يمانيون – متابعات
ضمن إطار التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن قطع كابلات الإنترنت من شأنه أن يلحق ضرراً بالصين، وهو ما تسعى إليه واشنطن التي تعمل على تطويق بكين ومنع تطوّرها لتصبح الدولة العظمى الأولى عالمياً.

اتخذت الأزمة في البحر الأحمر بُعداً جديداً بحيث انتقل الصراع من فوق سطح الماء إلى تحتها، وذلك مع إعلان شركة سيكوم الجنوب أفريقية للاتصالات الدولية عن تعرّض كابل لها، يقع تحت سطح مياه البحر قبالة سواحل اليمن يربط أوروبا بالهند، لأضرار.

واتهم الإعلام الإسرائيلي القوات المسلحة اليمنية بقطع أربعة كابلات اتصالات بحرية في البحر الأحمر بين جدّة وجيبوتي، وتسبّب هذا الانقطاع بأضرار في الاتصالات بين أوروبا وآسيا. بالمقابل نفى أنصار الله المزاعم الإسرائيلية من احتمال استهدافهم لكابلات الإنترنت في البحر الأحمر.

يمرّ تحت البحر الأحمر ستة عشر كابلاً تعمل على ربط آسيا بأوروبا حيث أنها تنقل 17% على الأقل من خدمة الإنترنت في العالم. وبالتالي فإن قطع الكابلات البحرية، أو إتلافها قد يؤدي إلى تعطيل البيانات والاتصالات بين أوروبا وآسيا وإلحاق أضرار بالاقتصاد العالمي.

يروّج الإعلام الغربي منذ مدة عن خطر استهداف أنصار الله لكابلات الإنترنت في البحر الأحمر. فالشهر الماضي نشرت صحيفة ” فورين بوليسي” الأميركية تقريراً من أن أنصار الله قد يستهدفون كابلات الاتصالات البحرية، بما في ذلك خطوط الإنترنت التي تمرّ عبر البحر الأحمر وتربط آسيا بأوروبا.

وزعمت الصحيفة في تحليلاتها أن حساباً مرتبطاً بالقوات المسلحة اليمنية على تطبيق تليغرام نشر خرائط لكابلات الإنترنت البحرية التي تمرّ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج. وقبل ذلك نشر موقع منتدى الخليج الدولي ومقرّه واشنطن تقريراً أشار فيه إلى أن الكابلات البحرية قد تكون هدفاً لهجوم أنصار الله.

حرصت حركة أنصار الله اليمنية، منذ بدء عملياتها في البحر الأحمر، على التأكيد أن عملياتها تستهدف فقط السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والسفن المتجهة نحو “إسرائيل”، ولغاية اليوم لم تستهدف الحركة سوى هذه السفن. كما أكدت مراراً حرصها على تجنيب كابلات الإنترنت وخدماتها أيّ مخاطر، وأعلنت عن تقديمها التسهيلات اللازمة لإصلاحها وصيانتها.

عادة ما يعلن أنصار الله عن الأنشطة والهجمات التي يقومون بها والسفن التي يستهدفونها، ولو كانوا هم من عطّلوا كابلات الإنترنت لأعلنوا عن ذلك صراحة. وبغض النظر عما إذا كان أنصار الله يملكون المعدات التقنية لقطع كابلات الإنترنت أو لا، فإنه ليس من مصلحتهم استهداف الكابلات لأسباب عديدة، منها أن تعطيل هذه الكابلات سيلحق ضرراً باقتصاد دول صديقة كالصين مثلاً، وهذا من شأنه أن يوتر العلاقة بين الصين واليمن من جهة والصين وإيران من جهة أخرى. وقد يدفع بكين إلى أن تتدخّل في أزمة البحر الأحمر لحماية مصالحها، ولا يكون تدخّلها عسكرياً، إنما عبر الضغط على الأطراف المعنية لحثّ أنصار الله على إيقاف هجماتهم في البحر الأحمر.

ومن الأسباب الأخرى التي تستبعد أن يكون أنصار الله هم من استهدف كابلات الإنترنت هو موقفهم أمام العالم وتصريحاتهم من أن ما يقومون به من هجمات في البحر الأحمر يرتبط بحرب غزة، وأن الجماعة تدعم وتساند المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وليس هدفهم تعطيل الملاحة الدولية والإضرار باقتصاد الدول، هذا من شأنه أن يساهم في زيادة الدول التي تنظر إليهم على أنهم حركة مقاومة ويزيد التأييد العالمي لهم.

ولكن بالمقابل قد يكون لأطراف أخرى مصلحة في قطع كابلات الإنترنت في المنطقة كـ “إسرائيل” وأميركا. وقد يكون ذلك عبر نشر غواصة في أعماق البحر من السفينة الأم ثم استخدام مقص عملاق لقضم كابلات الإنترنت في قاع المحيط.

ومن الأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة الأميركية إلى القيام بقطع كابلات الإنترنت تأليب الرأي العالمي ضد أنصار الله، ولا سيما الدول الأوروبية والصين، وبالتالي هذا العمل التخريبي قد يدفع الدول الأوروبية ودولاً أخرى إلى المشاركة في تحالف “حارس الازدهار” الذي شكّلته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبعض الدول الأخرى لضرب أهداف أنصار الله في اليمن، من دون أن تضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها البربري على قطاع غزة.

وقد يكون من مصلحة واشنطن أيضاً قطع كابلات الإنترنت من أجل الضغط على الصين للتدخّل في أزمة البحر الأحمر عبر الضغط على إيران لحثّ أنصار الله على إيقاف هجماتهم في البحر الأحمر. وقد سبق للولايات المتحدة الأميركية أن طلبت من الصين ذلك، ولكنّ موقف بكين واضح من هذه الأزمة بأن إنهاء الحرب في غزة سيؤدي قطعاً إلى وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وبالتالي يجب معالجة سبب هجمات أنصار الله وليس استخدام القوة ضدهم. وعليه فإن قطع كابلات الإنترنت قد يلحق ضرراً بالصين ما قد يدفعها إلى التدخّل في أزمة البحر الأحمر.

وضمن إطار التنافس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فإن قطع كابلات الإنترنت من شأنه أن يلحق ضرراً بالصين، وهو ما تسعى إليه واشنطن التي تعمل على تطويق بكين ومنع تطوّرها لتصبح الدولة العظمى الأولى عالمياً.

لغاية اليوم لم تتمّ معرفة السبب الحقيقي لتعطيل كابلات الإنترنت ولا من هم وراءه. واستناداً إلى الحوادث السابقة كحادثة تفجير خط أنابيب نورد ستريم في أيلول/سبتمبر 2022 لن يُعرف المرتكب الحقيقي، ولكن من المؤكد أن هذا الحادث، فيما لو تكرّر مستقبلاً، قد يدفع بالمزيد من العسكرة في البحر الأحمر وتزايد التنافس الدولي عليه.

المصدر : الميادين نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: کابلات الإنترنت فی المتحدة الأمیرکیة فی البحر الأحمر أنصار الله فإن قطع

إقرأ أيضاً:

صنعاء تكشف عن “وحش بحري” جديد ومشاهد تُظهر لحظة افتراسه سفينة عملاقة في البحر الأحمر (فيديو)

الجديد برس:

أعلنت قوات صنعاء أنها ستكشف اليوم الأحد الستار عن زورق مسير جديد دخل الخدمة مؤخراً ويتميز بقدرات تدميرية عالية وتكنولوجيا متقدمة.

ووفقاً للمتحدث باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، فإن الإعلام الحربي سيوزع مشاهد استهداف هذا الزورق لسفينة “Transworld Navigator” في تمام الساعة الثالثة عصراً.

وكان العميد سريع قد أعلن في بيان سابق عن استهداف سفينة “Transworld Navigator” في البحر الأحمر في 23 يونيو، حيث أصيبت السفينة بشكل مباشر بزورق مسير، وذلك بسبب انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.

وفي 22 يونيو، أعلنت قوات صنعاء عن استهداف نفس السفينة في البحر العربي بعدد من الصواريخ الباليستية.

وقد نشرت حسابات مهتمة بأخبار شركات الشحن العالمية مشاهد تظهر نجاح قوات صنعاء في استهداف سفينة “Transworld Navigator” في البحر الأحمر، مما أدى إلى حدوث انفجار عنيف بالسفينة.

وتؤكد هذه الحادثة مرة أخرى على قدرات القوات البحرية التابعة لصنعاء وتطور تكنولوجيا الأسلحة التي تستخدمها. ويعد هذا الزورق الجديد إضافة قوية لقوات صنعاء، حيث يتميز بقدرات متقدمة وتكنولوجيا متطورة تمكنه من تنفيذ مهام هجومية بفعالية.

????⚡️WATCH ! Footage of the Yemeni USV heading towards the "Transworld Navigator".

This is the second time the vessel was hit during the crossing of Bab el Mandeb. pic.twitter.com/uoN1Pi4kbN

— MenchOsint (@MenchOsint) June 23, 2024

وكانت قوات صنعاء قد كشفت مؤخراً عن زورق مسير جديد يسمى “طوفان 1″، والذي يتمتع بقدرات تدميرية وتقنية عالية. ويأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من استهداف الزورق لناقلة النفط “توتور” في البحر الأحمر وإغراقها في 12 يونيو.

ووفقاً للمواصفات التي نشرتها قوات صنعاء، يتميز الزورق الحربي “طوفان 1” بأنه زورق هجومي مسير ويحمل رأساً حربياً يزن 150 كجم، ويبلغ سرعته القصوى 35 ميلاً بحرياً في الساعة.

كما يتميز الزورق “طوفان 1” بقدرته العالية على المناورة والتخفي، مما يجعله فعالاً في استهداف الأهداف البحرية الثابتة والمتحركة القريبة. والأهم من ذلك، أن هذا الزورق محلي الصنع، مما يدل على التطور التكنولوجي والهندسي الذي حققته قوات صنعاء.

???? الزورق الحربي طوفان 1 – مواصفات ومشاهد تعرض للمرة الأولى لتجربة زورق طوفان 1 على هدف بحري#محلي_الصنع#معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/WptgkTABf1

— الإعلام الحربي اليمني (@MMY1444) June 21, 2024

مشاهد استهداف سفينة توتور بزورقين مسلحين في البحر الأحمر واغراقها pic.twitter.com/0cFhx5iKF1

— الإعلام الحربي اليمني (@MMY1444) June 19, 2024

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
  • الحوثيون يعلنون استهداف أربع سفن جديدة
  • الحوثيون يُعلنون استهداف أربع سفن تابعة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل
  • لحظة استهداف سفينة "ترانسورلد نافيجيتور" في البحر الأحمر
  • بزورق طوفان المدمر.. فيديو استهداف سفينة في البحر الأحمر ينشره المتحدث باسم الحوثيين
  • صنعاء تكشف عن “وحش بحري” جديد ومشاهد تُظهر لحظة افتراسه سفينة عملاقة في البحر الأحمر (فيديو)
  • كيف يتم مطاردة اليمنيين بالبارجة “أيزنهاور”؟
  • أنصار الله: سنرفع الستار عن زورق جديد استهدف سفينة Transworld Navigator
  • الجيش الأميركي: تدمير 7 مُسيّرات ومحطة تحكم حوثية تهدد الملاحة الدولية
  • الجيش الامريكي يعلن عن تدمير 7 طائرات مسيرة تابعة للحوثيين