منها ما يلي:
أن نخشى الله فوق كل شيء.
ألا نخشى الطغيان ورموزه مهما كانت قوتها.
أن نتحرك مهما كانت الظروف.
ألا تأخذنا في الله لومة لائم.
أن نأنس بالحق وإن قلَّ أتباعه.
ألا يردنا عن الحق والوقوف في صف الحق أي شيء من مخاوف أو أخطار.
أن نمقت الباطل وأهل الباطل ونستوحشه.
أن نتثقف بثقافة القرآن في مرحلة هجرت الأمة القرآن وابتعدت عنه.
ولهذا يبقى الشهيد القائد مدرسة قرآنية عظيمة بعظمة الإنجاز الذي حققه الشهيد القائد، عظيمة بعظمة المشروع الذي حمله ودعا إليه حيث ثبّت على أرض الواقع المشروع القرآني، وقدمه واقعا عمليا، ولم يقدمه كرؤية تكتب للدراسة، أو مناهج تباع للتداول.
فهو مشروع يمكن تحققه على أرض الواقع، قدمه وتحرك به مشروعا عمليا أحدث تغييرا، وزلزل به الواقع، حيث بدأ بالتغيير في واقع النفوس، وبنى أمة تتحرك على أساسه.