نيويورك تايمز: سياسة بايدن في مكافحة التضخم غير فعالة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
كشفت لصحيفة نيويورك تايمز، عن نهج الرئيس بايدن في مكافحة التضخم وحث على الحذر من إلقاء اللوم على جشع الشركات في ارتفاع الأسعار.
واشنطن تطالب بخطة لإجلاء المدنيين قبل تنفيذ أي عمليات عسكرية بايدن يخطف قبلة من ميلوني ويثير جدلًا حول التحرش.. شاهد
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، أدى تركيز بايدن المتزايد على التضخم، مدفوعا بمخاوف الناخبين وانتخابات نوفمبر المقبلة، إلى بذل جهود لمعالجة السخط العام.
ومع الاعتراف بأهمية معالجة التضخم، يسلط كوي الضوء على تعقيدات ديناميكيات الأسعار في اقتصاد السوق. وهو يميز بين التلاعب، الذي ينطوي على استغلال الندرة المؤقتة، وتعديلات الأسعار المشروعة المدفوعة باختلال التوازن بين العرض والطلب.
علاوة على ذلك، يشكك كوي في مدى فعالية تصنيف سعي الشركات إلى الربح باعتباره السبب الرئيسي للتضخم. ويشير إلى أن مثل هذا السرد يبالغ في تبسيط العوامل المتعددة الأوجه التي تؤثر على تحركات الأسعار في الاقتصاد.
يستشهد كوي ببيانات اقتصادية تشير إلى أنه في حين أن أرباح الشركات ساهمت في التضخم في عام 2021، إلا أن تأثيرها تضاءل في عام 2022. وعلى الرغم من ذلك، زاد التصور العام لجشع الشركات كمحرك رئيسي للتضخم بشكل كبير.
اتخذت إدارة بايدن تدابير مختلفة لمعالجة مخاوف المستهلكين، بما في ذلك معالجة الانكماش، وفرض حدود قصوى على "الرسوم غير المرغوب فيها"، وبدء مفاوضات بشأن أسعار الأدوية الموصوفة. ومع ذلك، يحذر كوي من الإفراط في التنظيم، مشددًا على أهمية تعزيز المنافسة في السوق.
ويشير إلى أن زيادة المنافسة في الصناعات يمكن أن تخفف بشكل طبيعي ضغوط الأسعار من خلال تحفيز الشركات على تقديم أسعار وجودة تنافسية. ويدافع كوي عن السياسات التي تعزز القدرة التنافسية في السوق كحل أكثر استدامة لمعالجة المخاوف المتعلقة بالتضخم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مكافحة التضخم بايدن جشع الشركات ارتفاع الأسعار
إقرأ أيضاً:
ترامب.. رئاسة بلا سياسة وسيارة بلا مقود!
من جماليّات مواقف ترامب على الساحتين الأمريكية والدولية أنه لاعب ولكنه يظن نفسه حَكَما. خرّيج بازار مثقل بأوزار من المصالح ولكنه يتوهم أنه قدّيس منافح عن القيم والفضائل.
ولهذا فلا سبيل لأن يدرك، وهو على هذه الحال من زيف الوعي، أن معظم النتائج لا تتوقف على ما يقرره هو، بل على طريقة تفاعل أو تضارب قرارات رجال السياسة والاقتصاد الآخرين مع قرارته في العاجل والآجل.
ولكن إذا كان هو لا يدرك فالأكيد أن مستشاريه وراسمي سياساته في «مؤسسة التراث» يدركون، بل يعلمون علم اليقين. ذلك أن هذا التلازم بين عقلانية القرارات الفردية المتعددة (أو القرارات الأحادية المتقلبة في حالة ترامب) وعشوائية العواقب الجماعية الناجمة عنها هي من المفارقات الإنسانية الكبرى التي أدى النظر المنهجي فيها، كما ذكرنا السبت الماضي، إلى نشأة «نظرية الألعاب» التي تتخذها العلوم الاجتماعية وسيلة لمحاولة نَمْذَجة الحالات التي يؤدي تفاعل المواقف الكثيرة أو تضارب المصالح المتنوعة فيها إلى نتائج غير مقصودة، ناهيك عن أن تكون محسوبة.
مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها
فلا عجب إذن أن يرى بعض الباحثين الأوروبيين أن ترامب دخل ملعب نظرية الألعاب هذه لاعبا هاويا تُعوِزه مهاراتُ المحترفين لأن الفوضى الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها قد أنزلت بكثير من الدول محنةَ ما تسميه نظرية الألعاب هذه بـ«معضلة السجين». إنها معضلة شخصين معتقلين كل على حدة: يمكن لكل منهما أن يلتزم الصمت (التعاون) أو لأحدهما أن يشي بالآخر (الخيانة). إذا صمت كلاهما كانت العقوبة خفيفة، وإذا وشى كل منهما بالآخر كانت العقوبة ثقيلة على كليهما. أما إذا صمت أحدهما وتكلم الثاني، فإن العقوبة الثقيلة ستكون من نصيب الصامت والخفيفة من نصيب الواشي.
وهذه، كما ترى، معضلة محيرة لأن التزام أي طرف فيها بالتعاون (الصمت) إنما ينطوي على خطر وقوعه ضحية لخيانة (كلام) الآخرين. إلا أنه يمكن لهذا الخطر، حسب خبير نظرية الألعاب روبرت أكسلرود، أن يتناقص إذا طال زمن المعضلة، أي إذا ظلت اللعبة ُتلعب مرارا وتكرارا. ذلك أن التكرار يغير منطق اللعبة تغييرا كاملا لأنه يسمح للّاعب بأخذ الماضي في الحسبان وتذكّر الخيارات السابقة لشركائه، أو أعدائه، وتعديل سلوكه على هذا الأساس. وهكذا يمكن للتعاون أن ينشأ ويسود بين أفراد عقلانيين حتى في الحالات التي يكون إغراء الخيانة فيها قويا.
ولكن مسلك ترامب ليس عقلانيا. لهذا لم يعد موقف سويسرا بأي أثر إيجابي على اقتصادها رغم أنها قررت التعاون الكامل وغير المشروط مع ترامب لما آثرت عدم اتخاذ أي إجراء انتقامي بعد أن فرض عليها تعرفة جمركية بنسبة 32 بالمائة. لهذا يرى أكسلرود أن إدارة الخد الأيسر خطأ جسيم. فما الموقف الأنسب عنده إذن؟ إنه القصاص! أي نعم! ذلك أن هذا الموقف البشري الفطري، العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، يمثل استراتيجية ناجحة في جميع حالات معضلة السجين. فالقصاص موقف يتسم بوضوح تام يمكّن كل طرف من التوقع الصائب لرد فعل الأطراف الأخرى. كما أنه يلتزم تناسُبيّة راديكالية لا بديل عنها لإقناع مختلف الأطراف بجدوى الكف عن التصعيد والثبات على مواقف تعاونية على المدى البعيد.
ولكن خصوصية الحالة الترامبية، بما تحمله من مفاجآت وتقلبات، تقلل من القدرة التفسيرية لمعضلة السجين لترجّح، في المقابل، كفة ما تسميه نظرية الألعاب «لعبة الدجاجة» (أو لعبة الصقور والحمائم أو صراع الإرادات). وأشهر أمثلتها سباق بين سيارتين في اتجاهين متعاكسين تهجم فيه كل سيارة نحو الأخرى بأقصى سرعة، والذي يكبح أولا (بسبب الخوف) هو الذي يخسر السباق ويفقد ماء الوجه.
النتيجة: إذا لم يقرر أي من السائقيْن حرف مسار السيارة أو الضغط على الكابح فإن كليهما يهلك، ولا مجال لتكرار اللعب. فكيف السبيل إلى الفوز؟ يجيب الاقتصادي توماس شلنغ بأنه لا حاجة بك إلى الذكاء أو المكر، بل يكفي أن تنزع مقود السيارة وتلوح به! ذلك أن المنافس إذا رأى أنك لم تعد مسيطرا على سيارتك فإنه لن يجد بدا من الدوس على الكابح. وهكذا، فالذي يتمكن من إقناع الآخرين بأنه لن يغير مساره هو الذي يفوز حتى لو لم يَجُرّ فوزه إلا بلاء وخرابا. وهذه بالضبط هي لعبة النزق التي أراد ترامب بادئ الأمر فرضها على بقية العالم، ولكن سوء عمله لم يمهله فعادت تتقاذفه أمواج التردد والتقلب.
المصدر: القدس العربي